مقارنة بين ابن العربي و ابن تيمية 4
ثانيا: إجماع الأمة والجمهور:
نصل الآن إلى فحص مقولة إجماع الأمة في تكفير الشيخ الأكبر.. إذ كما لاحظنا اتفاق الجميع تقريبا على أنه "لا يُكَفَّر إلا
من كفّره الله ورسوله وأجمعت الأمة على تكفيره".
لنتحقق من مدى العمل بهذا القول.. ونبحث عن الإجماع أين هو: هل مع الشيخ الأكبر وأصحابه أم عليه؟.
ولنتحقق كذلك من النتيجة الخطيرة التي توصل لها الشيخ الألباني ومفادها أنه ليس لابن عربي ذكر ولا أثر في العلوم الإسلامية كما هو لابن تيمية، الذي بلغ من الغزارة بحيث صار مرجعا لجميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها بمن فيهم أعداؤه!.
والسير في هذا الاتجاه سيتطلب أمرين:
1- تتبع الكتب التي ألّفت عن الشيخ الأكبر وعن علومه خلال القرون الثمانية الماضية التي تفصلنا عنه، وملاحظة مواقفها منه إيجابا أو سلبا.. ومعرفة خصائص كُتابها من حيث مستوياتهم العلمية والأخلاقية ومذاهبهم وبلدانهم... الخ مع مقارنة ذلك ما أمكن لما هو خاص بابن تيمية مِثلا بمثل.
2- تتبع مواقف علماء المسلمين تجاه الشيخ الأكبر وكذا تجاه ابن تيمية والتي بدت في فتاويهم وآرائهم وأشيرَ إليها في مؤلفات غيرهم.
وفي الوقت الراهن سنقتصر على النقطة الأولى لهذا البحث على أن نتبعها لاحقا بالنقطة الثانية كونها تتطلب وقتا أطول.
سنتتبع -إذن- المسيرة الفكرية المتأثرة بالشيخ الأكبر قرنا بقرن ابتداء من القرن السابع الهجري الذي انتقل فيه الشيخ الأكبر وبالتحديد ليلة الجمعة 28 ربيع الآخر من عام 638هـ إلى رحاب ربه بعد رحلة حافلة بالعطاء استمرت 78 عاما منذ ولادته ليلة الاثنين 17 رمضان عام 560هـ.
1- القرن السابع الهجري:
بلغت عدد المؤلفات بعد وفاة الشيخ الأكبر في هذا القرن أحد عشر كتابا وكلها شروحات لبعض علومه وكتاباته.
سبعة من هذه الكتب ألفها مريدا الشيخ وهما إسماعيل بن سودكين من تونس، ومذهبه حنفي، وصدر الدين القونوي من الأناضول، ومذهبه شافعي. والبقية لثلاثة مؤلفين هم: سليمان بن علي التلمساني، من كومة بالشام، وهو شاعر، مشارك في النحو والأدب والفقه والأصول. والفقيه محمد بن أحمد الشهير بسعيد الفرغاني، من بلاد فارس ، ومؤيد الدين الحاتمي الجندي.
اهتمت خمسة من مؤلفاتهم بشرح كتاب فصوص الحكم، في حين كانت مادة الكتب الستة الأخرى شرح كتب أخرى للشيخ الأكبر.
والملاحظ هنا أنه لم يظهر كتاب واحد معارض خلال هذا القرن.
واضح هنا أن التأثير الإيجابي للشيخ الأكبر في محيطه كان سريعا إذ امتد جغرافيا من فارس شرقا إلى تونس غربا. والمتأثرون به من عرفناه منهم هم من الأحناف والشافعية.. ولم يتبين لنا مذاهب الباقين.
2- القرن الثامن الهجري:
وفي هذا القرن ألّف ستة من علماء المسلمين ثمانية كتب عن تراث الشيخ الأكبر أحدها يشرح أبياتا شعرية له بينما اهتمت المؤلفات السبعة الأخرى بشرح فصوص الحكم..وهؤلاء المؤلفون أحدهم شافعي المذهب وآخر حنفي وثالث إمامي ولم نتبين مذاهب الباقين. كما أن بلدانهم هي مصر والشام وكاشان ببلاد فارس وبغداد والهند ولم تتبين لنا بلدان اثنين منهم.
وشهد بداية هذا القرن أول إنكار وحكم بالتكفير ضد الشيخ ابن عربي تولاه الشيخ ابن تيمية الذي اصدر مؤلفين بهذا الخصوص. كما شهد نهاية القرن صدور مؤلف ثالث في الرد على ابن عربي تولاه مسعود التفتازاني وهو حنفي المذهب من سمرقند. وأهم ملاحظة تبدو هنا أن باب التكفير تجاه الشيخ الأكبر كان مغلقا ولم يفتح إلا على يد الشيخ ابن تيمية أي لا إجماع قبله أو حتى انفراد...وإذا ما عرفنا أن الشيخ ابن تيمية كان يواجه في تلك الفترة تهماً تتعلق بعقيدته دفعت إلى اعتقاله وسجنه 4 مرات في مصر وفي دمشق حتى أنه توفي في معتقله بدمشق.. لربما فسر لنا هذا إصدار هذه الفتاوى المتعارضة مع قناعته النظرية التي بدت لنا سابقا. وكأنه يريد بها خلط الأوراق وصرف النظر عن التركيز الشديد عليه...الخ.
واللافت للنظر هنا أن فتاويه لم تؤثر على المجتمع الثقافي الإسلامي حوله إذ استمر المهتمون بتراث الشيخ الأكبر يشرحونه ويركزون على ما اشتد غموضه وخاصة كتاب فصوص الحكم.
3- القرن التاسع الهجري:
يبدو أن الاهتمام الواسع بشرح فصوص الحكم دفع المعارضين والمناوئين للشيخ الأكبر بالتصدي لها هذه المرة وهو ما يفسر ظهور 4 كتب دفعة واحدة في هذا القرن لمهاجمته. ظهر أولها في اليمن على يد الناشري وهو شافعي المذهب تلاه كتاب أبو العلاء البخاري العجمي وهو حنفي المذهب ثم كتابين آخرين احدهما في مكة المكرمة وأخيرا الكتاب الشهير المسمى "تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي" لمؤلفه إبراهيم بن عمر البقاعي: وهذان المؤلفان الأخيران يتبعان المذهب الشافعي: كما أن هذا الكتاب الأخير صار بمثابة الكتاب المقدس للمناوئين، وهم يحرصون على الاستشهاد به دوما وطباعته وتوزيعه بأقصى ما يحتمله؛ ولذلك سنفرد له حيزا خاصا مع تلك الحادثة الشهيرة التي حدثت ضد ابن تيمية بداية الثلث الثاني من هذا القرن وكذلك ما حدث لمؤلفه ذاته وجاء هذا الكتاب كرد فعل لهما وواحد من تداعياتهما.
ولكن قبل ذلك سنلقي نظرة تجاه مؤيدي الشيخ الأكبر في هذا القرن. ماذا فعلوا مقابل ذلك؟
أصدر المؤيدون وعددهم 10 مؤلفين 12 كتابا؛ سبعة منها استمرت في منهج شرح فصوص الحكم في حين اهتم كتابان منها لأول مرة بالفتوحات المكية وكتاب آخر بشرح رسالة الأنوار. ونجد لأول مرة كتابا يدافع عن الشيخ الأكبر ردا على كتاب الناشري الذي هدف إلى بيان فساد عقيدة ابن عربي. أما مؤلف هذا الكتاب المدافع عن الشيخ الأكبر فهو الإمام مجد الدين الفيروز أبادي الشيرازي قاضي القضاة وإمام الحديث صاحب القاموس والمفسر والذي تزيد مؤلفاته عن 60 مؤلفا... واختتم هذا القرن بالإمام العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي المفسر والأديب والنحوي في كتابه الخاص بشرح فصوص الحكم.
تتوزع مذاهب هؤلاء المؤلفين معه بين ثلاثة مذاهب: 5 منهم أحناف, 2 شافعية، وحنبلي لأول مرة.ولم نتبين مذاهب 3 مؤلفين.وبلدانهم هي الهند وشيراز وفارس وأفغانستان والعراق وبيرامية وأنطاكية والشام واليمن ولم يتبين لنا بلد واحد منهم وهو إسماعيل الفارابي.
تكفير الشيخ ابن تيمية في القرن التاسع:
لقد شاءت المقادير أن يشرب الشيخ ابن تيمية من نفس الكأس الذي أعده للشيخ الأكبر ومن قِبَل آخرين ليس لهم أدنى صله بابن عربي، بل ممن اشترك معه في تكفير الشيخ ابن عربي.
فقد ذكر السخاوي وابن حجر العسقلاني أن فتنة عظيمة ثارت عام 834 هـ في دمشق بين الحنابلة والأشاعرة. حيث كان الشيخ علاء الدين البخاري نزيل دمشق "يسأل عن مقالات التقي بن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنده ّفصرّح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرّح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر" ، "فتعصب جماعة من الدماشقة لابن تيمية، وصنف الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين جزءاً في فضل ابن تيمية وسرد أسماء من أثنى عليه من أهل عصره فمن بعدهم على حروف المعجم مبيناً لكلامهم وأرسله إلى القاهرة، فكتب له عليه غالب المصريين بالموافقة، وخالفوا علاء الدين البخاري في إطلاقه القول بتكفيره وتكفير من أطلق عليه أنه شيخ الإسلام، "وخرج مرسوم السلطان على أن كل أحد لا يعترض على مذهب غيره ومن أظهر شيئاً مجمعا عليه سمع منه، وسكن الأمر" .
ونلحظ هنا أن الشافعية والأحناف والمالكية وكثير منهم من الذين اختلفوا مع ابن تيمية في مسائل فقهية هم الذين تصدوا لمن قام بتكفيره.. وأصدروا كتبا تمنع السير في هذا الاتجاه وكذا أجمعت فتاويهم وتوقيعاتهم.. والأمر الأعجب هنا أنا لم نعثر على كتاب صدر من فقيه حنبلي يدافع عن ابن تيمية في هذا الموقف الصعب. والواقع إنه درس بليغ قام به علماء الأحناف والشافعية والمالكية سطرونه في هذا الموقف الرائع.. مضمونه: "لي الحق أن أخالفك وأعترض عليك وأناقشك وأسجل رأيي في كتاب أو فتوى.. ولكن لا ينبغي أن يقودني هذا الاختلاف حتى إلى مجرد السكوت في حال قام أحد بتكفيرك.. بل سأتصدى لمن يفعل ذلك وسأعارضه علنا".
نصل الآن إلى فحص مقولة إجماع الأمة في تكفير الشيخ الأكبر.. إذ كما لاحظنا اتفاق الجميع تقريبا على أنه "لا يُكَفَّر إلا
من كفّره الله ورسوله وأجمعت الأمة على تكفيره".
لنتحقق من مدى العمل بهذا القول.. ونبحث عن الإجماع أين هو: هل مع الشيخ الأكبر وأصحابه أم عليه؟.
ولنتحقق كذلك من النتيجة الخطيرة التي توصل لها الشيخ الألباني ومفادها أنه ليس لابن عربي ذكر ولا أثر في العلوم الإسلامية كما هو لابن تيمية، الذي بلغ من الغزارة بحيث صار مرجعا لجميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها بمن فيهم أعداؤه!.
والسير في هذا الاتجاه سيتطلب أمرين:
1- تتبع الكتب التي ألّفت عن الشيخ الأكبر وعن علومه خلال القرون الثمانية الماضية التي تفصلنا عنه، وملاحظة مواقفها منه إيجابا أو سلبا.. ومعرفة خصائص كُتابها من حيث مستوياتهم العلمية والأخلاقية ومذاهبهم وبلدانهم... الخ مع مقارنة ذلك ما أمكن لما هو خاص بابن تيمية مِثلا بمثل.
2- تتبع مواقف علماء المسلمين تجاه الشيخ الأكبر وكذا تجاه ابن تيمية والتي بدت في فتاويهم وآرائهم وأشيرَ إليها في مؤلفات غيرهم.
وفي الوقت الراهن سنقتصر على النقطة الأولى لهذا البحث على أن نتبعها لاحقا بالنقطة الثانية كونها تتطلب وقتا أطول.
سنتتبع -إذن- المسيرة الفكرية المتأثرة بالشيخ الأكبر قرنا بقرن ابتداء من القرن السابع الهجري الذي انتقل فيه الشيخ الأكبر وبالتحديد ليلة الجمعة 28 ربيع الآخر من عام 638هـ إلى رحاب ربه بعد رحلة حافلة بالعطاء استمرت 78 عاما منذ ولادته ليلة الاثنين 17 رمضان عام 560هـ.
1- القرن السابع الهجري:
بلغت عدد المؤلفات بعد وفاة الشيخ الأكبر في هذا القرن أحد عشر كتابا وكلها شروحات لبعض علومه وكتاباته.
سبعة من هذه الكتب ألفها مريدا الشيخ وهما إسماعيل بن سودكين من تونس، ومذهبه حنفي، وصدر الدين القونوي من الأناضول، ومذهبه شافعي. والبقية لثلاثة مؤلفين هم: سليمان بن علي التلمساني، من كومة بالشام، وهو شاعر، مشارك في النحو والأدب والفقه والأصول. والفقيه محمد بن أحمد الشهير بسعيد الفرغاني، من بلاد فارس ، ومؤيد الدين الحاتمي الجندي.
اهتمت خمسة من مؤلفاتهم بشرح كتاب فصوص الحكم، في حين كانت مادة الكتب الستة الأخرى شرح كتب أخرى للشيخ الأكبر.
والملاحظ هنا أنه لم يظهر كتاب واحد معارض خلال هذا القرن.
واضح هنا أن التأثير الإيجابي للشيخ الأكبر في محيطه كان سريعا إذ امتد جغرافيا من فارس شرقا إلى تونس غربا. والمتأثرون به من عرفناه منهم هم من الأحناف والشافعية.. ولم يتبين لنا مذاهب الباقين.
2- القرن الثامن الهجري:
وفي هذا القرن ألّف ستة من علماء المسلمين ثمانية كتب عن تراث الشيخ الأكبر أحدها يشرح أبياتا شعرية له بينما اهتمت المؤلفات السبعة الأخرى بشرح فصوص الحكم..وهؤلاء المؤلفون أحدهم شافعي المذهب وآخر حنفي وثالث إمامي ولم نتبين مذاهب الباقين. كما أن بلدانهم هي مصر والشام وكاشان ببلاد فارس وبغداد والهند ولم تتبين لنا بلدان اثنين منهم.
وشهد بداية هذا القرن أول إنكار وحكم بالتكفير ضد الشيخ ابن عربي تولاه الشيخ ابن تيمية الذي اصدر مؤلفين بهذا الخصوص. كما شهد نهاية القرن صدور مؤلف ثالث في الرد على ابن عربي تولاه مسعود التفتازاني وهو حنفي المذهب من سمرقند. وأهم ملاحظة تبدو هنا أن باب التكفير تجاه الشيخ الأكبر كان مغلقا ولم يفتح إلا على يد الشيخ ابن تيمية أي لا إجماع قبله أو حتى انفراد...وإذا ما عرفنا أن الشيخ ابن تيمية كان يواجه في تلك الفترة تهماً تتعلق بعقيدته دفعت إلى اعتقاله وسجنه 4 مرات في مصر وفي دمشق حتى أنه توفي في معتقله بدمشق.. لربما فسر لنا هذا إصدار هذه الفتاوى المتعارضة مع قناعته النظرية التي بدت لنا سابقا. وكأنه يريد بها خلط الأوراق وصرف النظر عن التركيز الشديد عليه...الخ.
واللافت للنظر هنا أن فتاويه لم تؤثر على المجتمع الثقافي الإسلامي حوله إذ استمر المهتمون بتراث الشيخ الأكبر يشرحونه ويركزون على ما اشتد غموضه وخاصة كتاب فصوص الحكم.
3- القرن التاسع الهجري:
يبدو أن الاهتمام الواسع بشرح فصوص الحكم دفع المعارضين والمناوئين للشيخ الأكبر بالتصدي لها هذه المرة وهو ما يفسر ظهور 4 كتب دفعة واحدة في هذا القرن لمهاجمته. ظهر أولها في اليمن على يد الناشري وهو شافعي المذهب تلاه كتاب أبو العلاء البخاري العجمي وهو حنفي المذهب ثم كتابين آخرين احدهما في مكة المكرمة وأخيرا الكتاب الشهير المسمى "تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي" لمؤلفه إبراهيم بن عمر البقاعي: وهذان المؤلفان الأخيران يتبعان المذهب الشافعي: كما أن هذا الكتاب الأخير صار بمثابة الكتاب المقدس للمناوئين، وهم يحرصون على الاستشهاد به دوما وطباعته وتوزيعه بأقصى ما يحتمله؛ ولذلك سنفرد له حيزا خاصا مع تلك الحادثة الشهيرة التي حدثت ضد ابن تيمية بداية الثلث الثاني من هذا القرن وكذلك ما حدث لمؤلفه ذاته وجاء هذا الكتاب كرد فعل لهما وواحد من تداعياتهما.
ولكن قبل ذلك سنلقي نظرة تجاه مؤيدي الشيخ الأكبر في هذا القرن. ماذا فعلوا مقابل ذلك؟
أصدر المؤيدون وعددهم 10 مؤلفين 12 كتابا؛ سبعة منها استمرت في منهج شرح فصوص الحكم في حين اهتم كتابان منها لأول مرة بالفتوحات المكية وكتاب آخر بشرح رسالة الأنوار. ونجد لأول مرة كتابا يدافع عن الشيخ الأكبر ردا على كتاب الناشري الذي هدف إلى بيان فساد عقيدة ابن عربي. أما مؤلف هذا الكتاب المدافع عن الشيخ الأكبر فهو الإمام مجد الدين الفيروز أبادي الشيرازي قاضي القضاة وإمام الحديث صاحب القاموس والمفسر والذي تزيد مؤلفاته عن 60 مؤلفا... واختتم هذا القرن بالإمام العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي المفسر والأديب والنحوي في كتابه الخاص بشرح فصوص الحكم.
تتوزع مذاهب هؤلاء المؤلفين معه بين ثلاثة مذاهب: 5 منهم أحناف, 2 شافعية، وحنبلي لأول مرة.ولم نتبين مذاهب 3 مؤلفين.وبلدانهم هي الهند وشيراز وفارس وأفغانستان والعراق وبيرامية وأنطاكية والشام واليمن ولم يتبين لنا بلد واحد منهم وهو إسماعيل الفارابي.
تكفير الشيخ ابن تيمية في القرن التاسع:
لقد شاءت المقادير أن يشرب الشيخ ابن تيمية من نفس الكأس الذي أعده للشيخ الأكبر ومن قِبَل آخرين ليس لهم أدنى صله بابن عربي، بل ممن اشترك معه في تكفير الشيخ ابن عربي.
فقد ذكر السخاوي وابن حجر العسقلاني أن فتنة عظيمة ثارت عام 834 هـ في دمشق بين الحنابلة والأشاعرة. حيث كان الشيخ علاء الدين البخاري نزيل دمشق "يسأل عن مقالات التقي بن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنده ّفصرّح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرّح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر" ، "فتعصب جماعة من الدماشقة لابن تيمية، وصنف الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين جزءاً في فضل ابن تيمية وسرد أسماء من أثنى عليه من أهل عصره فمن بعدهم على حروف المعجم مبيناً لكلامهم وأرسله إلى القاهرة، فكتب له عليه غالب المصريين بالموافقة، وخالفوا علاء الدين البخاري في إطلاقه القول بتكفيره وتكفير من أطلق عليه أنه شيخ الإسلام، "وخرج مرسوم السلطان على أن كل أحد لا يعترض على مذهب غيره ومن أظهر شيئاً مجمعا عليه سمع منه، وسكن الأمر" .
ونلحظ هنا أن الشافعية والأحناف والمالكية وكثير منهم من الذين اختلفوا مع ابن تيمية في مسائل فقهية هم الذين تصدوا لمن قام بتكفيره.. وأصدروا كتبا تمنع السير في هذا الاتجاه وكذا أجمعت فتاويهم وتوقيعاتهم.. والأمر الأعجب هنا أنا لم نعثر على كتاب صدر من فقيه حنبلي يدافع عن ابن تيمية في هذا الموقف الصعب. والواقع إنه درس بليغ قام به علماء الأحناف والشافعية والمالكية سطرونه في هذا الموقف الرائع.. مضمونه: "لي الحق أن أخالفك وأعترض عليك وأناقشك وأسجل رأيي في كتاب أو فتوى.. ولكن لا ينبغي أن يقودني هذا الاختلاف حتى إلى مجرد السكوت في حال قام أحد بتكفيرك.. بل سأتصدى لمن يفعل ذلك وسأعارضه علنا".
الكلمات المفتاحية :
شبهات و ردود
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: