مقارنة بين ابن العربي و ابن تيمية 6
فإذا كان تكفير ابن عربي وتكفير من يطمئن لابن عربي يصدر من شخص هذا حاله وهذه أوصافه.. فما عسانا أن نقول إلا
أن نردد قول أمير الشعراء المتنبي:
وإذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
إلا أني أتساءل هنا: ماذا لو استوعب إخواننا ذلك الدرس الرائع الذي سطره علماء الحنفية والشافعية والمالكية في مصر والشام حين تعرض ابن تيمية للتكفير.. وتركوا خلافاتهم معه جانبا، ورفضوا الانسياق وراء هذا التصرف الذي لا يقره شرع ولا أخلاق.. ووقفوا بعدئذ صفا واحدا ضد الساعي لهذا الأمر؟ ألا يرون أن هذا السلوك هو المتفق مع الشريعة ويلزم من ثم الاقتداء به بدلا من العمل بعكسه.
وماذا سيكون رأيهم لو كان علماء المذاهب الإسلامية قد اتخذوا موقفا مؤيدا وناصرا لمنهج التكفير ذاك؟
ثم يبرز تساؤل آخر هنا: عندما يكون مرجع البعض منا وعمدته شخص هذه أوصافه.. مَن الأحق والاتباع: الله ورسوله أم الهوى وأصحابه؟!!
وأمر آخر جدير بالانتباه.. هو أن البقاعي ذاته قد وجهت له – في حياته وليس بعد وفاته كما هو حال ابن عربي وابن تيمية- تهمة الكفر - كما جاء في الترجمة السابقة- "حيث نسب إليه ذاك القول الشنيع والهول الفظيع في كلام الله عز وجل" وكاد القاضي المالكي أن يطوّق عنقه لولا استغاثته السريعة بالزيني بن مزهر الذي "تجشم الحكم بصحة إسلامه لتوقف غير واحد من النواب عن ذلك" .. وفراره مباشرة بعد ذلك من القاهرة إلى دمشق. فمن أين تأتي مرجعية إنسان كهذا؟
ولقد اتهم البقاعي – كما تبيّن- ابن ناصر الدين بالتزوير، ونعلم أن ابن ناصر الدين هو الذي تصدى للعلاء البخاري في تكفيره ابن تيمية وتكفير من أطلق عليه شيخ الإسلام، وجمع توقيعات العلماء الشافعية والحنفية والمالكية وفتاواهم المضادة لذلك ونشرها بكتاب "الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر".. فإذا كان البقاعي مرجعا معتمدا عليه؛ ثبت عندئذ قوله عن الشيخ ابن ناصر الدين أنه في الأصل مزوّرا، وذلك سيؤدي إلى نسف كل ما ذكر عن تبرئة الشيخ ابن تيمية من هذه التهمة من قبل علماء الإسلام حينذاك. ويدعم هذا ما ذكره السخاوي أيضا من كراهية البقاعي لابن تيمية.
وأخيرا.. ماذا لو تبين لهؤلاء العاكفين على محراب هذا الكاتب الإشادة البادية في كتابه للشيخ علاء الدين البخاري -الذي كفَّر ابن تيمية وكفّر من سمّاه شيخ الإسلام- معتبرا إياه: "شيخه، وشيخ شيوخه، أفضل المتأخرين، علامة زمانه، عين العلماء، الإمام، محقق زمانه وصالحه، نادرة زمانه" ويصير الأمر عندئذ اعتماد كلام الشيخ البخاري لازما في تكفيره الشيخ ابن تيمية طالما اعتمدت مرجعيته في تكفير الشيخ الأكبر. فهل يقبلون ذلك؟.
4- القرن العاشر الهجري:
أثار كتاب البقاعي الذي سبق الحديث عنه علماء الأمة, وكان بمثابة الشرارة التي أحرقت كل معنى نبيل , مما دفع العلماء والمفكرين إلى التصدي له.. فكان هذا القرن بحق قرنا "أكبريا" إذ صدر فيه 27 كتابا لـ 22 مؤلفا.. أحد هؤلاء المؤلفين له كتابين ردا على الإمام جلال الدين السيوطي.. وبقية الكتب كلها جاءت في صف الشيخ الأكبر.
ولما كان من المتوقع أن تهتم هذه المؤلفات بالردود على ما بدا من البقاعي.. إلا أنا وجدنا أن الردود اقتصرت على 4 كتب، أهمها وأشهرها كتاب الإمام السيوطي "تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي" إضافة إلى كتابين عن مناقب الشيخ الأكبر.. في حين استمر الاتجاه الرئيسي الخاص بالبحث في فكر الشيخ الأكبر وبقي سائدا واهتم به نحو 19 كتاباً.
توزع المؤلفون إلى ما يلي: 5 شافعية, 5 أحناف, 1 مالكي, 10 غير معروفين. وبلدانهم تمتد من آستر آباد شرقا إلى فاس غربا وبينهما من مكة ومصر والشام وتركيا.. ولم نعلم شيئا عن بلاد 14 كاتبا منهم.
وهؤلاء العلماء إما مفسر كالإمام السيوطي ونعمة الله النخجواني أو قاض ومجاهد مثل السيد علي بن ميمون المغربي الفاسى أو فقيه ومحدث كالإمام الشعراني وناصر بن الحسن البستي.
5- القرن الحادي عشر الهجري:
ظهر في هذا القرن 12 كتابا لـ 11 مؤلفا كلهم في مساره عدا واحد فقط هو علي القاري الهروي, حنفي المذهب، وكتابه رد على فصوص الحكم.
الكتب الـ11 الباقية واصلت البحث في تفسير وشرح كتابات الشيخ الأكبر منها 6 كتب لشرح الفصوص والبقية لمعارف أخرى.
والمؤلفون هم: خمسة من الأحناف وثلاثة شافعية و 2 غير معروفين. وبلدانهم هي: الهند وباكستان وأفغانستان واليمن ولبنان وتركيا والبوسنة.
وأهم هؤلاء العلامة رضي الدين بن عبد الرحمن الهيتمي السعدي أحد شيوخ المسجد الحرام.
6- القرن الثاني عشر الهجري:
ظهر في هذا القرن 18 كتابا لـ 13 مؤلفا منها كتاب واحد ضده في حين كانت بقية الكتب التي ظهرت في مساره منها كتابان احدهما يتحدث عن مناقب الشيخ الأكبر والأخر في مجال الرد في حين كانت بقية الكتب كلها تسبح في مجاله الفكري.
كتّاب هذا القرن هم 10 أحناف وشافعي واحد إضافة إلى كاتب لم نعرف مذهبه. وبلدانهم هي الهند والشام والعراق وقبرص ولم نعلم بلاد 2 منهم.
ولعل أشهرهم الشيخ عبد الغني النابلسي والقطب البكري مصطفى بن كمال ورصيد كل منهما عشرات المؤلفات ومن بينهم المفسر نور الدين الأحمد أبادي.
7- القرن الثالث عشر الهجري:
لم يتبين لنا سوى صدور مؤلف واحد صدر في هذا القرن للعلامة الأزهري صالح السباعي من مصر وهو شرح الفتوحات المكية.
8- القرن الرابع عشر الهجري:
صدر في هذا القرن 12 كتابا لـ 9 مؤلفين وكلها في مسار الشيخ الأكبر. ولأول مرة يشرع المهتمون في طباعة وتصحيح السفر الأكبر الفتوحات المكية، واللامع اسمه في هذا المجال هو العالم المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري.. كما أن من بينهم اثنين من المفسرين واثنين من المفتين.
واثنان منهم أحناف وكاتب شافعي وآخر مالكي وخمسة لا نعرف شيئا عنهم, وبلدانهم هي الشام وتركيا والجزائر ولم نعلم بلاد 4 منهم.
9- القرن الخامس عشر الهجري:
ما تمكنا من معرفته هو صدور 16 كتابا لعشرة مؤلفين وكلهم في مسار الشيخ الأكبر ثلاثة من هذه الكتب بحثت في سيرته والرابع عبارة عن معجم صوفي مرتكز على معارف وعلوم ابن عربي والبقية كلها شروحات لمعارفه وعلومه.. وللقرن الثاني لم يصدر مؤلف ضده. وبلدان سبعة من المؤلفين هي مصر ولبنان وسوريا ولم نعلم شيئا عن 3 منهم.
خلاصة ما سبق يوضح إلى أن مجموع ما عثرنا عليه في هذه المراجع هو 124 كتابا مؤلفا بشأن الشيخ الأكبر، منها 113 كتابا جاءت إما شارحة لكتبه وهي 81 كتابا وإما مدافعة عنه، أو متحدثة عن مناقبه... الخ، و 11 كتابا ضده. فتكون النسبة العامة هي 91% معه، 9% عليه. وعدد المؤلفين 93 مؤلفا منهم 84 مؤلفا معه ونسبتهم 90% و9 مؤلفين ضده ونسبتهم 10% فقط.
وهؤلاء المؤلفين كما تبين ينتمون إلى جميع المذاهب الإسلامية ولكن بنسب مختلفة: فالأحناف في المقدمة يليهم الشافعية ثم المالكية فالحنابلة.. وربما كان السبب الرئيسي في ذلك هو حجم المذاهب.. فمعلوم أن أكثر المذاهب أتباعا هو الحنفي يليه الشافعي فالمالكي ثم الحنبلي.
كما أن هؤلاء المؤلفين ينتسبون إلى جميع أقطار العالم الإسلامي تقريبا كما قد تبين بدءا من الهند شرقا مرورا بباكستان وأفغانستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفييتي وإيران والعراق والشام واليمن والجزيرة العربية ومصر وتركيا وقبرص والبوسنة وبلاد المغرب العربي كلها.
وإن نحن تتبعنا مستوياتهم العلمية والثقافية والأخلاقية، وقد أشرنا إلى بعضهم، فسنجدهم أئمة في العلم والشريعة: فمنهم المفسرون، ومنهم المحدثون، ومنهم القضاة، ومنهم الفقهاء، ومنهم المفتون، ومنهم اللغويون، ومنهم ومنهم... ولكن فقط ليس منهم من سقط في أخلاقه وعلمه وتديّنه.
فأين الإجماع إذن تجاه الشيخ الأكبر – قدس الله سره-؟!
هل الإجماع بتكفيره؟ أم هو الإجماع بتأثيره؟
وإذا كان الشيخ الألباني قد تحدث باستعلاء واضح حين أشار إلى "الفرق اللامع بين الرجلين؛ فابن عربي ليس له ذكر ولا أثر في العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والفقه كما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه الذي شهد بفضله وغزارة علمه القريب والبعيد والحبيب والبغيض فهم جميعا يغترفون من بحر علومه بأوفى نصيب" فسنكتفي فقط بمقارنة بسيطة تبين مجموع ونوع المؤلفات التي صدرت مؤيّدة لكل منهما خلال القرون الماضية:
وعلى القارئ للجدول تبين مدى اتساع ذكر كل منهما، ومن كان غزيرا في علمه أكثر؟ ومن الذي شهد الناس بفضله أكثر؟ ومن الذي اغترف الناس من بحر علومه أكثر.
الأهم هنا ملاحظة موضوعات الكتب المؤلفة، إذ أنها تبين طبيعة التأثير الذي أنتجه كل منهما.. فإن 81 كتابا من تلك المتأثرة بالشيخ الأكبر ابن عربي اتجهت لدراسة علومه ونتائج منازلاته... الخ في مقابل 4 كتب فقط جهة ابن تيمية، وهنا تبرز بجلاء حقيقة التأثير.
أما مؤلفاته التي زادت على الـ 363 مؤلَّفا فهي قد شملت كل أقسام العلوم الإسلامية والإنسانية، بما فيها التفسير والحديث والفقه والسيرة... الخ .
وفي ذات الوقت فإن الكتب المؤلفة ضد كل منهما ونسبتها إلى مجموع الكتب الصادرة بشأنه فيبينها الجدول التالي:
أي أن 9% فقط من الكتب الصادرة بشأن الشيخ الأكبر كانت معارضة له، في حين بلغت الكتب المعارضة لابن تيمية 58% من مجموع الكتب الصادرة بشأنه.
الخلاصة:
تبين إذن مدى التناقضات بين الفهم الشرعي لمسألة التكفير وبين الفتاوى التي صدرت بشأن الشيخ الأكبر..
وتبين لنا ثانيا أن الإجماع الذي جرى الحديث عنه ليس له وجود، والإجماع إذا قسناه بحكم الأغلبية المطلقة موجود؛ ولكنه هنا في صف الشيخ الأكبر وليس ضده.
أن نردد قول أمير الشعراء المتنبي:
وإذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
إلا أني أتساءل هنا: ماذا لو استوعب إخواننا ذلك الدرس الرائع الذي سطره علماء الحنفية والشافعية والمالكية في مصر والشام حين تعرض ابن تيمية للتكفير.. وتركوا خلافاتهم معه جانبا، ورفضوا الانسياق وراء هذا التصرف الذي لا يقره شرع ولا أخلاق.. ووقفوا بعدئذ صفا واحدا ضد الساعي لهذا الأمر؟ ألا يرون أن هذا السلوك هو المتفق مع الشريعة ويلزم من ثم الاقتداء به بدلا من العمل بعكسه.
وماذا سيكون رأيهم لو كان علماء المذاهب الإسلامية قد اتخذوا موقفا مؤيدا وناصرا لمنهج التكفير ذاك؟
ثم يبرز تساؤل آخر هنا: عندما يكون مرجع البعض منا وعمدته شخص هذه أوصافه.. مَن الأحق والاتباع: الله ورسوله أم الهوى وأصحابه؟!!
وأمر آخر جدير بالانتباه.. هو أن البقاعي ذاته قد وجهت له – في حياته وليس بعد وفاته كما هو حال ابن عربي وابن تيمية- تهمة الكفر - كما جاء في الترجمة السابقة- "حيث نسب إليه ذاك القول الشنيع والهول الفظيع في كلام الله عز وجل" وكاد القاضي المالكي أن يطوّق عنقه لولا استغاثته السريعة بالزيني بن مزهر الذي "تجشم الحكم بصحة إسلامه لتوقف غير واحد من النواب عن ذلك" .. وفراره مباشرة بعد ذلك من القاهرة إلى دمشق. فمن أين تأتي مرجعية إنسان كهذا؟
ولقد اتهم البقاعي – كما تبيّن- ابن ناصر الدين بالتزوير، ونعلم أن ابن ناصر الدين هو الذي تصدى للعلاء البخاري في تكفيره ابن تيمية وتكفير من أطلق عليه شيخ الإسلام، وجمع توقيعات العلماء الشافعية والحنفية والمالكية وفتاواهم المضادة لذلك ونشرها بكتاب "الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر".. فإذا كان البقاعي مرجعا معتمدا عليه؛ ثبت عندئذ قوله عن الشيخ ابن ناصر الدين أنه في الأصل مزوّرا، وذلك سيؤدي إلى نسف كل ما ذكر عن تبرئة الشيخ ابن تيمية من هذه التهمة من قبل علماء الإسلام حينذاك. ويدعم هذا ما ذكره السخاوي أيضا من كراهية البقاعي لابن تيمية.
وأخيرا.. ماذا لو تبين لهؤلاء العاكفين على محراب هذا الكاتب الإشادة البادية في كتابه للشيخ علاء الدين البخاري -الذي كفَّر ابن تيمية وكفّر من سمّاه شيخ الإسلام- معتبرا إياه: "شيخه، وشيخ شيوخه، أفضل المتأخرين، علامة زمانه، عين العلماء، الإمام، محقق زمانه وصالحه، نادرة زمانه" ويصير الأمر عندئذ اعتماد كلام الشيخ البخاري لازما في تكفيره الشيخ ابن تيمية طالما اعتمدت مرجعيته في تكفير الشيخ الأكبر. فهل يقبلون ذلك؟.
4- القرن العاشر الهجري:
أثار كتاب البقاعي الذي سبق الحديث عنه علماء الأمة, وكان بمثابة الشرارة التي أحرقت كل معنى نبيل , مما دفع العلماء والمفكرين إلى التصدي له.. فكان هذا القرن بحق قرنا "أكبريا" إذ صدر فيه 27 كتابا لـ 22 مؤلفا.. أحد هؤلاء المؤلفين له كتابين ردا على الإمام جلال الدين السيوطي.. وبقية الكتب كلها جاءت في صف الشيخ الأكبر.
ولما كان من المتوقع أن تهتم هذه المؤلفات بالردود على ما بدا من البقاعي.. إلا أنا وجدنا أن الردود اقتصرت على 4 كتب، أهمها وأشهرها كتاب الإمام السيوطي "تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي" إضافة إلى كتابين عن مناقب الشيخ الأكبر.. في حين استمر الاتجاه الرئيسي الخاص بالبحث في فكر الشيخ الأكبر وبقي سائدا واهتم به نحو 19 كتاباً.
توزع المؤلفون إلى ما يلي: 5 شافعية, 5 أحناف, 1 مالكي, 10 غير معروفين. وبلدانهم تمتد من آستر آباد شرقا إلى فاس غربا وبينهما من مكة ومصر والشام وتركيا.. ولم نعلم شيئا عن بلاد 14 كاتبا منهم.
وهؤلاء العلماء إما مفسر كالإمام السيوطي ونعمة الله النخجواني أو قاض ومجاهد مثل السيد علي بن ميمون المغربي الفاسى أو فقيه ومحدث كالإمام الشعراني وناصر بن الحسن البستي.
5- القرن الحادي عشر الهجري:
ظهر في هذا القرن 12 كتابا لـ 11 مؤلفا كلهم في مساره عدا واحد فقط هو علي القاري الهروي, حنفي المذهب، وكتابه رد على فصوص الحكم.
الكتب الـ11 الباقية واصلت البحث في تفسير وشرح كتابات الشيخ الأكبر منها 6 كتب لشرح الفصوص والبقية لمعارف أخرى.
والمؤلفون هم: خمسة من الأحناف وثلاثة شافعية و 2 غير معروفين. وبلدانهم هي: الهند وباكستان وأفغانستان واليمن ولبنان وتركيا والبوسنة.
وأهم هؤلاء العلامة رضي الدين بن عبد الرحمن الهيتمي السعدي أحد شيوخ المسجد الحرام.
6- القرن الثاني عشر الهجري:
ظهر في هذا القرن 18 كتابا لـ 13 مؤلفا منها كتاب واحد ضده في حين كانت بقية الكتب التي ظهرت في مساره منها كتابان احدهما يتحدث عن مناقب الشيخ الأكبر والأخر في مجال الرد في حين كانت بقية الكتب كلها تسبح في مجاله الفكري.
كتّاب هذا القرن هم 10 أحناف وشافعي واحد إضافة إلى كاتب لم نعرف مذهبه. وبلدانهم هي الهند والشام والعراق وقبرص ولم نعلم بلاد 2 منهم.
ولعل أشهرهم الشيخ عبد الغني النابلسي والقطب البكري مصطفى بن كمال ورصيد كل منهما عشرات المؤلفات ومن بينهم المفسر نور الدين الأحمد أبادي.
7- القرن الثالث عشر الهجري:
لم يتبين لنا سوى صدور مؤلف واحد صدر في هذا القرن للعلامة الأزهري صالح السباعي من مصر وهو شرح الفتوحات المكية.
8- القرن الرابع عشر الهجري:
صدر في هذا القرن 12 كتابا لـ 9 مؤلفين وكلها في مسار الشيخ الأكبر. ولأول مرة يشرع المهتمون في طباعة وتصحيح السفر الأكبر الفتوحات المكية، واللامع اسمه في هذا المجال هو العالم المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري.. كما أن من بينهم اثنين من المفسرين واثنين من المفتين.
واثنان منهم أحناف وكاتب شافعي وآخر مالكي وخمسة لا نعرف شيئا عنهم, وبلدانهم هي الشام وتركيا والجزائر ولم نعلم بلاد 4 منهم.
9- القرن الخامس عشر الهجري:
ما تمكنا من معرفته هو صدور 16 كتابا لعشرة مؤلفين وكلهم في مسار الشيخ الأكبر ثلاثة من هذه الكتب بحثت في سيرته والرابع عبارة عن معجم صوفي مرتكز على معارف وعلوم ابن عربي والبقية كلها شروحات لمعارفه وعلومه.. وللقرن الثاني لم يصدر مؤلف ضده. وبلدان سبعة من المؤلفين هي مصر ولبنان وسوريا ولم نعلم شيئا عن 3 منهم.
خلاصة ما سبق يوضح إلى أن مجموع ما عثرنا عليه في هذه المراجع هو 124 كتابا مؤلفا بشأن الشيخ الأكبر، منها 113 كتابا جاءت إما شارحة لكتبه وهي 81 كتابا وإما مدافعة عنه، أو متحدثة عن مناقبه... الخ، و 11 كتابا ضده. فتكون النسبة العامة هي 91% معه، 9% عليه. وعدد المؤلفين 93 مؤلفا منهم 84 مؤلفا معه ونسبتهم 90% و9 مؤلفين ضده ونسبتهم 10% فقط.
وهؤلاء المؤلفين كما تبين ينتمون إلى جميع المذاهب الإسلامية ولكن بنسب مختلفة: فالأحناف في المقدمة يليهم الشافعية ثم المالكية فالحنابلة.. وربما كان السبب الرئيسي في ذلك هو حجم المذاهب.. فمعلوم أن أكثر المذاهب أتباعا هو الحنفي يليه الشافعي فالمالكي ثم الحنبلي.
كما أن هؤلاء المؤلفين ينتسبون إلى جميع أقطار العالم الإسلامي تقريبا كما قد تبين بدءا من الهند شرقا مرورا بباكستان وأفغانستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفييتي وإيران والعراق والشام واليمن والجزيرة العربية ومصر وتركيا وقبرص والبوسنة وبلاد المغرب العربي كلها.
وإن نحن تتبعنا مستوياتهم العلمية والثقافية والأخلاقية، وقد أشرنا إلى بعضهم، فسنجدهم أئمة في العلم والشريعة: فمنهم المفسرون، ومنهم المحدثون، ومنهم القضاة، ومنهم الفقهاء، ومنهم المفتون، ومنهم اللغويون، ومنهم ومنهم... ولكن فقط ليس منهم من سقط في أخلاقه وعلمه وتديّنه.
فأين الإجماع إذن تجاه الشيخ الأكبر – قدس الله سره-؟!
هل الإجماع بتكفيره؟ أم هو الإجماع بتأثيره؟
وإذا كان الشيخ الألباني قد تحدث باستعلاء واضح حين أشار إلى "الفرق اللامع بين الرجلين؛ فابن عربي ليس له ذكر ولا أثر في العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والفقه كما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه الذي شهد بفضله وغزارة علمه القريب والبعيد والحبيب والبغيض فهم جميعا يغترفون من بحر علومه بأوفى نصيب" فسنكتفي فقط بمقارنة بسيطة تبين مجموع ونوع المؤلفات التي صدرت مؤيّدة لكل منهما خلال القرون الماضية:
عدد الكتب عن ابن عربي
|
عدد الكتب عن ابن تيمية
|
موضوع الكتاب
|
81
|
4
|
شروحات
|
9
|
4
|
مناقب وتراجم
|
11
|
6
|
ردود
|
1
|
1
|
فهارس
|
2
|
0
|
معاجم
|
9
|
1
|
دراسات
|
113
|
16
|
مجموع
|
الأهم هنا ملاحظة موضوعات الكتب المؤلفة، إذ أنها تبين طبيعة التأثير الذي أنتجه كل منهما.. فإن 81 كتابا من تلك المتأثرة بالشيخ الأكبر ابن عربي اتجهت لدراسة علومه ونتائج منازلاته... الخ في مقابل 4 كتب فقط جهة ابن تيمية، وهنا تبرز بجلاء حقيقة التأثير.
أما مؤلفاته التي زادت على الـ 363 مؤلَّفا فهي قد شملت كل أقسام العلوم الإسلامية والإنسانية، بما فيها التفسير والحديث والفقه والسيرة... الخ .
وفي ذات الوقت فإن الكتب المؤلفة ضد كل منهما ونسبتها إلى مجموع الكتب الصادرة بشأنه فيبينها الجدول التالي:
إجمالي عدد الكتب
|
عدد الكتب ضده
|
النسبة
|
البيان
|
124
|
11
|
9%
|
ابن عربي
|
38
|
22
|
58%
|
ابن تيمية
|
الخلاصة:
تبين إذن مدى التناقضات بين الفهم الشرعي لمسألة التكفير وبين الفتاوى التي صدرت بشأن الشيخ الأكبر..
وتبين لنا ثانيا أن الإجماع الذي جرى الحديث عنه ليس له وجود، والإجماع إذا قسناه بحكم الأغلبية المطلقة موجود؛ ولكنه هنا في صف الشيخ الأكبر وليس ضده.
الكلمات المفتاحية :
شبهات و ردود
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: