محاسن التعريف في علوم التصريف 11
بسم الله الرحمان الرحيم
المقام الأوّل :
قال الله تعالى : ( إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ
كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
هذه الآية من الأسرار المتعلّقة بماهية الخليفة وخطر ما أنيط به من حمل للأمانة فإنّ السماوات والأرض والجبال أبت أن تحملها لإشفاقها منها والإعتراف بعدم قدرتها على حملها , ففيه بداية الإشارة أنّ السماوات عالمها علوي فعجز العالم العلوي عن حملها وكذلك عجز الأرض فعالمها سفلي عن حملها ثمّ أثبت عجز الجبال لأنّ مقامها ( وتجلّى ربّه للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ) فالمراد أن عجز الجبل عن الثبات خلال التجلّي مدعاة للعجز كما قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله ) فلا حراك له ولا تصريف ولا تعريف .
فهو في الشاهد كأنّه يخبر عن عجز الملائكة أهل التصريف في السماء وعجز الجنّ أهل التصريف في الأرض ومنهم إبليس عن حملها وكذلك عجز العارفين عن حملها ممّن مقامه يغلب عليه حالة الفناء فهو مقام ذاتي , فأخبر أنّ تلك الخلاصات عاجزة وغير صالحة لحمل شؤون الأمانة إذ أنّ مقام الأمانة مقام صفاتي وليس ذاتيا ولكن لا يمكن حمله من غير وجود الأسماء فلو كان الإنسان روحا شفّافا من غير جسد أرضي قائم فيه لعجز عن حملها ولو كان جسدا ترابيا من غير روح عاقلة لعجز أيضا عن حملها ولو كان قلبا مجرّدا من غير فكر لعجز .
فلمّا كانت السماوات والأرض والجبال أجساما جمادية فهي غير مرادة لعدم وجود العقل الأسمائي , ولمّا كانت الملائكة غير ذات أجساد ترابية فغير قادرة على الخروج في عالم الأسماء لتروحنها ولمّا كانت الجنّ أيضا أجسادا نارية شفّافة غير طينيّة فهي غير قادرة على حملها . فعلمنا أنّ من يحسن حملها من توفّرت فيه تلك الخلاصة من حيث الكمال الخلقي ويناقض الألوهية في أوصافها وذاتها وشؤونها من كلّ وجه فكانت الذات العليّة ليس كمثلها شيء , فكذلك يكون الخليفة كلّ شيء كمثله فكان خلاصة الأكوان كقوله تعالى في الكثير من الآيات أنّ الكون منّا ونحن من الكون كقوله تعالى ( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) وقوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) أو كفي الطير من جانب آخر يقول تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) وكعيسى كمثل آدم خلقه من طين .
وهكذا في متعاكسات الكون , فهو من بعضه بعض وكذلك حال المؤمنين وهذا يعطي الدلالة على الجمع الظاهر الذي سيوافقه الجمع الباطن فيما بعد فكذلك يكون الجمع الباطني من حيث تعدّد أوجه الشبه فيما بينهما , فقد يكون الإنسان صاحب باطن ملائكي مثلا وقد يكون صاحب باطن إبليسي وهكذا فكلّ ما في الكون هو لنا صورة فتجد في البشر من حيث القلوب والأرواح من هم كالحجارة جمودا ومنهم من هم كالأنعام ومنهم من هم كالملائكة ومنهم من هم كالجبال رسوخا فهم صورة أفراد الكون في كلّ ذرّة ذرّة وفي هذا تفصيل طويل فعلومه كلّها موجودة في القرآن والسنّة .
فحمل هذه الأمانة الإنسان عنهم فهو الخليفة فيهم وعليهم , فنحن خليفة الأكوان في إبايتها عن حملها كإباية الروح منك من غلب عليك الجذب أو إباية الجسم منك متى غلبت عليه الطينية وإباية العقل منك متى غلبت عليه الأقيسة أو إباية القلب متى غلبت عليك الضعف فيه فهذه وإن كانت فيها مقامات محمودة كرقّة القلب أو غلبان الجذب كأهل الكهف أو سلطان الحال كالخضر وغير ذلك فهذه مقدّماته فلا يمكن لصاحبها أن يكون خليفة بمعناها الكامل المراد في قوله تعالى ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) .
فعلمنا أنّ الخلافة لا ينالها إلاّ واحد بعد واحد فلا يمكن أن يكون هناك خليفتان في زمان واحد أبدا إذ لا يكون هناك جامعا إلاّ واحدا في كلّ زمان فهو المعطى لمقام الخلافة والأمانة فيعطيها حقّها وهو قائم في مقام عبوديته قياما كاملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) فلا ميل هنا ولا زيغ ولا عاطفة نفسية عنصرية أصلا بل هي عبودية محضة .
وخليفة الله تعالى في الأمانة التي عرضها كإنسان أو شخص مثلا تخلفه في ماله فمتى غدرت فقد ضيّعت تلك الأمانة فعوقبت جرّاء ذلك الإخلال بها فعلمنا أنّ السماوات والأرض والجبال أشفقت من حملها لعدم قدرتها على القيام بما تعطيه تلك الأمانة من حمل لشؤون الكون في ذرّاته ليقيموا فيه ميزان العدل الظاهر والباطن ويعرّفوا فيه ميزان الفضل ويرتّبوا المراتب كما رتّب عليه الصلاة والسلام الأشهر الحرم ودورة الزمان وقد أبان عن ذلك في قوله ( إنّما الله معطي وأنا قاسم ) أو ما في معناه كما ورد في الحديث من غير أن يتبادر للأذهان أنّه يفعل ذلك إستقلالا عن قيّومية الله تعالى وغناه به وهذا سنأتي على شرحه وتفصيله فليس هذا الأصل لأنّ هذا التخصيص أو التصريف ليس هو الأصل في معرفة حقائق الإله من حيث أوصافه ومعرفة ذاته سبحانه بل هو موصول بالعبودية التي هي الوصلة بين هذا وذاك فمتى حقّقت العبودية تبرّأت لا محالة من نسبة أي تصريف إليك .
فالعبودية هي البرزخ بين خلافتك حتّى لا تطغى بها وبين من خلّفك ( ما زاغ البصر وما طغى ) فلو لا الواسطة كما قيل لذهب الموسوط فالواسطة هي العبودية فلو رفعت تلك العبودية لكان الأمر جلالا محضا فظهر الأسرار عيانا فترجع الأسماء إلى حضرة فيهلك الخليفة لأنّ حجاب النور هو المانع من ( أن يحرق كلّ شيء وقع عليه بصره ) والمراد بالنور حجاب الجمال المتمثّل في الحقيقة المحمّدية التي هي الواسطة وهو معنى العبودية لأنّ الواسطة هي العبد المحض فلو لا هذه العبودية المحضة لذهب الموسوط وهو الخلافة فإنّ الخلافة تحتمي بالعبودية ( ما فعلته عن أمري ) .
فنرجع هنا إلى تقرير سبب إباية السماوات والأرض والجبال عن حملها فيعطيك هذا أنّ نقص العبودية هي التي منعتهم من ذلك لأنّ عبوديتهم ناقصة بالمقارنة مع عبودية الإنسان وكذلك نقص عبودية كلّ من خلق الله تعالى بالمقارنة مع عبودية الإنسان الكامل الذي أنزل عليه القرآن صاحب الأمانة خليفة الله تعالى في أرضه وقد اختلف المفسّرون في المراد بالأمانة فأوّلوها بتآويل شتّى أغلبها تفاسير استشرافية تدور حول العين ولا تستغرقها بحسب ما ظهر لي والله أعلم .
وسنزيد في شرح هذا المقام ....
ثمّ نفصّل أحوال النفس التي خرجت عن عبوديتها في هذا المقام بوجود أمراض ظلمانية وأحوال نفسية ومنها :
الحسد , الحقد , الغشّ , الغرور , الأنانية , الدعوى , الشطح , الخيلاء , النفاق ... إلخ فسنشرحها إن شاء الله تعالى شرحا وافيا حتّى تُعلم تفصيلا حضرات هذه الأمراض وعلاقتها بالخلافة في إفسادها وإبطالها وأنّها حضرات إبليسية نفسية , ونذكر إن شاء الله مصدر حضراتها وكيفية علاجها وأنّ الخليفة في كلّ زمان لا يتلوّث فطريا بهذه الأمراض فهو صاحب المعدن السليم .
فهذا مقام المحبوبية وهو مقام أهل الخلافة فلا يكون المحبّ خليفة بل لا بدّ أن يكون محبوبا بداية فتطوى له المقامات كطي السجلّ للكتب فينشأ مجذوبا من غير جذب ظاهر عليه كما قال الجنيد لمّا سألوه عن عدم تواجده ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ الجبال ) فإنّ العلم حضرات متشابكة يفضي بعضها إلى بعض فعبارة أنّك تدخل إلى قصر كبير أو مدينة ذات أبواب يفضي بعضها إلى بعض لترابطها في الجمع مع وجود الفرق فيها فسبحان من جعل الكثرة في الجمع وجعل الجمع في الكثرة .
تحميل الموضوع ملف وورد :
المقام الأوّل :
قال الله تعالى : ( إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ
كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
هذه الآية من الأسرار المتعلّقة بماهية الخليفة وخطر ما أنيط به من حمل للأمانة فإنّ السماوات والأرض والجبال أبت أن تحملها لإشفاقها منها والإعتراف بعدم قدرتها على حملها , ففيه بداية الإشارة أنّ السماوات عالمها علوي فعجز العالم العلوي عن حملها وكذلك عجز الأرض فعالمها سفلي عن حملها ثمّ أثبت عجز الجبال لأنّ مقامها ( وتجلّى ربّه للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ) فالمراد أن عجز الجبل عن الثبات خلال التجلّي مدعاة للعجز كما قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله ) فلا حراك له ولا تصريف ولا تعريف .
فهو في الشاهد كأنّه يخبر عن عجز الملائكة أهل التصريف في السماء وعجز الجنّ أهل التصريف في الأرض ومنهم إبليس عن حملها وكذلك عجز العارفين عن حملها ممّن مقامه يغلب عليه حالة الفناء فهو مقام ذاتي , فأخبر أنّ تلك الخلاصات عاجزة وغير صالحة لحمل شؤون الأمانة إذ أنّ مقام الأمانة مقام صفاتي وليس ذاتيا ولكن لا يمكن حمله من غير وجود الأسماء فلو كان الإنسان روحا شفّافا من غير جسد أرضي قائم فيه لعجز عن حملها ولو كان جسدا ترابيا من غير روح عاقلة لعجز أيضا عن حملها ولو كان قلبا مجرّدا من غير فكر لعجز .
فلمّا كانت السماوات والأرض والجبال أجساما جمادية فهي غير مرادة لعدم وجود العقل الأسمائي , ولمّا كانت الملائكة غير ذات أجساد ترابية فغير قادرة على الخروج في عالم الأسماء لتروحنها ولمّا كانت الجنّ أيضا أجسادا نارية شفّافة غير طينيّة فهي غير قادرة على حملها . فعلمنا أنّ من يحسن حملها من توفّرت فيه تلك الخلاصة من حيث الكمال الخلقي ويناقض الألوهية في أوصافها وذاتها وشؤونها من كلّ وجه فكانت الذات العليّة ليس كمثلها شيء , فكذلك يكون الخليفة كلّ شيء كمثله فكان خلاصة الأكوان كقوله تعالى في الكثير من الآيات أنّ الكون منّا ونحن من الكون كقوله تعالى ( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) وقوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) أو كفي الطير من جانب آخر يقول تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) وكعيسى كمثل آدم خلقه من طين .
وهكذا في متعاكسات الكون , فهو من بعضه بعض وكذلك حال المؤمنين وهذا يعطي الدلالة على الجمع الظاهر الذي سيوافقه الجمع الباطن فيما بعد فكذلك يكون الجمع الباطني من حيث تعدّد أوجه الشبه فيما بينهما , فقد يكون الإنسان صاحب باطن ملائكي مثلا وقد يكون صاحب باطن إبليسي وهكذا فكلّ ما في الكون هو لنا صورة فتجد في البشر من حيث القلوب والأرواح من هم كالحجارة جمودا ومنهم من هم كالأنعام ومنهم من هم كالملائكة ومنهم من هم كالجبال رسوخا فهم صورة أفراد الكون في كلّ ذرّة ذرّة وفي هذا تفصيل طويل فعلومه كلّها موجودة في القرآن والسنّة .
فحمل هذه الأمانة الإنسان عنهم فهو الخليفة فيهم وعليهم , فنحن خليفة الأكوان في إبايتها عن حملها كإباية الروح منك من غلب عليك الجذب أو إباية الجسم منك متى غلبت عليه الطينية وإباية العقل منك متى غلبت عليه الأقيسة أو إباية القلب متى غلبت عليك الضعف فيه فهذه وإن كانت فيها مقامات محمودة كرقّة القلب أو غلبان الجذب كأهل الكهف أو سلطان الحال كالخضر وغير ذلك فهذه مقدّماته فلا يمكن لصاحبها أن يكون خليفة بمعناها الكامل المراد في قوله تعالى ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) .
فعلمنا أنّ الخلافة لا ينالها إلاّ واحد بعد واحد فلا يمكن أن يكون هناك خليفتان في زمان واحد أبدا إذ لا يكون هناك جامعا إلاّ واحدا في كلّ زمان فهو المعطى لمقام الخلافة والأمانة فيعطيها حقّها وهو قائم في مقام عبوديته قياما كاملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) فلا ميل هنا ولا زيغ ولا عاطفة نفسية عنصرية أصلا بل هي عبودية محضة .
وخليفة الله تعالى في الأمانة التي عرضها كإنسان أو شخص مثلا تخلفه في ماله فمتى غدرت فقد ضيّعت تلك الأمانة فعوقبت جرّاء ذلك الإخلال بها فعلمنا أنّ السماوات والأرض والجبال أشفقت من حملها لعدم قدرتها على القيام بما تعطيه تلك الأمانة من حمل لشؤون الكون في ذرّاته ليقيموا فيه ميزان العدل الظاهر والباطن ويعرّفوا فيه ميزان الفضل ويرتّبوا المراتب كما رتّب عليه الصلاة والسلام الأشهر الحرم ودورة الزمان وقد أبان عن ذلك في قوله ( إنّما الله معطي وأنا قاسم ) أو ما في معناه كما ورد في الحديث من غير أن يتبادر للأذهان أنّه يفعل ذلك إستقلالا عن قيّومية الله تعالى وغناه به وهذا سنأتي على شرحه وتفصيله فليس هذا الأصل لأنّ هذا التخصيص أو التصريف ليس هو الأصل في معرفة حقائق الإله من حيث أوصافه ومعرفة ذاته سبحانه بل هو موصول بالعبودية التي هي الوصلة بين هذا وذاك فمتى حقّقت العبودية تبرّأت لا محالة من نسبة أي تصريف إليك .
فالعبودية هي البرزخ بين خلافتك حتّى لا تطغى بها وبين من خلّفك ( ما زاغ البصر وما طغى ) فلو لا الواسطة كما قيل لذهب الموسوط فالواسطة هي العبودية فلو رفعت تلك العبودية لكان الأمر جلالا محضا فظهر الأسرار عيانا فترجع الأسماء إلى حضرة فيهلك الخليفة لأنّ حجاب النور هو المانع من ( أن يحرق كلّ شيء وقع عليه بصره ) والمراد بالنور حجاب الجمال المتمثّل في الحقيقة المحمّدية التي هي الواسطة وهو معنى العبودية لأنّ الواسطة هي العبد المحض فلو لا هذه العبودية المحضة لذهب الموسوط وهو الخلافة فإنّ الخلافة تحتمي بالعبودية ( ما فعلته عن أمري ) .
فنرجع هنا إلى تقرير سبب إباية السماوات والأرض والجبال عن حملها فيعطيك هذا أنّ نقص العبودية هي التي منعتهم من ذلك لأنّ عبوديتهم ناقصة بالمقارنة مع عبودية الإنسان وكذلك نقص عبودية كلّ من خلق الله تعالى بالمقارنة مع عبودية الإنسان الكامل الذي أنزل عليه القرآن صاحب الأمانة خليفة الله تعالى في أرضه وقد اختلف المفسّرون في المراد بالأمانة فأوّلوها بتآويل شتّى أغلبها تفاسير استشرافية تدور حول العين ولا تستغرقها بحسب ما ظهر لي والله أعلم .
وسنزيد في شرح هذا المقام ....
ثمّ نفصّل أحوال النفس التي خرجت عن عبوديتها في هذا المقام بوجود أمراض ظلمانية وأحوال نفسية ومنها :
الحسد , الحقد , الغشّ , الغرور , الأنانية , الدعوى , الشطح , الخيلاء , النفاق ... إلخ فسنشرحها إن شاء الله تعالى شرحا وافيا حتّى تُعلم تفصيلا حضرات هذه الأمراض وعلاقتها بالخلافة في إفسادها وإبطالها وأنّها حضرات إبليسية نفسية , ونذكر إن شاء الله مصدر حضراتها وكيفية علاجها وأنّ الخليفة في كلّ زمان لا يتلوّث فطريا بهذه الأمراض فهو صاحب المعدن السليم .
فهذا مقام المحبوبية وهو مقام أهل الخلافة فلا يكون المحبّ خليفة بل لا بدّ أن يكون محبوبا بداية فتطوى له المقامات كطي السجلّ للكتب فينشأ مجذوبا من غير جذب ظاهر عليه كما قال الجنيد لمّا سألوه عن عدم تواجده ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ الجبال ) فإنّ العلم حضرات متشابكة يفضي بعضها إلى بعض فعبارة أنّك تدخل إلى قصر كبير أو مدينة ذات أبواب يفضي بعضها إلى بعض لترابطها في الجمع مع وجود الفرق فيها فسبحان من جعل الكثرة في الجمع وجعل الجمع في الكثرة .
تحميل الموضوع ملف وورد :
الكلمات المفتاحية :
العبودية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: