بَاب كرامات الأولياء 5
حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عبلة الصوفي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الفرج الورثاني.
قَالَ: سمعت
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الخلدي بطرسوس.
قَالَ: سمعت
أبا عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء يَقُول: كُنَّا فِي غرفة سري السقطي بِبَغْدَادَ
فلما
ذهب من الليل شَيْء لبس قميصا نظيفا وسراويل ورداء ونعلا وقام ليخرج
فَقُلْتُ: إِلَى أين فِي هَذَا الوقت.
فَقَالَ:
أعود فتحا الموصلي،
فلما مشى
فِي طرقات بغداد أخذه العسس وحبسوه، فلما كَانَ من الغد أمر بضربه مَعَ المحبوسين
فلما رفع الجلاد يده ليضربه وقفت يده فلم يقدر أَن يحركها فقيل للجلاد: اضرب،
فَقَالَ: بحذائي شيخ واقف يَقُول: لا تضربه فتقف يدي لا تتحرك، فنظروا من الرجل
فَإِذَا هُوَ فتح الموصلي فلم يضربوه.
أَخْبَرَنَا
الشيخ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا الحرق الخطابي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفضل قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِم.
قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَي البصر.
قَالَ:
كَانَ أناس من قريش يجلسون إِلَى عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد فأتوه يوما وَقَالُوا:
إنا نخاف من الضيقة والحاجة، فرفع رأسه إِلَى السماء.
وَقَالَ:
اللَّهُمَّ إني اسألك باسمك المرتفع الَّذِي تكرم بِهِ من شئت من أوليائك وتلهمه
الصفي من أحبابك أَن تأتينا برزق من لدنك تقطع بِهِ علائق الشَّيْطَان من قلوبنا
وقلوب أَصْحَابنا هَؤُلاءِ، فأنت الحنان المنان القديم الإحسان، اللَّهُمَّ الساعة
الساعة، قَالَ: فسمعت والله قعقعة للسقف ثُمَّ تناثرت عَلَيْنَا دنانير ودراهم،
فَقَالَ عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد: استغنوا بالله عز عَن غيره، فأخذوا ذَلِكَ
وَلَمْ يأخذ عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد شَيْئًا.
سمعت أبا
عبد اللَّه الشيرازي يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي الجوزي بجند يسابور.
قَالَ: سمعت
الكتاني يَقُول: رأيت بَعْض الصوفية وَكَانَ غريبا مَا كنت أثبته قَدْ تقدم إلى
الْكَعْبَة.
وَقَالَ: يا
رب مَا أدري مَا يَقُول هَؤُلاءِ يَعْنِي الطائفين فقيل لَهُ: انظر مَا فِي هذه
الرقعة، قَالَ: فطارت الرقعة فِي الهواء وغابت.
وسمعته
يَقُول: سمعت عَبْد الْوَاحِد بْن بَكْر الورثاني يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَلِي
بْن الْحُسَيْن الْمُقْرِي بطرسوس يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء
يَقُول: اشتهت والدتي عَلَى والدي يوما من الأيام سمكا، فمضى والدي إِلَى السوق
وأنا مَعَهُ فاشترى سمكا ووقف ينتظر من يحمله فرأى صبيا وقف بحذائه مَعَ صبي،
فَقَالَ: عم تريد من يحمله؟ فَقَالَ: نعم، فحمله ومشى معنا فسمعنا الأذان.
فَقَالَ:
الصَّبِي أذن
المؤذن
وأحتاج أَن أتطهر وأصلي فَإِن رضيت وإلا فاحمل السمك ووضع الصَّبِي السمك ومر.
فَقَالَ:
أَبِي فنحن أَن نتوكل فِي السمك فدخلنا الْمَسْجِد فصلينا وجاء الصَّبِي وصلى فلما
خرجنا فَإِذَا بالسمك موضوع مكانه فحمله الصَّبِي ومضى معنا إِلَى دارنا فذكر
والدي ذَلِكَ لوالدتي فَقَالَتْ قل لَهُ حَتَّى يقيم عندنا ويأكل معنا فقلنا لَهُ.
فَقَالَ:
إني صائم فقلنا فتعود إلينا بالعشى.
فَقَالَ:
إِذَا حملت مرة فِي اليوم لا أحمل ثانيا ولكني سأدخل الْمَسْجِد إِلَى المساء
ثُمَّ أدخل عليكم فمضى فلما أمسينا دَخَلَ الصَّبِي وأكلنا فلما فرغنا دللناه
عَلَى موضع الطهارة ورأينا فِي أَنَّهُ يؤثر الخلوة فتركناه فِي بَيْت فلما كَانَ
فِي بَعْض الليل كَانَ لقريب لنا بنت زمنه فجاءت تمشي فسألناها عَن حالها
فَقَالَتْ قُلْت يا رب بحرمة ضيفنا أَن تعافيني فقمت قَالَتْ: فمضينا لنطلب
الصَّبِي فَإِذَا الأبواب مغلقة كَمَا كانت وَلَمْ نجد الصَّبِي.
فَقَالَ
أَبِي: فمنهم صَغِير وَمِنْهُم كثير.
سمعت
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِث الخطابي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفضل.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِم.
قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيد بْن يَحْيَي البصري.
قَالَ: أتيت
عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد وَهُوَ جالس فِي ظل فَقُلْتُ لَهُ لو سألت اللَّه أَن
يوسع عليك الرزق لرجوت أَن يفعل.
فَقَالَ:
ربي أعلم بمصالح عباده ثُمَّ أخذ حصى من الأَرْض ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِن شئت
أَن تجعلها ذهبا فعلت فَإِذَا هِيَ والله فِي يده ذهب فألقاها إِلَى.
وَقَالَ
أنفقاه أَنْتَ فلا خير فِي الدنيا إلا للآخرة.
سمعت مُحَمَّد
بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الفارسي يَقُول:
سمعت الدقي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مَنْصُور يَقُول: قَالَ لي أستاذي أَبُو
يعقوب السوسي: غسلت مريدا فأمسك إبهامي وَهُوَ عَلَى المغتسل فَقُلْتُ: يا بَنِي
خل يدي أنا أدري أنك لست بميت وإنما هِيَ نقلة من دار إِلَى دار فخلى يدي وسمعته
يَقُول: سمعت أبا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطرسوسي يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم
بْن شيبان يَقُول:
صحبني شاب
حسن الإرادة فمات فاشتغل قلبي بِهِ جدا وتوليت غسله فلما أردت غسل يديه بدأت
بشماله من الدهشة فأخذها مني وناولني يمينه فَقُلْتُ: صدقت يابني أنا غلطت.
وسمعته
يَقُول: سمعت أبا النجم الْمُقْرِي البردعي بشيراز يَقُول: سمعت الدقي يَقُول:
سمعت أَحْمَد بْن مَنْصُور يَقُول: سمعت أبا يعقوب السوسي يَقُول: جاءني مريد
بمكة.
فَقَالَ: يا
أستاذ أنا غدا أموت وقت الظهر فخذ هَذَا الدينار فاحفر لي بنصفه وكفني بنصفه الآخر
ثُمَّ لما كَانَ الغد جاء وطاف بالبيت ثُمَّ تباعد وَمَاتَ فغسلته وكفنته ووضعته
فِي اللحد ففتح عينيه فَقُلْتُ: أحياة بَعْد موت؟ .
أنا حي وكل
محب لِلَّهِ حي.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي
يَقُول: سمعت أبا عَلِي بْن وصيف المؤدب يَقُول تكلم سهل بْن عَبْد اللَّهِ يوما
فِي الذكر.
فَقَالَ:
إِن الذكر لِلَّهِ عَلَى الحقيقة لو هُمْ أَن يَحْيَي الموتى لفعل ومسح يده عَلَى
عليل بَيْنَ يديه فبرئ وقام.
سمعت أبا عَبْد
اللَّهِ الشيرازي يَقُول: أخبرني عَلِي بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد.
قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عُمَر.
قَالَ: سمعت
بشر بْن الْحَارِث يَقُول: كَانَ عَمْرو بْن عتبة يصلي والغمام فَوْقَ رأسه
والسباع حوله تحرك أذنابها.
وسمعته
يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن مفلج يَقُول: سمعت المغازلي يَقُول: سمعت
الجنيد يَقُول كانت معي أربعة دراهم فدخلت عَلَى السرى وقلت هذه أربعة دراهم
حملتها إليك.
فَقَالَ:
أبشر يا غلام بأنك تفلح كنت أحتاج إِلَى أربعة دراهم فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ ابعثها
عَلَى يد من يفلح عندك وسمعته يَقُول: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الطبري.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن يَحْيَي.
قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي.
قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيم اليماني.
قَالَ خرجنا
نسير عَلَى ساحل البحر مَعَ إِبْرَاهِيم بْن أدهم فانتهينا إِلَى غيضة فِيهَا حطب
يابس كثير
وبالقرب منه حصن فقلنا لإبراهيم بْن أدهم لو أقمنا الليلة هنا وأوقدنا من هَذَا
الحطب.
فَقَالَ:
افعلوا فطلبنا النار من الحصن فأوقدنا وَكَانَ معنا الخبز فأخبجنا نأكل.
فَقَالَ
واحد منا: مَا أَحْسَن هَذَا الجمر لو كَانَ لنا لحم نشويه عَلَيْهِ.
فَقَالَ
إِبْرَاهِيم بْن أدهم: إِن اللَّه تَعَالَى لقادر عَلَى أَن يطعمكموه.
قَالَ فبينا
نحن كَذَلِكَ إِذَا بأسد يطرد أيلا فلما قرب منا وقع فاندقت عنقه فقام إِبْرَاهِيم
بْن أدهم وَقَالَ: اذبحوه فَقَدْ أطعمكم اللَّه فذبحناه وشوينا من لحمه وأسد واقف
ينظر إلينا.
سمعت
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا القاسم عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي الشجري
يَقُول: سمعت حامدا الأسود يَقُول: كنت مَعَ إِبْرَاهِيم الحواص فِي البادية سبعة
أَيَّام عَلَى حالة واحدة، فلما كَانَ السابع ضعفت فجلست فالتفت إلي وَقَالَ:
مَالِك؟ فَقُلْتُ: ضعفت.
فَقَالَ:
أيما أغلب عليك الماء أَوِ الطعام؟ فَقُلْتُ: الماء.
فَقَالَ:
الماء وراءك فالتفت فَإِذَا عين ماء كاللبن الحليب فشربت وتطهرت وإبراهيم ينظر
وَلَمْ يقربه.
فلما أردت
القيام هممت أَن أحمل منه.
فَقَالَ:
أمسك فَإِنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يتزود منه.
سمعت أبا
عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الدباس البغدادي
يَقُول: سمعت فاطمة أخت أَبِي عَلِي الروذباري تقول سمعت زيتونة خادمة أَبِي
الْحُسَيْن النوري وكانت تخدمه، وخدمت أبا حمزة والجنيد قَالَتْ: كَانَ يَوْم بارد
فَقُلْتُ للنوري: أحمل إليك شَيْئًا؟ فَقَالَ: نعم، فَقُلْتُ: إيش تريد؟ .
قَالَ خبز
ولبن فحملت وَكَانَ بَيْنَ يديه فحم وَكَانَ يقلبها بيده وَقَد اشتعلت فأخذ يأكل
الخبز واللبن يسيل عَلَى يده وعليها سواد الفحم فَقُلْتُ: فِي نفسي: مَا أقذر
أولياءك يا رب مَا فيهم أحد قَالَ فخرجت من عنده فتعلقت بي امْرَأَة وَقَالَتْ:
سرقت لي رزمة ثياب وجروني إِلَى الشرطي فأخبر النوري بِذَلِكَ فخرج وَقَالَ للشرطي
لا تتعرضوا لَهَا فإنها ولية من أولياء اللَّه تَعَالَى.
فَقَالَ
الشرطي: كَيْفَ أصنع والمرأة تدعي.
قَالَ:
فجاءت جارية ومعها الرزمة المطلوبة فاسترد النوري المرأة.
وَقَالَ
لَهَا لا تقولين بعدها: مَا أقذر أولياءك، قَالَتْ فَقُلْتُ: تبت إِلَى اللَّه
تَعَالَى.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشيرازي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن فارس الفارسي
يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن خيرا النساج يَقُول: سمعت الخواص يَقُول: عطشت فِي
بَعْض أسفاري وسقطت من العطش فَإِذَا أنا بماء رش عَلَى وجهي ففتحت عيني فَإِذَا
برجل حسن الوجه راكب دابة شهباء فسقاني الماء.
وَقَالَ كن
رديفي وكنت بالحجارة فَمَا لبث إلا يسيرا.
فَقَالَ لي:
ترى فَقُلْتُ: أرى الْمَدِينَة.
فَقَالَ:
انزل وأقرئ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السَّلام وقل:
أخوك الخضر يقرئك السَّلام.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي
يَقُول: قَالَ أَبُو الحديد سمعت المظفر الجصاص يَقُول: كنت أنا ونصر الخراط ليلة
فِي موضع فتذكرنا شَيْئًا من العلم.
فَقَالَ
الخراط: إِن الذاكر لِلَّهِ تَعَالَى فائدته فِي أول ذكره أَن يعلم أَن اللَّه
تَعَالَى ذكره فبذكر اللَّه تَعَالَى ذكره.
قَالَ فخالفته.
فَقَالَ: لو
كَانَ الخضر عَلَيْهِ السَّلام ههنا لشهد بصحته.
قَالَ
فَإِذَا نحن بشيخ يجئ بَيْنَ السماء وَالأَرْض حَتَّى بلغ إلينا وسلم.
وَقَالَ صدق
الذاكر لِلَّهِ تَعَالَى بفضل ذكر اللَّه تَعَالَى لَهُ ذكره فعلمنا أَنَّهُ الخضر
عَلَيْهِ السَّلام.
سمعت الأستاذ
أبا عَلِي الدقاق يَقُول: جاء رجل إِلَى سهل بْن عَبْد اللَّهِ.
وَقَالَ:
إِن النَّاس يقولون إنك تمشي عَلَى الماء.
فَقَالَ: سل
المؤذن المحلة فَإِنَّهُ رجل صَالِح لا يكذب قَالَ.
فسألته:
فَقَالَ المؤذن لا أدري هَذَا ولكنه كَانَ فِي بَعْض هذه الأيام نزل الحوض ليتطهر
فوقع فِي الماء فلو لَمْ أكن أنا لبقي فِيهِ.
قَالَ
الأستاذ أَبُو عَلِي الدقاق: إِن سهلا كَانَ بتلك الحالة الَّتِي وصف، ولكن اللَّه
تَعَالَى يريد أَن يستر أولياءه فأجرى مَا وقع من حَدِيث المؤذن والحوض سترا لحال
سهل وسهل كَانَ صاحب الكرامات، وَفِي قريب من هَذَا المعنى مَا حكى عَن أَبِي
عُثْمَان المغربي.
قَالَ رأيته
بخط أَبِي الْحُسَيْن الْجُرْجَانِيّ.
قَالَ أردت
مرة أَن أمضي إِلَى مصر فخطر لي أَن أركب
السفينة
ثُمَّ خطر ببالي أني أعرف هناك فخفت الشهرة فمر مركب فبدا لي فمشيت عَلَى الماء
ولحقت بالمركب ودخلت السفنية والناس ينظرون وَلَمْ يقل أحدا إِن هَذَا ناقض للعادة
أَوْ غَيْر ناقض فعرفت أَن الولي مستور وإن كَانَ مشهورا.
ومما شاهدنا
من أحواله الأستاذ أَبِي عَلِيّ الدقاق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ معاينة أَنَّهُ
كَانَ بِهِ علة حرقة البول وَكَانَ يقوم فِي ساعة غَيْر مرة حَتَّى كَانَ يجدد
الوضوء غَيْر مرة لركعتي فرض وَكَانَ يحمل مَعَهُ قارورة فِي طريق المجلس وربما
كَانَ يحتاج إِلَيْهَا فِي الطريق مرات ذاهبا وجائيا وَكَانَ إِذَا قعد عَلَى رأس
الكرسي يتكلم لا يحتاج إِلَى الطهارة ولو وَلَم امتد بِهِ المجلس زمانا طويلا وكنا
نعاين ذَلِكَ منه سنين وَلَمْ يقع لنا فِي حياته أَن هَذَا شَيْء نقاض لعادته
وإنما وقع لي هَذَا وفتح عَلِي علمه بَعْد وفاته.
فِي قريب من
هَذَا مَا يحكي عَن سهل بْن عَبْد اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ قَدْ أصابته زمانه فِي
آخر عمره وَكَانَ ترد عَلَيْهِ القوة فِي أوقات الفرض فيصلي قائما ومن المشهور أَن
عَبْد اللَّهِ الوزان كَانَ مقعدا وَكَانَ فِي السماع إِذَا ظهر بِهِ وجد يقوم
ويستمع.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد
المالكي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا يُوسُف بْن أَحْمَد البغدادي.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحواري.
قَالَ حججت
أنا وأبو سُلَيْمَان الداراني فبينا نحن نسير إِذَا سقطت السطحية مني فَقُلْتُ:
لأبي سُلَيْمَان فقدت السطحية وبقينا بلا ماء وَكَانَ برد شديد.
فَقَالَ
أَبُو سُلَيْمَان: يا راد الضالة ويا هاديا من الضلالة اردد عَلَيْنَا الضالة
فَإِذَا واحد ينادى من ذهبت لَهُ سطيحة.
قَالَ:
فَقُلْتُ أنا فأخذتها فبينا نحن نسير وَقَدْ تدرعنا بالفراء لشدة البرد فَإِذَا
نحن بإِنْسَان عَلَيْهِ طمران وَهُوَ يترشح عرقا.
فَقَالَ:
أَبُو سُلَيْمَان تعال ندفع إليك شَيْئًا مِمَّا عَلَيْنَا من الثياب.
فَقَالَ: يا
أبا سُلَيْمَان أتشير إلي بالزهد وأنت تجد البرد أنا أسيح فِي هذه البرية منذ
ثلاثين سنة وَمَا انتفضت ولا ارتعدت يلبسني اللَّه فِي البرد فيحا من محبته
ويلبسني فِي الصيف مذاق برد محبته ومر.
وسمعته
يَقُول: سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِي التكريتي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن
عَلِي الكتاني بمكة يَقُول: سمعت الخواص يَقُول: كنت فِي البادية مرة فسرت فِي وسط
النهار فوصلت إِلَى شجرة وبالقرب منها ماء فنزلت فَإِذَا أنا بسبع عظيم أقبل
فاستسلمت فلما قرب مني إِذَا هُوَ يعرج فحمحم وبرك بَيْنَ يدي ووضع يده فِي حجري
فنظرت فَإِذَا يده منتفخة فِيهَا قيح ودم فأخذت خشبة وشققت الموضع الَّذِي فِيهِ
القيح وشددت عَلَى يده خرقة ومضى فَإِذَا أنا به بَعْد ساعة ومعه شبلان يبصان لي
وحملا إلي رغيفا.
وسمعته
يَقُول حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِي السائح.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن مطرف.
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَن العسقلاني.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الحواري.
قَالَ:
اشتكى مُحَمَّد بْن السماك فأخذنا ماءه وانطلقنا بِهِ إِلَى الطبيب وَكَانَ
نصرانيا فبينا نحن بَيْنَ الحيرة والكوفة استقبلنا رجل حسن الوجه طيب الرائحة نقي
الثوب.
فَقَالَ
لنا: إِلَى أين تريدون فقلنا: نريد فلانا الطبيب نريه ماء ابْن السماك.
فَقَالَ:
سبحان اللَّه تستعينون عَلَى ولي اللَّه بعدو اللَّه اضربوا بِهِ الأَرْض وارجعوا
إِلَى ابْن السماك وقولوا لَهُ ضع يدك عَلَى موضع الوجع وقل: {وبالحق أنزلنه
وبالحق نزل} ثُمَّ غاب عنا فلم نره فرجعنا إِلَى أبن السماك فأخبرناه بِذَلِكَ
فوضع يده عَلَى موضع الوجع.
وَقَالَ مَا
قَالَ الرجل فعوفي فِي الوقت.
فَقَالَ
ذَلِكَ: كَانَ الخضر عَلَيْهِ السَّلام.
سمعت
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الصوفي
يَقُول: سمعت عمي البسطامي يَقُول كُنَّا قعودا فِي مجلس أَبِي يَزِيد البسطامي.
فَقَالَ:
قوما بنا نستقبل وليا من أولياء اللَّه تَعَالَى فقمنا مَعَهُ فلما بلغنا الدرب
فَإِذَا إِبْرَاهِيم بْن شيبة الهروي.
فَقَالَ
لَهُ أَبُو يَزِيد: وقع فِي خاطري أَن أستقبلك وأشفع لَك إِلَى ربي.
فَقَالَ
إِبْرَاهِيم بْن شيبة لو شفعك فِي جَمِيع الخلق لَمْ يكن بكثير إِنَّمَا هُمْ قطعة
طين فتحير أَبُو يَزِيد من جوابه.
قَالَ
الأستاذ وكرامة إِبْرَاهِيم فِي استصغار ذَلِكَ أتم من كرامة أَبِي يَزِيد فيما
حصل لَهُ من الفراسة وصدق لَهُ من الحالة فِي بَاب الشفاعة.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت يُوسُف
بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت ذا النون الْمِصْرِي يَقُول وَقَدْ سَأَلَهُ سالم
المغربي عَن أصل توبته.
فَقَالَ:
خرجت من مصر إِلَى بَعْض القرى فنمت فِي الطريق ثُمَّ انتبهت وفتحت عيني فَإِذَا
أنا بقنبرة عمياء سقطت من شجرة عَلَى الأَرْض فانشقت الأَرْض فخرج منها سكرجتان
إحداهما من ذهب والأخرى من فضة وَفِي إحداهما سمسم وَفِي الأخرى ماء ورد فأكلت من
هذه وشربت من هذه فَقُلْتُ: حسبي تبت ولزمت الباب إِلَى أَن قبلني وقيل: أصاب
عَبْد الْوَاحِد بْن زَيْد فالج فدخل وقت الصلاة واحتاج إِلَى الوضوء.
فَقَالَ: من
ههنا فلم يحبه أحد فخاف فوت الوقت.
فَقَالَ: يا
رب أحللني من وثاقي حَتَّى أقصي طهارتي ثُمَّ قَالَ: فصح حَتَّى أكمل طارته ثُمَّ
عاد إِلَى فراشه وصار كَمَا كَانَ.
وَقَالَ
أيوب الجمال: كَانَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الديلمي إِذَا نزل منزلا فِي سفر عمد
إِلَى حماره.
وَقَالَ فِي
أذنه: كنت أريد أَن أشدك فالآن لا أشدك وأرسلك فِي هذه الصحراء لتأكل الكلأ فَإِذَا
أردنا الرحيل فتعال فَإِذَا كَانَ وقت الرحيل يأتيه الحمار.
وقيل: زوج
أَبُو عَبْد اللَّهِ الديلمي ابنته واحتاج إِلَى مَا يجهزها بِهِ وَكَانَ لَهُ ثوب
يخرج بِهِ كُل وقت فيشتري بدينار فخرج لَهُ ثوب.
فَقَالَ
لَهُ البياع: إنه يساوي أَكْثَر من دِينَار فلم يزالوا يزيدون فِي ثمنه حَتَّى بلغ
مائة دِينَار وَقَالَ النضر بْن شميل: ابتعت إزارا فوجدته قصيرا فسألت ربي
تَعَالَى أَن يمغط لي ذراعا ففعل.
قَالَ
الأستاذ: أي يمد من مغط القوس وَهُوَ مده.
قَالَ
النضر: ولو استزدته لزادني وقيل: كَانَ عامر بْن عَبْد قَيْس سأل أَن يهون
عَلَيْهِ طهوره فِي الشتاء فكان يؤتى بِهِ وَلَهُ بخار وسأل ربه أَن ينزع شهوة
النِّسَاء من قلبه فكان لا يبالي بهن وسأله أَن يمنع الشَّيْطَان من قلبه وَهُوَ
فِي صلاته فلم يجب إِلَيْهِ.
وَقَالَ بشر
بْن الْحَارِث: دخلت الدار فَإِذَا أنا برجل فَقُلْتُ: من أَنْتَ دخلت داري بغير
إذني.
فَقَالَ:
أخوك الخضر فَقُلْتُ: ادع اللَّه لي.
فَقَالَ:
هون اللَّه عليك طاعته فَقُلْتُ: زدني.
فَقَالَ:
وسترها عليك.
وَقَالَ
إِبْرَاهِيم الخواص دخلت خربة فِي بَعْض الأسفار فِي طريق مَكَّة بالليل فَإِذَا
فِيهَا
سبع عظيم
فخفت فهتف بي هاتف أثبت فإنك حولك سبعين ألف ملك يحفظونك , أَخْبَرَنَا مُحَمَّد
بْن الْحُسَيْن.
قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج الورثاني.
قَالَ: سمعت
أبا الْحَسَن عَلِي بْن مُحَمَّد الصوفي يَقُول: سمعت جَعْفَر الدبيلي يَقُول:
دَخَلَ النوري الماء فجاء لص فأخذ ثيابه ثُمَّ إنه جاء ومعه الثياب وَقَدْ جفت
يده.
فَقَالَ
النوري: قَدْ رد عَلَيْنَا الثياب فرد عَلَيْهِ يده فعوفي.
وَقَالَ
الشبلي: اعتقدت وقتا أَن لا آكل إلا من الحلال فكنت أدور فِي الباري فرأيت شجرة
تين فمددت يدي إِلَيْهَا لآكل فنادتني الشجرة: احفظ عليك عقدك لا تأكل مني فإني
ليهودي.
وَقَالَ
أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن خفيف دخلت بغداد قاصدا إِلَى الحج وَفِي رأسي نخوة
الصوفية وَلَمْ آكل الخبز أربعين يوما وَلَمْ أدخل عَلَى الجنيد وخرجت وَلَمْ أشرب
الماء إِلَى زبالة وكنت عَلَى طهارتي فرأيت ظبيا عَلَى رأس البئر وَهُوَ يشرب وكنت
عطشانا فلما دنوت من البئر ولي الظبي وإذا الماء فِي أسفله فمشيت وقلت: يا سيدي
مالي محل هَذَا الظبي فسمعت من خلفي جربناك فلم تصبر ارجع وخذ الماء فرجعت فَإِذَا
البئر ملأى ماء فملأت ركوتي وكنت أشرب منه وأتطهر إِلَى الْمَدِينَة وَلَمْ ينفد
ولما استقيت سمعت هاتفا يَقُول: إِن الظبي جاء بلا ركوة ولا حبل وأنت جئت مَعَ
الركوة والحبل فلما رجعت من الحج دخلت الجامع فلما وقع بصر الجنيد عَلِي.
قَالَ: لو
صبرت لنبع الماء من تَحْتَ رجلك لو صبرت صبر ساعة.
سمعت حمزة
بْن يُوسُفَ السَّهْمِيّ الْجُرْجَانِيّ يَقُول: سمعت أبا أَحْمَد بْن عدي الحافظ
يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن حمزة بمصر يَقُول: حَدَّثَنِي عَبْد الْوَهَّاب وَكَانَ
من الصالحين.
قَالَ:
قَالَ مُحَمَّد بْن سَعِيد البصري: بينا أنا أمشي فِي بَعْض طرق البصرة إذ رأيت
أعرابيا يسوق جملا فالتفت فَإِذَا الجمل قَدْ وقع ميتا ووقع الرجل والقتب فمشيت
ثُمَّ التفت فَإِذَا الأعرابي
يَقُول: يا
مسبب كُل سبب ويا مولي من طلب رد عَلِي مَا ذهب من جمل يحمل الرحل والقتب وإذ
الجمل قائم والرحل والقتب فوقه.
وقيل: إِن
شبلا المروزي اشتهي لحما فأخذ بنصف درهم فاستقبلته منه حدأة فِي الطريق فدخل شبل
مسجدا ليصلي فلما رجع إِلَى منزله قدمت امرأته إِلَيْهِ لحما.
فَقَالَ: من
أين هَذَا؟ فَقَالَتْ: تنازعت حدأتان فسقط هَذَا منهما.
فَقَالَ
شبل: الحمد لِلَّهِ الَّذِي لَمْ ينس شبلا وإن كَانَ شبل كثيرا ينساه أَخْبَرَنَا
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي.
قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْد الْوَاحِد بْن بَكْر الورثاني.
قَالَ: سمعت
مُحَمَّد بْن دَاوُد يَقُول: سمعت أبا بَكْر بْن مَعْمَر يَقُول: سمعت ابْن أَبِي
عُبَيْد البسري يحدث عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ غزا سنة من السنين فخرج فِي السرية فمات
المهر الَّذِي كَانَ تحته وَهُوَ فِي السرية.
فَقَالَ: يا
رب أعرناه حَتَّى نرجع إِلَى بسرى يَعْنِي قريته فَإِذَا المهر قائم فلما غزا ورجع
إِلَى بسرى.
قَالَ: يا
بَنِي خذ السرج عَنِ المهر فَقُلْتُ: إنه عرق فَإِن أخذت السرج داخله الريح.
فَقَالَ: يا
بَنِي إنه عارية.
قَالَ: فلما
أخذت السرج وقع المهر ميتا وقيل: كَانَ بَعْضهم نباشا فتوفيت امْرَأَة فصلى
النَّاس عَلَيْهَا وصلى هَذَا النباش ليعرف القبر فلما جن عَلَيْهِ الليل نبش
قبرها فَقَالَتْ: سبحان اللَّه رجل مغفور لَهُ يأخذ كفن امْرَأَة مغفورة.
قَالَ: هبي
أنك مغفور لَك فأنا من أين؟ فَقَالَتْ: إِن اللَّه تَعَالَى غفر لي ولجميع من صلى
عَلِي وأنت قَدْ صليت عَلَيّ فتركتها ورددت التراب عَلَيْهَا ثُمَّ تاب الرجل
وحسنت توبته.
سمعت حمزة
بْن يُوسُفَ يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو بْن كامل بمصر
يَقُول: سمعت أبا مُحَمَّد نعمان بْن مُوسَى الحيري بالحيرة يَقُول: رأيت ذا النون
الْمِصْرِي وَقَدْ تقاتل اثنان أحدهما من أولياء السلطان والآخر من الرعية فعدا
الَّذِي من الرعية عَلَيْهِ فكسر ثنيته فتعلق الجندي بالرجل.
وَقَالَ:
بيني وبينك الأمير فجاوزوا بذي النون.
فَقَالَ
لَهُم النَّاس: اصعدوا إِلَى الشيخ فصعدوا إِلَيْهِ فعرفوه مَا جرى فأخذ السن
ثُمَّ بلها بريقه وردها إِلَى فم الرجل فِي الموضع الَّذِي كانت فِيهِ وحرك شفتيه
فتعلقت بإذن اللَّه تَعَالَى فبقي الرجل يفتش فاه فلم يجد الأسنان إلا سواء.
حَدَّثَنَا
أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان بِبَغْدَادَ.
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِي إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصفار.
قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عرفة بْن يَزِيد.
قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن إدريس الأودي , عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد ,
عَنْ أَبِي سبرة النخعي.
قَالَ: أقبل
رجل من اليمن فلما كَانَ فِي بَعْض الطريق نفق حماره فقام فتوضأ ثُمَّ صلى ركعتين
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إني جئت مجاهدا فِي سبيلك ابتغاء مرضاتك وأنا أشهد أنك
تحيي الموتي وتبعث من فِي القبور ولا تجعل لأحد عَلِي منة اليوم أطلب منك أَن تبعث
حماري فقام الحمار ينفض أذنيه.
سمعت حمزة
ابْن يُوسُف يَقُول: سمعت أبا بَكْر النابلسي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الهمذاني
يَقُول بقيت فِي برية الحجاز أياما لَمْ آكل شَيْئًا فاشتهيت باقلا حارا وخبزا من
بَاب الطاق فَقُلْتُ أنا فِي البرية وبيني وبين العراق مسافة بعيدة فلم أتم خاطري
إلا وأعرابي من بعيد ينادي باقلا حار وخبز فتقدمت إِلَيْهِ فَقُلْتُ عندك باقلا
حارا وخبز.
فَقَالَ نعم
وبسط مئزرا كَانَ عَلَيْهِ وأخرج خبزا وباقلا.
وَقَالَ لي:
كُل فأكلت ثُمَّ قَالَ لي: كُل فأكلت ثُمَّ قَالَ لي: كُل فأكلت فلما.
قَالَ فِي
الرابعة قُلْت: بحق الَّذِي بعثك إِلَى إلا مَا قُلْت لي من أَنْتَ.
فَقَالَ:
الخضر وغاب عني فلم أره.
سمعت الشيخ
أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن الخشاب البغدادي
يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الفرغاني يَقُول: سمعت أبا جَعْفَر
الحداد يَقُول جئت الثعلبية وَهِيَ خراب ولي سبعة أَيَّام لَمْ آكل شَيْئًا فدخلت
القبة وجاء قوم خراسانيون أصابهم جهد فطرحوا أنفسهم عَلَى بَاب القبة فجاء أعرابي
عَلَى راحلة وصب تمرا بَيْنَ أيديهم فاشتغلوا بالأكل وَلَمْ يقولوا لي شَيْئًا
وَلَمْ يرني الأعرابي فلما كَانَ بَعْد ساعة فَإِذَا بالأعرابي جاء.
وَقَالَ
لَهُمْ معكم غيركم فَقَالُوا نعم هَذَا الرجل داخل القبة.
قَالَ: فدخل
الأعرابي.
وَقَالَ لي:
إيش أَنْتَ لِمَ لَمْ تتكلم مضيت فعارضني إِنْسَان.
فَقَالَ لي:
قَدْ خلفت إِنْسَانا لَمْ تطعمه وَلَمْ يمكني أَن أمضي وتطولت عَلِي الطريق لأني
رجعت عَن أميال وصب بَيْنَ يدي التمر الكثير ومضى فدعوتهم فأكلوا وأكلت.
سمعت حمزة
بْن يُوسُفَ يَقُول: سمعت أبا طاهر الرقى يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء يَقُول:
كلمني جمل فِي طريق مَكَّة رأيت جمالا والمحامل عَلَيْهَا وَقَدْ مدت أعناقها فِي الليل
فَقُلْتُ: سبحان من يحمل عَنْهَا مَا هِيَ فِيهِ فالتفت إلي جمل.
وَقَالَ لي
قل: جل اللَّه فَقُلْتُ: جل اللَّه.
سمعت
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت الْحَسَن بْن أَحْمَد الفارسي
يَقُول: سمعت الرقى يَقُول: سمعت أبا بَكْر بْن معر يَقُول: سمعت أبا زرعة الجنبي
يَقُول: مكرت بي امْرَأَة فَقَالَتْ: ألا تدخل الدار فتعود مريضا فدخلت فأغلقت
الباب وَلَمْ أر أحدا فعلمت مَا فعلت فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ سودها فاسودت فتحيرت
وفتحت الباب فخرجت فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ ردها إِلَى حالها فردها عَلَى مَا كانت.
سمعت حمزة
بْن يُوسُفَ يَقُول: سمعت أبا مُحَمَّد الغطريفي يَقُول: سمعت السراج يَقُول: سمعت
أبا سُلَيْمَان الرومي يَقُول: سمعت خليلا الصياد يَقُول: غاب عني ابني مُحَمَّد
فوجدنا عَلَيْهِ وجدا شديدا فأتيت معروفا الكرخي , فَقُلْتُ: يا أبا محفوظ غاب
ابني وأمة واجدة.
فَقَالَ:
مَا تشاء؟ فَقُلْتُ: ارع اللَّه أَن يرده.
فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِن السماء سماؤك وَالأَرْض أرضك وَمَا بينهما لَك، ائت بمحمد.
قَالَ خليل
فأتيت بَاب الشام فَإِذَا هُوَ واقف فَقُلْتُ: يا مُحَمَّد فَقَالَ: يا أبت كنت
الساعة بالأنبار.
قَالَ الأستاذ واعلم أَن الحكايات فِي هَذَا الباب
تربو عَلَى الحصر والزيادة عَلَى مَا ذكرناه تخرجنا عَنِ المقصود من الإيجار وَفَيْمَا ذكرناه مقنع فِي هَذَا الباب.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: