علامات التحقيق في اختصار الطريق
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسول رحمة للعالمين وآله وصحبه أما بعد :
المكتبة الإسلامية زاخرة بأصناف التآليف
في مختلف فنون العلوم الدينية والعربية والبحثية وإلى اليوم تشتمل على إضافات في أصناف شتى ...
لكن الجدير بالذكر أنّ السالك لطريق الله تعالى من المريدين القاصدين والفقراء الصادقين لا يأخذ من تلك العلوم ولا يقصد من تلك الفنون إلاّ فنونا يحتاجها في سلوكه وعلوما يتوقّف عليها سيره ..
وبما أن الدين يشتمل على ثلاثة أركان التي هي الإسلام والإيمان والإحسان تحتّم على السالك أن لا يأخذ من علوم كل ركن إلا ما يحتاجه منها كما ورد في حديث جبريل عليه السلام حيث سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن أركان الدين بقوله :
يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم :
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
قال : صدقت
فما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلّم ولا أجابه إلاّ بذكر المقاصد الذاتية من ركن الإسلام التي هي فرائض عينية على كلّ مسلم وهي الشهادتين الصلاة والزكاة والصوم والحج للمستطيع ..
فما ذكر له هنا مثلا جهادا رغم كونه فرض عين متى تعيّن لكنه ليس مقصودا لذاته من ركن الإسلام وإنما هو مقصود لغيره كدفع عدوّ أو طلب فتح ونشر اسلام وما ذكر له علوم كفاية كفقه المعاملات من علم فرائض أو إلمام بتنوع فقه أو استنباط مسائل أو دراسة حديث و تفسير قرآن رغم كونها كلها مطالب لكنها ليست مقصودة لذاتها وإنما مقصودة لغيرها.
لذا قيل في العلوم المقصودة من الدين لذاتها كونها ثلاثة علوم علم الفقه ( لمعرفة ركن الاسلام ) وعلم عقيدة ( لمعرفة ركن الايمان ) ثمّ علم التصوف ( لمعرفة ركن الإحسان ) فعلم التصوف من أركان الدين لكن منكر هذا الركن لا يكفر لأنه ركن الخواص من المسلمين متى علمت قوله تعالى ( والسابقون السابقون ) وقوله في عموم المسلمين ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) لهذا سموا أهل علم التصوف والعلماء فيه وهم الأولياء ( بالإعتقاد ) ولم يسموا أهله المصدقين به بأهل الإيمان لأن المؤمن مؤمن سواء أكان من أصحاب اليمين أم من السابقين المقربين.
فصنّفوا المسلمين بخصوص ركن الإحسان إلى أهل إعتقاد أو أصحاب إنتقاد فهناك المنكر وهناك المعتقد لأن مطلب ركن الإحسان مطلبه خاص لتعلّقه بالمشاهدة لهذا قال عليه الصلاة والسلام ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أي فإن لم تستطع أن تكون من أهل المشاهدة فلا أقلّ أن تكون من أهل المراقبة فأوقف المشاهدة على الإجتباء والاستطاعة فلا يصحّ حينها تكفير منكر لعلم التصوّف لكونه ركنا ضروريا من حيث النظر لأنّ حقائقه تسري في ركن الاسلام والايمان فلا يخلو مؤمن من ذرّة تصوّف إلا الغافلون المتحجرون فلا عبرة حينها بمسمى التصوّف متى وجدت عند مسلم معنى منه أو قل ذرّة منه لأن التصوّف علم وذوق وحال ومقام وليس هو طائفة دينية أو فرقة إسلامية كما قد يتوهمه البعض.
فلا نقول في المؤمنين أنهم طائفة وفرقة وكذلك القول في المسلمين فالأجدر حينئذ نفي هذا المصطلح بمعناه السقيم عن الأذهان في حق أهل التصوف الحقيقي أما بمعناه اللغوي فلا بأس من إطلاقه لوجود لفظه في القرآن والسنّة ولكن هناك فرق بين مدلول اللفظ من حيث معناه الاستعمالي اللغوي وبين معناه الاصطلاحي والعرفي عند العلماء ..
فكانت تلك العلوم الثلاثة هي المقصودة من الدين لذاتها رغم وجود علوم شرعية أخرى لكنها ليست مقصودة لذاتها وهي علم التفسير وعلم الحديث وعلم أصول الفقه وكعلوم الآلات لمن عدّها من العلوم الشرعية ..
ثمّ سأله عن الإيمان فقال :
أخبرني عن الإيمان
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
فدلّه على المقصود بالذات من ركن الإيمان الذي هو الإيمان بالله تعالى بداية وبجميع ما أمرنا الله تعالى بالإيمان به كالملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.
فلم يأمره هنا بالدخول في جدلية الصفات أو افناء العمر في علم الكلام بلا طائل لأنّ جميع تلك العلوم مقصودة لغيرها وليس لذاتها فما دلّه إلاّ على عيون الفرائض الإسلامية والأركان الإيمانية كي لا يطيل الطريق على السامع والمتعلم فدله على الله تعالى من أقرب طريق.
حكاية :
كنت مرّة مع إخوان لي أدرّسهم بعض العلوم الشرعية منها كتاب الجوهرة فلمّا سمع بنا شيخنا رضي الله عنه أني أدرّسهم كتب عويصة في التوحيد كالاقتصاد في الاعتقاد وغير ذلك نهرني شيخنا بشدة رغم كونه آذنني بقراءة كتب أهل الظاهر وأهل الباطن جميعها بإذن خطي مكتوب بخطه رضي الله عنه في معرض رسالة كتب بها إليّ وقال لي يا أخي لماذا تطيل الطريق على الفقراء وأنت محجوب هذا غش لهم بل اعط المريد الورد العام ثم اجعله يتصل بي ألقّنه الذكر بالإسم ( الذكر الخاص ) ثمّ متى رأى بروقا كبداية في قصده الى الله تعالى في ذكره فدعه يتصل بي كي أنقله من مرحلة إلى مرحلة أخرى حتى أقول له ها أنت وربّك.
وفعلا فقد خاصمني وقتها جلّ الفقراء لأنني جمعتهم على علم ليس مقصودا لهم ولا هو مقصودا لذاته في نفس الوقت في الطريق فجعلت الزاوية لغير ما أسسّت له إذ يكفي من العلم الديني الضروري كما عنون صاحب المرشد ( المرشد المعين في الضروري من علوم الدين ) فعوقبت بعقوبة طيلة 10 سنوات كاملة حتى كدت أنسى شيئا إسمه الصلاة وشيئا إسمه الذكر لبعدي عن الله تعالى ولو لا لطف الله بي لهلكت منذ زمان وإني إلى اليوم لا أسأل غير النجاة فقد صدق من قال من السلف ( هذا طريق كله جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل ) .
وكيف لا يحق لهم ذلك الهجران لي وقد أطلت عليهم الطريق وهم يرون ويسمعون عن إخوانهم كمن لم يتجاوز سنّه 21 سنة ووصل الى درجة كمال السلوك من أولياء الله تعالى من ساداتنا العارفين وبعد أن سمع فقير من اخواني هؤلاء شيخنا رضي الله عنه وهو يذاكر فقير في مذاكرة خاصة في تجاوز مرحلة أنوار العرش في العشرينيات من عمره وفعلا فطريق الصوفية جد لا هزل فيه.
ثمّ قال شيخنا رضي الله عنه طريقنا هو دلالة الخلق على الله تعالى من باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم على منهج طريقة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه التي قال عنها صاحبها الناس يدلون الخلق على دين الله وأنا أدل الخلق على الله ثمّ ذكر قول الشيخ سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه ( يأتيني الاعرابي يبول على ساقيه فما يبرح من عندنا الا وهو عارف بالله تعالى ) اه.
ثمّ سأله عن الإحسان قائلا :
فأخبرني عن الإحسان
قال صلى الله عليه وسلم :
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فما ذكر له من علم الإحسان إلا عينه ولبّه وخلاصته وغايته ونهايته كي لا يطيل الطريق على المريد وكي لا يحيد به عن الالتفات الى غير الله تعالى كالتفات الى علم أو كشف أو علوم ومواهب ومعارف وأنوار وأسرار .. لأنها كلها ليست مقصودة لذاتها وإنما مقصودة لغيرها وإنما المقصود لذاته هو قوله تعالى ( يريدون وجهه ) فكل ما يكون من منح كثيرة تعترضك في طريقك فهي ليس مقصودة لذاتها فحذار أن تقف معها أو تظنّها الغاية لأن هواتف الحقيقة تناديه كما في الحكمة ما تطلبه أمامك ...
لهذا كان حديث جبريل عليه السلام من أعظم الأحاديث وأنفعها علما لتعلقها بالعلم المقصود بالذات من الدين.
فقم أيها المريد بجدّ ونشاط وانهض بنسبة أهل الله تعالى بعد تحققها في نفسك كي تحققها في غيرك كي تحزن عدوك الشيطان فتكون داعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا
نسأل الله تعالى أن يمتعنا بمعرفته ولا يحرمنا قربه ومنته بجاه الحبيب وآله آمــــــــــــــــــــين
المكتبة الإسلامية زاخرة بأصناف التآليف
في مختلف فنون العلوم الدينية والعربية والبحثية وإلى اليوم تشتمل على إضافات في أصناف شتى ...
لكن الجدير بالذكر أنّ السالك لطريق الله تعالى من المريدين القاصدين والفقراء الصادقين لا يأخذ من تلك العلوم ولا يقصد من تلك الفنون إلاّ فنونا يحتاجها في سلوكه وعلوما يتوقّف عليها سيره ..
وبما أن الدين يشتمل على ثلاثة أركان التي هي الإسلام والإيمان والإحسان تحتّم على السالك أن لا يأخذ من علوم كل ركن إلا ما يحتاجه منها كما ورد في حديث جبريل عليه السلام حيث سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن أركان الدين بقوله :
يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم :
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
قال : صدقت
فما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلّم ولا أجابه إلاّ بذكر المقاصد الذاتية من ركن الإسلام التي هي فرائض عينية على كلّ مسلم وهي الشهادتين الصلاة والزكاة والصوم والحج للمستطيع ..
فما ذكر له هنا مثلا جهادا رغم كونه فرض عين متى تعيّن لكنه ليس مقصودا لذاته من ركن الإسلام وإنما هو مقصود لغيره كدفع عدوّ أو طلب فتح ونشر اسلام وما ذكر له علوم كفاية كفقه المعاملات من علم فرائض أو إلمام بتنوع فقه أو استنباط مسائل أو دراسة حديث و تفسير قرآن رغم كونها كلها مطالب لكنها ليست مقصودة لذاتها وإنما مقصودة لغيرها.
لذا قيل في العلوم المقصودة من الدين لذاتها كونها ثلاثة علوم علم الفقه ( لمعرفة ركن الاسلام ) وعلم عقيدة ( لمعرفة ركن الايمان ) ثمّ علم التصوف ( لمعرفة ركن الإحسان ) فعلم التصوف من أركان الدين لكن منكر هذا الركن لا يكفر لأنه ركن الخواص من المسلمين متى علمت قوله تعالى ( والسابقون السابقون ) وقوله في عموم المسلمين ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) لهذا سموا أهل علم التصوف والعلماء فيه وهم الأولياء ( بالإعتقاد ) ولم يسموا أهله المصدقين به بأهل الإيمان لأن المؤمن مؤمن سواء أكان من أصحاب اليمين أم من السابقين المقربين.
فصنّفوا المسلمين بخصوص ركن الإحسان إلى أهل إعتقاد أو أصحاب إنتقاد فهناك المنكر وهناك المعتقد لأن مطلب ركن الإحسان مطلبه خاص لتعلّقه بالمشاهدة لهذا قال عليه الصلاة والسلام ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أي فإن لم تستطع أن تكون من أهل المشاهدة فلا أقلّ أن تكون من أهل المراقبة فأوقف المشاهدة على الإجتباء والاستطاعة فلا يصحّ حينها تكفير منكر لعلم التصوّف لكونه ركنا ضروريا من حيث النظر لأنّ حقائقه تسري في ركن الاسلام والايمان فلا يخلو مؤمن من ذرّة تصوّف إلا الغافلون المتحجرون فلا عبرة حينها بمسمى التصوّف متى وجدت عند مسلم معنى منه أو قل ذرّة منه لأن التصوّف علم وذوق وحال ومقام وليس هو طائفة دينية أو فرقة إسلامية كما قد يتوهمه البعض.
فلا نقول في المؤمنين أنهم طائفة وفرقة وكذلك القول في المسلمين فالأجدر حينئذ نفي هذا المصطلح بمعناه السقيم عن الأذهان في حق أهل التصوف الحقيقي أما بمعناه اللغوي فلا بأس من إطلاقه لوجود لفظه في القرآن والسنّة ولكن هناك فرق بين مدلول اللفظ من حيث معناه الاستعمالي اللغوي وبين معناه الاصطلاحي والعرفي عند العلماء ..
فكانت تلك العلوم الثلاثة هي المقصودة من الدين لذاتها رغم وجود علوم شرعية أخرى لكنها ليست مقصودة لذاتها وهي علم التفسير وعلم الحديث وعلم أصول الفقه وكعلوم الآلات لمن عدّها من العلوم الشرعية ..
ثمّ سأله عن الإيمان فقال :
أخبرني عن الإيمان
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
فدلّه على المقصود بالذات من ركن الإيمان الذي هو الإيمان بالله تعالى بداية وبجميع ما أمرنا الله تعالى بالإيمان به كالملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.
فلم يأمره هنا بالدخول في جدلية الصفات أو افناء العمر في علم الكلام بلا طائل لأنّ جميع تلك العلوم مقصودة لغيرها وليس لذاتها فما دلّه إلاّ على عيون الفرائض الإسلامية والأركان الإيمانية كي لا يطيل الطريق على السامع والمتعلم فدله على الله تعالى من أقرب طريق.
حكاية :
كنت مرّة مع إخوان لي أدرّسهم بعض العلوم الشرعية منها كتاب الجوهرة فلمّا سمع بنا شيخنا رضي الله عنه أني أدرّسهم كتب عويصة في التوحيد كالاقتصاد في الاعتقاد وغير ذلك نهرني شيخنا بشدة رغم كونه آذنني بقراءة كتب أهل الظاهر وأهل الباطن جميعها بإذن خطي مكتوب بخطه رضي الله عنه في معرض رسالة كتب بها إليّ وقال لي يا أخي لماذا تطيل الطريق على الفقراء وأنت محجوب هذا غش لهم بل اعط المريد الورد العام ثم اجعله يتصل بي ألقّنه الذكر بالإسم ( الذكر الخاص ) ثمّ متى رأى بروقا كبداية في قصده الى الله تعالى في ذكره فدعه يتصل بي كي أنقله من مرحلة إلى مرحلة أخرى حتى أقول له ها أنت وربّك.
وفعلا فقد خاصمني وقتها جلّ الفقراء لأنني جمعتهم على علم ليس مقصودا لهم ولا هو مقصودا لذاته في نفس الوقت في الطريق فجعلت الزاوية لغير ما أسسّت له إذ يكفي من العلم الديني الضروري كما عنون صاحب المرشد ( المرشد المعين في الضروري من علوم الدين ) فعوقبت بعقوبة طيلة 10 سنوات كاملة حتى كدت أنسى شيئا إسمه الصلاة وشيئا إسمه الذكر لبعدي عن الله تعالى ولو لا لطف الله بي لهلكت منذ زمان وإني إلى اليوم لا أسأل غير النجاة فقد صدق من قال من السلف ( هذا طريق كله جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل ) .
وكيف لا يحق لهم ذلك الهجران لي وقد أطلت عليهم الطريق وهم يرون ويسمعون عن إخوانهم كمن لم يتجاوز سنّه 21 سنة ووصل الى درجة كمال السلوك من أولياء الله تعالى من ساداتنا العارفين وبعد أن سمع فقير من اخواني هؤلاء شيخنا رضي الله عنه وهو يذاكر فقير في مذاكرة خاصة في تجاوز مرحلة أنوار العرش في العشرينيات من عمره وفعلا فطريق الصوفية جد لا هزل فيه.
ثمّ قال شيخنا رضي الله عنه طريقنا هو دلالة الخلق على الله تعالى من باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم على منهج طريقة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه التي قال عنها صاحبها الناس يدلون الخلق على دين الله وأنا أدل الخلق على الله ثمّ ذكر قول الشيخ سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه ( يأتيني الاعرابي يبول على ساقيه فما يبرح من عندنا الا وهو عارف بالله تعالى ) اه.
ثمّ سأله عن الإحسان قائلا :
فأخبرني عن الإحسان
قال صلى الله عليه وسلم :
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فما ذكر له من علم الإحسان إلا عينه ولبّه وخلاصته وغايته ونهايته كي لا يطيل الطريق على المريد وكي لا يحيد به عن الالتفات الى غير الله تعالى كالتفات الى علم أو كشف أو علوم ومواهب ومعارف وأنوار وأسرار .. لأنها كلها ليست مقصودة لذاتها وإنما مقصودة لغيرها وإنما المقصود لذاته هو قوله تعالى ( يريدون وجهه ) فكل ما يكون من منح كثيرة تعترضك في طريقك فهي ليس مقصودة لذاتها فحذار أن تقف معها أو تظنّها الغاية لأن هواتف الحقيقة تناديه كما في الحكمة ما تطلبه أمامك ...
لهذا كان حديث جبريل عليه السلام من أعظم الأحاديث وأنفعها علما لتعلقها بالعلم المقصود بالذات من الدين.
فقم أيها المريد بجدّ ونشاط وانهض بنسبة أهل الله تعالى بعد تحققها في نفسك كي تحققها في غيرك كي تحزن عدوك الشيطان فتكون داعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا
نسأل الله تعالى أن يمتعنا بمعرفته ولا يحرمنا قربه ومنته بجاه الحبيب وآله آمــــــــــــــــــــين
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: