العلم والجهل 3
بسم الله الرحمان الرحيم- فإذا علمت أنّ بداية تعلّم العلم الديني الحقيقي والصحيح يبدأ من المرتبة القلب تشعر لا محالة بقوله تعالى مفسّرا هذا ( نزّله على قلبك ) إذ أنّ
الملك المنزل بالوحي لا ينزل إلاّ على القلب. وقد يسأل سائل : ما الفرق بين كون سيّدنا جبريل نزّل القرآن على قلب النبيّ عليه الصلاة والسلام وبين كونه قال له ( إقرأ )؟ فالجواب : أنّك متى
علمت بعد ما شرحته لك أعلاه أنّ السمع الحقيقي تابع للقلب وأنّ البصر الحقيقي تابع للقلب تعلم بأنّ القرآن ينزل على القلب معنى وعلى العقل لفظا فكلّ من كان له قلب يشعر بنزول القرآن حين قراءته في كلّ وقت وفيهم ورد حديث ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته ) أي أنّ أهل القرآن هم أهل حضرة الله تعالى وهم الخاصّة الذي ورد الحديث بذكرهم. وعليه فإنّ أمر العلم الديني بأسره مستواه الذي يسير عليه وبه يهتدي من كتب الله له الهداية هو القلب فمن لا قلب له فلا علم له لأنّ القلب محلّ النور الإلهي ومن هنا قال العارفون ( فرّغ قلبك من الأغيار تملؤه بالمعارف والأسرار ). وإنّما قلنا أنّ البداية من القلب تكون فلكون النبيّ عليه الصلاة والسلام كانت بداية شأنه من القلب حينما شقّ الملكان صدره الشريف وأخرجا قلبه وغسلاه حتّى يبصر البصر الصحيح ويسمع السمع الصحيح ويعلم العلم الصحيح ويفهم الفهم الصحيح فيكون العقل تابعا للقلب وتحت حكمه متى علمت أنّ الخلافة كانت في عالم الصفات أي العالم الملكوتي القلبي. فالقلب هو الخليفة حقيقة حتّى لا يشطّ العقل من حيث هذه الحيثية كما شطّ عقل إبليس لعنه الله تعالى حينما استعمل القياس العقلي ثمّ متى علمت أنّ تعليم آدم صدر إلى حضرة قلبه لأنّ عالم القلب عالم ملكوتي وفيه يقع التعليم لذا أتى جبريل منه وفي مقامه علّم الصحابة أمر دينهم وأنّه ثلاث أركان فإنّ الملائكة تعلّم الدين فما جاء جبريل ليتعلّم وإنّما جاء ليعلّم فأوّل ما علّمهم أمور منها : كيفية السؤال وأدبه من حيث الجلوس أمام العالم المربي المأذون , ومنها : تعليمهم السؤال الموجز المرتّب السمح , ومنها : التصديق والتصريح به كي يرى العالم نتائج تعليمه وسريان حاله فيمن علّمه ...إلخ بعد أن حصل المقصود من تعليمهم المقصود بالذات من الدين. وهكذا أهل عالم الملكوت فإنّهم لا يقصدون إلاّ لبّ العلم وروحه الذي لا يدلّ إلاّ على الله تعالى وهذا من فروض العين لذا قال الإمام الغزالي رضي الله عنه ( التصوّف فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة ) ومن هنا قالوا ( من تشرّع ولم يتحقّق فقد تفسّق ) فدخل عالم الفسق لكونه يضادد القلوب وهو التمرّد على أهل الله تعالى. لذا فإنّ أوّل من يحارب المهدي ويحارب أهل الله تعالى هم الفقهاء كما حاربهم ابن تيمية من قبل وابن القيم وتلك الطبقة من الفقهاء لأنّهم لم يجدوا قلوبهم كما وجدها الأولون لكون اتحاد القلوب هو صفاؤها فلا تجد في الأرض وليّا لله تعالى يبغض وليّا آخرا أبدا وإنّما يتنافران متى تنافر حال الأرواح لذا قالوا ( لا يكون هناك وليّا حقودا أبدا ) ترى هذا لمّا قال لهم ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ). فهي مراتب قلبية لأنّ القلب متى صفا لا يحمل من تلك الأمراض شيئا لذا سيّره الله تعالى بما تلاه من أحكام شرعية كما قال ( لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رغم أنّه يقول ( فاطمة بضعة منّي يحزنني ما يحزنها ويفرحني ما يفرحها ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام لذا منعها سيّدنا أبو بكر الصدّيق من ميراث أرض الخمس بعد أن سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ( نحن الأنبياء لا نورّث ) فمنعها من حيث أعطاها أمّا لو سألته ماله كلّه لأعطاها كما أعطاه من قبل لأبيها عليه الصلاة والسلام ومن هنا ضلّ الشيعة إذ لا فقه قلبي عندهم فكلّ من فقد الفقه القلبي كان خارجا عن دائرة أهل السنّة لذا ترى كثرة الحقد عند الشيعة وكثرة انتقامهم إلاّ المعافى منهم. قال الصحابة رضي الله عنهم ( كان رسول الله يعلّمنا الإيمان ثمّ علّمنا القرآن ) فأساس هذا التعليم القلبي هو تعليم الإيمان متى علمت أنّ معنى الإيمان وعلمه هو أمر ذوقي كما قال عليه الصلاة والسلام ( ذاق طعم الإيمان ... الحديث ). وإنّما علّمهم الإيمان قبل تعليمهم القرآن فلأنّ القرآن لا يمكن فهمه ولا تدبّره إلاّ في مرتبة القلب الذي هو رياض الإيمان و واحة الإحسان لذا كان الإيمان هو الواسطة والواصلة بين الإسلام والإحسان , فإسلام بلا إيمان نفاق , وإحسان بلا إيمان تدجيل وهذا حال دجالي ولا يمكنه أن يكون وإنّما نعني ما يظهر للناس من كونه إحسانا كما ظنّوا الأوّل إيمانا , فكان تعليم الإيمان هو بداية التعليم كما قلنا من حيث كونه مرتبة نورية قلبية لذا يقول أهل الله تعالى ( حدّثني قلبي عن ربي ) فإذا لم يحدّثك قلبك عن الله تعالى فمن الذي سيحدّثك ؟ لأنّ الله تعالى لا يحدّثك إلاّ في قلبك وهو معنى الوارد الرحماني اذي يرد منه سبحانه. لهذا أنشأ أهل الله تعالى مدارسهم التعليمية سمّوها بمدارس السلوك إلى ملك الملوك حتّى عدّ الناس اليوم أمر المعرفة أمر خاص بل هي أمر عام كلّ بحسب مرتبته التي أدناها عالم الملكوت أمّا الأمر الخاص فهو أمر الخصوصيات والمراتب فأمر العبودية هو الأمر العام لذا فسّر إبن عبّاس رضي الله عنه ( إلاّ ليعبدون ) أي ليعرفون متى علمت قوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) فالأمر شامل للثقلين الجنّ والإنس. وإنّ أكثر ما يثير إستغرابي هو دفع الناس اليوم إلى فهم التصوّف والدين عامّة على أنّه مراتب وخصوصيات وقد تردني الرسالة تلو الرسالة أغلبها تميل إلى فهم الدين باعتباره خصوصية وليس عبودية لهذا ضلّ الناس اليوم وبعدوا عن ذكر الله تعالى ودينه فمسك بسلطان قلوبهم فقه الدجل وعلم إبليس لعنه الله تعالى حتّى أصبح التصوّف هو زيارة قبور و أضرحة وأناشيد دينية وأكل وشرب ... فنسوا عبودية ربّهم. فلو كنت حاكما ومسؤولا لأغلقت جميع الأضرحة التي يزورها العوام ولوجّهتهم إلى ربّهم. كانت أمّي حفظها الله تعالى وشفاها حينما جاءها وجع المخاض بأحد إخوتي وكنّا صغارا لا نفقه شيئا من الدين فسمعناها في وجعها تقول : يا سيدي عبد القادر فأنكرنا عليها انكارا شديدا وقلنا لها بل قولي يا اللـــــــــــــــــــــه ... لست من الذين ينكرون على المتوسّلين بالأنبياء والصالحين بالفهم الصحيح وإنّما انكاري لكون هذا الأمر أصبح ثقافة وليس هو بأمر صحيح فالتبرّك والتوسّل شيء بعيد كلّ البعد عن عالم العبودية لله تعالى ... هذه خواطر عديدة وحديث في أكثر من موضوع من هنا وهناك هكذا خطرت فكتبتها. والله أعلم ثمّ رسوله من بعده.
الملك المنزل بالوحي لا ينزل إلاّ على القلب. وقد يسأل سائل : ما الفرق بين كون سيّدنا جبريل نزّل القرآن على قلب النبيّ عليه الصلاة والسلام وبين كونه قال له ( إقرأ )؟ فالجواب : أنّك متى
علمت بعد ما شرحته لك أعلاه أنّ السمع الحقيقي تابع للقلب وأنّ البصر الحقيقي تابع للقلب تعلم بأنّ القرآن ينزل على القلب معنى وعلى العقل لفظا فكلّ من كان له قلب يشعر بنزول القرآن حين قراءته في كلّ وقت وفيهم ورد حديث ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته ) أي أنّ أهل القرآن هم أهل حضرة الله تعالى وهم الخاصّة الذي ورد الحديث بذكرهم. وعليه فإنّ أمر العلم الديني بأسره مستواه الذي يسير عليه وبه يهتدي من كتب الله له الهداية هو القلب فمن لا قلب له فلا علم له لأنّ القلب محلّ النور الإلهي ومن هنا قال العارفون ( فرّغ قلبك من الأغيار تملؤه بالمعارف والأسرار ). وإنّما قلنا أنّ البداية من القلب تكون فلكون النبيّ عليه الصلاة والسلام كانت بداية شأنه من القلب حينما شقّ الملكان صدره الشريف وأخرجا قلبه وغسلاه حتّى يبصر البصر الصحيح ويسمع السمع الصحيح ويعلم العلم الصحيح ويفهم الفهم الصحيح فيكون العقل تابعا للقلب وتحت حكمه متى علمت أنّ الخلافة كانت في عالم الصفات أي العالم الملكوتي القلبي. فالقلب هو الخليفة حقيقة حتّى لا يشطّ العقل من حيث هذه الحيثية كما شطّ عقل إبليس لعنه الله تعالى حينما استعمل القياس العقلي ثمّ متى علمت أنّ تعليم آدم صدر إلى حضرة قلبه لأنّ عالم القلب عالم ملكوتي وفيه يقع التعليم لذا أتى جبريل منه وفي مقامه علّم الصحابة أمر دينهم وأنّه ثلاث أركان فإنّ الملائكة تعلّم الدين فما جاء جبريل ليتعلّم وإنّما جاء ليعلّم فأوّل ما علّمهم أمور منها : كيفية السؤال وأدبه من حيث الجلوس أمام العالم المربي المأذون , ومنها : تعليمهم السؤال الموجز المرتّب السمح , ومنها : التصديق والتصريح به كي يرى العالم نتائج تعليمه وسريان حاله فيمن علّمه ...إلخ بعد أن حصل المقصود من تعليمهم المقصود بالذات من الدين. وهكذا أهل عالم الملكوت فإنّهم لا يقصدون إلاّ لبّ العلم وروحه الذي لا يدلّ إلاّ على الله تعالى وهذا من فروض العين لذا قال الإمام الغزالي رضي الله عنه ( التصوّف فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة ) ومن هنا قالوا ( من تشرّع ولم يتحقّق فقد تفسّق ) فدخل عالم الفسق لكونه يضادد القلوب وهو التمرّد على أهل الله تعالى. لذا فإنّ أوّل من يحارب المهدي ويحارب أهل الله تعالى هم الفقهاء كما حاربهم ابن تيمية من قبل وابن القيم وتلك الطبقة من الفقهاء لأنّهم لم يجدوا قلوبهم كما وجدها الأولون لكون اتحاد القلوب هو صفاؤها فلا تجد في الأرض وليّا لله تعالى يبغض وليّا آخرا أبدا وإنّما يتنافران متى تنافر حال الأرواح لذا قالوا ( لا يكون هناك وليّا حقودا أبدا ) ترى هذا لمّا قال لهم ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ). فهي مراتب قلبية لأنّ القلب متى صفا لا يحمل من تلك الأمراض شيئا لذا سيّره الله تعالى بما تلاه من أحكام شرعية كما قال ( لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رغم أنّه يقول ( فاطمة بضعة منّي يحزنني ما يحزنها ويفرحني ما يفرحها ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام لذا منعها سيّدنا أبو بكر الصدّيق من ميراث أرض الخمس بعد أن سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ( نحن الأنبياء لا نورّث ) فمنعها من حيث أعطاها أمّا لو سألته ماله كلّه لأعطاها كما أعطاه من قبل لأبيها عليه الصلاة والسلام ومن هنا ضلّ الشيعة إذ لا فقه قلبي عندهم فكلّ من فقد الفقه القلبي كان خارجا عن دائرة أهل السنّة لذا ترى كثرة الحقد عند الشيعة وكثرة انتقامهم إلاّ المعافى منهم. قال الصحابة رضي الله عنهم ( كان رسول الله يعلّمنا الإيمان ثمّ علّمنا القرآن ) فأساس هذا التعليم القلبي هو تعليم الإيمان متى علمت أنّ معنى الإيمان وعلمه هو أمر ذوقي كما قال عليه الصلاة والسلام ( ذاق طعم الإيمان ... الحديث ). وإنّما علّمهم الإيمان قبل تعليمهم القرآن فلأنّ القرآن لا يمكن فهمه ولا تدبّره إلاّ في مرتبة القلب الذي هو رياض الإيمان و واحة الإحسان لذا كان الإيمان هو الواسطة والواصلة بين الإسلام والإحسان , فإسلام بلا إيمان نفاق , وإحسان بلا إيمان تدجيل وهذا حال دجالي ولا يمكنه أن يكون وإنّما نعني ما يظهر للناس من كونه إحسانا كما ظنّوا الأوّل إيمانا , فكان تعليم الإيمان هو بداية التعليم كما قلنا من حيث كونه مرتبة نورية قلبية لذا يقول أهل الله تعالى ( حدّثني قلبي عن ربي ) فإذا لم يحدّثك قلبك عن الله تعالى فمن الذي سيحدّثك ؟ لأنّ الله تعالى لا يحدّثك إلاّ في قلبك وهو معنى الوارد الرحماني اذي يرد منه سبحانه. لهذا أنشأ أهل الله تعالى مدارسهم التعليمية سمّوها بمدارس السلوك إلى ملك الملوك حتّى عدّ الناس اليوم أمر المعرفة أمر خاص بل هي أمر عام كلّ بحسب مرتبته التي أدناها عالم الملكوت أمّا الأمر الخاص فهو أمر الخصوصيات والمراتب فأمر العبودية هو الأمر العام لذا فسّر إبن عبّاس رضي الله عنه ( إلاّ ليعبدون ) أي ليعرفون متى علمت قوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) فالأمر شامل للثقلين الجنّ والإنس. وإنّ أكثر ما يثير إستغرابي هو دفع الناس اليوم إلى فهم التصوّف والدين عامّة على أنّه مراتب وخصوصيات وقد تردني الرسالة تلو الرسالة أغلبها تميل إلى فهم الدين باعتباره خصوصية وليس عبودية لهذا ضلّ الناس اليوم وبعدوا عن ذكر الله تعالى ودينه فمسك بسلطان قلوبهم فقه الدجل وعلم إبليس لعنه الله تعالى حتّى أصبح التصوّف هو زيارة قبور و أضرحة وأناشيد دينية وأكل وشرب ... فنسوا عبودية ربّهم. فلو كنت حاكما ومسؤولا لأغلقت جميع الأضرحة التي يزورها العوام ولوجّهتهم إلى ربّهم. كانت أمّي حفظها الله تعالى وشفاها حينما جاءها وجع المخاض بأحد إخوتي وكنّا صغارا لا نفقه شيئا من الدين فسمعناها في وجعها تقول : يا سيدي عبد القادر فأنكرنا عليها انكارا شديدا وقلنا لها بل قولي يا اللـــــــــــــــــــــه ... لست من الذين ينكرون على المتوسّلين بالأنبياء والصالحين بالفهم الصحيح وإنّما انكاري لكون هذا الأمر أصبح ثقافة وليس هو بأمر صحيح فالتبرّك والتوسّل شيء بعيد كلّ البعد عن عالم العبودية لله تعالى ... هذه خواطر عديدة وحديث في أكثر من موضوع من هنا وهناك هكذا خطرت فكتبتها. والله أعلم ثمّ رسوله من بعده.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: