آلام الاحتضار
آلام الاحتضار
تتنبأ النظرية بأن النجم الذي تكبر كتلتُه كتلةَ الشمس بين 8 مرات و 25 مرة، تنتهي حياته بانفجار مستعر أعظميsupernova explosion. فعندما يستنفد النجم وقوده المستخدم، فإنه يتوقف
فجأة عن كفاحه المتواصل ضد الانهيار التثاقلي لكتلته، وعندئذ ينهار لب النجم مكونا نجما نترونيا neutron star ـ وهو بقايا خاملة فائقة الكثافة ـ وتُقذف الطبقات الغازية الخارجية للنجم بسرعة تصل إلى 5 في المئة من سرعة الضوء.
كان اختبار هذه النظرية أمرا صعبا لعدم حدوث انفجار مستعر أعظمي في مجرتنا منذ عام 1680. لكن في23/2/1987وجد الفلكيون شيئا يشغل المرتبة الثانية في الأهمية، مستعرا أعظميا في إحدى المجرات التابعة لدرب التبانة وهي السحابة المجلانية الكبيرة. لم يكن مقراب هبل قد أُطلق بعد؛ ولكنه، بعد ثلاث سنوات، بدأ بتتبع تطور هذا الحدث، وسرعان ما كشف منظومةً من ثلاث حلقات حول النجم المنفجر. لقد بدت الحلقة المركزية وكأنها تمثل الوسط الضيق لانتفاخ غازي يشبه ساعة رملية، في حين كانت الحلقتان الكُبْرَيان حافتيْ فصّيْن لكل منهما شكل قطرة دمع، ومن الواضح أنهما تكونتا بوساطة النجم قبل انفجاره ببضع عشرات الآلاف من السنين. وفي عام1994، بدأ هبل برؤية بقع تسطع في تتابع على طول الحلقة المركزية: إنها مقذوفات المستعر الأعظمي المصطدمة بالحلقة. ومازالت أرصاد هذه الحلقة تُسلِّط الضوء على الحقبة الأخيرة من حياة ذلك النجم.
وعلى خلاف نظائرها التي لها كتلة أكبر، من المعتقد أن تموت النجوم الشبيهة بالشمس بهدوء، وذلك بقذف طبقاتها الغازية الخارجية في عملية غير متفجرة، تستغرق قرابة عشرة آلاف عام. وخلال انكشاف اللب المركزي الساخن للنجم، تؤين أشعته الغاز المقذوف مسببة توهجه باللون الأخضر المتلألئ (المنبعث من الأكسجين المتأين) واللون الأحمر (المنبعث من الهدروجين المتأين). ويطلق على نتاج هذه العملية السديم الكوكبي planetarynebula، وهو اسم مضلل بعض الشيء. وهناك نحو الألفين من السدم الكوكبية المعروفة حاليا، وقد أظهر مقراب هبل أشكالا معقدة جدا لهذه النجوم بتفصيلات غير مسبوقة.
تُظهر بعض السدم مجموعة من الحلقات المتحدة المركز التي تشبه عين الثور، مشيرة بذلك إلى حدوث عملية القذف، وقد جرى بصورة عرضية episodic وليس بطريقة مستمرة. ومن الغريب أن تكون الفواصل الزمنية المستنتجة بين حوادث القذف قرابة 500 عام، وهو وقت طويل جدا إذا فسرناه بأنه نتيجة للنبضات الديناميكية (التي تجعل النجم ينقبض وينبسط نتيجة الصراع الهادئ بين الثقالة وضغط الغاز)، وقصير جدا إذا فسرناه بأنه نتيجة للنبضات الحرارية (التي تجعل النجم يفقد اتزانه)؛ لذلك فإن طبيعة الحلقات المرصودة مازالت غير واضحة.
سديم عين القط catصs-eye nebula هو أحد أكثر السدم الكوكبية المعروفة تعقيدا. ومن المعتقد أنه مكون من النجوم الشبيهة بالشمس الميتة.
الكلمات المفتاحية :
عجائب الله في السموات
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: