التصوّف .. العدوّ اللدود لإبليس ...
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين . الإسلام دين الله تعالى فهو بين : معاملة الخالق سبحانه وتعالى وهي مسمّى ( العبادة ), بدايتها إمتثال الأوامر والنواهي الإلهية ونهايتها الوصول إلى معرفة الله تعالى على نعت القرب لقوله تعالى ( السابقون السابقون أؤلائك المقرّبون ) فهؤلاء الصنف هم نخبة وصفوة أهل الله تعالى ويدخل في ذلك الأنبياء والمرسلين وأولياء الله تعالى من السادّة
العارفين ورّاث الأنبياء والمرسلين. وقد حدث خلط عند بعضهم بين مفهوم العلم ومفهوم الولاية فظنّ أنّ علماء الشريعة هم المقصودون بحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) رغم أنّ لفظ العلماء صحيح وهو واضح إلاّ أنّ معنى هذا اللفظ حرّف عن مضمونه فالمقصود بهذا الحديث هم ( العلماء بالله ) وليس ( العلماء بالأحكام ) إذ أنّ الأحكام الشرعية يحسن كلّ فرد أن يصل إلى إكتسابها بما أنّها في متناول الكسب وهي ليست ميراثا للأنبياء بل هي من شرع خاتم الأنبياء والمرسلين ولا علاقة لها بالأنبياء بل علاقتها بالرسالة مناط الأحكام فخرج إرادة علماء الشريعة بحسب علومهم فقط من اللفظ العام وإنّما هو لفظ عام يراد به خصوص المعنى لوجود قرينة ميراث الأنبياء. والميراث له أحكامه ومعارفه فلا بدّ فيه من النسب الطيني في الحكم الظاهر متى تعلّق بالورث المحسوس ولكن لا بدّ فيه من النسب الروحي متى تعلّق بميراث العلم فهذه نقاط حتّى يعرف أنّ المخصوصين بوراثة الأنبياء هم الأولياء تحديدا لأنّهم يمثّلون ميراث علوم الأنبياء في هذه الأمّة لذا كانت فيهم علوم الأحوال والمقامات ونعني علوم السلوك والسير إلى الله في خاصّة أحوال العبادة فيما بين العبد وربّه , لذا يقال هذا الوليّ على قدم موسى مثلا أو عيسى عليهما السلام وهكذا قيل في الصحابة الكرام فكم من صحابي ورث نبيّا في أحواله كعمر فقد كان موسوي المقام وكان علي بن أبي طالب عيسوي المقام وكان أبو بكر الصديق إبراهيمي المقام وهكذا ... فمن عرف حضرات علوم الأنبياء وأحوالهم عرف لا محالة حضرات علوم الأولياء واحوالهم . وقد تقول هل يعقل أن يتنافر وليّان من أولياء الله تعالى فالجواب نعم وهو كذلك متى علمت تنافر موسى مع الخضر عليهما السلام وتفارقهما وممّا لا شكّ فيه أنّ التصوّف الحقيقي هو الطريق إلى وراثة علوم الأنبياء يعني هو الطريق الى حضرة الوهب الإلهي وذلك باكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المنصوص عليهما في كتب التخلية والتحلية من علوم السلوك فمن تزّكت نفسه بقي منتظرا الفيض الإلهي على روحه من ميراث علوم الأنبياء والمرسلين التي هي المعارف الإلهية واللطائف الربانية. فطريق التصوّف ليس هو علم الحقيقة بحدّ ذاتها وإنّما الطريق إلى الوصول إلى علوم الحقيقة التي هي علوم التوحيد الصرفة والمعرفة بالله تعالى الكاملة. لذا وضع ساداتنا المرشدين كتبا تبيّن مناط السير والسلوك إلى معرفة ربّ الأرباب فوضعوا المصطلحات الدالّة على معاني مقاصدهم وحضرات توجّهاتهم فإنّه لا يوجد على وجه الأرض علم أرقى ولا أحسن ولا أعظم عند الله تعالى من بعد الأنبياء والمرسلين من علوم أهل التصوّف . وبذا قال الجنيد ( لو وجدت تحت أديم السماء أفضل من هذا العلم الذي نتكلّم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه ) فدلّ على أنّه أفضل أهل زمانه في هذا العلم وأنّه قطب زمانه لذا سمّي الجنيد رضي الله عنه بـــ ( إمام الصوفية ) و ( إمام الطائفتين ) فهو الجامع لعلوم أهل الظاهر وعلوم أهل الباطن فإنّ الشيخ هو الطريق إلى الله تعالى فمن فقد الشيخ فقد الطريق وبهذا قال حكيم السادة الصوفية ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ( سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلاّ من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إلاّ من أراد أن يوصله إليه ). فمن وصل إلى شيخ مرشد عارف مأذون فقد وقف أمام باب الحضرة الإلهية وهو باب الرجاء في الله تعالى فكلّ من يصدّ عن الشيوخ فهو يصدّ باب حضرة الله تعالى ولا يشعر وهو قطع الطريق وهو المقصود والمراد حقيقة من قول إبليس لعنه الله تعالى ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فمن صدّ عن الأولياء فهو شيطان في صورة إنسان وأخفّ الضرر أن يكون من جنود الشيطان وهو لا يشعر . قلت : الأولياء لا يفهمون دين الله تعالى بذلك الفهم السطحي البسيط بل يفهمونه بفهم شامل واسع لذا يخاف إبليس لعنه الله تعالى من أهل الولاية خوفا شديدا فهو لا يعاديهم معاداة مباشرة فلو فعل هذا لاحترق من نور الله تعالى الذي أودعه في أوليائه وإنّما يحاربهم في غيرهم كما حارب آدم في الجنّة بغيره . وكذلك فإنّ أيّ فتنة تقع للأولياء من المدد الشيطاني فإنّما يوقعها إبليس لعنه الله تعالى عن طريق جنوده فإنّ غايته أن يبقى مشائخ التربية بدون مريدين وكما ورد يأتي النبيّ يوم القيامة ومعه الرهط من الناس والرهطان ويأتي النبي وليس معه أحد فهذا غرض الشيطان قبل كلّ شيء . وقد يتساءل أحدنا لماذا يفعل إبليس لعنه الله ذلك؟ فالجواب : أنّه يفعل ذلك لعلمه بما عند الأولياء من أمداد وفيوضات نورانية ومن دلال على الله تعالى فبمجرّد أن يقترب منهم العبد تغمره الأنوار وقد يصل بنظرة كما قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي وغيره ( أنا أوصل مريدي إلى الله تعالى بنظرة ) وكذلك قال غيره بهذا وقالوا بل بمذاكرة .وقد ورد عن أحد الصحابة لمّا أصابه الشكّ في التنزيل أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قرّبه منه ثمّ ضربه بيده الشريفة على صدره فقال الصحابي ( فتجللت عرقا وكأنّي أنظر إلى عرش الله فرقا ) فبمجرّد أن وضع يده على صدره أدخله بحر الأنوار . فإبليس لعنه الله يعلم ذلك لذا تراه يجتهد في قطع طريق الوصول إلى الأولياء وقد جنّد جنوده في هذا الزمان الذين هم الوهابية فخلطوا بين الحقّ والباطل كي يلبّس بهم الطريق على العباد فيرون الحقّ باطلا وعكسه صحيح مثل بني إسرائيل لأنّ إبليس جنوده من اليهود وقد رضي بهم كجنود فهم خدّام الحضرة الشيطانية لذا لا يغلبهم أحد في الخبث والدهاء إلاّ ما كان من أمر المشركين وأهل النفاق فهم منه أيضا . فهو يبثّ جنوده في الأرض فيجوبونها في اليوم عدّة مرّات في مشارقها ومغاربها والناس لا يشعرون بل يقوم كلّ يوم بعمل سحري جديد فهو اليوم يتحكّم في العالم عن طريق السحر العظيم لذا ترى الرؤساء والحكّام متوقّف مكوثهم على عروشهم على علوم السحر كما رأينا في قصّة الرئيس بن علي التي حكاها طبّاخه في القصر وإلى الآن لم يسقط القذافي لأنّ السحر إلى حدّ الآن لم ينحلّ وعن قريب بإذن الله ينحلّ ويذهب فإنّ عفاريت الشياطين يحكمون العالم اليوم , فالعالم بأسره اليوم مسحور وهم لا يشعرون . والذي يجب أن يعرف أنّ الحكّام العرب خصوصا وكذلك حكّام الغرب يخافون من أهل الولاية خوفا شديدا وذلك أنّهم شياطين في صورة بشر والشيطان يخاف النور, فإذا علمت أنّ أهل الولاية أهل نور تجزم أنّهم يخافون أهل الولاية هذا طبعا من حيث الخبث الشيطاني أمّا من حيث الخبث النفسي وتسويلها فهو هدم للتصوّف من الداخل وهو موضوع آخر سنأتي عليه . فالشيطان يهدم طريق الولاية من الخارج والنفس تهدمه من الداخل فتلاقى العدوّان للإنسان على هدم العبادة وهدم المعاملة , لذا ترى إبليس لعنه الله تعالى يشجّع أمر النفوس البشرية في التوغّل نحو إثبات الوجود وهذا مذهب غالبية الغرب في التعليم والتربية من حيث الأخلاق فتجد الإنسان يقول ( أنا ) يعني أنّني موجود كما قالت لهم فلسفتهم ( الشمس طالعة فأنا موجود ) وإنّما أراد إثبات هذا المذهب النفسي لأنّه يساعده على صرف العباد عن عبادة الله تعالى فكيف تكون عبدا وأنت تقول وتعتقد بـــ ( الأنا ) ووجودك الذاتي الذي له حول و قوّة و رأي وتدبير بنظرك ... ثمّ أنّ النفس قد لا تميل غالبا إلاّ إلى شهواتها وأوّلها وجود الأنا التي هي ضدّ العبادة بما أنّ العبادة هي الطريق إلى الفناء في الله وهو إضمحلال وجودك مع وجود الله تعالى فهي قد لا تميل إلى الإفساد في الأرض يعني لا تميل إلى إفساد إنسانيات الأخلاق في المعاملة بين البشر فجنح هنا إبليس و تدخّل فأخذ على عاتقه إفساد المعاملة من طريقين : من طريق الدين ومن طريق الفطرة ...إلخ . فطريق إبليس من الحضرات له : علوم التلبيسات وتغيير فهم المعاملات ونهي الأحكام الإلهية ومن هذا المنطلق ينطلق ويستنبط فإنّ إبليس يستنبط كلّ يوم طرقا في الضلالة بحسب الزمان والمكان مثلما تراه في الدين فنحن في ديننا يتجدّد هذا الدين وكذلك الفتوى بحسب المكان والزمان وكذلك أمر إبليس فهو يجدّد في إستنباط طرق الضلالة مع حفظ أصولها . وهي كما قلت في مشاركة قديمة في الجواب على أسئلة سيدي فارس النور أنّ أصول الغواية هي : الشرك والكفر والنفاق فهذه حضرات علوم الغواية الإبليسية وكما أنّ لنا الجهاد حصنا للدين والأمّة فكذلك له هو أيضا الحروب لحفظ أصوله وهي كما قلت الشرك والكفر والنفاق فهو يحارب كي يحفظ دينه وأمّته فإنّ الدول الغربية يسكنها كبار عفاريت الشياطين وكبار المردة وأغلب ظنّي أنّ إبليس وجنوده الكبار كانوا على علم بأحداث 11 سبتمبر قبل وقوعها ولكن تركها تقع كي يفتح حربا على الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها...
العارفين ورّاث الأنبياء والمرسلين. وقد حدث خلط عند بعضهم بين مفهوم العلم ومفهوم الولاية فظنّ أنّ علماء الشريعة هم المقصودون بحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) رغم أنّ لفظ العلماء صحيح وهو واضح إلاّ أنّ معنى هذا اللفظ حرّف عن مضمونه فالمقصود بهذا الحديث هم ( العلماء بالله ) وليس ( العلماء بالأحكام ) إذ أنّ الأحكام الشرعية يحسن كلّ فرد أن يصل إلى إكتسابها بما أنّها في متناول الكسب وهي ليست ميراثا للأنبياء بل هي من شرع خاتم الأنبياء والمرسلين ولا علاقة لها بالأنبياء بل علاقتها بالرسالة مناط الأحكام فخرج إرادة علماء الشريعة بحسب علومهم فقط من اللفظ العام وإنّما هو لفظ عام يراد به خصوص المعنى لوجود قرينة ميراث الأنبياء. والميراث له أحكامه ومعارفه فلا بدّ فيه من النسب الطيني في الحكم الظاهر متى تعلّق بالورث المحسوس ولكن لا بدّ فيه من النسب الروحي متى تعلّق بميراث العلم فهذه نقاط حتّى يعرف أنّ المخصوصين بوراثة الأنبياء هم الأولياء تحديدا لأنّهم يمثّلون ميراث علوم الأنبياء في هذه الأمّة لذا كانت فيهم علوم الأحوال والمقامات ونعني علوم السلوك والسير إلى الله في خاصّة أحوال العبادة فيما بين العبد وربّه , لذا يقال هذا الوليّ على قدم موسى مثلا أو عيسى عليهما السلام وهكذا قيل في الصحابة الكرام فكم من صحابي ورث نبيّا في أحواله كعمر فقد كان موسوي المقام وكان علي بن أبي طالب عيسوي المقام وكان أبو بكر الصديق إبراهيمي المقام وهكذا ... فمن عرف حضرات علوم الأنبياء وأحوالهم عرف لا محالة حضرات علوم الأولياء واحوالهم . وقد تقول هل يعقل أن يتنافر وليّان من أولياء الله تعالى فالجواب نعم وهو كذلك متى علمت تنافر موسى مع الخضر عليهما السلام وتفارقهما وممّا لا شكّ فيه أنّ التصوّف الحقيقي هو الطريق إلى وراثة علوم الأنبياء يعني هو الطريق الى حضرة الوهب الإلهي وذلك باكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المنصوص عليهما في كتب التخلية والتحلية من علوم السلوك فمن تزّكت نفسه بقي منتظرا الفيض الإلهي على روحه من ميراث علوم الأنبياء والمرسلين التي هي المعارف الإلهية واللطائف الربانية. فطريق التصوّف ليس هو علم الحقيقة بحدّ ذاتها وإنّما الطريق إلى الوصول إلى علوم الحقيقة التي هي علوم التوحيد الصرفة والمعرفة بالله تعالى الكاملة. لذا وضع ساداتنا المرشدين كتبا تبيّن مناط السير والسلوك إلى معرفة ربّ الأرباب فوضعوا المصطلحات الدالّة على معاني مقاصدهم وحضرات توجّهاتهم فإنّه لا يوجد على وجه الأرض علم أرقى ولا أحسن ولا أعظم عند الله تعالى من بعد الأنبياء والمرسلين من علوم أهل التصوّف . وبذا قال الجنيد ( لو وجدت تحت أديم السماء أفضل من هذا العلم الذي نتكلّم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه ) فدلّ على أنّه أفضل أهل زمانه في هذا العلم وأنّه قطب زمانه لذا سمّي الجنيد رضي الله عنه بـــ ( إمام الصوفية ) و ( إمام الطائفتين ) فهو الجامع لعلوم أهل الظاهر وعلوم أهل الباطن فإنّ الشيخ هو الطريق إلى الله تعالى فمن فقد الشيخ فقد الطريق وبهذا قال حكيم السادة الصوفية ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ( سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلاّ من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم إلاّ من أراد أن يوصله إليه ). فمن وصل إلى شيخ مرشد عارف مأذون فقد وقف أمام باب الحضرة الإلهية وهو باب الرجاء في الله تعالى فكلّ من يصدّ عن الشيوخ فهو يصدّ باب حضرة الله تعالى ولا يشعر وهو قطع الطريق وهو المقصود والمراد حقيقة من قول إبليس لعنه الله تعالى ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فمن صدّ عن الأولياء فهو شيطان في صورة إنسان وأخفّ الضرر أن يكون من جنود الشيطان وهو لا يشعر . قلت : الأولياء لا يفهمون دين الله تعالى بذلك الفهم السطحي البسيط بل يفهمونه بفهم شامل واسع لذا يخاف إبليس لعنه الله تعالى من أهل الولاية خوفا شديدا فهو لا يعاديهم معاداة مباشرة فلو فعل هذا لاحترق من نور الله تعالى الذي أودعه في أوليائه وإنّما يحاربهم في غيرهم كما حارب آدم في الجنّة بغيره . وكذلك فإنّ أيّ فتنة تقع للأولياء من المدد الشيطاني فإنّما يوقعها إبليس لعنه الله تعالى عن طريق جنوده فإنّ غايته أن يبقى مشائخ التربية بدون مريدين وكما ورد يأتي النبيّ يوم القيامة ومعه الرهط من الناس والرهطان ويأتي النبي وليس معه أحد فهذا غرض الشيطان قبل كلّ شيء . وقد يتساءل أحدنا لماذا يفعل إبليس لعنه الله ذلك؟ فالجواب : أنّه يفعل ذلك لعلمه بما عند الأولياء من أمداد وفيوضات نورانية ومن دلال على الله تعالى فبمجرّد أن يقترب منهم العبد تغمره الأنوار وقد يصل بنظرة كما قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي وغيره ( أنا أوصل مريدي إلى الله تعالى بنظرة ) وكذلك قال غيره بهذا وقالوا بل بمذاكرة .وقد ورد عن أحد الصحابة لمّا أصابه الشكّ في التنزيل أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قرّبه منه ثمّ ضربه بيده الشريفة على صدره فقال الصحابي ( فتجللت عرقا وكأنّي أنظر إلى عرش الله فرقا ) فبمجرّد أن وضع يده على صدره أدخله بحر الأنوار . فإبليس لعنه الله يعلم ذلك لذا تراه يجتهد في قطع طريق الوصول إلى الأولياء وقد جنّد جنوده في هذا الزمان الذين هم الوهابية فخلطوا بين الحقّ والباطل كي يلبّس بهم الطريق على العباد فيرون الحقّ باطلا وعكسه صحيح مثل بني إسرائيل لأنّ إبليس جنوده من اليهود وقد رضي بهم كجنود فهم خدّام الحضرة الشيطانية لذا لا يغلبهم أحد في الخبث والدهاء إلاّ ما كان من أمر المشركين وأهل النفاق فهم منه أيضا . فهو يبثّ جنوده في الأرض فيجوبونها في اليوم عدّة مرّات في مشارقها ومغاربها والناس لا يشعرون بل يقوم كلّ يوم بعمل سحري جديد فهو اليوم يتحكّم في العالم عن طريق السحر العظيم لذا ترى الرؤساء والحكّام متوقّف مكوثهم على عروشهم على علوم السحر كما رأينا في قصّة الرئيس بن علي التي حكاها طبّاخه في القصر وإلى الآن لم يسقط القذافي لأنّ السحر إلى حدّ الآن لم ينحلّ وعن قريب بإذن الله ينحلّ ويذهب فإنّ عفاريت الشياطين يحكمون العالم اليوم , فالعالم بأسره اليوم مسحور وهم لا يشعرون . والذي يجب أن يعرف أنّ الحكّام العرب خصوصا وكذلك حكّام الغرب يخافون من أهل الولاية خوفا شديدا وذلك أنّهم شياطين في صورة بشر والشيطان يخاف النور, فإذا علمت أنّ أهل الولاية أهل نور تجزم أنّهم يخافون أهل الولاية هذا طبعا من حيث الخبث الشيطاني أمّا من حيث الخبث النفسي وتسويلها فهو هدم للتصوّف من الداخل وهو موضوع آخر سنأتي عليه . فالشيطان يهدم طريق الولاية من الخارج والنفس تهدمه من الداخل فتلاقى العدوّان للإنسان على هدم العبادة وهدم المعاملة , لذا ترى إبليس لعنه الله تعالى يشجّع أمر النفوس البشرية في التوغّل نحو إثبات الوجود وهذا مذهب غالبية الغرب في التعليم والتربية من حيث الأخلاق فتجد الإنسان يقول ( أنا ) يعني أنّني موجود كما قالت لهم فلسفتهم ( الشمس طالعة فأنا موجود ) وإنّما أراد إثبات هذا المذهب النفسي لأنّه يساعده على صرف العباد عن عبادة الله تعالى فكيف تكون عبدا وأنت تقول وتعتقد بـــ ( الأنا ) ووجودك الذاتي الذي له حول و قوّة و رأي وتدبير بنظرك ... ثمّ أنّ النفس قد لا تميل غالبا إلاّ إلى شهواتها وأوّلها وجود الأنا التي هي ضدّ العبادة بما أنّ العبادة هي الطريق إلى الفناء في الله وهو إضمحلال وجودك مع وجود الله تعالى فهي قد لا تميل إلى الإفساد في الأرض يعني لا تميل إلى إفساد إنسانيات الأخلاق في المعاملة بين البشر فجنح هنا إبليس و تدخّل فأخذ على عاتقه إفساد المعاملة من طريقين : من طريق الدين ومن طريق الفطرة ...إلخ . فطريق إبليس من الحضرات له : علوم التلبيسات وتغيير فهم المعاملات ونهي الأحكام الإلهية ومن هذا المنطلق ينطلق ويستنبط فإنّ إبليس يستنبط كلّ يوم طرقا في الضلالة بحسب الزمان والمكان مثلما تراه في الدين فنحن في ديننا يتجدّد هذا الدين وكذلك الفتوى بحسب المكان والزمان وكذلك أمر إبليس فهو يجدّد في إستنباط طرق الضلالة مع حفظ أصولها . وهي كما قلت في مشاركة قديمة في الجواب على أسئلة سيدي فارس النور أنّ أصول الغواية هي : الشرك والكفر والنفاق فهذه حضرات علوم الغواية الإبليسية وكما أنّ لنا الجهاد حصنا للدين والأمّة فكذلك له هو أيضا الحروب لحفظ أصوله وهي كما قلت الشرك والكفر والنفاق فهو يحارب كي يحفظ دينه وأمّته فإنّ الدول الغربية يسكنها كبار عفاريت الشياطين وكبار المردة وأغلب ظنّي أنّ إبليس وجنوده الكبار كانوا على علم بأحداث 11 سبتمبر قبل وقوعها ولكن تركها تقع كي يفتح حربا على الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها...
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: