همسة في أذن كل صوفي
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّد الأوّلين والآخرين وآله صحبه إلى يوم الدين قال الإمام زرّوق الفاسي الشاذلي
رضي الله عنه في كتابه ( قواعد التصوّف ) : ( ... قد حُدّ التصوف ورُسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين. مرجعها كله لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنّما هي وجوه فيه، والله أعلم ) فالتصوّف حقيقته هو صدق التوجّه إلى الله تعالى فكلّ من ماح عن هذه الغاية أو قصد غيرها في أصل نيّته فلا يشفع له طريق
الله في شيء لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنّما الأعمال بالنيّات ) وقول من قال من القوم ( الهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها ) وما ذلك إلاّ لأنّهم ضيّعوا الأصول فحرموا طريق الوصول , فالمركوب حقيقة في طريق الله تعالى من البداية وإلى النهاية هي النيّة فكلّما فسدت النيّة فطلبت غير ربّها في سيرها وطريقها فصاحبها هالك إلاّ أن يسعفه الله تعالى بفضل من عنده ومعونة من لدنه وهداية يصحّح له بها سيره إليه كما قال الإمام الغزالي رحمه الله ( طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلاّ أن يكون له ) . كان الطريق ولا يزال لمن صدق كما قيل وليس لمن سبق ,إلاّ أنّ التجارب لها من الوزن ما يعادل مجرّد الصدق , فلئن قالوا بأنّ الصدق أحدّ من السيف ما وضع على شيء إلاّ قطعه ,وأنه شيخ الفقير الأوّل والأخير وأنّه الحفظ والسلامة في طريق السلوك , إلاّ أنّ التجربة أيضا لها قيمة عظمى لا يستهان بها , فقد حكى القوم تجاربهم في التصوّف منذ بداية الدنيا لما فيها من عبر وآيات قال تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ) فما جعلت القصّة التي هي في حقيقتها تجربة إلاّ لاستخلاص العبرة وهذا ما قاله سيّدنا موسى عليه السلام للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلّم في ليلة عرج به حينما أشار عليه بأن يرجع إلى ربّه كم من مرّة ليخفّف له عدد الصلوات عن أمّته. فحكى سيّدنا موسى عليه السلام تجربته مع قومه فقال لسيّد الوجود : إنّ أمّته لا تتحمّل فقد جرّبت بني إسرائيل من قبل , فهذا حدّ التجربة وما لها من دور فعّال في معرفة الدين ومراميه وأحكامه , فطريق الله تعالى الذي هو التصوّف كلّه تجارب عميقة في السير إلى الله تعالى فحكى الأئمّة تجاربهم كما حكى الصحابة حياتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى ألّف كتاب إسمه ( حياة الصحابة ) فيعدّ من أنفع الكتب بعد كتاب الله وأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام , فالخلاصة التي وصلت إليها : أنّ طريق الله أمره كلّه جميل فهو قريب من الفقير الصادق الذي لا يريد غير وجه الله تعالى , ولكنّه في نفس الوقت طويل بعيد على من أراد فيه غير وجه ربّه فهناك تتخطّفه الشياطين فتلقيه في مهاوي البعد والتيه الفكري والعقلي حتّى يصل إلى درجة اليأس من النوال منه أو تقول الإحباط والهموم والأحزان , لأنّ طريق الله تعالى سلاح ذو حدّين فإمّا لك وإمّا عليك. إنّ أساس الأمر كلّه هو إتّباع كتاب الله تعالى وسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام , حفظا وعملا صدقا وعزما , فوالله تعالى لا يوجد شيء يقرّب إلى الله تعالى أكثر ولا أبلغ من كتابه الكريم وسنّة حبيبه عليه الصلاة والسلام فقال الجنيد رحمه الله ( من لم يحفظ كتاب الله تعالى ويكتب حديث خير المرسلين لا يقتدى به في طريق الله تعالى ) وقال : ( علمنا هذا مقيّد ومشيّد بالكتاب والسنّة ) فمن خرج عن هذا المنهج والمنحى فلا يعتبر صوفيُ ولا راغبا فيما عند الله. مرّة ذهبت إلى صديق له وزنه في العلوم والبحوث فدخلت إلى بيته فأراني مكتبته فوجدتها عامرة بجميع أصناف الكتب في جميع الفنون إلاّ أنّني لاحظت فيها شيئا فقلت له : هل عندك كتاب الله تعالى ؟ فقال لي : لا , فقلت له : يا عجبا . ثمّ قلت له : أين كتب الحديث والسيرة , فقال لي : لا يوجد , فقلت له : سبحان الله أتجمع كلّ هذه الكتب ثمّ تخلو مكتبتك من كتاب الله وسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام ؟ الكثير اليوم من الذين يدّعون زورا وبهتانا أنّهم صوفيون لا تجد فيهم أيّ ميل إلى حفظ كتاب الله تعالى وحفظ أحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام أو تدارسه أو تباحثه مع أنّ الله تعالى يقول ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) فوالله الذي لا يحلف بغيره لو تجمع في ذاكرتك علم الأوّلين والآخرين وتحفظ متون الشرق والغرب ولا يكون لك حفظ للقرآن أو ما تيسّر منه وتكون عالما بالسيرة النبويّة متّقنا لها حفظا وفهما فلن ينفعك ذلك بالقدر الذي تريده وأمرك الله به . كان في زمن سلفنا من رجال الطريق لهم زوايا وتكايا ومساجد يحفّظون الناس فيها القرآن وكان لهم حلق علمية نبوية يتدارسون خلالها الحديث النبوي ويحفظونه مع حفظهم لكتاب الله تعالى ويفسّرونها بتفاسير العلماء , وقد كان سيدي أحمد العلاوي له مدرسة كاملة في الفقه والسيرة والتوحيد , ومن قبله كانت مدرسة الإمام الشعراني تضاهي الأزهر الشريف في تدريسه وتعليمه , ومن قبل كان سيدي الوليّ الصالح محرز في تونس طلب من ابن أبي زيد القيرواني أن يؤلّف له متنا في الفقه المالكي ليعلّمه الصغار في الكتّاب فألّف له الرسالة المعروفة المشهورة , فإنّ أهل الطريقة كانوا من أشدّ الناس عناية في تدريس علوم الشريعة وتلقين مناهج الطريقة وعلم الحقيقة , أمّا اليوم فقد تكاد تخلو الزوايا من كلّ هذا إلاّ ما كان في بعض البلدان فالحمد لله فما زال فيها خيرا كثيرا . فحفظ كتاب الله تعالى ومدارسته من أفضل العبادات من بعد التوحيد والإيمان وكذلك تدارس السنّة النبويّة فهي نور على نور فوالله إنّ لأنوار السنّة تظهر على من اعتنى بها وأظهرها وتقيّد بها فهل يوجد أبلغ من سنّة الحبيب عليه الصلاة والسلام لكن بحسب تفسير علمائنا من أهل السنّة من مشائخ الطريق أهل الله تعالى فإنّك عندما تدرس الفقه عند عارف بالله تسري بركة نور الفقه فيك , وهذا صحيح مجرّب فلا تنسى العلم لأنّ النور صفة مصاحبة فما أمتن علم من سلف , وكذلك فإنّك متى أخذت علم الحديث عن عارف بالله فكأنّك تحسّ بداخلك أنّك تأخذه من رسول الله عليه الصلاة والسلام , لأنّ الحديث يسري بنوره ( فعندما تحدّثنا عن الجنّة والنار فكأنّما نراها رأي عين ) كما ورد في الحديث عن أحد الصحابة . فهذا الفرق بينهم وبين غيرهم فإنّ الكلام الديني يخرج بحسب وصف قلب صاحبه فإنّك تعرف مقام المتكلّم من كلامه فإنّه متى كان صادقا منوّرا يسري فيك نور صدقه ومتى كان متصنّعا غير متحقّق بما يتكلّم به لا يسري فيك شيء من نوره وهذا صحيح مجرّب , لذا سكر سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام من كلام الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فنادى بقوله بعد هذا ( هلمّوا إلى هذا الكلام القريب العهد من الله ) وقال ( لقد قعد القوم على قواعد الشريعة فيما قعد غيرهم على الرسوم ) , فإنّ العارف متى درّسك الدين سقاك من كأس اللفظ ماء طهورا وشرابا سلسبيلا بخلاف غيره فإنّ فاقد الشيء لا يعطيه , نعم تدرس الكتاب والسنّة وتعتني بهما أشدّ العناية فهما يغنيان عن كلّ كتاب إلاّ ما كان شرحا لمعانيهما فلا تجد هذا النبع الصافي إلاّ حينما تأخذه من أفواه الرجال أهل الله تعالى فإنّك تحسّ بصدقهم فيه وبنورهم فيه فـتأخذه .
رضي الله عنه في كتابه ( قواعد التصوّف ) : ( ... قد حُدّ التصوف ورُسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين. مرجعها كله لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنّما هي وجوه فيه، والله أعلم ) فالتصوّف حقيقته هو صدق التوجّه إلى الله تعالى فكلّ من ماح عن هذه الغاية أو قصد غيرها في أصل نيّته فلا يشفع له طريق
الله في شيء لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنّما الأعمال بالنيّات ) وقول من قال من القوم ( الهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها ) وما ذلك إلاّ لأنّهم ضيّعوا الأصول فحرموا طريق الوصول , فالمركوب حقيقة في طريق الله تعالى من البداية وإلى النهاية هي النيّة فكلّما فسدت النيّة فطلبت غير ربّها في سيرها وطريقها فصاحبها هالك إلاّ أن يسعفه الله تعالى بفضل من عنده ومعونة من لدنه وهداية يصحّح له بها سيره إليه كما قال الإمام الغزالي رحمه الله ( طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلاّ أن يكون له ) . كان الطريق ولا يزال لمن صدق كما قيل وليس لمن سبق ,إلاّ أنّ التجارب لها من الوزن ما يعادل مجرّد الصدق , فلئن قالوا بأنّ الصدق أحدّ من السيف ما وضع على شيء إلاّ قطعه ,وأنه شيخ الفقير الأوّل والأخير وأنّه الحفظ والسلامة في طريق السلوك , إلاّ أنّ التجربة أيضا لها قيمة عظمى لا يستهان بها , فقد حكى القوم تجاربهم في التصوّف منذ بداية الدنيا لما فيها من عبر وآيات قال تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب ) فما جعلت القصّة التي هي في حقيقتها تجربة إلاّ لاستخلاص العبرة وهذا ما قاله سيّدنا موسى عليه السلام للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلّم في ليلة عرج به حينما أشار عليه بأن يرجع إلى ربّه كم من مرّة ليخفّف له عدد الصلوات عن أمّته. فحكى سيّدنا موسى عليه السلام تجربته مع قومه فقال لسيّد الوجود : إنّ أمّته لا تتحمّل فقد جرّبت بني إسرائيل من قبل , فهذا حدّ التجربة وما لها من دور فعّال في معرفة الدين ومراميه وأحكامه , فطريق الله تعالى الذي هو التصوّف كلّه تجارب عميقة في السير إلى الله تعالى فحكى الأئمّة تجاربهم كما حكى الصحابة حياتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى ألّف كتاب إسمه ( حياة الصحابة ) فيعدّ من أنفع الكتب بعد كتاب الله وأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام , فالخلاصة التي وصلت إليها : أنّ طريق الله أمره كلّه جميل فهو قريب من الفقير الصادق الذي لا يريد غير وجه الله تعالى , ولكنّه في نفس الوقت طويل بعيد على من أراد فيه غير وجه ربّه فهناك تتخطّفه الشياطين فتلقيه في مهاوي البعد والتيه الفكري والعقلي حتّى يصل إلى درجة اليأس من النوال منه أو تقول الإحباط والهموم والأحزان , لأنّ طريق الله تعالى سلاح ذو حدّين فإمّا لك وإمّا عليك. إنّ أساس الأمر كلّه هو إتّباع كتاب الله تعالى وسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام , حفظا وعملا صدقا وعزما , فوالله تعالى لا يوجد شيء يقرّب إلى الله تعالى أكثر ولا أبلغ من كتابه الكريم وسنّة حبيبه عليه الصلاة والسلام فقال الجنيد رحمه الله ( من لم يحفظ كتاب الله تعالى ويكتب حديث خير المرسلين لا يقتدى به في طريق الله تعالى ) وقال : ( علمنا هذا مقيّد ومشيّد بالكتاب والسنّة ) فمن خرج عن هذا المنهج والمنحى فلا يعتبر صوفيُ ولا راغبا فيما عند الله. مرّة ذهبت إلى صديق له وزنه في العلوم والبحوث فدخلت إلى بيته فأراني مكتبته فوجدتها عامرة بجميع أصناف الكتب في جميع الفنون إلاّ أنّني لاحظت فيها شيئا فقلت له : هل عندك كتاب الله تعالى ؟ فقال لي : لا , فقلت له : يا عجبا . ثمّ قلت له : أين كتب الحديث والسيرة , فقال لي : لا يوجد , فقلت له : سبحان الله أتجمع كلّ هذه الكتب ثمّ تخلو مكتبتك من كتاب الله وسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام ؟ الكثير اليوم من الذين يدّعون زورا وبهتانا أنّهم صوفيون لا تجد فيهم أيّ ميل إلى حفظ كتاب الله تعالى وحفظ أحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام أو تدارسه أو تباحثه مع أنّ الله تعالى يقول ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) فوالله الذي لا يحلف بغيره لو تجمع في ذاكرتك علم الأوّلين والآخرين وتحفظ متون الشرق والغرب ولا يكون لك حفظ للقرآن أو ما تيسّر منه وتكون عالما بالسيرة النبويّة متّقنا لها حفظا وفهما فلن ينفعك ذلك بالقدر الذي تريده وأمرك الله به . كان في زمن سلفنا من رجال الطريق لهم زوايا وتكايا ومساجد يحفّظون الناس فيها القرآن وكان لهم حلق علمية نبوية يتدارسون خلالها الحديث النبوي ويحفظونه مع حفظهم لكتاب الله تعالى ويفسّرونها بتفاسير العلماء , وقد كان سيدي أحمد العلاوي له مدرسة كاملة في الفقه والسيرة والتوحيد , ومن قبله كانت مدرسة الإمام الشعراني تضاهي الأزهر الشريف في تدريسه وتعليمه , ومن قبل كان سيدي الوليّ الصالح محرز في تونس طلب من ابن أبي زيد القيرواني أن يؤلّف له متنا في الفقه المالكي ليعلّمه الصغار في الكتّاب فألّف له الرسالة المعروفة المشهورة , فإنّ أهل الطريقة كانوا من أشدّ الناس عناية في تدريس علوم الشريعة وتلقين مناهج الطريقة وعلم الحقيقة , أمّا اليوم فقد تكاد تخلو الزوايا من كلّ هذا إلاّ ما كان في بعض البلدان فالحمد لله فما زال فيها خيرا كثيرا . فحفظ كتاب الله تعالى ومدارسته من أفضل العبادات من بعد التوحيد والإيمان وكذلك تدارس السنّة النبويّة فهي نور على نور فوالله إنّ لأنوار السنّة تظهر على من اعتنى بها وأظهرها وتقيّد بها فهل يوجد أبلغ من سنّة الحبيب عليه الصلاة والسلام لكن بحسب تفسير علمائنا من أهل السنّة من مشائخ الطريق أهل الله تعالى فإنّك عندما تدرس الفقه عند عارف بالله تسري بركة نور الفقه فيك , وهذا صحيح مجرّب فلا تنسى العلم لأنّ النور صفة مصاحبة فما أمتن علم من سلف , وكذلك فإنّك متى أخذت علم الحديث عن عارف بالله فكأنّك تحسّ بداخلك أنّك تأخذه من رسول الله عليه الصلاة والسلام , لأنّ الحديث يسري بنوره ( فعندما تحدّثنا عن الجنّة والنار فكأنّما نراها رأي عين ) كما ورد في الحديث عن أحد الصحابة . فهذا الفرق بينهم وبين غيرهم فإنّ الكلام الديني يخرج بحسب وصف قلب صاحبه فإنّك تعرف مقام المتكلّم من كلامه فإنّه متى كان صادقا منوّرا يسري فيك نور صدقه ومتى كان متصنّعا غير متحقّق بما يتكلّم به لا يسري فيك شيء من نوره وهذا صحيح مجرّب , لذا سكر سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام من كلام الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فنادى بقوله بعد هذا ( هلمّوا إلى هذا الكلام القريب العهد من الله ) وقال ( لقد قعد القوم على قواعد الشريعة فيما قعد غيرهم على الرسوم ) , فإنّ العارف متى درّسك الدين سقاك من كأس اللفظ ماء طهورا وشرابا سلسبيلا بخلاف غيره فإنّ فاقد الشيء لا يعطيه , نعم تدرس الكتاب والسنّة وتعتني بهما أشدّ العناية فهما يغنيان عن كلّ كتاب إلاّ ما كان شرحا لمعانيهما فلا تجد هذا النبع الصافي إلاّ حينما تأخذه من أفواه الرجال أهل الله تعالى فإنّك تحسّ بصدقهم فيه وبنورهم فيه فـتأخذه .
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: