بَاب كرامات الأولياء 4
وعن آدم بْن
أَبِي إياس.
قَالَ:
كُنَّا بعسقلان وشاب يغشانا ويجالسنا ويتحدث معنا فَإِذَا فرغنا قام إِلَى الصلاة
يصلي.
قَالَ:
فودعني يوما.
وَقَالَ:
أريد الإسكندرية فخرجت مَعَهُ وناولته دريهمات فأبي أَن يأخذها فألححت
عَلَيْهِ،
فألقى كفا من الرمل فِي ركوته واستقى من ماء البحر.
وَقَالَ:
كُلهُ، فنظرت فَإِذَا هُوَ سويق بسكر كثير.
فَقَالَ لَك
من كَانَ حاله مَعَهُ مثل هَذَا يحتاج إِلَى دراهم: ثُمَّ أنشأ يَقُول: بحق الهوى
يا أهل ودي تفهموا لسان وجود بالوجود غريب حرام عَلَى قلب تعرض للهوى يَكُون لغير
الحق فِيهِ نصيب ولغيره: لَيْسَ فِي القلب والفؤاد جميعا موضع فارغ يراه الحبيب
هُوَ سؤلي ومنيتي وحبيبي وَبِهِ مَا حييت عيشي يطيب وإذا مَا السقام حل بقلبي لَمْ
أجد غيره لسقمي طبيب وحكى عَن إِبْرَاهِيم الآجري.
قَالَ:
جاءني يهودي يتقاضى عَلِي فِي دين كَانَ لَهُ عَلِي وأنا قاعد عِنْدَ الأتون أوقد
تَحْتَ الآجر، فَقَالَ لي اليهودي: يا إِبْرَاهِيم أرني آية أسلم عَلَيْهَا،
فَقُلْتُ لَهُ: تفعل؟ .
قَالَ: نعم،
فَقُلْتُ: انزع ثوبك فنزع فلففته ولففت عَلَى ثوبه ثوبي وطرحته فِي النار ثُمَّ
دخلت الأتون وأخرجت الثوب من وسط النار وخرجت من الباب الآخر فَإِذَا ثيابي بحالها
لَمْ يصبها شَيْء وثيابه فِي وسطها حراقة فأسلم اليهودي، وقيل: كَانَ حبيب العجمي
يرى بالبصرة يَوْم التروية ويوم عرفة بعرفات.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ الفرغاني يَقُول: تزوج عَبَّاس بْن المهتدي امْرَأَة، فلما كانت ليلة
الدخول وقع عَلَيْهِ ندامة، فلما أراد الدنو منها زجر عَنْهَا فامتنع من وطئها
وخرج، وبعد ثلاثة أَيَّام ظهر لَهَا زوج.
قَالَ
الأستاذ: هَذَا هُوَ الكرامة عَلِي الحقيقة حيث حفظ عَلَيْهِ العلم، وقيل: كَانَ
الفضيل عَلَى جبل من جبال منى.
فَقَالَ: لو
أَن وليا من أولياء اللَّه تَعَالَى أمر هَذَا الجبل أَن يميد لماد، قَالَ: فتحرك
الجبل.
فَقَالَ:
اسكن لَمْ أردك بِهَذَا، فسكن الجبل، وَقَالَ عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد لأبي
عَاصِم البصري: كَيْفَ صنعت حِينَ طلبك الْحَجَّاج؟ .
قَالَ: كنت
فِي غرفتي فدقوا عَلِي الباب فدخلوا فدفعت بي دفعة فَإِذَا أنا عَلَى أَبِي قبيس
بمكة، فَقَالَ لي عَبْد الْوَاحِد: من أين كنت تأكل؟ .
قَالَ: كانت
تصعد إلي عجوز كُل وقت إفطاري بالرغيفين اللذين كنت آكلهما بالبصرة.
فَقَالَ:
عَبْد الْوَاحِد: تلك الدنيا أمرها اللَّه تَعَالَى أَن تخدم أبا عَاصِم، وقيل:
كَانَ عامر بْن عَبْد قَيْس يأخذ عطاءه ولا يستقبله أحد إلا أعطاه شَيْئًا،
وَكَانَ إِذَا أتى منزله رمى إِلَيْهِ بالدراهم فيكون بمقدار مَا أخذه لَمْ ينقص شَيْئًا.
سمعت أبا
عَبْد اللَّهِ الشيرازي يَقُول: سمعت أبا أَحْمَد الكبير يَقُول: سمعت أبا عَبْد
اللَّهِ بْن خفيف يَقُول: سمعت أبا عُمَر الزجاجي يَقُول: دخلت على الجنيد وكنت لا
أريد أَن أخرج إِلَى الجد فأعطاني درهما صحيحا فشددته عَلَى مئزري فلم دَخَلَ
منزلا إلا وجدت رفقاء وَلَمْ أحتج إلى الدرهم، فلما حجبت ورجعت إِلَى بغداد دخلت
عَلَى الجنيد فمد يده.
وَقَالَ:
هات فناولته الدرهم.
فَقَالَ:
كَيْفَ كَانَ، فَقُلْتُ: كَانَ الحتم نافذا.
وحكى عَن
أَبِي جَعْفَر الأعور.
قَالَ: كنت
عِنْدَ ذي النون الْمِصْرِي فتذاكرنا حَدِيث طاعة الأشياء للأولياء.
وَقَالَ ذو
النون: من الطاعة أَن أقول لِهَذَا السرير يدور فِي أربع زوايا الْبَيْت، ثُمَّ
يرجع إِلَى مكانه فيفعل قَالَ: فدار السرير فِي أربع زوايا الْبَيْت وعاد إِلَى
مكانه.
وكانت هناك
شاب فأخذ يبكي حَتَّى مَات فِي الوقت،
وقيل: إِن
واصلا الأحدب قرأ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]
.
فَقَالَ:
رزقي فِي السماء وأنا أطلبه فِي الأَرْض، والله لا طلبته أبدا، فدخل خربة ومكث
يومين فلم يظهر عَلَيْهِ شَيْء فاشتد عَلَيْهِ، فلما كَانَ اليوم الثالث إِذَا
بدوخلة من رطب وَكَانَ لَهُ أخ أَحْسَن منه نية فصار مَعَهُ فأذن قَدْ صارتا
دوخلتين، فلم يزل ذَلِكَ حمالهما حَتَّى فرق بينهما الْمَوْت.
وَقَالَ
بَعْضهم: أشرفت عَلَى إِبْرَاهِيم بْن أدهم وَهُوَ فِي بستان يحفظه وَقَدْ أخذه
النوم، وإذا حية فِي فِيهَا طاقة نرجس تروحه بِهَا، وقيل: كَانَ جَمَاعَة مَعَ
أيوب السجستاني فِي السفر فأعياهم طلب الماء.
فَقَالَ
أيوب: أتسترون عَلِي مَا عشت؟ فَقَالُوا: نعم، فدور دائرة فنبع الماء فشربنا.
قَالَ: فلما
قدموا البصرة أخبر بِهِ حماد بْن زَيْد.
فَقَالَ:
عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد شهدت مَعَهُ ذَلِكَ اليوم.
وَقَالَ
بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ كُنَّا مَعَ ذي النون الْمِصْرِي فِي البادية فنزلنا
تَحْتَ شجرة أم غَيْلان فقلنا: مَا أطيب هَذَا الموضع لو كَانَ فِيهِ رطب، فتبسم
ذو النون.
وَقَالَ:
أتشتهون الرطب، وحرك الشجرة.
وَقَالَ:
أقسمت عليك بالذي ابتدأك وخلقك شجرة إلا نثرت عَلَيْنَا رطبا جنيا ثُمَّ حركها
فنثرت رطبا جنيا، فأكلنا وشبعنا ثُمَّ نمنا فانتبهنا وحركنا الشجرة فنثرت
عَلَيْنَا شوكا.
وحكى عَن
أَبِي القاسم بْن مَرْوَان النهاوندي.
قَالَ: كنت
أنا وأبو بَكْر الوراق مَعَ أَبِي سَعِيد نمشي عَلَى ساحل البحر نَحْو صيدا فرأى
شخصا من بعيد.
فَقَالَ:
اجلسوا لا يخلوا هَذَا الشخص أَن يَكُون وليا من أولياء اللَّه.
قَالَ:
فَمَا لبثنا أَن جاء شاب حسن الوجه وبيده ركوة ومعه محبرة وعليه مرقعة فالتفت
أَبُو سَعِيد إِلَيْهِ منكرا عَلَيْهِ لحمله المحبرة مَعَ الركوة، فَقَالَ لَهُ:
يا فتى كَيْفَ الطريق إِلَى اللَّه تَعَالَى؟ .
فَقَالَ: يا
أبا سَعِيد أعرف إِلَى اللَّه طريقين طريقا خاصا وطريقا عاما، فأما الطريق العام:
فالذي أَنْتَ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الطريق الخاص: فلهم، ثُمَّ مشى عَلَى الماء
حَتَّى غاب عَن أعيننا، فبقى أَبُو سَعِيد حيران مِمَّا رأى.
وَقَالَ
الجنيد: جئت مَسْجِد الشونيزية فرأيت فِيهِ جَمَاعَة من الفقراء يتكلمون فِي
الآيات، فَقَالَ فَقِير مِنْهُم: أعرف رجلا لو قَالَ لهذه الأسطوانة كوني ذهبا
نصفك ونصفك فضة كانت.
قَالَ
الجنيد: فنظرت فَإِذَا الأسطوانة نصفها ذهب ونصفها فضة.
وقيل: حج
سُفْيَان الثَّوْرِي مَعَ شيبان الراعي فعرض لَهُمْ سبع.
فَقَالَ:
سُفْيَان لشيبان: أما ترى هَذَا السبع؟ فَقَالَ: لا تخف، فأخذ شيبان أذنه فعركها
فبصبص وحرك ذنبه.
فَقَالَ:
سُفْيَان مَا هذه الشهرة؟ فَقَالَ: لولا مخافة الشهرة لما وضعت زادي إلا عَلَى ظهره
حَتَّى آتى مَكَّة.
وحكى أَن
السرى لما ترك التجارة كانت أخته تنفق عَلَيْهِ من ثمن غزلها فأبطأت يوما.
فَقَالَ
لَهُ السري: لَمْ أبطأت؟ فَقَالَتْ: لأن غزلي لَمْ يشتر وذكروا أَنَّهُ مخلط،
فامتنع السرى عَن طعامها، ثُمَّ إِن أخته دخلت عيه يوما فرأت عجوزا تكنس بيته
وتحمل كُل يَوْم إِلَيْهِ رغيفين، فحزنت أخته وشكت إِلَى أَحْمَد بْن حنبل.
فَقَالَ:
أَحْمَد بْن حنبل للسري فِيهِ.
فَقَالَ:
لما امتنعت من أكل طعامها قيض اللَّه لي الدنيا لتنفق عَلِي وتخدمني.
أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِي بْن هرون.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد التميمي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن القاسم الخواص.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور الطوسي.
قَالَ كنت
عِنْدَ أَبِي محفوظ معروف الكرخي فدعا لي ورجعت إِلَيْهِ من الغد وَفِي وجهه أثر.
فَقَالَ
لَهُ إِنْسَان: يا أبا محفوظ كُنَّا عندك بالأمس وَلَمْ يكن بوجهك هَذَا الأثر،
فَمَا هَذَا؟ فَقَالَ: سل عما يعنيك.
فَقَالَ
الرجل: بمعبودك أَن تقول فَقَالَ: صليت البارحة ههنا واشتهيت أَن أطوف بالبيت
فمضيت إِلَى مَكَّة وطفت ثُمَّ ملت عَلَى زمزم لأشرب من مائها فزلقت عَلَى الباب
فأصاب وجهي مَا تراه، وقيل: كَانَ عتبة الغلام يقعد فَيَقُول يا ورشان إِن كنت
أطوع لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ منى فتعال واقعد عَلَى كفى، فيجيء الورشان ويقعد عَلَى
كفه.
وحكى عَنْ
أَبِي عَلِي الرازي أَنَّهُ قَالَ: مررت يوما عَلَى الفرات فعرضت لنفسي شهوة السمك
الطري فَإِذَا الماء قَدْ قذف سمكة نحوي وإذا رجل يعدو وَيَقُول: أشويها لَك؟
فَقُلْتُ: نعم فشواها فقعدت وأكلتها.
وقيل: كَانَ
إِبْرَاهِيم بْن أدهم فِي رقعة فعرض لَهُم السبع فَقَالُوا: يا أبا إِسْحَاق قَدْ
عرض لنا السبع فجاء إِبْرَاهِيم.
وَقَالَ: يا
أسد إِن كنت أمرت فينا بشيء فامض وإلا فارجع، فرجع الأسد ومضوا.
وَقَالَ
حامد الأسود.
:
كنت مَعَ
الخواص فِي البرية فبتنا عِنْدَ شجرة وجاء السبع فصعدت الشجرة إِلَى الصباح لا
يأخذني النوم ونال إِبْرَاهِيم الخواص والسبع يشم من رأسه عَلَى قدمه، ثُمَّ مضى،
فلما كانت الليلة الثَّانِيَة بتنا فِي مَسْجِد فِي قرية فوقعت بقة عَلَى وجهه
فضربته فأن أَنَّهُ فَقُلْتُ: هذه عجب البارحة لَمْ تجزع من الأسد والليلة تصيح من
البق.
فَقَالَ:
أما البارحة فتلك حالة كنت فِيهَا بالله عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا الليلة فَهَذِهِ
حالة أنا فِيهَا بنفسي.
وحكي عَن
عَطَاء الأزرق أَنَّهُ دفعت إِلَيْهِ امرأته درهمين من ثمن غزلها ليشتري الدقيق
لَهُمْ، فخرج من بيته فلقي جارية تبكي.
فَقَالَ
لَهَا: مَا بالك فَقَالَتْ: دفع إلي مولاي درهمين أشتري لَهُمْ شَيْئًا فسقطا مني
فأخاف أَن يضربني، فدفع عَطَاء الدرهمين إِلَيْهَا ومر وقعد عَلِي حانوت صديق لَهُ
مِمَّن يشق الساج وذكر لَهُ الحال وَمَا يخاف من سوء خلق امرأته، فَقَالَ لَهُ
صاحبه: خذ من هذه النشارة فِي هَذَا الجراب لعلكم تنتفعون بِهَا فِي سجر التنور،
إذ لَيْسَ يساعدني الإمكان فِي شَيْء آخر، فحمل النشارة وفتح بَاب داره ورمى
بالجراب ورد الباب ودخل الْمَسْجِد إِلَى مَا بَعْد العتمة ليكون النوم أخذهم ولا
تستطيل عَلَيْهِ المرأة، فلما فتح الباب وجدهم يخبزون الخبز، فَقَالَ: من أين لكم
هَذَا الخبز؟ فَقَالُوا: من الدقيق الَّذِي كَانَ فِي الجراب لا تشتر غَيْر هَذَا
الدقيق، قَالَ: أفعل إِن شاء اللَّه تَعَالَى.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت مَنْصُور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول:
سمعت أبا جَعْفَر بْن بركات يَقُول: كنت أجالس الفقراء ففتح عَلِي بدينار فأردت
أَن أدفعه إليهم ثُمَّ قُلْت فِي نفسي: لعلي أحتاج إِلَيْهِ فهاج بي وجع الضرس
فقلعت سنا فوجعت الأخرى حَتَّى قلعتها، فهتف بي هاتف إِن لَمْ تدفع إليهم الدينار
فلا يبقى فِي فمك سن واحدة. . قَالَ الأستاذ: وَهَذَا فِي بَاب الكرامة أتم من أَن
كَانَ يفتح عَلَيْهِ دنانير كثيرة بنقض العادة.
وحكى أَبُو سُلَيْمَان
الداراني.
قَالَ: خرج
عامر بْن عَبْد قَيْس إِلَى الشام ومعه شكوة إِذَا شاء صب منها ماء يتوضأ للصلاة
وإذا شاء صب منها لبنا يشربه.
وَرَوَى
عُثْمَان بْن أَبِي العاتكة قَالَ: كُنَّا فِي غزاة فِي أرض الروم فبعث الوالي
سرية إِلَى موضع وجعل الميعاد يَوْم كَذَا، قَالَ: فجاء الميعاد وَلَمْ تقدم
السرية فبينا أَبُو مُسْلِم يصلى إِلَى رمحه الَّذِي ركزه فِي الأَرْض جاء طير
إِلَى رأس السنان.
وَقَالَ:
إِن السرية قَدْ سلمت وغنمت وسيردون عليكم يَوْم كَذَا فِي وقت كَذَا، فَقَالَ:
أَبُو مُسْلِم للطير: من أَنْتَ رحمك اللَّه تَعَالَى؟ فَقَالَ: أنا مذهب الحزن
عَن قلوب الْمُؤْمِنيِنَ، فجاء أَبُو مُسْلِم إِلَى الوالي وأخبره، فلما كَانَ
اليوم الَّذِي قَالَ، أتت السرية عَلَى الوجه الَّذِي قَالَ وعن بَعْضهم.
قَالَ:
كُنَّا فِي مركب فمات رجل كَانَ معنا عليل فأخذنا فِي جهازه وأوردنا أَن نلقيه فِي
البحر فصار البحر جافا ونزلت السفينة فخرجنا وحفرنا لَهُ قبرا ودفناه، فلما فرغنا
استوى الماء وارتفع المركب وسرنا.
وقيل: إِن
النَّاس أصابتهم مجاعة بالبصرة فاشترى حبيب العجمي طعاما بالنسيئة وفرقه على
المساكين وأخذ كيسه فجعله تَحْتَ رأسه فلما جاءوا يتقاضونه أخذه وإذا هُوَ مملوء
دراهم فقضى منها ديونهم.
وقيل: أراد
إِبْرَاهِيم بْن أدهم أَن يركب السفينة فأبوا إلا أَن يعطيهم دِينَار فصلى على
الشط ركعتين.
وَقَالَ:
اللَّهُمَّ إنهم قَدْ سألوني مَا لَيْسَ عندي فصار الرمل دنانير.
حدثنا محمد
بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن الفضل.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد المروزي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن سُلَيْمَان.
قَالَ:
قَالَ أَبُو حمزة نصر بْن الفرج خادم أَبِي مُعَاوِيَة الأسود.
قَالَ:
كَانَ أَبُو مُعَاوِيَة ذهب بصره فَإِذَا أراد أَن يقرأ نشر المصحف فيرد اللَّه
عَلَيْهِ بصره فَإِذَا أطبق المصحف ذهب بصره.
وَقَالَ
أَحْمَد بْن الهيثم المتطيب قَالَ لي بشر الحافي قل لمعروف الكرخي: إِذَا صليت
جئتك، قَالَ: فأديت الرسالة وانتظرته فصلينا الظهر وَلَمْ يجئ ثُمَّ صلينا العصر
ثُمَّ المغرب ثُمَّ العشاء فَقُلْتُ فِي نفسي: سبحان اللَّه مثل يَقُول شَيْئًا
ثُمَّ لا يفعل لا يَجُوز أَن يفعل وانتظرته وأنا فَوْقَ مَسْجِد عَلَى مشرعة، فجاء
بشر بَعْد هوى من الليل وعلى رأسه سجادة فتقدم إلى دجلة ومشى عَلَى الماء فرميت
بنفسي من السطح وقبلت يديه ورجليه، وقلت: ادع لي فدعا لي، وَقَالَ: استره عَلِي.
قَالَ: فلم
أتكلم بِهَذَا حَتَّى مَات.
أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْد اللَّهِ الشيرازي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الفرج الورثاني.
قَالَ: سمعت
عَلِي بْن يَعْقُوبَ بدمشق.
قَالَ: سمعت
أبا بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد يَقُول سمعت قاسما الجرعي يَقُول: رأيت رجلا فِي
الطواف لا يَزِيد عَلَى قَوْله: إلهي قضيت حوائج الكل وَلَمْ تقض حاجتي، فَقُلْتُ:
مَالِك لا تزيد على هذا الدعاء؟ فَقَالَ: أحدثك، اعلم أنا كُنَّا سبعة أنفس من
بلدان شتى فخرجنا إِلَى الجهاد فاسرنا الروم ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب
فتحت من السماء وعلى كُل بَاب جارية حسناء من الحور العين فقدم واحد منا فضربت
عنقه، فرأيت جارية منهن هبطت إِلَى الأَرْض بيدها منديل فقبضت روحه حَتَّى ضرب
أعناق ستة منا فاستوهبني بَعْض رجالهم، فَقَالَت الجارية:
أي شَيْء
فإنك يا محروم؟ وغلقت الأبواب، فأنا يا أَخِي متأسف متحسر عَلَى مَا فاتني، قَالَ
قاسم الجرعي: أراه أفضلهم لأنه رأى مَا لَمْ يروا وعمل عَلَى الشوق بعدهم.
وسمعته
يَقُول: سمعت أبا النجم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بخورستان يَقُول: سمعت أبا بَكْر
الكتاني يَقُول: كنت فِي طريق مَكَّة فِي وسط السنة فَإِذَا أنا بهميان ملآن يلتمع
دنانير فهممت أَن أحمله لأفرقه بمكة عَلَى الفقراء، فهتف بي هاتف إِن أخذته سلبناك
فقرك.
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن حمد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الخياط.
قَالَ: سمعت
أبا عَلِي الروذباري يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس الشرفي يَقُول: كُنَّا مَعَ
أَبِي تراب النخشبي فِي طريق مَكَّة، فعدل عَنِ الطريق إِلَى ناحية.
فَقَالَ
لَهُ بَعْض أَصْحَابه أنا عطشان فضرب برجله الأَرْض فَإِذَا عين من ماء زلال،
فَقَالَ الفتى: أحب أَن أشربه فِي قدح، فضرب بيده إِلَى الأَرْض فناوله قدحا من
زجاج أبيض كأحسن مَا رأيت فشرب وسقانا، وَمَا زال القدح معنا إِلَى مَكَّة.
فَقَالَ لي
أَبُو تراب يوما: مَا يَقُول أَصْحَابك فِي هذه الأمور الَّتِي يكرم اللَّه بِهَا
عباده؟ فَقُلْتُ: مَا رأيت أحدا إلا وَهُوَ يؤمن بِهَا، فَقَالَ: من لَمْ يؤمن
بِهَا فَقَدْ كفر، إِنَّمَا سألتك من طريق الأحوال فَقُلْتُ: مَا أعرف لَهُمْ قولا
فِيهِ.
قَالَ: بلى قَدْ زعم أَصْحَابك أَنَّهَا خدع من
الحق وليس الأمر كَذَلِكَ، إِنَّمَا الخدع فِي حال السكون إِلَيْهَا، فأما من لَمْ يقترح من ذَلِكَ وَلَمْ يساكنها فتلك مرتبة الربانيين.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: