دعوى الطريق وعدوى التلفيق
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وآله وصحبه وبعد :
الطريق لا يستقيم بغير روح فهو علامة القرب وآية ذلك قوله تعالى : ( فأما إن كان من المقرّبين فروح وريحان وجنّة نعيم ) فذكر هنا أنّ علامة القرب هي تلك الروح وهي الروح والريحان ودلالتها شميّة , فمن كان من أهل القرب ( تشمّ ) منه ذلك لأنّ الطيب وما جرى مجراه لا يدرك إلاّ بحاسّة الشمّ , فحاسّة الشمّ دليل الفطرة إلا ترى الرضيع يشمّ أمّه ؟
لذا قال يعقوب عليه السلام : ( إنّي أجد ريح يوسف ) قال هذا لأولاده بعد أن أخبروه منذ زمان أنّ الذئب أكله وإنتهى أمره , ولكن أيصدّقهم وهو يجد ريح يوسف ولذا قيل : ( لا تترك يقين ما عنك لظنّ ما عند الناس ) لأنّ الذي عندك يقين قد يكون عند بعض الناس ظنّ أو شكّ أو وهم , فمن وصل اليقين يؤخذ عنه ولا يأخذ منه فلا تحسن أن تأخذ منه فكره أو إعتقاده أو فهمه بل فقط تأخذ عنه علمه ويقينه .
واليقين درجات : وكذلك المريدون وكذلك المشائخ فهم بين كبير وصغير فقد تجد وليّا عارفا وكبيرا في السنّ وتجد شابا عارفا صغير السنّ ويفوق ذلك الشيخ العارف بمراحل كثيرة , فعند الناس الشيخ أكبر وعند الشاب الشيخ صغير وهذا المقياس الحقيقي للكبير والصغير كما قال سيدي أحمد العلاوي : كم من كبير عندنا صغير وكم من صغير عندنا كبير.
ثمّ هناك ما أسمّيه العبد الفقير ( خوارج الصوفية ) لا يرون إلاّ ما وصلت إليه أفهامهم فقيّدوا الدين فيهم وفي مشائخهم فجعلوهم يفكّرون لهم وأنزلوهم منازل الحاكم الذي لا يخطئ , ومرّة قلت لفقير : يا سيدي فلان عارف كبير فأجابني : بل هو زنديق كبير قلت له كيف عرفت ذلك قال لي : قال شيخي فقلت له : لو أقول لك بأنّ شيخك في قوله هذا : زنديق كبير أعماه الجهل وتحيّر فيه نفس دسيس فتسألني كيف عرفت ذلك فأقول لك : أخبرني شيخي فهل قولي وقولك في هذه الحالة يعتبر توثيقا ودليلا أم تقليدا أعمى ودعوى لعصمة المشائخ وإحاطة علومهم .
الولاية أمرها عظيم وأصحابها أهملوا في الأرض فلا يؤبه لهم , فتجد الشيخ الجاهل يرفع على الأعناق ويخدم خدمة الأسياد والملوك الكبار , وتجد العالم العارف بل القطب الغارف صاحب القلب العرشي مدفوعا بالأبواب ويركل بالأرجل عندها تتحقّق أنّ هذا زمن التدحيل وأنّ الآية إنقلبت اليوم تمهيدا لخروج الدجال لأنّه لا يحسن ولا يستطيع إلاّ الخروج عندما تنقلب الحقائق فيصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا ..وهكذا .
فليس كلّ الشيوخ شيوخ ولا كلّ العارفين كاملين ولا كلّ كامل قطب ولا كلّ قطب جامع ,
وهناك أهل الظهور وهناك أهل البطون فمتى غلب عليك الظهور وهذا يعرف من حالتك الدنيوية وبما به تبتلى لأنّ إبتلاء أهل الظهور معلومة حضراته , وكذلك فمتى غلب عليك البطون يعرفك القوم وأنت في أمان أكثر من أهل الظهور , وليس هؤلاء بأولياء حقيقة ولا يؤبه بهم عند الأكابر .
بل الوليّ من يكون بين بطون وظهور يختلف فيه الإثنان ويتجادل عليه الفقيران السالكان لأنّه بين مقامين ودوما وسطا بين حكمين : خوف ورجاء , وبله وذكاء , وهكذا ... لأنّه وارث حقيقي وهو علامة القطبانية .
فالوليّ من تتحيّر فيه فلا تفهمه أدجّال هو أم وليّ .
وهناك صنف من أهل الولاية وهم الصنف المقدّس وهم أهل الصفاء هؤلاء لا لعب معهم لأنّ قلوبهم رقيقة جدّا ليست رقّة طبيعية وإنّما رقيقة برقّة نسائم الحضرة وهؤلاء الذين من خدش مشاعرهم فهو كمن قتلهم بالسيف وضرب أعناقهم فعوقب في الوقت وبلا تأخّر وهذا جزاؤه .
وغاية طريق الولاية هو التبري من الدعوى ولكن لا يمكنك أن تتبرّأ منها على وجه الحقيقة حتّى تعرف حضرات الدعاوى وعلاجها ومراقي النفس في المقامات وشيطنتها هناك .
الأولياء كثيرون وأهل الدائرة والعدد واحد لا يزيدون ولا ينقصون فعوام أهل الولاية وظيفتهم التربية والإرشاد , وخواص أهل الولاية وظيفتهم التصريف .
الطريق لا يستقيم بغير روح فهو علامة القرب وآية ذلك قوله تعالى : ( فأما إن كان من المقرّبين فروح وريحان وجنّة نعيم ) فذكر هنا أنّ علامة القرب هي تلك الروح وهي الروح والريحان ودلالتها شميّة , فمن كان من أهل القرب ( تشمّ ) منه ذلك لأنّ الطيب وما جرى مجراه لا يدرك إلاّ بحاسّة الشمّ , فحاسّة الشمّ دليل الفطرة إلا ترى الرضيع يشمّ أمّه ؟
لذا قال يعقوب عليه السلام : ( إنّي أجد ريح يوسف ) قال هذا لأولاده بعد أن أخبروه منذ زمان أنّ الذئب أكله وإنتهى أمره , ولكن أيصدّقهم وهو يجد ريح يوسف ولذا قيل : ( لا تترك يقين ما عنك لظنّ ما عند الناس ) لأنّ الذي عندك يقين قد يكون عند بعض الناس ظنّ أو شكّ أو وهم , فمن وصل اليقين يؤخذ عنه ولا يأخذ منه فلا تحسن أن تأخذ منه فكره أو إعتقاده أو فهمه بل فقط تأخذ عنه علمه ويقينه .
واليقين درجات : وكذلك المريدون وكذلك المشائخ فهم بين كبير وصغير فقد تجد وليّا عارفا وكبيرا في السنّ وتجد شابا عارفا صغير السنّ ويفوق ذلك الشيخ العارف بمراحل كثيرة , فعند الناس الشيخ أكبر وعند الشاب الشيخ صغير وهذا المقياس الحقيقي للكبير والصغير كما قال سيدي أحمد العلاوي : كم من كبير عندنا صغير وكم من صغير عندنا كبير.
ثمّ هناك ما أسمّيه العبد الفقير ( خوارج الصوفية ) لا يرون إلاّ ما وصلت إليه أفهامهم فقيّدوا الدين فيهم وفي مشائخهم فجعلوهم يفكّرون لهم وأنزلوهم منازل الحاكم الذي لا يخطئ , ومرّة قلت لفقير : يا سيدي فلان عارف كبير فأجابني : بل هو زنديق كبير قلت له كيف عرفت ذلك قال لي : قال شيخي فقلت له : لو أقول لك بأنّ شيخك في قوله هذا : زنديق كبير أعماه الجهل وتحيّر فيه نفس دسيس فتسألني كيف عرفت ذلك فأقول لك : أخبرني شيخي فهل قولي وقولك في هذه الحالة يعتبر توثيقا ودليلا أم تقليدا أعمى ودعوى لعصمة المشائخ وإحاطة علومهم .
الولاية أمرها عظيم وأصحابها أهملوا في الأرض فلا يؤبه لهم , فتجد الشيخ الجاهل يرفع على الأعناق ويخدم خدمة الأسياد والملوك الكبار , وتجد العالم العارف بل القطب الغارف صاحب القلب العرشي مدفوعا بالأبواب ويركل بالأرجل عندها تتحقّق أنّ هذا زمن التدحيل وأنّ الآية إنقلبت اليوم تمهيدا لخروج الدجال لأنّه لا يحسن ولا يستطيع إلاّ الخروج عندما تنقلب الحقائق فيصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا ..وهكذا .
فليس كلّ الشيوخ شيوخ ولا كلّ العارفين كاملين ولا كلّ كامل قطب ولا كلّ قطب جامع ,
وهناك أهل الظهور وهناك أهل البطون فمتى غلب عليك الظهور وهذا يعرف من حالتك الدنيوية وبما به تبتلى لأنّ إبتلاء أهل الظهور معلومة حضراته , وكذلك فمتى غلب عليك البطون يعرفك القوم وأنت في أمان أكثر من أهل الظهور , وليس هؤلاء بأولياء حقيقة ولا يؤبه بهم عند الأكابر .
بل الوليّ من يكون بين بطون وظهور يختلف فيه الإثنان ويتجادل عليه الفقيران السالكان لأنّه بين مقامين ودوما وسطا بين حكمين : خوف ورجاء , وبله وذكاء , وهكذا ... لأنّه وارث حقيقي وهو علامة القطبانية .
فالوليّ من تتحيّر فيه فلا تفهمه أدجّال هو أم وليّ .
وهناك صنف من أهل الولاية وهم الصنف المقدّس وهم أهل الصفاء هؤلاء لا لعب معهم لأنّ قلوبهم رقيقة جدّا ليست رقّة طبيعية وإنّما رقيقة برقّة نسائم الحضرة وهؤلاء الذين من خدش مشاعرهم فهو كمن قتلهم بالسيف وضرب أعناقهم فعوقب في الوقت وبلا تأخّر وهذا جزاؤه .
وغاية طريق الولاية هو التبري من الدعوى ولكن لا يمكنك أن تتبرّأ منها على وجه الحقيقة حتّى تعرف حضرات الدعاوى وعلاجها ومراقي النفس في المقامات وشيطنتها هناك .
الأولياء كثيرون وأهل الدائرة والعدد واحد لا يزيدون ولا ينقصون فعوام أهل الولاية وظيفتهم التربية والإرشاد , وخواص أهل الولاية وظيفتهم التصريف .
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: