مسألة : في قول : أنا مؤمن إن شاء الله
فإن قلت : ما وجه قول السلف " أنا مؤمن إن شاء الله " والاستثناء شك والشك في الإيمان كفر ؟
وقد كانوا كلهم يمتنعون عن جزم الجواب
بالإيمان ويحترزون عنه
فقال سفيان الثوري رحمه الله : من قال أنا مؤمن عند الله فهو من الكذابين ومن قال أنا مؤمن حقا فهو بدعة
فكيف يكون كاذبا وهو يعلم أنه مؤمن في نفسه ومن كان مؤمنا في نفسه كان مؤمنا عند الله ؟
كما أن من كان طويلا وسخيا في نفسه وعلم ذلك كان كذلك عند الله وكذا من كان مسرورا أو حزينا أو سميعا أو بصيرا
ولو قيل للإنسان هل أنت حيوان لم يحسن أن يقول أنا حيوان إن شاء الله
ولما قال سفيان ذلك قيل له فماذا نقول ؟
قال : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا
وأي فرق بين أن يقول آمنا بالله وما أنزل إلينا وبين أن يقول أنا مؤمن ؟
وقيل للحسن : أمؤمن أنت ؟ فقال : إن شاء الله
فقيل له : لم تستثني يا أبا سعيد في الإيمان ؟
فقال : أخاف أن أقول نعم فيقول الله سبحانه كذبت يا حسن فتحق علي الكلمة
وكان يقول : ما يؤمنني أن يكون الله سبحانه قد اطلع علي في بعض ما يكره فمقتني وقال اذهب لا قبلت لك عملا فأنا أعمل في غير معمل ؟
وقال إبراهيم بن أدهم : إذا قيل لك أمؤمن أنت ؟ فقل : لا إله إلا الله
وقال مرة : قل أنا لا أشك في الإيمان وسؤالك إياي بدعة
وقيل لعلقمة : أمؤمن أنت ؟ قال : أرجو إن شاء الله
وقال الثوري : نحن مؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله وما ندري ما نحن عند الله تعالى
فما معنى هذه الاستثناءات ؟
فالجواب : أن هذا الاستثناء صحيح وله أربعة أوجه
وجهان مستندان إلى الشك لا في أصل الإيمان ولكن في خاتمته أو كماله
ووجهان لا يستندان إلى الشك
الوجه الأول [ من الجواب ] - الذي لا يستند إلى معارضة الشك :
الاحتراز من الجزم خيفة ما فيه من تزكية النفس
قال الله تعالى : { فلا تزكوا أنفسكم }
وقال : { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم }
وقال تعالى : { انظر كيف يفترون على الله الكذب }
وقيل لحكيم : ما الصدق القبيح ؟ فقال : ثناء المرء على نفسه
والإيمان من أعلى صفات المجد والجزم تزكية مطلقة وصيغة الاستثناء كأنها ثقل من عرف التزكية كما يقال للإنسان : أنت طبيب أو فقيه أو مفسر ؟ فيقول : نعم إن شاء الله لا في معرض التشكيك ولكن لإخراج نفسه عن تزكية نفسه
فالصيغة صيغة الترديد والتضعيف لنفس الخبر ومعناه التضعيف للازم من لوازم الخبر وهو التزكية
وبهذا التأويل لو سئل عن وصف ذم لم يحسن الاستثناء
الوجه الثاني [ من الجواب الذي لا يستند إلى معارضة الشك ] :
التأدب بذكر الله تعالى في كل حال وإحالة الأمور كلها إلى مشيئة الله سبحانه
فقد أدب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم فقال تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله }
ثم لم يقتصر على ذلك فيما لا يشك فيه بل قال تعالى : { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }
وكان الله سبحانه عالما بأنهم يدخلون لا محالة وأنه شاءه ولكن المقصود تعليمه ذلك
فتأدب رسول الله صلى الله عليه و سلم في ما كان يخبر عنه معلوما كان أو مشكوكا حتى قال صلى الله عليه و سلم لما دخل المقابر : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ( 1 ) "
واللحوق بهم غير مشكوك فيه ولكن مقتضى الأدب ذكر الله تعالى وربط الأمور به . وهذه الصيغة دالة عليه حتى صار بعرف الاستعمال عبارة عن إظهار الرغبة والتمني فإذا قيل لك إن فلانا يموت سريعا فتقول إن شاء الله فيفهم منه رغبتك لا تشككك وإذا قيل لك فلان سيزول مرضه ويصح فتقول إن شاء الله بمعنى الرغبة
فقد صارت الكلمة معدولة عن معنى التشكيك إلى معنى الرغبة وكذلك العدول إلى معنى التأدب لذكر الله تعالى كيف كان الأمر
الوجه الثالث [ من الجواب ومسنده الشك ] :
مستنده الشك ومعناه أنا مؤمن حقا إن شاء الله إذ قال الله تعالى لقوم مخصوصين بأعيانهم { أولئك هم المؤمنون حقا } فانقسموا إلى قسمين
ويرجع هذا إلى الشك في كمال الإيمان لا في أصله وكل إنسان شاك في كمال إيمانه وذلك ليس بكفر
والشك في كمال الإيمان حق من وجهين
أحدهما : من حيث إن النفاق يزيل كمال الإيمان وهو خفي لا تتحقق البراءة منه
والثاني : أنه يكمل بأعمال الطاعات ولا يدري وجودها على الكمال
أما العمل فقد قال الله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } فيكون الشك في هذا الصدق
وكذلك قال الله تعالى : { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } فشرط عشرين وصفا كالوفاء بالعهد والصبر على الشدائد
ثم قال تعالى : { أولئك الذين صدقوا }
وقد قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }
وقال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل } الآية
وقد قال تعالى : { هم درجات عند الله }
وقال صلى الله عليه و سلم " الإيمان عريان ولباسه التقوى ( 2 ) " الحديث
وقال صلى الله عليه و سلم " الإيمان بضع وسبعون بابا أدناها إماطة الأذى عن الطريق "
فهذا ما يدل على ارتباط كمال الإيمان بالأعمال
وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشرك الخفي فقوله صلى الله عليه و سلم " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وإن صلى وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر ( 3 ) " وفي بعض الروايات " وإذا عاهد غدر "
وفي حديث أبي سعيد الخدري " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب عليه حكم له بها ( 4 ) " وفي لفظ آخر " غلبت عليه ذهبت به "
وقال عليه السلام " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها ( 5 ) "
وفي حديث : " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا ( 6 ) "
وقال حذيفة رضي الله عنه " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات ( 7 ) "
وقال بعض العلماء : أقرب الناس من النفاق من يرى أنه برئ من النفاق
وقال حذيفة : المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه
وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه
فقد قيل للحسن البصري : يقولون أن لا نفاق اليوم
فقال : يا أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق
وقال هو أو غيره : لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ على الأرض بأقدامنا
وسمع ابن عمر رضي الله عنه رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا يسمع أكنت تتكلم فيه ؟ فقال : لا فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ( 8 )
وقال صلى الله عليه و سلم : " من كان ذا لسانين في الدنيا جعله الله ذا لسانين في الآخرة "
وقال أيضا صلى الله عليه و سلم : " شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه "
وقيل للحسن : إن قوما يقولون إنا لا نخاف النفاق
فقال : والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من قلاع الأرض ذهبا
وقال الحسن : إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب والسر والعلانية والمدخل والمخرج
وقال رجل لحذيفة رضي الله عنه : إني أخاف أن أكون منافقا فقال : لو كنت منافقا ما خفت النفاق إن المنافق قد أمن النفاق
وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين ومائة - وفي رواية خمسين ومائة - من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كلهم يخافون النفاق
وروي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا وأكثروا الثناء عليه
فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود
فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه
فقال صلى الله عليه و سلم : أرى على وجهه سفعة من الشيطان
فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟
فقال : اللهم نعم ( 9 )
فقال صلى الله عليه و سلم في دعائه " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم "
فقيل له : أتخاف يا رسول الله ؟
فقال : وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } ( 10) قيل في التفسير : عملوا أعمالا ظنوا أنها حسنات فكانت في كفة السيئات
وقال سري السقطي : لو أن إنسانا دخل بستانا فيه من جميع الأشجار عليها من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال : السلام عليك يا ولي الله . فسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيرا في يديها
فهذه الأخبار والآثار تعرفك خطر الأمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي وأنه لا يؤمن منه حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذكر في المنافقين ؟
وقال سليمان الداراني : سمعت من بعض الأمراء شيئا فأردت أن أنكره فخفت أن يأمر بقتلى ولم أخف من الموت ولكن خشيت أن يعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت
وهذا من النفاق الذي يضاد حقيقة الإيمان وصدقه وكماله وصفاءه لا أصله
فالنفاق نفاقان :
أحدهما : يخرج من الدين ويلحق بالكافرين ويسلك في زمرة المخلدين في النار
والثاني : يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليين ويحط من رتبة الصديقين وذلك مشكوك فيه ولذلك حسن الاستثناء فيه . وأصل هذا النفاق تفاوت بين السر والعلانية والأمن من مكر الله والعجب وأمور أخر لا يخلو عنها إلا الصديقون
الوجه الرابع [ من الجواب ومسنده الشك ] :
وهو أيضا مستند إلى الشك وذلك من خوف الخاتمة فإنه لا يدري أيسلم له الإيمان عند الموت أم لا ؟
فإن ختم له بالكفر حبط عمله السابق لأنه موقوف على سلامة الآخر
ولو سئل الصائم ضحوة النهار عن صحة صومه فقال : أنا صائم قطعا فلو أفطر في أثناء نهاره بعد ذلك لتبين كذبه إذ كانت الصحة موقوفة على التمام إلى غروب الشمس من آخر النهار
وكما أن النهار ميقات تمام الصوم فالعمر ميقات تمام صحة الإيمان ووصفه بالصحة قبل آخره بناء على الاستصحاب وهو مشكوك فيه والعاقبة مخوفة ولأجلها كان بكاء أكثر الخائفين لأجل أنها ثمرة القضية السابقة والمشيئة الأزلية التي لا تظهر إلا بظهور المقضى به ولا مطلع عليه لأحد من البشر فخوف الخاتمة كخوف السابقة وربما يظهر في الحال ما سبقت الكلمة بنقيضه فمن الذي يدري أنه من الذين سبقت لهم من الله الحسنى ؟
وقيل في معنى قوله تعالى { وجاءت سكرة الموت بالحق } أي بالسابقة يعني أظهرتها
وقال بعض السلف : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يحلف بالله ما من أحد يأمن أن يسلب إيمانه إلا سلبه
وقيل : من الذنوب ذنوب عقوبتها سوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك . وقيل هي عقوبات دعوى الولاية والكرامة بالافتراء
وقال بعض العارفين : لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار والموت على التوحيد عند باب الحجرة لاخترت الموت على التوحيد عند باب الحجرة لأني لا أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الدار ؟ [ أي أنه لو كان خارجا فيموت على التوحيد عند باب الحجرة أفضل له من الاستمرار إلى باب الدار حيث الشهادة لخوفه مما قد يعرض لقلبه أثناء ذلك . دار الحديث ]
وقال بعضهم : لو عرفت واحدا بالتوحيد خمسين سنة ثم حال بيني وبينه سارية ومات لم أحكم أنه مات على التوحيد
وفي الحديث " من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل ( 11 ) "
وقيل في قوله تعالى { وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا } صدقا لمن مات على الإيمان وعدلا لمن مات على الشرك وقد قال تعالى { ولله عاقبة الأمور }
فمهما كان الشك بهذه المثابة كان الاستثناء واجبا لأن الإيمان عبارة عما يفيد الجنة كما أن الصوم عبارة عما يبرئ الذمة . وما فسد قبل الغروب فيخرج عن كونه صوما
فكذلك الإيمان بل لا يبعد أن يسأل عن الصوم الماضي الذي لا يشك فيه بعد الفراغ منه فيقال أصمت بالأمس ؟ فيقول : نعم إن شاء الله تعالى إذ الصوم الحقيقي هو المقبول والمقبول غائب عنه لا يطلع عليه إلا الله تعالى
فمن هذا حسن الاستثناء في جميع أعمال البر ويكون ذلك شكا في القبول إذ يمنع من القبول بعد جريان ظاهر شروط الصحة أسباب خفية لا يطلع عليها إلا رب الأرباب جل جلاله فيحسن الشك فيه
فهذه وجوه حسن الاستثناء في الجواب عن الإيمان
------------------------------------
التخريج :
( 1 ) - حديث " لما دخل المقابر قال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون "
أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
( 2 ) - حديث " الإيمان عريان "
تقدم في العلم
( 3 ) - حديث " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلى وزعم إنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر "
متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو
( 4 ) - حديث " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب حكم له بها "
أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه
( 5 ) - حديث " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها "
أخرجه أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر
( 6) - حديث " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا "
أخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر ولأحمد والطبراني نحوه من حديث أبي موسى وسيأتي في ذم الجاه والرياء
( 7) - حديث حذيفة " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات "
أخرجه أحمد بإسناد فيه جهالة وحديث حذيفة " المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه "
أخرجه البخاري إلا أنه قال " شر " . بدل أكثر
( 8 ) - حديث " سمع ابن عمر رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا أكنت تتكلم فيه قال : لا قال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم "
رواه أحمد والطبراني بنحوه وليس فيه ذكر الحجاج
( 9 ) - حديث " كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا فأكثروا من الثناء عليه فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه فقال صلى الله عليه و سلم : أرى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟ فقال : اللهم نعم "
أخرجه أحمد والبزار والدارقطني من حديث أنس
( 10 ) - حديث " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم فقيل له : أتخاف يا رسول الله فقال : وما يؤمنني والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } "
أخرجه مسلم من حديث عائشة " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل " ولأبي بكر بن الضحاك في الشمائل في حديث مرسل " وشر ما أعلم وشر ما لا أعلم "
وقد كانوا كلهم يمتنعون عن جزم الجواب
بالإيمان ويحترزون عنه
فقال سفيان الثوري رحمه الله : من قال أنا مؤمن عند الله فهو من الكذابين ومن قال أنا مؤمن حقا فهو بدعة
فكيف يكون كاذبا وهو يعلم أنه مؤمن في نفسه ومن كان مؤمنا في نفسه كان مؤمنا عند الله ؟
كما أن من كان طويلا وسخيا في نفسه وعلم ذلك كان كذلك عند الله وكذا من كان مسرورا أو حزينا أو سميعا أو بصيرا
ولو قيل للإنسان هل أنت حيوان لم يحسن أن يقول أنا حيوان إن شاء الله
ولما قال سفيان ذلك قيل له فماذا نقول ؟
قال : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا
وأي فرق بين أن يقول آمنا بالله وما أنزل إلينا وبين أن يقول أنا مؤمن ؟
وقيل للحسن : أمؤمن أنت ؟ فقال : إن شاء الله
فقيل له : لم تستثني يا أبا سعيد في الإيمان ؟
فقال : أخاف أن أقول نعم فيقول الله سبحانه كذبت يا حسن فتحق علي الكلمة
وكان يقول : ما يؤمنني أن يكون الله سبحانه قد اطلع علي في بعض ما يكره فمقتني وقال اذهب لا قبلت لك عملا فأنا أعمل في غير معمل ؟
وقال إبراهيم بن أدهم : إذا قيل لك أمؤمن أنت ؟ فقل : لا إله إلا الله
وقال مرة : قل أنا لا أشك في الإيمان وسؤالك إياي بدعة
وقيل لعلقمة : أمؤمن أنت ؟ قال : أرجو إن شاء الله
وقال الثوري : نحن مؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله وما ندري ما نحن عند الله تعالى
فما معنى هذه الاستثناءات ؟
فالجواب : أن هذا الاستثناء صحيح وله أربعة أوجه
وجهان مستندان إلى الشك لا في أصل الإيمان ولكن في خاتمته أو كماله
ووجهان لا يستندان إلى الشك
الوجه الأول [ من الجواب ] - الذي لا يستند إلى معارضة الشك :
الاحتراز من الجزم خيفة ما فيه من تزكية النفس
قال الله تعالى : { فلا تزكوا أنفسكم }
وقال : { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم }
وقال تعالى : { انظر كيف يفترون على الله الكذب }
وقيل لحكيم : ما الصدق القبيح ؟ فقال : ثناء المرء على نفسه
والإيمان من أعلى صفات المجد والجزم تزكية مطلقة وصيغة الاستثناء كأنها ثقل من عرف التزكية كما يقال للإنسان : أنت طبيب أو فقيه أو مفسر ؟ فيقول : نعم إن شاء الله لا في معرض التشكيك ولكن لإخراج نفسه عن تزكية نفسه
فالصيغة صيغة الترديد والتضعيف لنفس الخبر ومعناه التضعيف للازم من لوازم الخبر وهو التزكية
وبهذا التأويل لو سئل عن وصف ذم لم يحسن الاستثناء
الوجه الثاني [ من الجواب الذي لا يستند إلى معارضة الشك ] :
التأدب بذكر الله تعالى في كل حال وإحالة الأمور كلها إلى مشيئة الله سبحانه
فقد أدب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم فقال تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله }
ثم لم يقتصر على ذلك فيما لا يشك فيه بل قال تعالى : { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }
وكان الله سبحانه عالما بأنهم يدخلون لا محالة وأنه شاءه ولكن المقصود تعليمه ذلك
فتأدب رسول الله صلى الله عليه و سلم في ما كان يخبر عنه معلوما كان أو مشكوكا حتى قال صلى الله عليه و سلم لما دخل المقابر : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ( 1 ) "
واللحوق بهم غير مشكوك فيه ولكن مقتضى الأدب ذكر الله تعالى وربط الأمور به . وهذه الصيغة دالة عليه حتى صار بعرف الاستعمال عبارة عن إظهار الرغبة والتمني فإذا قيل لك إن فلانا يموت سريعا فتقول إن شاء الله فيفهم منه رغبتك لا تشككك وإذا قيل لك فلان سيزول مرضه ويصح فتقول إن شاء الله بمعنى الرغبة
فقد صارت الكلمة معدولة عن معنى التشكيك إلى معنى الرغبة وكذلك العدول إلى معنى التأدب لذكر الله تعالى كيف كان الأمر
الوجه الثالث [ من الجواب ومسنده الشك ] :
مستنده الشك ومعناه أنا مؤمن حقا إن شاء الله إذ قال الله تعالى لقوم مخصوصين بأعيانهم { أولئك هم المؤمنون حقا } فانقسموا إلى قسمين
ويرجع هذا إلى الشك في كمال الإيمان لا في أصله وكل إنسان شاك في كمال إيمانه وذلك ليس بكفر
والشك في كمال الإيمان حق من وجهين
أحدهما : من حيث إن النفاق يزيل كمال الإيمان وهو خفي لا تتحقق البراءة منه
والثاني : أنه يكمل بأعمال الطاعات ولا يدري وجودها على الكمال
أما العمل فقد قال الله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } فيكون الشك في هذا الصدق
وكذلك قال الله تعالى : { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } فشرط عشرين وصفا كالوفاء بالعهد والصبر على الشدائد
ثم قال تعالى : { أولئك الذين صدقوا }
وقد قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }
وقال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل } الآية
وقد قال تعالى : { هم درجات عند الله }
وقال صلى الله عليه و سلم " الإيمان عريان ولباسه التقوى ( 2 ) " الحديث
وقال صلى الله عليه و سلم " الإيمان بضع وسبعون بابا أدناها إماطة الأذى عن الطريق "
فهذا ما يدل على ارتباط كمال الإيمان بالأعمال
وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشرك الخفي فقوله صلى الله عليه و سلم " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وإن صلى وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر ( 3 ) " وفي بعض الروايات " وإذا عاهد غدر "
وفي حديث أبي سعيد الخدري " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب عليه حكم له بها ( 4 ) " وفي لفظ آخر " غلبت عليه ذهبت به "
وقال عليه السلام " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها ( 5 ) "
وفي حديث : " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا ( 6 ) "
وقال حذيفة رضي الله عنه " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات ( 7 ) "
وقال بعض العلماء : أقرب الناس من النفاق من يرى أنه برئ من النفاق
وقال حذيفة : المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه
وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه
فقد قيل للحسن البصري : يقولون أن لا نفاق اليوم
فقال : يا أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق
وقال هو أو غيره : لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ على الأرض بأقدامنا
وسمع ابن عمر رضي الله عنه رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا يسمع أكنت تتكلم فيه ؟ فقال : لا فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ( 8 )
وقال صلى الله عليه و سلم : " من كان ذا لسانين في الدنيا جعله الله ذا لسانين في الآخرة "
وقال أيضا صلى الله عليه و سلم : " شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه "
وقيل للحسن : إن قوما يقولون إنا لا نخاف النفاق
فقال : والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من قلاع الأرض ذهبا
وقال الحسن : إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب والسر والعلانية والمدخل والمخرج
وقال رجل لحذيفة رضي الله عنه : إني أخاف أن أكون منافقا فقال : لو كنت منافقا ما خفت النفاق إن المنافق قد أمن النفاق
وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين ومائة - وفي رواية خمسين ومائة - من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كلهم يخافون النفاق
وروي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا وأكثروا الثناء عليه
فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود
فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه
فقال صلى الله عليه و سلم : أرى على وجهه سفعة من الشيطان
فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟
فقال : اللهم نعم ( 9 )
فقال صلى الله عليه و سلم في دعائه " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم "
فقيل له : أتخاف يا رسول الله ؟
فقال : وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } ( 10) قيل في التفسير : عملوا أعمالا ظنوا أنها حسنات فكانت في كفة السيئات
وقال سري السقطي : لو أن إنسانا دخل بستانا فيه من جميع الأشجار عليها من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال : السلام عليك يا ولي الله . فسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيرا في يديها
فهذه الأخبار والآثار تعرفك خطر الأمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي وأنه لا يؤمن منه حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذكر في المنافقين ؟
وقال سليمان الداراني : سمعت من بعض الأمراء شيئا فأردت أن أنكره فخفت أن يأمر بقتلى ولم أخف من الموت ولكن خشيت أن يعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت
وهذا من النفاق الذي يضاد حقيقة الإيمان وصدقه وكماله وصفاءه لا أصله
فالنفاق نفاقان :
أحدهما : يخرج من الدين ويلحق بالكافرين ويسلك في زمرة المخلدين في النار
والثاني : يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليين ويحط من رتبة الصديقين وذلك مشكوك فيه ولذلك حسن الاستثناء فيه . وأصل هذا النفاق تفاوت بين السر والعلانية والأمن من مكر الله والعجب وأمور أخر لا يخلو عنها إلا الصديقون
الوجه الرابع [ من الجواب ومسنده الشك ] :
وهو أيضا مستند إلى الشك وذلك من خوف الخاتمة فإنه لا يدري أيسلم له الإيمان عند الموت أم لا ؟
فإن ختم له بالكفر حبط عمله السابق لأنه موقوف على سلامة الآخر
ولو سئل الصائم ضحوة النهار عن صحة صومه فقال : أنا صائم قطعا فلو أفطر في أثناء نهاره بعد ذلك لتبين كذبه إذ كانت الصحة موقوفة على التمام إلى غروب الشمس من آخر النهار
وكما أن النهار ميقات تمام الصوم فالعمر ميقات تمام صحة الإيمان ووصفه بالصحة قبل آخره بناء على الاستصحاب وهو مشكوك فيه والعاقبة مخوفة ولأجلها كان بكاء أكثر الخائفين لأجل أنها ثمرة القضية السابقة والمشيئة الأزلية التي لا تظهر إلا بظهور المقضى به ولا مطلع عليه لأحد من البشر فخوف الخاتمة كخوف السابقة وربما يظهر في الحال ما سبقت الكلمة بنقيضه فمن الذي يدري أنه من الذين سبقت لهم من الله الحسنى ؟
وقيل في معنى قوله تعالى { وجاءت سكرة الموت بالحق } أي بالسابقة يعني أظهرتها
وقال بعض السلف : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يحلف بالله ما من أحد يأمن أن يسلب إيمانه إلا سلبه
وقيل : من الذنوب ذنوب عقوبتها سوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك . وقيل هي عقوبات دعوى الولاية والكرامة بالافتراء
وقال بعض العارفين : لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار والموت على التوحيد عند باب الحجرة لاخترت الموت على التوحيد عند باب الحجرة لأني لا أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الدار ؟ [ أي أنه لو كان خارجا فيموت على التوحيد عند باب الحجرة أفضل له من الاستمرار إلى باب الدار حيث الشهادة لخوفه مما قد يعرض لقلبه أثناء ذلك . دار الحديث ]
وقال بعضهم : لو عرفت واحدا بالتوحيد خمسين سنة ثم حال بيني وبينه سارية ومات لم أحكم أنه مات على التوحيد
وفي الحديث " من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل ( 11 ) "
وقيل في قوله تعالى { وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا } صدقا لمن مات على الإيمان وعدلا لمن مات على الشرك وقد قال تعالى { ولله عاقبة الأمور }
فمهما كان الشك بهذه المثابة كان الاستثناء واجبا لأن الإيمان عبارة عما يفيد الجنة كما أن الصوم عبارة عما يبرئ الذمة . وما فسد قبل الغروب فيخرج عن كونه صوما
فكذلك الإيمان بل لا يبعد أن يسأل عن الصوم الماضي الذي لا يشك فيه بعد الفراغ منه فيقال أصمت بالأمس ؟ فيقول : نعم إن شاء الله تعالى إذ الصوم الحقيقي هو المقبول والمقبول غائب عنه لا يطلع عليه إلا الله تعالى
فمن هذا حسن الاستثناء في جميع أعمال البر ويكون ذلك شكا في القبول إذ يمنع من القبول بعد جريان ظاهر شروط الصحة أسباب خفية لا يطلع عليها إلا رب الأرباب جل جلاله فيحسن الشك فيه
فهذه وجوه حسن الاستثناء في الجواب عن الإيمان
------------------------------------
التخريج :
( 1 ) - حديث " لما دخل المقابر قال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون "
أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
( 2 ) - حديث " الإيمان عريان "
تقدم في العلم
( 3 ) - حديث " أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلى وزعم إنه مؤمن : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر "
متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو
( 4 ) - حديث " القلوب أربعة : قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب حكم له بها "
أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه
( 5 ) - حديث " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها "
أخرجه أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر
( 6) - حديث " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا "
أخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر ولأحمد والطبراني نحوه من حديث أبي موسى وسيأتي في ذم الجاه والرياء
( 7) - حديث حذيفة " كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات "
أخرجه أحمد بإسناد فيه جهالة وحديث حذيفة " المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه وهذا النفاق يضاد صدق الإيمان وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه "
أخرجه البخاري إلا أنه قال " شر " . بدل أكثر
( 8 ) - حديث " سمع ابن عمر رجلا يتعرض للحجاج فقال : أرأيت لو كان حاضرا أكنت تتكلم فيه قال : لا قال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم "
رواه أحمد والطبراني بنحوه وليس فيه ذكر الحجاج
( 9 ) - حديث " كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا فأكثروا من الثناء عليه فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود فقالوا : يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه فقال صلى الله عليه و سلم : أرى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك ؟ فقال : اللهم نعم "
أخرجه أحمد والبزار والدارقطني من حديث أنس
( 10 ) - حديث " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم فقيل له : أتخاف يا رسول الله فقال : وما يؤمنني والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } "
أخرجه مسلم من حديث عائشة " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل " ولأبي بكر بن الضحاك في الشمائل في حديث مرسل " وشر ما أعلم وشر ما لا أعلم "
( 11 ) - حديث " من قال أنا مؤمن فهو كافر ومن قال أنا عالم فهو جاهل "
أخرجه الطبراني في الأوسط بالشطر الأخير منه من حديث ابن عمر وفيه ليث بن أبي سليم تقدم والشطر الأول روي من قول يحيى بن أبي كثير رواه الطبراني في الأصغر بلفظ " من قال أنا في الجنة فهو في النار " وسنده ضعيف
أخرجه الطبراني في الأوسط بالشطر الأخير منه من حديث ابن عمر وفيه ليث بن أبي سليم تقدم والشطر الأول روي من قول يحيى بن أبي كثير رواه الطبراني في الأصغر بلفظ " من قال أنا في الجنة فهو في النار " وسنده ضعيف
الكلمات المفتاحية :
عقيدة الاشاعرة
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: