إرشاد الفطناء إلى معرفة مقامات الأصفياء
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
المشرب الجمالي مشرب أهل النخبة من أهل الصفوة العليا من أهل التصوّف فهؤلاء أكثر الأولياء دلالا وجمالا تغار لهم
الحضرة الإلهية في أنفاسهم يسعد جليسهم بهم على أيّ صفة كان على شرط المحبة والإيمان والاسلام ..
منهم أصحاب الكهف الذين جمعوا بين مشرب أهل الصفاء نهاية الرقّة من آثاره لقب الفتوّة وهو مشرب ابراهيمي بالأساس وبين مشرب أهل الحقيقة لكن غلب صفاؤهم حقائقهم في الظهور كما غلب يعض الأولياء مشرب الحقيقة ظهور صفائهم كالشيخ الأكبر سيدي محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه وغيره كالسهروردي رضي الله عنه.
فمن الأولياء من يغلب عليه حال دون حال كغلبة حال الفناء على الحلاج رضي الله عنه وحال الجذب على سيدي عبد الرحمان المجذوب رضي الله عنه وغلبة حال الصحو والبقاء على الإمام سيدنا عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه كما غلب حال طي الأكوان والعروج والعلوم اللدنية سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه لذا كان حكيم الصوفية من تلاميذ مدرسته وهو سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه.
فكل وليّ يغلب عليه حال من الأحوال فيعرف به ويشتهر عنه لكن الذين يغلب عليهم حال مشرب أهل الصفاء هم نخبة أهل التصوّف المرادون على الإطلاق من دون الخلائق لهذا نعت ووصف طريق الله تعالى بإسم أخصّ وصفهم ونعتهم الذي هو نعت ( التصوّف ) لأنّ كل حال قد يشاركك فيه حتى ممن كتبه الله تعالى من أهل الشقاء كالعلم اللدني والمحبة والفيض والتصريف بالأسماء .. إلخ فهذه كلها كانت عند إبليس لعنه الله تعالى ولكن الشيء الذي كان مفقودا عنده هو ( الصفاء ) لم يكن صافيا فكم من عارف يسلب لأنه لم يكن في حقيقته الروحية صافيا لأن الصفاء نوعين هناك صفاء موهوب وهذا الذي نعنيه وهناك صفاء مكسوب كصفاء إبليس لعنه الله تعالى فصاحب هذا الصفاء تكون جميع أحواله وعلومه ومعارفه مكسوبة تبعا لما اكتسبه من صفاء ( فافهم ).
لهذا يكون صاحب هذا الصفاء على خطر عظيم خصوصا متى زاحم أهل الأصل في صفائهم كما زاحم إبليس لعنه الله تعالى آدم عليه السلام فتاب آدم لصفائه لأنه أصل له بينما تعنّت إبليس لعنه الله تعالى لعدم أصولية صفائه ...
فمن الأنبياء ممن غلب عليه مشرب أهل الصفاء سيدنا يوسف الصديق عليه السلام لذا كان فرد زمانه فسجد له أبوه يعقوب قطب وقته لما انفرد به يوسف من صفاء خاصّ مناط الاجتباء المخصوص كما غلب حال صفاء سيدي محمد بن أحمد البوزيدي حال صفاء شيخه سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنهما فقال سيدي العربي الدرفاوي رضي الله عنه في حقّه ( هو سيدنا في الدنيا والآخرة ) وكذلك حصل هذا عند الكثير من الشيوخ الأولياء ومن الصحابة الذي نال هذه الخصوصية أكثر من غيره سيدنا الإمام علي رضي الله عنه فمشارب الصفاء وأهله متنوعة ..
فمن أحوال أهل هذا المشرب الغرابة فهم غرباء ثمّ الخفاء فهم الأخفياء كأصحاب الكهف فهم نخبة الصفوة من الصوفية تلاحظهم عيون النبوّة ولا سلطان لها عليهم ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ) فهؤلاء خارج التصنيف ..
ومن صفاتهم الزيادة فهم كل يوم في زيادة فلو توقفت في حقهم الزيادة لماتوا وفنوا فهؤلاء من يغبطهم الأنبياء يوم القيامة بمكانتهم من الله تعالى
تحميل الموضوع ملف وورد :
الكلمات المفتاحية :
العبودية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: