الأخذ" و"الإخراج"
لمحة في "
الأخذ" و"الإخراج"
-فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)القصص.
-فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)الشعراء
هل خرج الفرعون أم أخرج؟
نود بداية أن نشير إلى أن البحث لن يكون عقديا وإنما هو لغوي محض . ...حسبنا في المقام أن نذكر أن ههنا قضيتين:
1-"خرج فرعون لمطاردة موسى"
2-"أخرج فرعون لمطاردة موسى"
القضيتان صادقتان في معتقد أهل السنة والجماعة...(الأولى كاذبة عند المجبرة والثانية كاذبة عند القدرية)
ومن ثم يكون السؤال البلاغي :لماذا فضلت صيغة التعدية على صيغة اللزوم...؟
"الخروج" يعني أن الفعل مقدور لفرعون، وله باعث عليه ، وواقع بكامل اختياره..
لكن الإخراج يقال عنه لو لم تكن له رغبة في الخروج، فيكون" مأخوذا" للخروج تحت ضغط قوة متعالية.
ظاهر المسألة يرجح الخروج لا الإخراج..
خرج فرعون طالبا لموسى وأتباعه بمحض إرادته، وله حوافز قوية تملي عليه المبادرة بالخروج:
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)
لكن تأمل المسألة عن كثب يكشف عن نكتة لطيفة في التعبير بالأخذ والإخراج:
فما لخروج فرعون من مسوغ على أكثر من صعيد:
-فمن أعراف الملوك أن خروج الملك على رأس جيشه لا يكون إلا في المواضع الحاسمة.
-ليس من المجد الفرعوني أن يتسامع الناس أن فرعون- الإله!- خرج يطلب عبيده الآبقين!!
-طلب الفارين يفضي إلى أمرين غير مقبولين:إسباغ قيمة على الهاربين ونزعها عن المطارد..و مقتضى قول فرعون " إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ " أن يرسل عبيدا لمطاردة عبيد -لا أن يخرج هو بنفسه- حفاظا عن الهيبة وترفعا عن ندية العبيد...
كل الاعتبارات إذن تستدعي أن لا يخرج الفرعون ولكنه خرج ... فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ..
ففرعون" مأخوذ" جسما وفؤادا:
ثم ننظر بعد ذلك ما وقع لفرعون..
فهذا بحر حاجز ،يضرب بعصا ،فينفلق،ليعبره موسى وقومه..(وقبل ذلك شاهد الفرعون من موسى آيات)
فأي عاقل أمام هذا المشهد الغريب لا بد أن يتردد أو يتريث (الذئب وهو غير عاقل يتردد في الانقضاض على الشاة إذا لمح عصا الراعي)
لكن الفرعون" المأخوذ" لم يتردد لحظة واحدة...فتبع موسى من غير أدنى تقدير أو تفكير.. فانظر إلى "رشد" الفرعون!!!
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ...
قوة عالية تقضي على الفرعون: فتخرجه وما كان له أن يخرج وتغرقه وما كان له أن يغرق!!
تحميل الموضوع ملف وورد :
الأخذ" و"الإخراج"
-فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)القصص.
-فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)الشعراء
هل خرج الفرعون أم أخرج؟
نود بداية أن نشير إلى أن البحث لن يكون عقديا وإنما هو لغوي محض . ...حسبنا في المقام أن نذكر أن ههنا قضيتين:
1-"خرج فرعون لمطاردة موسى"
2-"أخرج فرعون لمطاردة موسى"
القضيتان صادقتان في معتقد أهل السنة والجماعة...(الأولى كاذبة عند المجبرة والثانية كاذبة عند القدرية)
ومن ثم يكون السؤال البلاغي :لماذا فضلت صيغة التعدية على صيغة اللزوم...؟
"الخروج" يعني أن الفعل مقدور لفرعون، وله باعث عليه ، وواقع بكامل اختياره..
لكن الإخراج يقال عنه لو لم تكن له رغبة في الخروج، فيكون" مأخوذا" للخروج تحت ضغط قوة متعالية.
ظاهر المسألة يرجح الخروج لا الإخراج..
خرج فرعون طالبا لموسى وأتباعه بمحض إرادته، وله حوافز قوية تملي عليه المبادرة بالخروج:
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)
لكن تأمل المسألة عن كثب يكشف عن نكتة لطيفة في التعبير بالأخذ والإخراج:
فما لخروج فرعون من مسوغ على أكثر من صعيد:
-فمن أعراف الملوك أن خروج الملك على رأس جيشه لا يكون إلا في المواضع الحاسمة.
-ليس من المجد الفرعوني أن يتسامع الناس أن فرعون- الإله!- خرج يطلب عبيده الآبقين!!
-طلب الفارين يفضي إلى أمرين غير مقبولين:إسباغ قيمة على الهاربين ونزعها عن المطارد..و مقتضى قول فرعون " إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ " أن يرسل عبيدا لمطاردة عبيد -لا أن يخرج هو بنفسه- حفاظا عن الهيبة وترفعا عن ندية العبيد...
كل الاعتبارات إذن تستدعي أن لا يخرج الفرعون ولكنه خرج ... فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ..
ففرعون" مأخوذ" جسما وفؤادا:
ثم ننظر بعد ذلك ما وقع لفرعون..
فهذا بحر حاجز ،يضرب بعصا ،فينفلق،ليعبره موسى وقومه..(وقبل ذلك شاهد الفرعون من موسى آيات)
فأي عاقل أمام هذا المشهد الغريب لا بد أن يتردد أو يتريث (الذئب وهو غير عاقل يتردد في الانقضاض على الشاة إذا لمح عصا الراعي)
لكن الفرعون" المأخوذ" لم يتردد لحظة واحدة...فتبع موسى من غير أدنى تقدير أو تفكير.. فانظر إلى "رشد" الفرعون!!!
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ...
قوة عالية تقضي على الفرعون: فتخرجه وما كان له أن يخرج وتغرقه وما كان له أن يغرق!!
تحميل الموضوع ملف وورد :
الكلمات المفتاحية :
حدائق القرأن
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: