معرفة المؤتلف والمختلف من الأسماء والأنساب وما يلتحق بها
معرفة المؤتلف والمختلف من الأسماء والأنساب وما يلتحق بها
والمتفق والمفترق من الاسماء
وهو ما يأتلف - أي تتفق - في الخط صورته، وتختلف في اللفظ صيغته. هذا فن جليل، من لم يعرفه من المحدثين كثرعِثاره، ولم يعدم مخجلا، وهو منتشر لا ضابط في أكثره يفزع إليه، وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا.
وقد صنفت فيه كتب كثيرة مفيدة، ومن أكملها الإكمال لأبي نصر بن ماكولا، على إعواز فيه. وهذه أشياء مما دخل منه تحت الضبط مما يكثر ذكره. والضبط فيها على قسمين على العموم وعلى الخصوص.
فمن القسم الأول سلاَّم وسلاَم، جميع ما يرد عليك من ذلك فهو بتشديد اللام إلا خمسة، وهم:
سلام والد عبد الله بن سلام الإسرائيلي الصحابي.
وسلام والد محمد بن سلام البيكَنْدي البخاري، شيخ البخاري، لم يذكر فيه الخطيب وابن ماكولا غير التخفيف. وقال صاحب المطالع: منهم من خفف ومنهم من ثقل، وهو الأكثر.
قلت: التخفيف أثبت، وهو الذي ذكره غُنجار في تاريخ بخارى، وهو أعلم بأهل بلاده.
وسلام بن محمد بن ناهض المقدسي، روى عنه أبو طالب الحافظ والطبراني. وسماه الطبراني سلامة.
وسلام جد محمد بن عبد الوهاب بن سلام، المتكلم الجُبائي أبي علي المعتزلي. وقال المبرد في كامله: ليس في العرب سلام - مخفف اللام - إلا والد عبد الله بن سلام، وسلام بن أبي الحُقَيق. قال: وزاد آخرون سلام بن مِشكَم، خَمّارا كان في الجاهلية، والمعروف فيه التشديد، والله أعلم.
عُمارة و عِمارة، ليس لنا عمارة - بكسر العين - إلا أُبيّ بن عِمارة من الصحابة، ومنهم من ضمه، ومن عداه عمارة، بالضم، والله أعلم.
كَرِيز وكُرَيز، حكى أبو علي الغساني في كتابه تقييد المهمل عن محمد بن وضاح أن كريزا - بفتح الكاف - في خزاعة، وكريزا - بضمها - في عبد شمس بن عبد مناف.
قلت: وكريز - بضمها - موجود أيضا في غيرهما. ولا نستدرك في المفتوح بأيوب بن كريز الراوي عن عبد الرحمن بن غنْم لكون عبد الغني ذكره بالفتح، لأنه بالضم كذلك، ذكره الدارقطني وغيره.
حِزام: بالزاي في قريش، وحرام: بالراء المهملة في الأنصار، والله أعلم.
ذكر أبو علي بن البَرَداني أنه سمع الخطيب الحافظ يقول: العَيْشيون بصريون، والعبسيون كوفيون، والعنسيون شاميون.
قلت: وقد قاله قبله الحاكم أبو عبد الله، وهذا على الغالب: الأول بالشين المعجمة، والثاني بالباء الموحدة، والثالث بالنون، والسين فيهما غير معجمة.
أبو عُبيدة، كلُّه بالضم. بلغنا عن الدارقطني أنه قال: لا نعلم أحدا يكنى أبا عَبيدة، بالفتح.
وهذه أشياء اجتهدت في ضبطها، متتبعا من ذكرهم الدارقطني وعبد الغني وابن ماكولا، منها: السفر، بإسكان الفاء، والسفَر، بفتحها. وجدت الكنى من ذلك بالفتح، والباقي بالإسكان. ومن المغاربة من سكن الفاء من أبي السفر سعيد بن يُحمِد، وذلك خلاف ما يقوله أصحاب الحديث، حكاه الدارقطني عنهم.
عِسْل: بكسر العين المهملة وإسكان السين المهملة، وعسل بفتحهما.
وجدت الجميع من القبيل الأول، ومنهم: عِسْل بن سفيان، إلا عَسَل بن ذكوان الأخباري البصري، فإنه بالفتح. ذكره الدارقطني وغيره، ووجدته بخط الإمام أبي منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة بالكسر والإسكان أيضا ولا أراه ضبطه، والله أعلم.
غنَّام: بالغين المعجمة والنون المشددة، وعثاَّم بالعين المهملة والثاء المثلثة المشددة.
ولا يعرف من القبيل الثاني غير عثام بن علي العامري الكوفي، والد علي بن عثام الزاهد، والباقون من الأول، منهم: غنام بن أوس: صحابي بدري، والله أعلم.
قُمير وقَمير: الجميع بضم القاف، ومنهم مكي بن قمير، عن جعفر بن سليمان، إلا امرأة مسروق بن الأجدع قَمِير بنت عمرو، فإنها بفتح القاف وكسر الميم، والله أعلم.
مِسْوَر ومسوَّر: أما مُسَوَّر - بضم الميم وتشديد الواو وفتحها - فهو مسور بن يزيد المالكي الكاهلي، له صحبة. ومسوَّر بن عبد الملك اليربوعي روى عنه معن بن عيسى، ذكره البخاري. ومن سواهما - فيما نعلم - بكسر الميم وإسكان السين، والله أعلم.
الحمَّال والجمَّال: لا نعرف في رواة الحديث - أو فيمن ذكر منهم في كتب الحديث المتداولة - الحمال بالحاء المهملة، صفة لا اسما، إلا هارون بن عبد الله الحمال، والد موسى بن هارون الحمال الحافظ. حكى عبد الغني الحافظ: أنه كان بزازا، فلما تزهد حمل. وزعم الخليلي وابن الفلكي: أنه لقب بالحمال لكثرة ما حمل من العلم، ولا أُرى ما قالاه يصح. ومن عداه فالجمال، بالجيم، منهم محمد بن مهران الجمال، حدث عنه البخاري ومسلم وغيرهما، والله أعلم.
وقد يوجد في هذا الباب ما يؤمن فيه من الغلط، ويكون اللافظ فيه مصيبا كيفما قال، مثل: عيسى بن أبي عيسى الحناط، وهو أيضا الخباط والخياط، إلا أنه اشتهر بعيسى الحناط، بالحاء والنون، كان خياطا للثياب، ثم ترك ذلك وصار حناطا يبيع الحنطة، ثم ترك ذلك وصار خباطا يبيع الخَبط الذي تأكله الإبل. وكذلك مسلم الخباط، بالباء المنقوطة بواحدة، اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة، حكى اجتماعها في هذين الشخصين الإمام الدارقطني، والله أعلم.
القسم الثاني: ضبط ما في الصحيحين، أو ما فيهما مع الموطأ من ذلك، على الخصوص.
فمن ذلك: بشار - بالشين المنقوطة - والد بندار محمد بن بشار. وسائر من في الكتابين يسار - بالياء المثناة في أوله، والسين المهملة - ذكر ذلك أبو علي الغساني في كتابه.
وفيهما جميعا: سيَّار بن سلامة وسيَّار بن أبي سيار وَرْدَان، ولكن ليسا على هذه الصورة وإن قاربا، والله أعلم.
جميع ما في الصحيحين والموطأ مما هو على صورة بِشر فهو بالشين المنقوطة وكسر الباء، إلا أربعة: فإنهم بالسين المهملة وضم الباء، وهم: عبد الله بن بُسْر المازني من الصحابة، وبسر بن سعيد، وبسر بن عبيد الله الحضرمي، وبسر بن مِحْجن الديلي. وقد قيل في ابن محجن: بشر، بالشين المنقوطة، حكاه أحمد بن صالح المصري، عن جماعة من ولده ورهطه. وبالأول قال مالك والأكثر، والله أعلم.
وجميع ما فيها على صورة بشير، بالياء المثناة من تحت قبل الراء، فهو: بالشين المنقوطة والباء الموحدة المفتوحة، إلا أربعة: فاثنان منهم بضم الباء وفتح الشين المعجمة، وهما: بُشَير بن كعب العدوي، وبشير بن يسار. والثالث: يُسَير بن عمرو، وهو: بالسين المهملة وأوله ياء مثناة من تحت مضمومة، ويقال فيه أيضا: أسير. والرابع قَطَنْ بن نُسير، وهو: بالنون المضمومة والسين المهملة، والله أعلم.
كل ما فيها على صورة يزيد، فهو: بالزاي والياء المثناة من تحت إلا ثلاثة أحدها: بريد بن عبد الله بن أبي بردة، فإنه بضم الباء الموحدة وبالراء المهملة. والثاني: محمد ابن عرعرة بن الِبرِنْد، فإنه بالباء الموحدة والراء المهملة المكسورتين وبعدهما نون ساكنة. وفي كتاب عمدة المحدثين وغيره: أنه بفتح الباب والراء، والأول أشهر، ولم يذكر ابن ماكولا غيره. والثالث: علي بن هاشم بن البَريد، فإنه بفتح الباء الموحدة والراء المهملة المكسورة والياء المثناة من تحت، والله أعلم.
كل ما يأتي فيها من الَبرَاء فإنه بتخفيف الراء، إلا أبا معشر البرّاء، وأبا العالية البراء، فإنهما بتشديد الراء. والبراء الذي يبري العود، والله أعلم.
ليس في الصحيحين والموطأ جارية - بالجيم - إلا جارية بن قدامة، ويزيد بن جارية، ومن عداهما فهو حارثة، بالحاء والثاء، والله أعلم.
ليس فيها حَرِيز - بالحاء في أوله والزاي في آخره - إلا حريز بن عثمان الرحبي الحمصي، وأبو حريز عبد الله بن الحسين القاضي، الراوي عن عكرمة وغيره. ومن عداهما: جرير، بالجيم. وربما اشتبها بحُدير - بالدال - وهو فيها والد عمران بن حُدير، ووالد زيد وزياد ابني حدير، والله أعلم.
ليس فيها حِراش - بالحاء المهملة - إلاوالد ربعي بن حِراش، ومن بقي ممن اسمه على هذه الصورة فهو خِراش، بالخاء المعجمة، والله أعلم.
ليس فيها حَصين - بفتح الحاء - إلا في أبي حُصين عثمان بن عاصم الأسدي، ومن عداه حصين بضم الحاء. وجميعه بالصاد المهملة، إلا حُضين بن المنذر أبا ساسان، فإنه بالضاد المعجمة، والله أعلم.
كل ما فيها من حازم وأبي حازم فهو بالحاء المهملة، إلا محمد بن خازم أبا معاوية الضرير، فإنه بخاء معجمة، والله أعلم.
الذي فيها من حَبّان - بالحاء المفتوحة والباء الموحدة المشددة - حبان بن منقذ: والد واسع بن حبان، وجد محمد بن يحيى بن حبان، وجد حبان بن واسع بن حبان. وحبان بن هلال، منسوبا وغير منسوب، عن شعبة وعن وهيب وعن همّام بن يحيى وعن أبان بن يزيد وعن سليمان بن المغيرة وعن أبي عوانة.
والذي فيها من حِبان - بكسر الحاء - حبان بن عطية، وحبان بن موسى، وهو حبان غير منسوب، عن عبد الله هو ابن المبارك، وابن العرقة اسمه أيضا حبان، ومن عدا هؤلاء فهو: حيان، بالياء المثناة من تحت، والله أعلم.
الذي في هذه الكتب من خبيب - بالخاء المعجمة المضمومة -- خبيب بن عدي، وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف، وهو خبيب غير منسوب، عن حفص بن عاصم وعن عبد الله بن محمد بن معن، وأبو خبيب عبد الله بن الزبير. ومن عداهم فبالحاء المهملة، والله أعلم.
ليس فيها حُكيم - بالضم - إلا حكيم بن عبد الله وزريق بن حكيم، والله أعلم.
كل ما فيها من رباح فهو بالباء الموحدة، إلا زياد بن رياح، وهو أبو قيس الراوي عن أبي هريرة: في أشراط الساعة، ومفارقة الجماعة، فإنه بالياء المثناة من تحت، عند الأكثرين. وقد حكى البخاري فيه وجهين بالباء والياء، والله أعلم. زُبيد وزَييد: ليس في الصحيحين إلا زبيد بالباء الموحدة، وهو زَبيد بن الحارث اليامي. وليس في الموطأ من ذلك إلا زييد، بياءين مثناتين من تحت، وهو زييد بن الصلت، يكسر أوله ويضم، والله أعلم.
فيها سَليم - بفتح السين - واحد، وهو سليم بن حيان، ومن عداه فيها فهو سُليم، بالضم، والله أعلم.
وفيها سلْم بن زَرِير، وسلم بن قتيبة، وسلم بن أبي الذيال، وسلم بن عبد الرحمن، هؤلاء الأربعة بإسكان اللام، ومن عداهم: سالم، بالألف، والله أعلم.
وفيها: سريج بن يونس، وسريج بن النعمان، وأحمد بن أبي سريج، هؤلاء الثلاثة بالجيم والسين المهملة، ومن عداهم فيها فهو بالشين المنقوطة والحاء المهملة، والله أعلم.
وفيها: سلمان الفارسي، وسلمان بن عامر، وسلمان الأغر، وعبد الرحمن بن سلمان، ومن عدا هؤلاء الأربعة سليمان بالياء. وأبو حازم الأشجعي الراوي عن أبي هريرة، وأبو رجاء مولى أبي قلابة، كل واحد منهما اسمه سلمان، بغير ياء، لكن ذُكرا بالكنية، والله أعلم.
وفيها: سَلِمة بكسر اللام، عمرو بن سلمة الجَرْمي إمام قومه، وبنو سلمة القبيلة من الأنصار. والباقي سَلمة بفتح اللام، غير أن عبد الخالق ابن سلمة في كتاب مسلم ذُكِر فيه الفتح والكسر، والله أعلم.
وفيها: سنان بن أبي سنان الدؤلي، وسنان بن سلمة، وسنان بن ربيعة أبو ربيعة، وأحمد بن سنان، وأم سنان، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني. ومن عدا هؤلاء الستة شيبان، بالشين المنقوطة والياء، والله أعلم.
عبَيدة: بفتح العين، ليس في الكتب الثلاثة إلا عبَيدة السلماني، وعَبيدة ابن حميد، وعبيدة بن سفيان، وعامر بن عَبيدة الباهلي. ومن عدا هؤلاء الأربعة فعُبيدة بالضم، والله أعلم.
عُبيد، بغير هاء التأنيث، هو بالضم حيث وقع فيها.
وكذلك عُبادة، بالضم حيث وقع، إلا محمد بن عَبادة الواسطي من شيوخ البخاري، فإنه بفتح العين وتخفيف الباء، والله أعلم.
عَبْدة: هو بإسكان الباء حيث وقع في هذه الكتب، إلا عامر بن عَبَدة في خطبة كتاب مسلم، وإلا بجَالة بن عبدة، على أن فيهما خلافا، منهم من سكن الباء منهما أيضا، وعبد بعض رواة مسلم عامر بن عبد، بلا هاء، ولا يصح، والله أعلم.
عَبَّاد: هو فيها بفتح العين وتشديد الباء، إلا قيس بن عُبَاد، فإنه بضم العين وتخفيف الباء، والله أعلم.
ليس فيها عُقيل - بضم العين - إلا عُقَيل بن خالد، ويحيى بن عُقَيل، وبنو عُقَيل للقبيلة. ومن عدا هؤلاء عَقِيل، بفتح العين، والله أعلم.
وليس فيها وافد - بالفاء - أصلا، وجميع ما فيها: واقد، بالقاف، والله أعلم.
ومن الأنساب، ذكر القاضي الحافظ عياض: أنه ليس في هذه الكتب الأبلي - بالباء الموحدة - أي المضمومة، وجميع ما فيها على هذه الصورة فإنما هو الأَيْلي، بالياء المنقوطة باثنتين من تحت.
قلت: روى مسلم الكثير عن شيبان بن فروخ، وهو أُبُلّي، بالباء الموحدة. لكن إذا لم يكن في شيء من ذلك منسوبا لم يلحق عياضا منه تخطئة، والله أعلم.
لا نعلم في الصحيحين البزار - بالراء المهملة في آخره - إلا خلف بن هشام البزار، والحسن بن الصباح البزار، وأما محمد بن الصباح البزاز وغيره فيهما فهو بزايين، والله أعلم.
وليس في الصحيحين والموطأ النصري - بالنون والصاد المهملة - إلا ثلاثة: مالك بن أوس بن الحدثان النصري، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وسالم مولى النصريين. وسائر ما فيها على هذه الصورة فهو بصري، بالباء الموحدة، والله أعلم.
ليس فيها التَوَّزي - بفتح التاء المثناة من فوق، والواو المشددة المفتوحة، والزاي - إلا أبو يعلى التوزي محمد بن الصلت، في كتاب البخاري في باب الردة. ومن عداه فهو الثوري، بالثاء المثلثة. ومنهم أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري، خرَّجا عنه، والله أعلم.
سعيد الجُريري، وعباس الجريري، والجريري غير مسمى عن أبي نضرة، هذا ما فيها بالجيم المضمومة.
وفيها الحريري - بالحاء المهملة - يحيى بن بشر، شيخ البخاري ومسلم، والله أعلم.
وفيها الجَريري - بفتح الجيم - يحيى بن أيوب الجريري في كتاب البخاري من ولد جرير بن عبد الله، والله أعلم.
الجاري فيها - بالجيم - شخص واحد، وهو سعد، منسوب إلى الجار، مرفأ السفن بساحل المدينة، ومن عداه الحارثي، بالحاء والثاء، والله أعلم.
الحزامي حيث وقع فيها فهو بالزاي غير المهملة، والله أعلم.
السلَمي: إذا جاء في الأنصار فهو بفتح السين، نسبة إلى بني سَلِمة منهم.
ومنهم جابر بن عبد الله، وأبو قتادة. ثم إن أهل العربية يفتحون اللام منه في النسب، كما في النمَري والصدَفي وبابهما، وأكثر أهل الحديث يقولونه بكسر اللام على الأصل، وهو لحن، والله أعلم.
ليس في الصحيحين والموطأ الهمذاني، بالذال المنقوطة، وجميع ما فيها على هذه الصورة فهو الهَمْداني، بالدال المهملة وسكون الميم. وقد قال أبو نصر بن ماكولا: الهمداني في المتقدمين بسكون الميم أكثر، وبفتح الميم في المتأخرين أكثر، وهو كما قال، والله أعلم.
هذه جملة لو رحل الطالب فيها لكانت رحلة رابحة، إن شاء الله تعالى. ويحق على الحديثي إيداعها في سويداء قلبه. وفي بعضها من خوف الانتقاض ما تقدم في الأسماء المفردة وأنا في بعضها مقلد كتاب القاضي عياض، ومعتصم بالله فيه وفي جميع أمري، وهو سبحانه أعلم.
معرفة المتفق والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوها
هذا النوع متفق لفظا وخطا، بخلاف النوع الذي قبله، فإن فيه الاتفاق في صورة الخط مع الافتراق في اللفظ، وهذا من قبيل ما يسمى في أصول الفقه المشترك. وزلق بسببه غير واحد من الأكابر، ولم يزل الاشتراك من مظان الغلط في كل علم.
وللخطيب فيه كتاب المتفق والمفترق وهو مع أنه كتاب حفيل غير مستوفٍ للأقسام التي أذكرها إن شاء الله تعالى.
فأحدها: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم.
مثاله:الخليل بن أحمد ستة، وفات الخطيب منهم الأربعة الأخيرة:
فأولهم النحوي البصري صاحب العَروض، حدث عن عاصم الأحول وغيره. قال أبو العباس المبرد: فتش المفتشون فما وجد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد. وذكر التاريخي أبو بكر: أنه لم يزل يسمع النسابين والأخباريين يقولون: إنهم لم يعرفوا غيره. واعترض عليه بأبي السفَر سعيد بن أحمد، احتجاجا بقول يحيى بن معين في اسم أبيه، فإنه أقدم. وأجاب: بأن أكثر أهل العلم إنما قالوا فيه سعيد بن يحُمِدَ، والله أعلم.
والثاني: أبو بشر المزني بصري أيضا، حدث عن المستنير بن أخضر، عن معاوية بن قرة. روى عنه العباس العنبري وجماعة.
والثالث: أصبهاني، روى عن روح بن عبادة.
والرابع: أبو سعيد السجزي القاضي، الفقيه الحنفي المشهور بخراسان، حدث عن ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، وغيرهم من الحفاظ المسندين.
والخامس: أبو سعيد البستي، القاضي المهلَّبي، فاضل، روى عن الخليل السجزي المذكور، وحدث عن أحمد بن المظفر البكري، عن ابن أبي خثيمة بتاريخه، وعن غيرهما، حدث عنه البيهقي الحافظ.
والسادس: أبو سعيد البستي أيضا، الشافعي، فاضل متصرف في علوم، دخل الأندلس، وحدث، ولد سنة ستين وثلاثمائة. روى عن أبي حامد الإسفرائيني وغيره. حدث عنه أبو العباس العُذري وغيره، والله أعلم.
القسم الثاني: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم أو أكثر من ذلك.
ومن أمثلته: أحمد بن جعفر بن حمدان، أربعة، كلهم في عصر واحد.
أحدهم: القَطِيعي البغدادي أبو بكر، الراوي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.
الثاني: السقطي البصري، أبو بكر، يروي أيضا عن عبد الله بن أحمد، ولكنه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَورقي.
الثالث: دينَوَري، روى عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن محمد بن كثير صاحب سفيان الثوري.
والرابع: طَرَسوسي، روى عن عبد الله بن جابر الطرسوسي تاريخ محمد ابن عيسى الطباع.
محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري: اثنان كلاهما في عصر واحد، وكلاهما يروي عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره.
فأحدهما: هو المعروف بأبي العباس الأصم.
والثاني: هو أبو عبد الله بن الأخرم الشيباني، ويعرف بالحافظ، دون الأول، والله أعلم.
القسم الثالث: ما اتفق من ذلك في الكنية والنسبة.
مثاله: أبو عمران الجَوني، اثنان.
أحدهما: التابعي عبد الملك بن حبيب.
والثاني: اسمه موسى بن سهل، بصري، سكن بغداد، روى عن هشام ابن عمار وغيره، روى عنه دَعْلَج بن أحمد وغيره.
ومما يقاربه أبو بكر بن عياش، ثلاثة:
أولهم: القارئ المحدث، وقد سبق ذكر الخلاف في اسمه.
والثاني: أبو بكر بن عياش الحمصي الذي حدث عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وهو مجهول، وجعفر غير ثقة.
والثالث: أبو بكر بن عياش السُلَمي الباجُدّائي، صاحب كتاب غريب الحديث واسمه حسين بن عياش مات سنة أربع ومائتين بباجُدا، روى عنه علي بن جميل الرقي وغيره، والله أعلم.
القسم الرابع: عكس هذا.
ومثاله: صالح بن أبي صالح، أربعة:
أحدهم: مولى التوأمة بنت أمية بن خلف.
والثاني: أبوه أبو صالح السمان، ذكوان، الراوي، عن أبي هريرة.
والثالث: صالح بن أبي صالح السَدوسي، روى عن علي وعائشة، روى عنه خلاد بن عمر.
والرابع: صالح بن أبي صالح، مولى عمرو بن حريث، روى عن أبي هريرة، روى عنه أبو بكر بن عياش، والله أعلم.
القسم الخامس: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم ونسبتهم.
مثاله محمد بن عبد الله الأنصاري، اثنان متقاربان في الطبقة.
أحدهما: هو الأنصاري المشهور، القاضي أبو عبد الله، الذي روى عنه البخاري والناس.
والثاني: كنيته أبو سلمة، ضعيف الحديث، والله أعلم.
القسم السادس: ما وقع فيه الاشتراك في الاسم خاصة، أو الكنية خاصة، وأشكل مع ذلك، لكونه لم يذكر بغير ذلك.
مثاله: ما رويناه عن ابن خلاد القاضي الحافظ قال:
إذا قال عارم: حدثنا حماد فهو حماد بن زيد، وكذلك سليمان بن حرب.
وإذا قال التبوذكي: حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة، وكذلك الحجاج بن منهال.
وإذا قال عفان: حدثنا أمكن أن يكون أحدَهما.
ثم وجدت عن محمد بن يحيى الذهلي، عن عفان قال: إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم أنسبه فهو ابن سلمة.
وذكر محمد بن يحيى - فيمن سوى التبوذكي - ما ذكره ابن خلاد. ومن ذلك ما رويناه عن سلمة بن سليمان أنه حدث يوما فقال: أخبرنا عبد الله فقيل له:ابن من ؟ فقال: يا سبحان الله ! أما ترضون في كل حديث حتى أقول: حدثنا عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي الذي منزله في سكة صُغْد. ثم قال سلمة: إذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن الزبير. وإذا قيل بالمدينة عبد الله فهو ابن عمر. وإذا قيل بالكوفة عبد الله فهو ابن مسعود. وإذا قيل بالبصرة عبد الله فهو ابن عباس. وإذا قيل بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك.
وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني: إذا قال المصري عن عبد الله ولا ينسبه، فهوابن عمرو، يعني ابن العاص. وإذا قال المكي عن عبد الله ولا ينسبه، فهو ابن عباس.
ومن ذلك: أبو حمزة، بالحاء والزاي، عن ابن عباس إذا أطلق.
وذكر بعض الحفاظ: أن شعبة روى عن سبعة كلهم أبو حمزة عن ابن عباس، وكلهم أبو حمزة - بالحاء والزاي - إلا واحدا فإنه بالجيم، وهو أبو جمرة نصر ابن عمران الضُّبَعي. ويدرك فيه الفرق بينهم بأن شعبة إذا قال عن أبي جمرة عن ابن عباس وأطلق فهو عن نصر بن عمران، و إذا روى عن غيره فهو يذكر اسمه أو نسبه، والله أعلم.
القسم السابع: المشترك المتفق في النسبة خاصة.
ومن أمثلته: الآمُلي والآملي:
فالأول: إلى آمل طَبرَستان. قال أبو سعيد السمعاني: أكثر أهل العلم من أهل طبرستان من آمل.
والثاني: إلى آمل جَيحون. شهر بالنسبة إليها عبد الله بن حماد الآملي، روي عنه البخاري في صحيحه.
وما ذكرهالحافظ أبو علي الغساني، ثم القاضي عياض، المغربيان: من أنه منسوب إلى آمل طبرستان، فهو خطأ، والله أعلم.
ومن ذلك الحنفي والحنفي.
فالأول نسبة إلى بني حنيفة.
والثاني: نسبة إلى مذهب أبي حنيفة. وفي كل منهما كثرة وشهرة. وكان محمد بن طاهر المقدسي، وكثير من أهل العلم والحديث وغيرهم، يفرقون بينهما، فيقولون في المذهب حنيفي بالياء، ولم أجد ذلك عن أحد من النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري الإمام، قاله في كتابه الكافي ولمحمد بن طاهر في هذا القسم كتاب الأنساب المتفقة. ووراء هذه الأقسام أقسام أُخر لا حاجة بنا إلى ذكرها.
ثم إن ما يوجد من المتفق المفترق غير مقرون ببيان، فالمراد به قد يدرك بالنظر في رواياته، فكثيرا ما يأتي مميزا في بعضها، وقد يدرك بالنظر في حال الراوي والمروي عنه، وربما قالوا في ذلك بظن لا يقوى.
حدث القاسم المطرز يوما بحديث عن أبي همام أو غيره، عن الوليد بن مسلم، عن سفيان. فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ: من سفيان هذا ؟ فقال: هذا الثوري، فقال له أبو طالب: بل هو ابن عيينة. فقال له المطرز: من أين قلت ؟ فقال: لأن الوليد قد روى عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة، وهو مليء بابن عيينة، والله أعلم.
نوع يتركب من النوعين اللذين قبله
وهو: أن يوجد الاتفاق المذكور في النوع الذي فرغنا منه آنفا في اسمي شخصين أو كنيتهما التي عرفا بها، ويوجد في نسبهما أو نسبتهما الاختلاف والائتلاف المذكوران في النوع الذي قبله. أو على العكس من هذا: بأن يختلف ويأتلف أسماؤهما، ويتفق نسبتهما أو نسبهما اسما أو كنية.
ويلتحق بالمؤتلف والمختلف فيه ما يتقارب ويشتبه، وإن كان مختلفا في بعض حروفه في صورة الخط.
وصنف الخطيب الحافظ في ذلك كتابه الذي سماه كتاب تلخيص المتشابه في الرسم وهو من أحسن كتبه، لكن لم يعرب باسمه الذي سماه به عن موضوعه كما أعربنا عنه.
فمن أمثلة الأول: موسى بن عَلي بفتح العين، وموسى بن عُلي بضم العين.
فمن الأول جماعة، منهم: أبو عيسى الخُتُّلي، الذي روى عنه أبو بكر بن مِقْسَم المقري وأبو علي الصواف وغيرهما.
وأما الثاني: فهو موسى بن عُلي بن رباح، اللخمي المصري، عرف بالضم في اسم أبيه. وقد روينا عنه تخريجه من يقوله بالضم. ويقال: إن أهل مصر كانوا يقولونه بالفتح لذلك، وأهل العراق كانوا يقولونه بالضم. وكان بعض الحفاظ يجعله بالفتح اسما له وبالضم لقبا، والله أعلم.
ومن المتفق من ذلك المختلف المؤتلف في النسبة:
محمد بن عبد الله المُخَرّمي - بضم الميم الأولى وكسر الراء المشددة -مشهور، صاحب حديث، نسب إلى المُخّرِم من بغداد.
ومحمد بن عبد الله المَخْرمي - بفتح الميم الأولى وإسكان الخاء المعجمة - غير مشهور، روى عن الإمام الشافعي، والله أعلم.
ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة: ثور بن يزيد الكلاعي الشامي. وثور بن زيد - بلا ياء في أوله - الديلي المدني، وهذا الذي روى عنه مالك، وحديثه في الصحيحين معا. والأول حديثه عند مسلم خاصة، والله أعلم.
ومن المتفق في الكنية، المختلف المؤتلف في النسبة: أبو عمرو الشيباني، وأبو عمرو السيباني، تابعيان، يفترقان: في أن الأول بالشين المعجمة، والثاني بالسين المهملة. واسم الأول سعد بن أياس، ويشاركه في ذلك أبو عمرو الشيباني اللغوي إسحاق بن مِرار. وأما الثاني فاسمه زُرعة، وهو والد يحيى بن أبي عمرو السيباني الشامي، والله أعلم.
وأما القسم الثاني الذي هو على العكس: فمن أمثلته بأنواعه: عَمرو بن زرارة، بفتح العين، وعُمر بن زرارة بضم العين.
فالأول جماعة، منهم: أبو محمد النيسابوري، الذي روى عنه مسلم.
والثاني: يعرف بالحدثي، وهو الذي يروي عنه البغوي المنيعي. وبلغنا عن الدارقطني: أنه من مدينة في الثغر يقال لها الحدث. وروينا عن أبي أحمد الحافظ الحاكم: أنه من أهل الحديثة، منسوب إليها، والله أعلم.
عبيد الله بن أبي عبد الله وعبد الله بن أبي عبد الله.
الأول: هو ابن الأغر سلمان، أبي عبد الله، صاحب أبي هريرة، روى عنه مالك.
والثاني: جماعة، منهم عبد الله بن أبي عبد الله المقري، الأصبهاني، روى عنه أبو الشيخ الأصبهاني، والله أعلم.
حيان الأسدي، بالياء المشددة المثناة من تحت. وحنان - بالنون الخفيفة -الأسدي.
فمن الأول: حيان بن حُصين، التابعي، الراوي عن عمار بن ياسر.
والثاني: هو حنان الأسدي، من بني أسد بن شُريك، بضم الشين، وهو مُسَرْهَد والد مُسَدَّد، ذكره الدارقطني، يروي عن أبي عثمان النهدي، والله أعلم.
النوع السادس والخمسون: معرفة الرواة المتشابهين
والمتفق والمفترق من الاسماء
وهو ما يأتلف - أي تتفق - في الخط صورته، وتختلف في اللفظ صيغته. هذا فن جليل، من لم يعرفه من المحدثين كثرعِثاره، ولم يعدم مخجلا، وهو منتشر لا ضابط في أكثره يفزع إليه، وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا.
وقد صنفت فيه كتب كثيرة مفيدة، ومن أكملها الإكمال لأبي نصر بن ماكولا، على إعواز فيه. وهذه أشياء مما دخل منه تحت الضبط مما يكثر ذكره. والضبط فيها على قسمين على العموم وعلى الخصوص.
فمن القسم الأول سلاَّم وسلاَم، جميع ما يرد عليك من ذلك فهو بتشديد اللام إلا خمسة، وهم:
سلام والد عبد الله بن سلام الإسرائيلي الصحابي.
وسلام والد محمد بن سلام البيكَنْدي البخاري، شيخ البخاري، لم يذكر فيه الخطيب وابن ماكولا غير التخفيف. وقال صاحب المطالع: منهم من خفف ومنهم من ثقل، وهو الأكثر.
قلت: التخفيف أثبت، وهو الذي ذكره غُنجار في تاريخ بخارى، وهو أعلم بأهل بلاده.
وسلام بن محمد بن ناهض المقدسي، روى عنه أبو طالب الحافظ والطبراني. وسماه الطبراني سلامة.
وسلام جد محمد بن عبد الوهاب بن سلام، المتكلم الجُبائي أبي علي المعتزلي. وقال المبرد في كامله: ليس في العرب سلام - مخفف اللام - إلا والد عبد الله بن سلام، وسلام بن أبي الحُقَيق. قال: وزاد آخرون سلام بن مِشكَم، خَمّارا كان في الجاهلية، والمعروف فيه التشديد، والله أعلم.
عُمارة و عِمارة، ليس لنا عمارة - بكسر العين - إلا أُبيّ بن عِمارة من الصحابة، ومنهم من ضمه، ومن عداه عمارة، بالضم، والله أعلم.
كَرِيز وكُرَيز، حكى أبو علي الغساني في كتابه تقييد المهمل عن محمد بن وضاح أن كريزا - بفتح الكاف - في خزاعة، وكريزا - بضمها - في عبد شمس بن عبد مناف.
قلت: وكريز - بضمها - موجود أيضا في غيرهما. ولا نستدرك في المفتوح بأيوب بن كريز الراوي عن عبد الرحمن بن غنْم لكون عبد الغني ذكره بالفتح، لأنه بالضم كذلك، ذكره الدارقطني وغيره.
حِزام: بالزاي في قريش، وحرام: بالراء المهملة في الأنصار، والله أعلم.
ذكر أبو علي بن البَرَداني أنه سمع الخطيب الحافظ يقول: العَيْشيون بصريون، والعبسيون كوفيون، والعنسيون شاميون.
قلت: وقد قاله قبله الحاكم أبو عبد الله، وهذا على الغالب: الأول بالشين المعجمة، والثاني بالباء الموحدة، والثالث بالنون، والسين فيهما غير معجمة.
أبو عُبيدة، كلُّه بالضم. بلغنا عن الدارقطني أنه قال: لا نعلم أحدا يكنى أبا عَبيدة، بالفتح.
وهذه أشياء اجتهدت في ضبطها، متتبعا من ذكرهم الدارقطني وعبد الغني وابن ماكولا، منها: السفر، بإسكان الفاء، والسفَر، بفتحها. وجدت الكنى من ذلك بالفتح، والباقي بالإسكان. ومن المغاربة من سكن الفاء من أبي السفر سعيد بن يُحمِد، وذلك خلاف ما يقوله أصحاب الحديث، حكاه الدارقطني عنهم.
عِسْل: بكسر العين المهملة وإسكان السين المهملة، وعسل بفتحهما.
وجدت الجميع من القبيل الأول، ومنهم: عِسْل بن سفيان، إلا عَسَل بن ذكوان الأخباري البصري، فإنه بالفتح. ذكره الدارقطني وغيره، ووجدته بخط الإمام أبي منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة بالكسر والإسكان أيضا ولا أراه ضبطه، والله أعلم.
غنَّام: بالغين المعجمة والنون المشددة، وعثاَّم بالعين المهملة والثاء المثلثة المشددة.
ولا يعرف من القبيل الثاني غير عثام بن علي العامري الكوفي، والد علي بن عثام الزاهد، والباقون من الأول، منهم: غنام بن أوس: صحابي بدري، والله أعلم.
قُمير وقَمير: الجميع بضم القاف، ومنهم مكي بن قمير، عن جعفر بن سليمان، إلا امرأة مسروق بن الأجدع قَمِير بنت عمرو، فإنها بفتح القاف وكسر الميم، والله أعلم.
مِسْوَر ومسوَّر: أما مُسَوَّر - بضم الميم وتشديد الواو وفتحها - فهو مسور بن يزيد المالكي الكاهلي، له صحبة. ومسوَّر بن عبد الملك اليربوعي روى عنه معن بن عيسى، ذكره البخاري. ومن سواهما - فيما نعلم - بكسر الميم وإسكان السين، والله أعلم.
الحمَّال والجمَّال: لا نعرف في رواة الحديث - أو فيمن ذكر منهم في كتب الحديث المتداولة - الحمال بالحاء المهملة، صفة لا اسما، إلا هارون بن عبد الله الحمال، والد موسى بن هارون الحمال الحافظ. حكى عبد الغني الحافظ: أنه كان بزازا، فلما تزهد حمل. وزعم الخليلي وابن الفلكي: أنه لقب بالحمال لكثرة ما حمل من العلم، ولا أُرى ما قالاه يصح. ومن عداه فالجمال، بالجيم، منهم محمد بن مهران الجمال، حدث عنه البخاري ومسلم وغيرهما، والله أعلم.
وقد يوجد في هذا الباب ما يؤمن فيه من الغلط، ويكون اللافظ فيه مصيبا كيفما قال، مثل: عيسى بن أبي عيسى الحناط، وهو أيضا الخباط والخياط، إلا أنه اشتهر بعيسى الحناط، بالحاء والنون، كان خياطا للثياب، ثم ترك ذلك وصار حناطا يبيع الحنطة، ثم ترك ذلك وصار خباطا يبيع الخَبط الذي تأكله الإبل. وكذلك مسلم الخباط، بالباء المنقوطة بواحدة، اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة، حكى اجتماعها في هذين الشخصين الإمام الدارقطني، والله أعلم.
القسم الثاني: ضبط ما في الصحيحين، أو ما فيهما مع الموطأ من ذلك، على الخصوص.
فمن ذلك: بشار - بالشين المنقوطة - والد بندار محمد بن بشار. وسائر من في الكتابين يسار - بالياء المثناة في أوله، والسين المهملة - ذكر ذلك أبو علي الغساني في كتابه.
وفيهما جميعا: سيَّار بن سلامة وسيَّار بن أبي سيار وَرْدَان، ولكن ليسا على هذه الصورة وإن قاربا، والله أعلم.
جميع ما في الصحيحين والموطأ مما هو على صورة بِشر فهو بالشين المنقوطة وكسر الباء، إلا أربعة: فإنهم بالسين المهملة وضم الباء، وهم: عبد الله بن بُسْر المازني من الصحابة، وبسر بن سعيد، وبسر بن عبيد الله الحضرمي، وبسر بن مِحْجن الديلي. وقد قيل في ابن محجن: بشر، بالشين المنقوطة، حكاه أحمد بن صالح المصري، عن جماعة من ولده ورهطه. وبالأول قال مالك والأكثر، والله أعلم.
وجميع ما فيها على صورة بشير، بالياء المثناة من تحت قبل الراء، فهو: بالشين المنقوطة والباء الموحدة المفتوحة، إلا أربعة: فاثنان منهم بضم الباء وفتح الشين المعجمة، وهما: بُشَير بن كعب العدوي، وبشير بن يسار. والثالث: يُسَير بن عمرو، وهو: بالسين المهملة وأوله ياء مثناة من تحت مضمومة، ويقال فيه أيضا: أسير. والرابع قَطَنْ بن نُسير، وهو: بالنون المضمومة والسين المهملة، والله أعلم.
كل ما فيها على صورة يزيد، فهو: بالزاي والياء المثناة من تحت إلا ثلاثة أحدها: بريد بن عبد الله بن أبي بردة، فإنه بضم الباء الموحدة وبالراء المهملة. والثاني: محمد ابن عرعرة بن الِبرِنْد، فإنه بالباء الموحدة والراء المهملة المكسورتين وبعدهما نون ساكنة. وفي كتاب عمدة المحدثين وغيره: أنه بفتح الباب والراء، والأول أشهر، ولم يذكر ابن ماكولا غيره. والثالث: علي بن هاشم بن البَريد، فإنه بفتح الباء الموحدة والراء المهملة المكسورة والياء المثناة من تحت، والله أعلم.
كل ما يأتي فيها من الَبرَاء فإنه بتخفيف الراء، إلا أبا معشر البرّاء، وأبا العالية البراء، فإنهما بتشديد الراء. والبراء الذي يبري العود، والله أعلم.
ليس في الصحيحين والموطأ جارية - بالجيم - إلا جارية بن قدامة، ويزيد بن جارية، ومن عداهما فهو حارثة، بالحاء والثاء، والله أعلم.
ليس فيها حَرِيز - بالحاء في أوله والزاي في آخره - إلا حريز بن عثمان الرحبي الحمصي، وأبو حريز عبد الله بن الحسين القاضي، الراوي عن عكرمة وغيره. ومن عداهما: جرير، بالجيم. وربما اشتبها بحُدير - بالدال - وهو فيها والد عمران بن حُدير، ووالد زيد وزياد ابني حدير، والله أعلم.
ليس فيها حِراش - بالحاء المهملة - إلاوالد ربعي بن حِراش، ومن بقي ممن اسمه على هذه الصورة فهو خِراش، بالخاء المعجمة، والله أعلم.
ليس فيها حَصين - بفتح الحاء - إلا في أبي حُصين عثمان بن عاصم الأسدي، ومن عداه حصين بضم الحاء. وجميعه بالصاد المهملة، إلا حُضين بن المنذر أبا ساسان، فإنه بالضاد المعجمة، والله أعلم.
كل ما فيها من حازم وأبي حازم فهو بالحاء المهملة، إلا محمد بن خازم أبا معاوية الضرير، فإنه بخاء معجمة، والله أعلم.
الذي فيها من حَبّان - بالحاء المفتوحة والباء الموحدة المشددة - حبان بن منقذ: والد واسع بن حبان، وجد محمد بن يحيى بن حبان، وجد حبان بن واسع بن حبان. وحبان بن هلال، منسوبا وغير منسوب، عن شعبة وعن وهيب وعن همّام بن يحيى وعن أبان بن يزيد وعن سليمان بن المغيرة وعن أبي عوانة.
والذي فيها من حِبان - بكسر الحاء - حبان بن عطية، وحبان بن موسى، وهو حبان غير منسوب، عن عبد الله هو ابن المبارك، وابن العرقة اسمه أيضا حبان، ومن عدا هؤلاء فهو: حيان، بالياء المثناة من تحت، والله أعلم.
الذي في هذه الكتب من خبيب - بالخاء المعجمة المضمومة -- خبيب بن عدي، وخبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف، وهو خبيب غير منسوب، عن حفص بن عاصم وعن عبد الله بن محمد بن معن، وأبو خبيب عبد الله بن الزبير. ومن عداهم فبالحاء المهملة، والله أعلم.
ليس فيها حُكيم - بالضم - إلا حكيم بن عبد الله وزريق بن حكيم، والله أعلم.
كل ما فيها من رباح فهو بالباء الموحدة، إلا زياد بن رياح، وهو أبو قيس الراوي عن أبي هريرة: في أشراط الساعة، ومفارقة الجماعة، فإنه بالياء المثناة من تحت، عند الأكثرين. وقد حكى البخاري فيه وجهين بالباء والياء، والله أعلم. زُبيد وزَييد: ليس في الصحيحين إلا زبيد بالباء الموحدة، وهو زَبيد بن الحارث اليامي. وليس في الموطأ من ذلك إلا زييد، بياءين مثناتين من تحت، وهو زييد بن الصلت، يكسر أوله ويضم، والله أعلم.
فيها سَليم - بفتح السين - واحد، وهو سليم بن حيان، ومن عداه فيها فهو سُليم، بالضم، والله أعلم.
وفيها سلْم بن زَرِير، وسلم بن قتيبة، وسلم بن أبي الذيال، وسلم بن عبد الرحمن، هؤلاء الأربعة بإسكان اللام، ومن عداهم: سالم، بالألف، والله أعلم.
وفيها: سريج بن يونس، وسريج بن النعمان، وأحمد بن أبي سريج، هؤلاء الثلاثة بالجيم والسين المهملة، ومن عداهم فيها فهو بالشين المنقوطة والحاء المهملة، والله أعلم.
وفيها: سلمان الفارسي، وسلمان بن عامر، وسلمان الأغر، وعبد الرحمن بن سلمان، ومن عدا هؤلاء الأربعة سليمان بالياء. وأبو حازم الأشجعي الراوي عن أبي هريرة، وأبو رجاء مولى أبي قلابة، كل واحد منهما اسمه سلمان، بغير ياء، لكن ذُكرا بالكنية، والله أعلم.
وفيها: سَلِمة بكسر اللام، عمرو بن سلمة الجَرْمي إمام قومه، وبنو سلمة القبيلة من الأنصار. والباقي سَلمة بفتح اللام، غير أن عبد الخالق ابن سلمة في كتاب مسلم ذُكِر فيه الفتح والكسر، والله أعلم.
وفيها: سنان بن أبي سنان الدؤلي، وسنان بن سلمة، وسنان بن ربيعة أبو ربيعة، وأحمد بن سنان، وأم سنان، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني. ومن عدا هؤلاء الستة شيبان، بالشين المنقوطة والياء، والله أعلم.
عبَيدة: بفتح العين، ليس في الكتب الثلاثة إلا عبَيدة السلماني، وعَبيدة ابن حميد، وعبيدة بن سفيان، وعامر بن عَبيدة الباهلي. ومن عدا هؤلاء الأربعة فعُبيدة بالضم، والله أعلم.
عُبيد، بغير هاء التأنيث، هو بالضم حيث وقع فيها.
وكذلك عُبادة، بالضم حيث وقع، إلا محمد بن عَبادة الواسطي من شيوخ البخاري، فإنه بفتح العين وتخفيف الباء، والله أعلم.
عَبْدة: هو بإسكان الباء حيث وقع في هذه الكتب، إلا عامر بن عَبَدة في خطبة كتاب مسلم، وإلا بجَالة بن عبدة، على أن فيهما خلافا، منهم من سكن الباء منهما أيضا، وعبد بعض رواة مسلم عامر بن عبد، بلا هاء، ولا يصح، والله أعلم.
عَبَّاد: هو فيها بفتح العين وتشديد الباء، إلا قيس بن عُبَاد، فإنه بضم العين وتخفيف الباء، والله أعلم.
ليس فيها عُقيل - بضم العين - إلا عُقَيل بن خالد، ويحيى بن عُقَيل، وبنو عُقَيل للقبيلة. ومن عدا هؤلاء عَقِيل، بفتح العين، والله أعلم.
وليس فيها وافد - بالفاء - أصلا، وجميع ما فيها: واقد، بالقاف، والله أعلم.
ومن الأنساب، ذكر القاضي الحافظ عياض: أنه ليس في هذه الكتب الأبلي - بالباء الموحدة - أي المضمومة، وجميع ما فيها على هذه الصورة فإنما هو الأَيْلي، بالياء المنقوطة باثنتين من تحت.
قلت: روى مسلم الكثير عن شيبان بن فروخ، وهو أُبُلّي، بالباء الموحدة. لكن إذا لم يكن في شيء من ذلك منسوبا لم يلحق عياضا منه تخطئة، والله أعلم.
لا نعلم في الصحيحين البزار - بالراء المهملة في آخره - إلا خلف بن هشام البزار، والحسن بن الصباح البزار، وأما محمد بن الصباح البزاز وغيره فيهما فهو بزايين، والله أعلم.
وليس في الصحيحين والموطأ النصري - بالنون والصاد المهملة - إلا ثلاثة: مالك بن أوس بن الحدثان النصري، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وسالم مولى النصريين. وسائر ما فيها على هذه الصورة فهو بصري، بالباء الموحدة، والله أعلم.
ليس فيها التَوَّزي - بفتح التاء المثناة من فوق، والواو المشددة المفتوحة، والزاي - إلا أبو يعلى التوزي محمد بن الصلت، في كتاب البخاري في باب الردة. ومن عداه فهو الثوري، بالثاء المثلثة. ومنهم أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري، خرَّجا عنه، والله أعلم.
سعيد الجُريري، وعباس الجريري، والجريري غير مسمى عن أبي نضرة، هذا ما فيها بالجيم المضمومة.
وفيها الحريري - بالحاء المهملة - يحيى بن بشر، شيخ البخاري ومسلم، والله أعلم.
وفيها الجَريري - بفتح الجيم - يحيى بن أيوب الجريري في كتاب البخاري من ولد جرير بن عبد الله، والله أعلم.
الجاري فيها - بالجيم - شخص واحد، وهو سعد، منسوب إلى الجار، مرفأ السفن بساحل المدينة، ومن عداه الحارثي، بالحاء والثاء، والله أعلم.
الحزامي حيث وقع فيها فهو بالزاي غير المهملة، والله أعلم.
السلَمي: إذا جاء في الأنصار فهو بفتح السين، نسبة إلى بني سَلِمة منهم.
ومنهم جابر بن عبد الله، وأبو قتادة. ثم إن أهل العربية يفتحون اللام منه في النسب، كما في النمَري والصدَفي وبابهما، وأكثر أهل الحديث يقولونه بكسر اللام على الأصل، وهو لحن، والله أعلم.
ليس في الصحيحين والموطأ الهمذاني، بالذال المنقوطة، وجميع ما فيها على هذه الصورة فهو الهَمْداني، بالدال المهملة وسكون الميم. وقد قال أبو نصر بن ماكولا: الهمداني في المتقدمين بسكون الميم أكثر، وبفتح الميم في المتأخرين أكثر، وهو كما قال، والله أعلم.
هذه جملة لو رحل الطالب فيها لكانت رحلة رابحة، إن شاء الله تعالى. ويحق على الحديثي إيداعها في سويداء قلبه. وفي بعضها من خوف الانتقاض ما تقدم في الأسماء المفردة وأنا في بعضها مقلد كتاب القاضي عياض، ومعتصم بالله فيه وفي جميع أمري، وهو سبحانه أعلم.
معرفة المتفق والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوها
هذا النوع متفق لفظا وخطا، بخلاف النوع الذي قبله، فإن فيه الاتفاق في صورة الخط مع الافتراق في اللفظ، وهذا من قبيل ما يسمى في أصول الفقه المشترك. وزلق بسببه غير واحد من الأكابر، ولم يزل الاشتراك من مظان الغلط في كل علم.
وللخطيب فيه كتاب المتفق والمفترق وهو مع أنه كتاب حفيل غير مستوفٍ للأقسام التي أذكرها إن شاء الله تعالى.
فأحدها: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم.
مثاله:الخليل بن أحمد ستة، وفات الخطيب منهم الأربعة الأخيرة:
فأولهم النحوي البصري صاحب العَروض، حدث عن عاصم الأحول وغيره. قال أبو العباس المبرد: فتش المفتشون فما وجد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد. وذكر التاريخي أبو بكر: أنه لم يزل يسمع النسابين والأخباريين يقولون: إنهم لم يعرفوا غيره. واعترض عليه بأبي السفَر سعيد بن أحمد، احتجاجا بقول يحيى بن معين في اسم أبيه، فإنه أقدم. وأجاب: بأن أكثر أهل العلم إنما قالوا فيه سعيد بن يحُمِدَ، والله أعلم.
والثاني: أبو بشر المزني بصري أيضا، حدث عن المستنير بن أخضر، عن معاوية بن قرة. روى عنه العباس العنبري وجماعة.
والثالث: أصبهاني، روى عن روح بن عبادة.
والرابع: أبو سعيد السجزي القاضي، الفقيه الحنفي المشهور بخراسان، حدث عن ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، وغيرهم من الحفاظ المسندين.
والخامس: أبو سعيد البستي، القاضي المهلَّبي، فاضل، روى عن الخليل السجزي المذكور، وحدث عن أحمد بن المظفر البكري، عن ابن أبي خثيمة بتاريخه، وعن غيرهما، حدث عنه البيهقي الحافظ.
والسادس: أبو سعيد البستي أيضا، الشافعي، فاضل متصرف في علوم، دخل الأندلس، وحدث، ولد سنة ستين وثلاثمائة. روى عن أبي حامد الإسفرائيني وغيره. حدث عنه أبو العباس العُذري وغيره، والله أعلم.
القسم الثاني: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم أو أكثر من ذلك.
ومن أمثلته: أحمد بن جعفر بن حمدان، أربعة، كلهم في عصر واحد.
أحدهم: القَطِيعي البغدادي أبو بكر، الراوي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.
الثاني: السقطي البصري، أبو بكر، يروي أيضا عن عبد الله بن أحمد، ولكنه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَورقي.
الثالث: دينَوَري، روى عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن محمد بن كثير صاحب سفيان الثوري.
والرابع: طَرَسوسي، روى عن عبد الله بن جابر الطرسوسي تاريخ محمد ابن عيسى الطباع.
محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري: اثنان كلاهما في عصر واحد، وكلاهما يروي عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره.
فأحدهما: هو المعروف بأبي العباس الأصم.
والثاني: هو أبو عبد الله بن الأخرم الشيباني، ويعرف بالحافظ، دون الأول، والله أعلم.
القسم الثالث: ما اتفق من ذلك في الكنية والنسبة.
مثاله: أبو عمران الجَوني، اثنان.
أحدهما: التابعي عبد الملك بن حبيب.
والثاني: اسمه موسى بن سهل، بصري، سكن بغداد، روى عن هشام ابن عمار وغيره، روى عنه دَعْلَج بن أحمد وغيره.
ومما يقاربه أبو بكر بن عياش، ثلاثة:
أولهم: القارئ المحدث، وقد سبق ذكر الخلاف في اسمه.
والثاني: أبو بكر بن عياش الحمصي الذي حدث عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وهو مجهول، وجعفر غير ثقة.
والثالث: أبو بكر بن عياش السُلَمي الباجُدّائي، صاحب كتاب غريب الحديث واسمه حسين بن عياش مات سنة أربع ومائتين بباجُدا، روى عنه علي بن جميل الرقي وغيره، والله أعلم.
القسم الرابع: عكس هذا.
ومثاله: صالح بن أبي صالح، أربعة:
أحدهم: مولى التوأمة بنت أمية بن خلف.
والثاني: أبوه أبو صالح السمان، ذكوان، الراوي، عن أبي هريرة.
والثالث: صالح بن أبي صالح السَدوسي، روى عن علي وعائشة، روى عنه خلاد بن عمر.
والرابع: صالح بن أبي صالح، مولى عمرو بن حريث، روى عن أبي هريرة، روى عنه أبو بكر بن عياش، والله أعلم.
القسم الخامس: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم ونسبتهم.
مثاله محمد بن عبد الله الأنصاري، اثنان متقاربان في الطبقة.
أحدهما: هو الأنصاري المشهور، القاضي أبو عبد الله، الذي روى عنه البخاري والناس.
والثاني: كنيته أبو سلمة، ضعيف الحديث، والله أعلم.
القسم السادس: ما وقع فيه الاشتراك في الاسم خاصة، أو الكنية خاصة، وأشكل مع ذلك، لكونه لم يذكر بغير ذلك.
مثاله: ما رويناه عن ابن خلاد القاضي الحافظ قال:
إذا قال عارم: حدثنا حماد فهو حماد بن زيد، وكذلك سليمان بن حرب.
وإذا قال التبوذكي: حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة، وكذلك الحجاج بن منهال.
وإذا قال عفان: حدثنا أمكن أن يكون أحدَهما.
ثم وجدت عن محمد بن يحيى الذهلي، عن عفان قال: إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم أنسبه فهو ابن سلمة.
وذكر محمد بن يحيى - فيمن سوى التبوذكي - ما ذكره ابن خلاد. ومن ذلك ما رويناه عن سلمة بن سليمان أنه حدث يوما فقال: أخبرنا عبد الله فقيل له:ابن من ؟ فقال: يا سبحان الله ! أما ترضون في كل حديث حتى أقول: حدثنا عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي الذي منزله في سكة صُغْد. ثم قال سلمة: إذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن الزبير. وإذا قيل بالمدينة عبد الله فهو ابن عمر. وإذا قيل بالكوفة عبد الله فهو ابن مسعود. وإذا قيل بالبصرة عبد الله فهو ابن عباس. وإذا قيل بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك.
وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني: إذا قال المصري عن عبد الله ولا ينسبه، فهوابن عمرو، يعني ابن العاص. وإذا قال المكي عن عبد الله ولا ينسبه، فهو ابن عباس.
ومن ذلك: أبو حمزة، بالحاء والزاي، عن ابن عباس إذا أطلق.
وذكر بعض الحفاظ: أن شعبة روى عن سبعة كلهم أبو حمزة عن ابن عباس، وكلهم أبو حمزة - بالحاء والزاي - إلا واحدا فإنه بالجيم، وهو أبو جمرة نصر ابن عمران الضُّبَعي. ويدرك فيه الفرق بينهم بأن شعبة إذا قال عن أبي جمرة عن ابن عباس وأطلق فهو عن نصر بن عمران، و إذا روى عن غيره فهو يذكر اسمه أو نسبه، والله أعلم.
القسم السابع: المشترك المتفق في النسبة خاصة.
ومن أمثلته: الآمُلي والآملي:
فالأول: إلى آمل طَبرَستان. قال أبو سعيد السمعاني: أكثر أهل العلم من أهل طبرستان من آمل.
والثاني: إلى آمل جَيحون. شهر بالنسبة إليها عبد الله بن حماد الآملي، روي عنه البخاري في صحيحه.
وما ذكرهالحافظ أبو علي الغساني، ثم القاضي عياض، المغربيان: من أنه منسوب إلى آمل طبرستان، فهو خطأ، والله أعلم.
ومن ذلك الحنفي والحنفي.
فالأول نسبة إلى بني حنيفة.
والثاني: نسبة إلى مذهب أبي حنيفة. وفي كل منهما كثرة وشهرة. وكان محمد بن طاهر المقدسي، وكثير من أهل العلم والحديث وغيرهم، يفرقون بينهما، فيقولون في المذهب حنيفي بالياء، ولم أجد ذلك عن أحد من النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري الإمام، قاله في كتابه الكافي ولمحمد بن طاهر في هذا القسم كتاب الأنساب المتفقة. ووراء هذه الأقسام أقسام أُخر لا حاجة بنا إلى ذكرها.
ثم إن ما يوجد من المتفق المفترق غير مقرون ببيان، فالمراد به قد يدرك بالنظر في رواياته، فكثيرا ما يأتي مميزا في بعضها، وقد يدرك بالنظر في حال الراوي والمروي عنه، وربما قالوا في ذلك بظن لا يقوى.
حدث القاسم المطرز يوما بحديث عن أبي همام أو غيره، عن الوليد بن مسلم، عن سفيان. فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ: من سفيان هذا ؟ فقال: هذا الثوري، فقال له أبو طالب: بل هو ابن عيينة. فقال له المطرز: من أين قلت ؟ فقال: لأن الوليد قد روى عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة، وهو مليء بابن عيينة، والله أعلم.
نوع يتركب من النوعين اللذين قبله
وهو: أن يوجد الاتفاق المذكور في النوع الذي فرغنا منه آنفا في اسمي شخصين أو كنيتهما التي عرفا بها، ويوجد في نسبهما أو نسبتهما الاختلاف والائتلاف المذكوران في النوع الذي قبله. أو على العكس من هذا: بأن يختلف ويأتلف أسماؤهما، ويتفق نسبتهما أو نسبهما اسما أو كنية.
ويلتحق بالمؤتلف والمختلف فيه ما يتقارب ويشتبه، وإن كان مختلفا في بعض حروفه في صورة الخط.
وصنف الخطيب الحافظ في ذلك كتابه الذي سماه كتاب تلخيص المتشابه في الرسم وهو من أحسن كتبه، لكن لم يعرب باسمه الذي سماه به عن موضوعه كما أعربنا عنه.
فمن أمثلة الأول: موسى بن عَلي بفتح العين، وموسى بن عُلي بضم العين.
فمن الأول جماعة، منهم: أبو عيسى الخُتُّلي، الذي روى عنه أبو بكر بن مِقْسَم المقري وأبو علي الصواف وغيرهما.
وأما الثاني: فهو موسى بن عُلي بن رباح، اللخمي المصري، عرف بالضم في اسم أبيه. وقد روينا عنه تخريجه من يقوله بالضم. ويقال: إن أهل مصر كانوا يقولونه بالفتح لذلك، وأهل العراق كانوا يقولونه بالضم. وكان بعض الحفاظ يجعله بالفتح اسما له وبالضم لقبا، والله أعلم.
ومن المتفق من ذلك المختلف المؤتلف في النسبة:
محمد بن عبد الله المُخَرّمي - بضم الميم الأولى وكسر الراء المشددة -مشهور، صاحب حديث، نسب إلى المُخّرِم من بغداد.
ومحمد بن عبد الله المَخْرمي - بفتح الميم الأولى وإسكان الخاء المعجمة - غير مشهور، روى عن الإمام الشافعي، والله أعلم.
ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة: ثور بن يزيد الكلاعي الشامي. وثور بن زيد - بلا ياء في أوله - الديلي المدني، وهذا الذي روى عنه مالك، وحديثه في الصحيحين معا. والأول حديثه عند مسلم خاصة، والله أعلم.
ومن المتفق في الكنية، المختلف المؤتلف في النسبة: أبو عمرو الشيباني، وأبو عمرو السيباني، تابعيان، يفترقان: في أن الأول بالشين المعجمة، والثاني بالسين المهملة. واسم الأول سعد بن أياس، ويشاركه في ذلك أبو عمرو الشيباني اللغوي إسحاق بن مِرار. وأما الثاني فاسمه زُرعة، وهو والد يحيى بن أبي عمرو السيباني الشامي، والله أعلم.
وأما القسم الثاني الذي هو على العكس: فمن أمثلته بأنواعه: عَمرو بن زرارة، بفتح العين، وعُمر بن زرارة بضم العين.
فالأول جماعة، منهم: أبو محمد النيسابوري، الذي روى عنه مسلم.
والثاني: يعرف بالحدثي، وهو الذي يروي عنه البغوي المنيعي. وبلغنا عن الدارقطني: أنه من مدينة في الثغر يقال لها الحدث. وروينا عن أبي أحمد الحافظ الحاكم: أنه من أهل الحديثة، منسوب إليها، والله أعلم.
عبيد الله بن أبي عبد الله وعبد الله بن أبي عبد الله.
الأول: هو ابن الأغر سلمان، أبي عبد الله، صاحب أبي هريرة، روى عنه مالك.
والثاني: جماعة، منهم عبد الله بن أبي عبد الله المقري، الأصبهاني، روى عنه أبو الشيخ الأصبهاني، والله أعلم.
حيان الأسدي، بالياء المشددة المثناة من تحت. وحنان - بالنون الخفيفة -الأسدي.
فمن الأول: حيان بن حُصين، التابعي، الراوي عن عمار بن ياسر.
والثاني: هو حنان الأسدي، من بني أسد بن شُريك، بضم الشين، وهو مُسَرْهَد والد مُسَدَّد، ذكره الدارقطني، يروي عن أبي عثمان النهدي، والله أعلم.
النوع السادس والخمسون: معرفة الرواة المتشابهين
الكلمات المفتاحية :
اعجاز الحديث النبوي
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: