فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي 1
بسم الله الرحمان الرحيم - والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين الروح مخلوقة: قال تعالى في محكم التنزيل : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) فمن أشائر هذه
الآية الكثيرة نذكر هذا : - دلّ على أنّ نفخ الروح في آدم ما حصل إلاّ بعد تسويته (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ) فبعد هذا حصل نفح الروح فيه , وهذه التسوية شاهدها وصورتها مجال التربية بعد النزول إلى الأرض التي يقولها القرآن كقوله تعالى : ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى ...) لذا ورد في بعض الأخبار أنّ آدم بقي في طينته أربعين سنة ثمّ تمّ نفخ الروح فيه , ففهمنا أنّ هذه التربية هي الأصلية في علوم المراتب من حيث علوم الأسماء وليس من حيث علوم الصفات التي سنذكرها. - أنّ هذا النفخ متى تمّ له متعلّقات هما : ( العلم والحكمة ) مجال الخلافة الربّانية كقوله تعالى في حقّ موسى عليه السلام والرسل من بعده ومن قبله إلاّ عيسى عليه السلام وهذا سنأتي عليه ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه علما وحكما ) فهذا الأصل ولا يقارن به الأمر ما كان من أمر المعجزات كحالة عيسى ويحيي عليهما السلام وكذلك في البعض من الأوجه الأخرى حالة يوسف عليه السلام. وإنّما كلامنا في الأصل من حيث علوم الأسماء والمراتب مجال الخلافة في الأرض فجميع الورّاث المحمّديين الحقيقيين يكون لهم هذا القدم على تلك الآثار من الرسل الكرام وكان على هذا القدم أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , لذا كان أبو بكر خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام من حيث علوم الأسماء والرسالة والخلافة وهذا قوله : ( من كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت ). - أنّ هذا النفخ هو الذي استوجب سجود الملائكة لآدم عليه السلام لقوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) وعليه فهمنا أنّ هذا النفخ بعد التسوية متعلّقه العلم ولكن يجب معرفة هذا الصنف من العلم الذي هو علم الأسماء , مجال الخلافة الربانية , فكانت علوم الخلافة هي علوم أسمائية بدرجة أولى فطويت هنا علوم الصفات لأنّ الأسماء لا تدلّ في عرف الأقطاب أهل الخلافة إلاّ على المسمّى بها بخلاف الصنف الآخر الذي نفخ فيه الروح من حيث متعلّقات أخرى وحقائق أخرى سنأتي على ذكرها كحالة عيسى عليه السلام من حيث علوم الصفات وظهورها محلّ الإشتراك والشبه , فمن أظهر علوم الأسماء حفظ التوحيد من الإشتراك ومن الشبه , بخلاف من أظهر الصفات فقد يكون معبودا كعيسى عليه السلام لمّا عبده قومه. - أنّ هذا النفخ للروح في آدم من حيث علوم الأسماء هو الذي جعل إبليس يعترض ويسيء الأدب فإنّه عليه لعائن الله تعالى ما اعترض على الملائكة ولا قال بالخيرية عليهم ولا حسدهم في العالم العلوي مع ما كان يعرفه منهم وإنّما حسد آدم بما ناله من علوم الأسماء التي هي أرقى العلوم وأعلاها من حيث روحها التي فيها. - أنّ الإشتراك فيما بين صاحب علوم الأسماء وهو القطب الذي هو آدم , وصاحب علوم الصفات الذي هو عيسى عليهما السلام من حيث نفخ الروح فيهما إذ لم يسبق منهما خلق من قبل , لذا قال تعالى دالاّ على هذه الحقيقة : ( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون ) فأرجع عيسى هنا إلى حكم آدم وأنّ الصفات متى استشكلت أرجعها صاحبها إلى علم الأسماء كي لا يزيغ بها أو يعبد في الأرض من دون الله. إذ أنّ علوم الأسماء هي الحقيقة الإحاطية الخلقية التي بها سجدت الملائكة لآدم , فسجدت الصفة للإسم لذا قال تعالى ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق ) فلا تكون هناك قراءة إلاّ بعلوم الأسماء وهذا مجال العلم ولذا قرنه بالخلق كما قرن عيسى بآدم عليهما السلام في قوله ( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ) فرجع بهم إلى الظاهر المحسوس الذي يتلوه شاهد منهم. - فكانت العلوم العيسوية في هذا المضمار علوم صفاتية بدليل قوله تعالى ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ). هنا ذكر النفخ بصيغة جمع ( نحن ) دلالة على جمع الصفات بخلاف آدم فإنّه ذكر في النفخ بصيغة المفرد ( فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي ) فكان هذا الحدّ الفاصل بين النفخين : فالأوّل من الإسم إلى المسمّى به , الثاني من الصفة إلى الموصوف بها , وهذا الحال والفارق الذي كان بين موسى صاحب القطبانية وبين الخضر صاحب الفردانية فكانت علوم موسى أسمائية وعلوم الخضر صفاتية لذا قال تعالى في الخضر ( آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما ) فذكر هذه الرحمة وهذا التعليم بصيغة المخاطب ( نحن ) دلالة صفاتية. والتعليم لا يقع حقيقة إلاّ بعد نفخ الروح فمن لا روح له فلا تعليم له , فمن كان صاحب العلم الأوّل وهو علم الأسماء كان على آثر الأنبياء المرسلين , ومن كان صاحب علم الصفات كان على آثر الأنبياء غير المرسلين ( والنبيّ الغير مرسل لا شرع عام للنّاس له ) إلاّ متى أمر بأمر في نفسه أو لخاصّته ولم يؤمر بتبليغه والأولياء أغلبهم على هذا الحال , إلاّ ما كان من أهل الحال الأوّل الذين اقتدوا بحسب حالهم بأقدام الأنبياء المرسلين. والمهدي في آخر الزمان يكون هذا حاله لذا يقيم الخلافة ويقدره الله عليها فيصلح شأنه في ليلة وهناك من تقدّموا ولم يقدرهم الله عليها رحمة بالعباد حتّى لا يعبدوا في الأرض كما عبد عيسى عليه السلام من قبل فحمى الله تعالى هذه الأمّة من الشرك بما تراه واقعا فيها. - ففي النفخ إشترك كلّ من آدم وعيسى عليهما السلام , ولكن الفرق اتّضح في ماهية هذا النفخ , فآدم نفخ فيه الروح من حيث أنّه الخليفة في مقام الأسماء فكانت علوم الصفات بالنسبة إليه تبعا له لا متبوعا لها , بخلاف عيسى عليه السلام فإنّه كان خليفة في عالم الصفات فكان تابعا لها لا متبوعا منها لذا استغرقته , فيكون رجوعه إلى الأرض متحتّما كي يوضّح تلك الصورة المعكوسة التي فهمت عنه وذلك بقتله للمسيخ الدجال. لأنّ مجال الصفات مجال عويص وفيه يلبس الشيطان بين الحقّ والباطل وهو التلبيس في عوالم المعاني كما نشاهده اليوم في الأرض في جميع مجالاتها , ومعنى التدجيل هو انقلاب حقائق المعاني فيصبح الكاذب صادقا والصادق كاذبا والأمين خائنا والخائن أمينا ..وهكذا في كلّ مجال , وإلاّ فكيف سيحكم الدجّال الأرض متى كانت عندك المعاني الصحيحة لذا سيؤلّه نفسه في عالم الصفات المعكوسة التي لبّسها بعالم الأسماء. لذا يرجع عيسى عليه السلام في الأرض بشرع محمّد رسول الله عليه الصلاة والسلام كي يزيل شبهات الصفات التي عبدها الناس فيقتل المسيخ الدجّال , فالأنبياء والمرسلون كلّهم حذّروا من المسيخ الدجّال لما في هذا التدجيل في عالم الصفات فالأمر كلّه حقائق كبرى من حيث التوحيد وليس غير ذلك أمّا الرسوم كوجود شخص الدجال وكذا شخص عيسى فهو أثر واقعي لتلك الحقائق التي غاب علمهما عن أكثر أهل الأرض. - من هنا تحسن أن تفصّل حضرات علوم الولاية بعد أن تعرف حضرات إستمدادها من بحر النبوّة الرسالة , فأحوال الأولياء من هذه الحقائق التي ذكرتها وأصنافهم , فمن عرف العلم عرف المعلوم ولو لم يلتقه. - إنّما تمّ نفخ الروح في مريم العذراء دلالة على الصفات , وأنّ الإنسان متى وجد من أم من غير أب كانت أحواله صفاتية لما تعطيه الأنوثة وهو وصف الجنّة من صفات جمالية وقد أشارت مريم عليها السلام إلى هذا بصريح العبارة في قولها : ( ولم يمسسني بشر ) فليست حقائقها من عالم البشرية لذا قالت ( فلن أكلّم اليوم إنسيّا ) فتمثّل لها جبريل بشرا كي يرجعها إلى استشعار عالم الأسماء لغيبتها في عالم الصفات فكان الإسم لديها في الشاهد متمثّلا لذا نطق بتلك الحقيقة ابنها عيسى عليه السلام في قوله ( قال إنّي عبد الله ) فكان أوّل إسم سمّي أطلقه عيسى على نفسه هو ( عبد الله ) فما ذكر غير العبودية والألوهية فهذا الأصل ثمّ بدأ بذكر خصوصياته : آتاني الكتاب وجعلني نبيّا
تحميل الموضوع ملف وورد :
الآية الكثيرة نذكر هذا : - دلّ على أنّ نفخ الروح في آدم ما حصل إلاّ بعد تسويته (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ) فبعد هذا حصل نفح الروح فيه , وهذه التسوية شاهدها وصورتها مجال التربية بعد النزول إلى الأرض التي يقولها القرآن كقوله تعالى : ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى ...) لذا ورد في بعض الأخبار أنّ آدم بقي في طينته أربعين سنة ثمّ تمّ نفخ الروح فيه , ففهمنا أنّ هذه التربية هي الأصلية في علوم المراتب من حيث علوم الأسماء وليس من حيث علوم الصفات التي سنذكرها. - أنّ هذا النفخ متى تمّ له متعلّقات هما : ( العلم والحكمة ) مجال الخلافة الربّانية كقوله تعالى في حقّ موسى عليه السلام والرسل من بعده ومن قبله إلاّ عيسى عليه السلام وهذا سنأتي عليه ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه علما وحكما ) فهذا الأصل ولا يقارن به الأمر ما كان من أمر المعجزات كحالة عيسى ويحيي عليهما السلام وكذلك في البعض من الأوجه الأخرى حالة يوسف عليه السلام. وإنّما كلامنا في الأصل من حيث علوم الأسماء والمراتب مجال الخلافة في الأرض فجميع الورّاث المحمّديين الحقيقيين يكون لهم هذا القدم على تلك الآثار من الرسل الكرام وكان على هذا القدم أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , لذا كان أبو بكر خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام من حيث علوم الأسماء والرسالة والخلافة وهذا قوله : ( من كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت ). - أنّ هذا النفخ هو الذي استوجب سجود الملائكة لآدم عليه السلام لقوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) وعليه فهمنا أنّ هذا النفخ بعد التسوية متعلّقه العلم ولكن يجب معرفة هذا الصنف من العلم الذي هو علم الأسماء , مجال الخلافة الربانية , فكانت علوم الخلافة هي علوم أسمائية بدرجة أولى فطويت هنا علوم الصفات لأنّ الأسماء لا تدلّ في عرف الأقطاب أهل الخلافة إلاّ على المسمّى بها بخلاف الصنف الآخر الذي نفخ فيه الروح من حيث متعلّقات أخرى وحقائق أخرى سنأتي على ذكرها كحالة عيسى عليه السلام من حيث علوم الصفات وظهورها محلّ الإشتراك والشبه , فمن أظهر علوم الأسماء حفظ التوحيد من الإشتراك ومن الشبه , بخلاف من أظهر الصفات فقد يكون معبودا كعيسى عليه السلام لمّا عبده قومه. - أنّ هذا النفخ للروح في آدم من حيث علوم الأسماء هو الذي جعل إبليس يعترض ويسيء الأدب فإنّه عليه لعائن الله تعالى ما اعترض على الملائكة ولا قال بالخيرية عليهم ولا حسدهم في العالم العلوي مع ما كان يعرفه منهم وإنّما حسد آدم بما ناله من علوم الأسماء التي هي أرقى العلوم وأعلاها من حيث روحها التي فيها. - أنّ الإشتراك فيما بين صاحب علوم الأسماء وهو القطب الذي هو آدم , وصاحب علوم الصفات الذي هو عيسى عليهما السلام من حيث نفخ الروح فيهما إذ لم يسبق منهما خلق من قبل , لذا قال تعالى دالاّ على هذه الحقيقة : ( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون ) فأرجع عيسى هنا إلى حكم آدم وأنّ الصفات متى استشكلت أرجعها صاحبها إلى علم الأسماء كي لا يزيغ بها أو يعبد في الأرض من دون الله. إذ أنّ علوم الأسماء هي الحقيقة الإحاطية الخلقية التي بها سجدت الملائكة لآدم , فسجدت الصفة للإسم لذا قال تعالى ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق ) فلا تكون هناك قراءة إلاّ بعلوم الأسماء وهذا مجال العلم ولذا قرنه بالخلق كما قرن عيسى بآدم عليهما السلام في قوله ( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ) فرجع بهم إلى الظاهر المحسوس الذي يتلوه شاهد منهم. - فكانت العلوم العيسوية في هذا المضمار علوم صفاتية بدليل قوله تعالى ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ). هنا ذكر النفخ بصيغة جمع ( نحن ) دلالة على جمع الصفات بخلاف آدم فإنّه ذكر في النفخ بصيغة المفرد ( فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي ) فكان هذا الحدّ الفاصل بين النفخين : فالأوّل من الإسم إلى المسمّى به , الثاني من الصفة إلى الموصوف بها , وهذا الحال والفارق الذي كان بين موسى صاحب القطبانية وبين الخضر صاحب الفردانية فكانت علوم موسى أسمائية وعلوم الخضر صفاتية لذا قال تعالى في الخضر ( آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما ) فذكر هذه الرحمة وهذا التعليم بصيغة المخاطب ( نحن ) دلالة صفاتية. والتعليم لا يقع حقيقة إلاّ بعد نفخ الروح فمن لا روح له فلا تعليم له , فمن كان صاحب العلم الأوّل وهو علم الأسماء كان على آثر الأنبياء المرسلين , ومن كان صاحب علم الصفات كان على آثر الأنبياء غير المرسلين ( والنبيّ الغير مرسل لا شرع عام للنّاس له ) إلاّ متى أمر بأمر في نفسه أو لخاصّته ولم يؤمر بتبليغه والأولياء أغلبهم على هذا الحال , إلاّ ما كان من أهل الحال الأوّل الذين اقتدوا بحسب حالهم بأقدام الأنبياء المرسلين. والمهدي في آخر الزمان يكون هذا حاله لذا يقيم الخلافة ويقدره الله عليها فيصلح شأنه في ليلة وهناك من تقدّموا ولم يقدرهم الله عليها رحمة بالعباد حتّى لا يعبدوا في الأرض كما عبد عيسى عليه السلام من قبل فحمى الله تعالى هذه الأمّة من الشرك بما تراه واقعا فيها. - ففي النفخ إشترك كلّ من آدم وعيسى عليهما السلام , ولكن الفرق اتّضح في ماهية هذا النفخ , فآدم نفخ فيه الروح من حيث أنّه الخليفة في مقام الأسماء فكانت علوم الصفات بالنسبة إليه تبعا له لا متبوعا لها , بخلاف عيسى عليه السلام فإنّه كان خليفة في عالم الصفات فكان تابعا لها لا متبوعا منها لذا استغرقته , فيكون رجوعه إلى الأرض متحتّما كي يوضّح تلك الصورة المعكوسة التي فهمت عنه وذلك بقتله للمسيخ الدجال. لأنّ مجال الصفات مجال عويص وفيه يلبس الشيطان بين الحقّ والباطل وهو التلبيس في عوالم المعاني كما نشاهده اليوم في الأرض في جميع مجالاتها , ومعنى التدجيل هو انقلاب حقائق المعاني فيصبح الكاذب صادقا والصادق كاذبا والأمين خائنا والخائن أمينا ..وهكذا في كلّ مجال , وإلاّ فكيف سيحكم الدجّال الأرض متى كانت عندك المعاني الصحيحة لذا سيؤلّه نفسه في عالم الصفات المعكوسة التي لبّسها بعالم الأسماء. لذا يرجع عيسى عليه السلام في الأرض بشرع محمّد رسول الله عليه الصلاة والسلام كي يزيل شبهات الصفات التي عبدها الناس فيقتل المسيخ الدجّال , فالأنبياء والمرسلون كلّهم حذّروا من المسيخ الدجّال لما في هذا التدجيل في عالم الصفات فالأمر كلّه حقائق كبرى من حيث التوحيد وليس غير ذلك أمّا الرسوم كوجود شخص الدجال وكذا شخص عيسى فهو أثر واقعي لتلك الحقائق التي غاب علمهما عن أكثر أهل الأرض. - من هنا تحسن أن تفصّل حضرات علوم الولاية بعد أن تعرف حضرات إستمدادها من بحر النبوّة الرسالة , فأحوال الأولياء من هذه الحقائق التي ذكرتها وأصنافهم , فمن عرف العلم عرف المعلوم ولو لم يلتقه. - إنّما تمّ نفخ الروح في مريم العذراء دلالة على الصفات , وأنّ الإنسان متى وجد من أم من غير أب كانت أحواله صفاتية لما تعطيه الأنوثة وهو وصف الجنّة من صفات جمالية وقد أشارت مريم عليها السلام إلى هذا بصريح العبارة في قولها : ( ولم يمسسني بشر ) فليست حقائقها من عالم البشرية لذا قالت ( فلن أكلّم اليوم إنسيّا ) فتمثّل لها جبريل بشرا كي يرجعها إلى استشعار عالم الأسماء لغيبتها في عالم الصفات فكان الإسم لديها في الشاهد متمثّلا لذا نطق بتلك الحقيقة ابنها عيسى عليه السلام في قوله ( قال إنّي عبد الله ) فكان أوّل إسم سمّي أطلقه عيسى على نفسه هو ( عبد الله ) فما ذكر غير العبودية والألوهية فهذا الأصل ثمّ بدأ بذكر خصوصياته : آتاني الكتاب وجعلني نبيّا
تحميل الموضوع ملف وورد :
الكلمات المفتاحية :
العبودية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: