حقائق التجليات الإلهية تمكر بالمعارف الإبليسية 1
بسم الله الرحمان الرحيم - والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه. الحقائق من حيث هي حقائق للخلق فيها مشاهد , فمن الناس من يطلب الحقائق لذات نفسه كي يتعامل معها أو بها تعامل الربوبية فيها , فيبحث عن الحقائق بمرض نفسه وعللها الكامنة فيها لذا يشترط الأولياء عند تلقين الأذكار وأسرارها فراغ القلب ممّا سوى الله تعالى لأنّ الأمر خطير لذا قيل : ( فرّغ قلبك من الأغيار كي تشرق فيه شموس المعارف
والأسرار ) فمحال أن يمتلئ القلب بالمعارف والأسرار وفيه بقيّة من الأغيار , لأنّ حقيقة التوحيد هي فراغ تعلّق القلب والروح ممّا سوى الله تعالى حتّى ترجع تلك الروح إلى مقامها الأصلي وهو مقام العبودية التامّة. فعلى قدر خروج العبد من تلك العبودية خرج من الحضرة العلية , لأنّ دوام البقاء في الحضرة لا يضمنه غير التحلّي بأوصاف العبودية وهذا معنى البقاء بالله تعالى أي بقاء العبودية ببقاء الألوهية والربوبية للخالق جلّ وعلا , فحيثما استشعرت أنّ لك ربّا لا يموت ولا يجري عليه النسيان أو الفوت وأحاط بكلّ ذرّات العالم رحمة وعلما وقبضة وقهرا لقوله تعالى ( هو الأوّل والأخر والظاهر والباطن ) فحتما أنّك تستشعر عبوديتك له فتستهلكك تلك العبودية ظاهرا وباطنا و أوّلا و آخرا. فمتى كانت عبوديتك نصب عينيك كانت الحضرة قبلتك لقوله تعالى : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) لذا قال عليه الصلاة والسلام : ( اتّق الله حيثما كنت ) لتقابل بعبوديتك أحكام الحضرة العلية في مراتبها الثلاث : الإسلام والإيمان والإحسان فتكون أيّها العبد أنت هو : عين ركن الإسلام وتكون عين ركن الإيمان وتكون عين ركن الإحسان الذي ليس له نهاية فتتحقّق بعبوديتك تحقّقا كاملا الذي لا نهاية لها وذلك لتقابل الألوهية وما يجب لها في مراتبها الثلاث من أدب. فيكون بحثك في الحقيقة بداية عن حقائق عبوديتك لله تعالى فهذا مقامك الأوّل الذي أوصاك به في الذكر الحكيم وهذا مشهد جميع الأنبياء في الحقائق وهو استشعار تلك العبودية والإستغراق فيها إستغراقا كاملا وهو مقام العبد المحض. فهؤلاء النوع من العباد هم أعلى المقامات عند الله تعالى لأنّ الخصوصية تكون بحسب مراتب العبودية , كي لا تتصرّف في تلك الخصوصيات إلاّ بالله تعالى فتكون عبدا محضا لا تتصرّف في خصوصية سواء بإخبار أو تصرّف إلاّ بإذن إلهي صريح. قال تعالى لسيّد الوجود : ( إقرأ ) فهو إذن صريح وقال تعالى له : ( يا أيّها المدثّر قم فأنذر ) وقال له : ( يا أيّها المزمّل قم الليل إلاّ قليلا ) فهذه الأذون الثلاثة وهي: - إذن قراءة الحقائق بالإسم الأعظم الجامع كي تحاط الأسرار فلا سبيل إلى الدخول إليها إلاّ من طريق ذلك الإسم الأعظم لأنّها به تليت وعرفت وظهرت. - وإذن الدعوة والإرشاد وهداية الخلق. - وإذن في العبادة والتوجّه إلى الحضرة العليّة. " إذن التوجّه , إذن الحقيقة , إذن الإرشاد والدعوة " فهذه مستلزمات العبودية المحضة. وبهذا كن الخليفة : خليفة لقوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) لذا قال تعالى ( ما أريد منهم من رزق ). دلالة على التحذير من الإلتفات إلى خصوصيات الصمدية وهو مجال التصرّف ودعوى النفع والضرّ لذاك نبّهنا بقوله تعالى في سورة الإخلاص وهو تمام العبودية : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) فالخليفة من بحر الأحدية يرجع إلى بحر الصمدية , فمن تستهلكه الحضرة الأولى وهي حضرة الأحدية والمراد هنا حضرة العبودية المحضة أيّان له أن يرجع إلى الصمدية إلاّ في وصفها فلا خروج عند العارف من مقام العبودية المحضة فلو خرج منها قدر أنملة عوقب في الحين وعوتب ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) هذا تمهيد لما بعده : وسنذكر إن شاء الله تعالى هذه الأمور : الحقائق في منظور إبليس لعنه الله تعالى : - طلبه للخلافة و بيان أنّ طلبه هذا يريد به دعوى الألوهية لهذا تراه منذ أن أخرجه الله تعالى وطرده يريد إثبات ألوهيته مع ألوهية الله تعالى وإرادته حكم الأرض والتي سيحكمها في عهد الدجّال بل الآن يحكمها وفي عهد الدجال يستفرغ كلّ ما عنده لذا يقتله عيسى عليه السلام فيؤسّس المهدي والمؤمنون دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوّة لأنّ الأمر ليس ظاهرا فقط يا جماعة بل الظواهر تتبع البواطن فالحكم للباطن حقيقة وليس للظاهر لو كانوا يعلمون , يفعل هذا لعدم فهمه لمقام الخلافة الإلهية فأراد أن يأخذها ولو دعوى ظاهرية لذا سيستعمل علومه كلّها وهي علوم السحر وله أعوان في الأرض اليوم وهم أئمّة الكفر فهو الذي نصّبهم بنفسه وهذا معنى ... - غلطه في فهم الحقائق كما هي والتي لا تعرف إلاّ في مقام واحد وهو مقام العبودية المحضة. - غلطه في التجليات الإلهية وعدم توفية أدابها وحقوقها. - قلّة معارفه رغم وصوله إلى مقام التنوير ( وفيه أبواب إن شاء الله تعالى ). - مضرّة علوم الحقائق الناقصة لمن كان في نفس مرتبة إبليس لمّا عصى ربّه. - التصريح بالخصوصية من قبل الله تعالى لمن شاء من خلقه لا يكون إلاّ والعبد في مرتبة النفس الكاملة أعني خصوصية الخلافة عن الله تعالى في بلاده وعباده لذا أوصى يعقوب إبنه عليهما السلام بالسكوت وعدم حكاية رؤياه لعلم يعقوب بأنّ هذا الأمر يقلق إبليس جدّا لأنّه المقام الذي طرد بسببه وأخرج من الحضرة وهو مقام الحسد لأنّ مقام الحسد حاله كيدي وهو شديد. - الإلتفات إلى الخصوصية إنقطاع عن السير إلى الله أو السير في الله فانقطع إبليس عن سيره وعبوديته فأبلس. - ذكر منشأ العلل النفسية الإبليسية وأنّه كلّها ترجع في النهاية إلى الخروج عن العبودية لله تعالى إسلاما وإيمانا وإحسانا. - ذكر كيف أراد إبليس أن ينافس خلافة آدم لعدم فهمه أنّ خلافته لا تعني الألوهية بل هي العبودية المحضة ففهم الخلافة على غير وجهها الصحيح ( والخلافة خصوصية ). - نظر طالب الخصوصيات معطوب وفهمه مسلوب أقصد ( إبليس لعنه الله تعالى ). - ذكر أنّ ما وقر في القلب هو الذي يفسد عبادات الظاهر فلا تنفع العبد تلك العبادات كما لم تنفع إبليس لأنّ شؤون الباطن هي محتوى الإيمان والكفر. وسنذكر كلاما كثيرا إن شاء الله تعالى وما غرضنا إلاّ بيان علوم الديانة في مجال التصوّف الذي هو مقام المعرفة والإحسان وقد قيل ( الهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها ).
والأسرار ) فمحال أن يمتلئ القلب بالمعارف والأسرار وفيه بقيّة من الأغيار , لأنّ حقيقة التوحيد هي فراغ تعلّق القلب والروح ممّا سوى الله تعالى حتّى ترجع تلك الروح إلى مقامها الأصلي وهو مقام العبودية التامّة. فعلى قدر خروج العبد من تلك العبودية خرج من الحضرة العلية , لأنّ دوام البقاء في الحضرة لا يضمنه غير التحلّي بأوصاف العبودية وهذا معنى البقاء بالله تعالى أي بقاء العبودية ببقاء الألوهية والربوبية للخالق جلّ وعلا , فحيثما استشعرت أنّ لك ربّا لا يموت ولا يجري عليه النسيان أو الفوت وأحاط بكلّ ذرّات العالم رحمة وعلما وقبضة وقهرا لقوله تعالى ( هو الأوّل والأخر والظاهر والباطن ) فحتما أنّك تستشعر عبوديتك له فتستهلكك تلك العبودية ظاهرا وباطنا و أوّلا و آخرا. فمتى كانت عبوديتك نصب عينيك كانت الحضرة قبلتك لقوله تعالى : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) لذا قال عليه الصلاة والسلام : ( اتّق الله حيثما كنت ) لتقابل بعبوديتك أحكام الحضرة العلية في مراتبها الثلاث : الإسلام والإيمان والإحسان فتكون أيّها العبد أنت هو : عين ركن الإسلام وتكون عين ركن الإيمان وتكون عين ركن الإحسان الذي ليس له نهاية فتتحقّق بعبوديتك تحقّقا كاملا الذي لا نهاية لها وذلك لتقابل الألوهية وما يجب لها في مراتبها الثلاث من أدب. فيكون بحثك في الحقيقة بداية عن حقائق عبوديتك لله تعالى فهذا مقامك الأوّل الذي أوصاك به في الذكر الحكيم وهذا مشهد جميع الأنبياء في الحقائق وهو استشعار تلك العبودية والإستغراق فيها إستغراقا كاملا وهو مقام العبد المحض. فهؤلاء النوع من العباد هم أعلى المقامات عند الله تعالى لأنّ الخصوصية تكون بحسب مراتب العبودية , كي لا تتصرّف في تلك الخصوصيات إلاّ بالله تعالى فتكون عبدا محضا لا تتصرّف في خصوصية سواء بإخبار أو تصرّف إلاّ بإذن إلهي صريح. قال تعالى لسيّد الوجود : ( إقرأ ) فهو إذن صريح وقال تعالى له : ( يا أيّها المدثّر قم فأنذر ) وقال له : ( يا أيّها المزمّل قم الليل إلاّ قليلا ) فهذه الأذون الثلاثة وهي: - إذن قراءة الحقائق بالإسم الأعظم الجامع كي تحاط الأسرار فلا سبيل إلى الدخول إليها إلاّ من طريق ذلك الإسم الأعظم لأنّها به تليت وعرفت وظهرت. - وإذن الدعوة والإرشاد وهداية الخلق. - وإذن في العبادة والتوجّه إلى الحضرة العليّة. " إذن التوجّه , إذن الحقيقة , إذن الإرشاد والدعوة " فهذه مستلزمات العبودية المحضة. وبهذا كن الخليفة : خليفة لقوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) لذا قال تعالى ( ما أريد منهم من رزق ). دلالة على التحذير من الإلتفات إلى خصوصيات الصمدية وهو مجال التصرّف ودعوى النفع والضرّ لذاك نبّهنا بقوله تعالى في سورة الإخلاص وهو تمام العبودية : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) فالخليفة من بحر الأحدية يرجع إلى بحر الصمدية , فمن تستهلكه الحضرة الأولى وهي حضرة الأحدية والمراد هنا حضرة العبودية المحضة أيّان له أن يرجع إلى الصمدية إلاّ في وصفها فلا خروج عند العارف من مقام العبودية المحضة فلو خرج منها قدر أنملة عوقب في الحين وعوتب ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) هذا تمهيد لما بعده : وسنذكر إن شاء الله تعالى هذه الأمور : الحقائق في منظور إبليس لعنه الله تعالى : - طلبه للخلافة و بيان أنّ طلبه هذا يريد به دعوى الألوهية لهذا تراه منذ أن أخرجه الله تعالى وطرده يريد إثبات ألوهيته مع ألوهية الله تعالى وإرادته حكم الأرض والتي سيحكمها في عهد الدجّال بل الآن يحكمها وفي عهد الدجال يستفرغ كلّ ما عنده لذا يقتله عيسى عليه السلام فيؤسّس المهدي والمؤمنون دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوّة لأنّ الأمر ليس ظاهرا فقط يا جماعة بل الظواهر تتبع البواطن فالحكم للباطن حقيقة وليس للظاهر لو كانوا يعلمون , يفعل هذا لعدم فهمه لمقام الخلافة الإلهية فأراد أن يأخذها ولو دعوى ظاهرية لذا سيستعمل علومه كلّها وهي علوم السحر وله أعوان في الأرض اليوم وهم أئمّة الكفر فهو الذي نصّبهم بنفسه وهذا معنى ... - غلطه في فهم الحقائق كما هي والتي لا تعرف إلاّ في مقام واحد وهو مقام العبودية المحضة. - غلطه في التجليات الإلهية وعدم توفية أدابها وحقوقها. - قلّة معارفه رغم وصوله إلى مقام التنوير ( وفيه أبواب إن شاء الله تعالى ). - مضرّة علوم الحقائق الناقصة لمن كان في نفس مرتبة إبليس لمّا عصى ربّه. - التصريح بالخصوصية من قبل الله تعالى لمن شاء من خلقه لا يكون إلاّ والعبد في مرتبة النفس الكاملة أعني خصوصية الخلافة عن الله تعالى في بلاده وعباده لذا أوصى يعقوب إبنه عليهما السلام بالسكوت وعدم حكاية رؤياه لعلم يعقوب بأنّ هذا الأمر يقلق إبليس جدّا لأنّه المقام الذي طرد بسببه وأخرج من الحضرة وهو مقام الحسد لأنّ مقام الحسد حاله كيدي وهو شديد. - الإلتفات إلى الخصوصية إنقطاع عن السير إلى الله أو السير في الله فانقطع إبليس عن سيره وعبوديته فأبلس. - ذكر منشأ العلل النفسية الإبليسية وأنّه كلّها ترجع في النهاية إلى الخروج عن العبودية لله تعالى إسلاما وإيمانا وإحسانا. - ذكر كيف أراد إبليس أن ينافس خلافة آدم لعدم فهمه أنّ خلافته لا تعني الألوهية بل هي العبودية المحضة ففهم الخلافة على غير وجهها الصحيح ( والخلافة خصوصية ). - نظر طالب الخصوصيات معطوب وفهمه مسلوب أقصد ( إبليس لعنه الله تعالى ). - ذكر أنّ ما وقر في القلب هو الذي يفسد عبادات الظاهر فلا تنفع العبد تلك العبادات كما لم تنفع إبليس لأنّ شؤون الباطن هي محتوى الإيمان والكفر. وسنذكر كلاما كثيرا إن شاء الله تعالى وما غرضنا إلاّ بيان علوم الديانة في مجال التصوّف الذي هو مقام المعرفة والإحسان وقد قيل ( الهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها ).
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: