بَاب كرامات الأولياء 3
سمعت منصورا
المغربي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء الروذباري يَقُول: كَانَ لي استقصاء فِي
أمر الطهارة فضاق صدري ليلة لكثرة مَا صببت من الماء وَلَمْ يسكن قلبي فَقُلْتُ:
يا رب عفوك فسمعت هاتفا
يَقُول: العفو فِي العلم فزال عني ذَلِكَ.
سمعت
مَنْصُور المغربي يَقُول: فرأيته يوما قعد عَلَى الأَرْض فِي الصحراء وَكَانَ
عَلَيْهَا آثار الغنم بلا سجادة فَقُلْتُ: أيها الشيخ هذ آثار الغنم.
فَقَالَ:
اختلف الْفُقَهَاء فِيهِ.
سمعت أبا
حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا نصر السراج يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن أَحْمَد
الرازي يَقُول: سمعت أبا سُلَيْمَان الخواص يَقُول: كنت راكبا حمارا يوما وَكَانَ
الذباب
يؤذيه
فيطأطئ رأسه فكنت أضرب رأسه بخشبة فِي يدي فرفع الحمار رأسه وَقَالَ: اضرب فإنك
عَلَى رأسك هُوَ ذا تضرب.
قَالَ
الْحُسَيْن: فَقُلْتُ: لأبي سُلَيْمَان: لَك وقع هَذَا؟ فَقَالَ: نعم كَمَا
تسمعني.
وذكر عَنِ
ابْن عَطَاء أَنَّهُ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن النوري يَقُول: كَانَ فِي نفسي
شَيْء من هذه الكرامات فأخذت قصبة من الصبيان وقعت بَيْنَ زورقين ثُمَّ قُلْت:
وعزتك لئن لَمْ يخرج لي سمكة فِيهَا ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي.
قَالَ: فخرج
لي سمكة فِيهَا ثلاثة أرطال فبلغ ذَلِكَ الجنيد , فَقَالَ: كَانَ حكمه أَن تخرج
لَهُ أفعى تلدغه.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى , يَقُول: سمعت أبا الفتح يُوسُف بْن عُمَر الزاهد
القواس بِبَغْدَادَ.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عطية.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الكبير بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا بَكْر الصائغ.
قَالَ: سمعت
أبا جَعْفَر الحداد أستاذ الجنيد.
قَالَ: كنت
بمكة فطال شعري وَلَمْ يكن معي قطعة من الحديد آخذ بِهَا شعري فتقدمت إِلَى مزين
توسمت فِيهِ الخير وقلت: تأخذ شعري لِلَّهِ تَعَالَى؟ .
فَقَالَ:
نعم وكرامة.
وَكَانَ
بَيْنَ يديه رجل من أبناء الدنيا فصرفه وأجلسني وحلق شعري ثُمَّ دفع إلي قرطاسا
فِيهِ دراهم.
وَقَالَ:
استعن بِهَا عَلَى بَعْض حوائجك، فأخذتها واعتقدت أَن أدفع إِلَيْهِ أول شَيْء
يفتح عَلِي بِهِ.
قَالَ:
فدخلت الْمَسْجِد فاستقبلني بَعْض إخواني.
وَقَالَ لي:
جاء بَعْض إخوانك بصرة من البصرة من بَعْض خوانك فِيهَا ثلاث مائة دِينَار.
قَالَ:
فأخذت الصرة وحملتها إِلَى المزين وقلت: هذه ثلاث مائة دِينَار وتصرفها فِي بَعْض
أمورك.
لي: ألا
تستحي يا شيخ؟ تقول لي: احلق شعري لِلَّهِ ثُمَّ آخذ عَلَيْهِ شَيْئًا، انصرف
عافاك اللَّه.
سمعت أبا
حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا نصر السراج يَقُول: سمعت ابْن سالم يَقُول لما
مَات إِسْحَاق بْن أَحْمَد دَخَلَ سهل بْن عَبْد اللَّهِ صومعته فوجد فِيهَا سفطا
فِيهِ قارورتان فِي واحدة منهما شَيْء أحمر وَفِي الأخرى شَيْء أبيض، ووجد شوشقة
ذهب وشوشقة فضة.
قَالَ: فرمى
بالشوشقتين فِي الدجلة وخلط مَا فِي القارورتين
بالتراب،
وَكَانَ عَلَى إِسْحَاق دين.
قَالَ ابْن
سالم: قُلْت لسهل: إيش كَانَ فِي القارورتين؟ .
قَالَ:
أحدهما لو طرح منها وزن درهم عَلَى مثاقيل من النحاس صار ذهبا والأخرى لو طرح منها
مثقال عَلَى مثاقيل من الرصاص صار فضة، فَقُلْتُ: إيش عَلَيْهِ لو قضى منه دينه
فَقَالَ: أي دوست خاف عَلَى إيمانه.
وحكى عَنِ
النوري أَنَّهُ خرج ليلة إِلَى شط دجلة فوجدها وَقَد التزق الشَّيْطَان فانصرف.
وَقَالَ:
وعزتك لا أجوزها إلا فِي زورق.
سمعت أبا
حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا نصر السراج يَقُول: أملي عَلَيْنَا الوجيهي حكاية
عَن مُحَمَّد بْن يُوسُفَ البناء.
قَالَ:
كَانَ أَبُو تراب النخشبي صاحب كرامات فسافرت مَعَهُ سنة وَكَانَ مَعَهُ أربعون
نفسا ثُمَّ أصابتنا مرة فاقة، فعدل أَبُو تراب عَنِ الطريق وجاء بعذق موز فتناولنا
وفينا شاب فلم يأكل.
فَقَالَ
لَهُ أَبُو تراب: كُل.
فَقَالَ:
الحال الَّذِي اعتقدته ترك المعلومات وصرت أَنْتَ معلومي فلا أصحبك بَعْد هَذَا
فَقَالَ لَهُ أَبُو تراب: كن مَعَ مَا وقع لَك.
وحكى أَبُو
نصر السراج عَن أَبِي يَزِيد.
قَالَ:
دَخَلَ عَلِي أَبُو عَلِي السدي وَكَانَ أستاذه وبيده جراب فصبها فَإِذَا هِيَ
جواهر فَقُلْتُ: من أين لَك هَذَا؟ فَقَالَ: وافيت واديا ههنا فَإِذَا هُوَ يضيء
كالسراج، فحملت هَذَا فَقُلْتُ: فكيف كَانَ وقتك الَّذِي وردت فِيهِ الوادي.
فَقَالَ:
وقت فترة عَنِ الحال الَّتِي كنت فِيهَا وقيل لأبي يَزِيد: فُلان يمشي فِي ليلة
إِلَى مَكَّة.
فَقَالَ:
الشَّيْطَان يمشي فِي ساعة من المشرق إِلَى المغرب فِي لعنة اللَّه.
وقيل لَهُ:
فُلان يمشي عَلَى الماء ويطير فِي الهواء فَقَالَ الطير: يطير فِي الهواء والسمك
يمر عَلَى الماء.
وَقَالَ سهل
بْن عَبْد اللَّهِ: أكبر الكرامات أَن تبدل خلقا مذموما من أخلاقك.
سمعت
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد التميمي يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي
الصوفي يَقُول: سمعت ابْن سالم يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: كَانَ رجل يقال لَهُ
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد يصحب سهل بْن عَبْد اللَّهِ.
فَقَالَ
لَهُ يوما: رُبَّمَا أتوضأ للصلاة فيسيل الماء بَيْنَ يدي قضبان ذهب وفضة، فَقَالَ
سهل: أما علمت أَن الصبيان إِذَا بكوا يعطون خشخاشة ليشتغلوا بِهَا؟ .
سمعت أبا
حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا نصر السراج يَقُول: أخبرني جَعْفَر بْن مُحَمَّد.
قَالَ:
حَدَّثَنِي الجنيد.
قَالَ: دخلت
عَلَى السرى يوما.
فَقَالَ: لي
عصفور كَانَ يجيء فِي كُل يَوْم فأفت لَهُ الخبز فيأكل من يدي فنزل وقتا من
الأوقات فلم يسقط عَلَى يدي، فتذكرة فِي نفسي إيش السبب، فذكرت أني أكلت ملحا
بأبزار، فَقُلْتُ فِي نفسي: لا آكل بعدها وأنا تائب منه فسقط عَلَى يدي وأكل.
وحكى أَبُو
عَمْرو الأنماطي.
قَالَ: كنت
مَعَ أستاذي فِي البادية فأخذنا المطرد فدخلنا مسجدا نستكن فِيهِ وَكَانَ السقف
يكف، فصعدنا السطح ومعنا خشبة تزيد إصلاح السقف فقصر الخشب عَنِ الجدار، فَقَالَ:
أستاذي: مده فمددتها فركبت الحائط من ههنا ومن ههنا.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد النجار
يَقُول: سمعت الرقي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الدقاق يَقُول: كنت مارا فِي تيه بَنِي
إسرائيل فخطر ببالي أَن علم الحقيقة مباين للشريعة فهتف بي هاتف من تَحْتَ شجرة
كُل حقيقة لا تتبعها الشريعة فَهِيَ كفر وَقَالَ بَعْضهم: كنت عِنْدَ خير النساج
فجاءه رجل.
وَقَالَ:
أيها الشيخ رأيتك أمس وَقَدْ بعت الغزل بدرهمين فجئت خلفك فحللتهما من طرف إزارك
وَقَدْ صارت يدي منقبضة عَلَى كفي.
قَالَ: فضحك
خير وأومأ بيده إِلَى يدي ففتحها ثُمَّ قَالَ: امض واشتر
بهما لعيالك
شَيْئًا ولا تعد لمثله.
وحكى عَن
أَحْمَد بْن مُحَمَّد السلمي.
قَالَ دخلت
عَلَى ذي النون الْمِصْرِي يوما فرأيت بَيْنَ يديه طستا من ذهب وحوله الند والعنبر
يسجر.
فَقَالَ لي:
أَنْتَ مِمَّن يدخل عَلَى الملوك فِي حال بسطهم ثُمَّ أعطاني درهما فأنفقت منه
إِلَى بلخ.
وحكى عَن
أَبِي سَعِيد الخراز.
قَالَ: كنت
فِي بَعْض أسفاري وَكَانَ يظهر لي كُل ثلاثة أَيَّام شَيْء فكنت آكله وأستقل بِهِ،
فمضى ثلاثة أَيَّام وقتا من الأوقات وَلَمْ يظهر شَيْء فضعفت وجلست فهتف بي هاتف
أيما أحب إليك سبب أَوْ قوة فَقُلْتُ: القوة فقمت من وقتي ومشيت اثنى عشر يوما لَمْ
أذق شَيْئًا وَلَمْ أضعف.
وعن
المرتعش.
قَالَ: سمعت
الخواص يَقُول: تهت فِي البادية أياما فجاءني شخص وسلم عَلِي.
وَقَالَ لي:
تهت؟ فَقُلْتُ: نعم، فَقَالَ: ألا أدلك عَلَى الطريق؟ ومشى بَيْنَ يدي خطوات ثُمَّ
غاب عَن عيني وإذا أنا عَلَى الجاد فبعد ذَلِكَ مَا تهت ولا أصابني فِي سفر جوع
ولا عطش.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت عُمَر بْن يَحْيَي الأردبيلي
يَقُول: سمعت الرقي يَقُول: سمعت ابْن الجلاء يَقُول: لما مَات أَبِي ضحك عَلِي
المغتسل فلم يجسر أحد يغسله وَقَالُوا: إنه حي حَتَّى جاء واحد من أقرانه وغسله.
وسمعت
مُحَمَّد بْن أَحْمَد التميمي يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي يَقُول: سمعت
طَلْحَة القصائري يَقُول: سمعت المفتاحي صاحب سهل بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول: كَانَ
سهل يصبر عَنِ الطعام سبعين يوما، وَكَانَ إِذَا أكل ضعف وإذا جاع قوى.
وَكَانَ
أَبُو عُبَيْد البسري إِذَا كَانَ أول شَهْر رمضان يدخل بيتا وَيَقُول لامرأته:
طيني عَلَى الباب وألقي إلي كُل ليلة من الكوة رغيفا فَإِذَا كَانَ يَوْم العيد
فتح الباب ودخلت امرأته الْبَيْت فَإِذَا بثلاثين رغيفا فِي زاوية الْبَيْت فلا
أكل ولا شرب ولا نام ولا فاتته ركعة من الصلاة.
وَقَالَ
أَبُو الْحَارِث الأولاسي مكثت ثلاثين سنة مَا يسمع لساني إلا من سرى ثُمَّ تغيرت
الحال، فمكثت ثلاثين سنة لا يسمع سرى إلا من ربي.
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ غلام شعوانة.
قَالَ: سمعت
عَلِي بْن سالم يَقُول: كَانَ سهل بْن عَبْد اللَّهِ أصابته زمانة فِي آخر عمره
فكان إِذَا حضر وقت الصلاة انتشرت يداه ورجلاه فَإِذَا فرغ من الفرض عاد إِلَى حال
الزمانة.
وحكى عَنْ
أَبِي عمران الواسطي.
قَالَ:
وبقيت أنا وامرأتي عَلَى لوح وَقَدْ ولدت فِي تلك الحالة صبية فصاحت بي وَقَالَتْ
لي: يقتلني العطش، فَقُلْتُ: هُوَ ذا يرى حالنا، فرفعت رأسي فَإِذَا رجل فِي
الهواء جالس وَفِي يده سلسلة من ذهب وفيها كوز من ياقوت أحمر.
وَقَالَ:
هاك اشربا.
قَالَ:
فأخذت الكوز وشربنا منه أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا بكران بْن أَحْمَد الجيلي.
قَالَ: سمعت
يُوسُف بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت ذا النون الْمِصْرِي يَقُول: رأيت شابا عِنْدَ
الْكَعْبَة يكثر الركوع والسجود فدنوت منه وقلت: إنك تكثر الصلاة! .
فَقَالَ:
أنتظر الإذن من ربي فِي الانصراف.
قَالَ:
فرأيت رقعة سقطت عَلَيْهِ مكتوب فِيهَا من الْعَزِيز الغفور إِلَى عبدي الصادق
انصرف مغفورا لَك مَا تقدم من ذنبك وَمَا تأخر.
وَقَالَ
بَعْضهم: كنت بمدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مسجده مَعَ
جَمَاعَة نتجارى الآيات ورجل ضرير بالقرب منا يسمع فتقدم إلينا وَقَالَ: أنست
بكلامكم، اعلموا أَنَّهُ كَانَ لي صبية وعيال وكنت أخرج إِلَى البقيع أحتطب، فخرجت
يوما فرأيت شابا عَلَيْهِ قميص كتان ونعله فِي أصبعه، فتوهمت أَنَّهُ تائه، فقصدته
أسلب ثوبه، فَقُلْتُ لَهُ: انزع مَا عليك، فَقَالَ: سر فِي حفظ اللَّه فَقُلْتُ:
الثَّانِيَة والثالثة.
فَقَالَ:
لابد فَقُلْتُ: لابد فأشار بأصبعيه من بعيد إِلَى عيني فسقطتا فَقُلْتُ: بالله
عليك من أَنْتَ، فَقَالَ: إِبْرَاهِيم الخواص.
وَقَالَ ذو
النون الْمِصْرِي كنت وقتا فِي السفينة.
فسرقت قطيفة
فاتهموا بِهَا رجلا فَقُلْتُ: دعوه حَتَّى أرفق بِهِ وإذا الشاب نائم فِي عباءة
فأخرج رأسه من العباءة.
فَقَالَ
لَهُ ذو النون: فِي ذَلِكَ المعنى، فَقَالَ لي: تقول ذَلِكَ؟ أقسمت عليك يارب أَن
لا تدع واحدا من الحيتان إلا جاء بجوهرة.
قَالَ:
فرأينا وجه الماء حيتانا فِي أفواههم الجوهر , ثُمَّ ألقى الفتى نَفْسه فِي البحر
ومر إِلَى الساحل: وحكى عَن إِبْرَاهِيم الخواص.
قَالَ: دخلت
البادية مرة فرأيت نصرانيا عَلَى وسطه زنار فسألني الصحبة فمشينا سبعة أَيَّام.
فَقَالَ لي:
يا راهب الحنفية هات مَا عندك من الانبساط، فَقَدْ جعلنا فَقُلْتُ: إلهي لا تفضحني
من هَذَا الكافر فرأيت طبقا عَلَيْهِ خبز وشواء ورطب وكوز ماء فأكلنا وشربنا
ومشينا سبعة أَيَّام ثُمَّ بأدرت، وقلت: يا راهب النصارى هات مَا عندك فَقَد انتهت
النوبة إليك، فاتكأ عَلَى عصاه ودعا فَإِذَا بطبقين عليهما أضعاف مَا كَانَ عَلَى
طبقي، قَالَ: فتحيرت وتغيرت وأبيت أَن آكل، فألح عَلِي فلم أجبه، فَقَالَ: كُل
فإني أبشرك ببشارتين أحدهما: أنى أشهد أَن لا اللَّه إلا اللَّه وأشهد أَن محمدا
رَسُول اللَّهِ وحل الزنار والأخرى: أني قُلْت: اللَّهُمَّ إِن كَانَ لِهَذَا
العبد خطر عندك فافتح عَلِي بِهَذَا، ففتح، قَالَ: فأكلنا ومشينا وحج وأقمنا بمكة
سنة ثُمَّ إنه مَات ودفن بالبطحاء.
وَقَالَ
مُحَمَّد بْن الْمُبَارَكِ الصوري: كنت مَعَ إِبْرَاهِيم بْن أدهم فِي طريق بَيْت
المقدس فنزلنا وقت القيلولة تَحْتَ شجرة رمان فلصينا ركعات، فسمعت صوتا من أصل
الرمان يا أبا إِسْحَاق أكرمنا بأن تأكل منا شَيْئًا فطأطأ إِبْرَاهِيم رأسه.
فَقَالَ:
ثَلاث مرات ثُمَّ قَالَ: يا مُحَمَّد كن شفيعا إِلَيْهِ ليتناول منا شَيْئًا،
فَقُلْتُ: يا أبا سحق لَقَدْ سمعت، فقام وأخذ رمانتين فأكل واحدة وناولني الأخر
فأكلتها وَهِيَ حامضة وكانت شجرة قصيرة، فلما رجعنا مررنا بِهِ فَإِذَا هِيَ شجرة
عالية ورمانها حلو وَهِيَ تثمر فِي كُل عام مرتين وسموها رمان العابدين ويأوي
إِلَى ظلها العابدون.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الفرحان يَقُول:
سمعت الجنيد يَقُول: سمعت أبا جَعْفَر الخصاف يَقُول: حَدَّثَنِي جَابِر الرحبي.
قَالَ
أَكْثَر أهل الرحبة عَلِي الإنكار فِي بَاب الكرامات فركبت السبع يوما ودخلت
الرحبة وقلت أين الَّذِينَ يكذبون أولياء اللَّه؟ .
قَالَ:
فكفوا بَعْد ذَلِكَ عني.
سمعت منصورا
المغربي يَقُول: رأى بَعْضهم الخضر عَلَيْهِ السَّلام.
فَقَالَ
لَهُ: هل رأيت فوقك أحدا؟ .
فَقَالَ:
نعم كَانَ عَبْد الرازق بْن همام يَرْوِي الأحاديث بالمدينة والناس حوله يستمعون
فرأيت شابا بالبعد مِنْهُم رأسه عَلَى ركبته فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا عَبْد الرازق
يَرْوِي أحاديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم لا تسمع
منه؟ .
فَقَالَ:
إنه يروى عَن ميت وأنا لست بغائب عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ لَهُ: إِن
كنت كَمَا تقول فمن أنا؟ فرفع رأسه.
وَقَالَ:
أَنْتَ أَخِي أَبُو الْعَبَّاس الخضر، فعلمت أَن لِلَّهِ عبادا لَمْ أعرفهم وقيل:
كَانَ لإبراهيم بْن أدهم صاحب يقال لَهُ يَحْيَي يتعبد فِي غرفة لَيْسَ إِلَيْهَا
سلم ولا درج، فكان إِذَا أراد أَن يتطهر يجئ إِلَى بَاب الغرفة وَيَقُول لا حول
ولا قوة إلا بالله ويمر فِي لهواء كَأَنَّهُ طير ثُمَّ يتطهر فَإِذَا فرغ يَقُول:
لا حول ولا قوة إلا بالله، ويعود إِلَى غرفته.
أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ: سمعت
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحد الشيرازي بالبصرة.
قَالَ: سمعت
أبا مُحَمَّد جَعْفَر الحذاء بشيراز.
قَالَ: كن
أتأدب بأبي عُمَر الإصطخري فكان إِذَا خطر لي خاطر خرج إِلَى إصطخر فربما أجابني
عما أحتاج إِلَيْهِ من غَيْر أَن أسأله، وربما سألت فأجاني ثُمَّ شغلت عَنِ الذهاب
فكان إِذَا خطر عَلَى سرى مسألة أدبني من إصطخر فيخاطبني بِمَا يرد عَلَى وحكى
بَعْضهم قَالَ: مَات فَقِير فِي بَيْت مظلم فلما أردنا غسله تكلفنا طلب سراج فوقع
فِي كوة ضوء فأضاء الْبَيْت فغسلناه، فلما فرغنا ذهب الضوء كَأَنَّهُ لَمْ يكن.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: