تائية ابن الفارض 3
تائية ابن الفارض 3
و ما نالَ شيئاً منهُ غيري سـوى فتَـىً .... على قدمي في القبضِ والبسطِ مـا فتَـى
فلا تَعشُ عن آثارِ سَيريَ، واخشَ ... عـيْنَ إيثارِ غيري، واغـشَ عَيـنَ طريقتـي
فؤادي وَلاها، صاحِ، صاحِي الفؤادِ فـي ..ولايـة ِ أمـري داخـلٌ تحـتَ إمرتـي
ومُلكُ مَعالي العِشقِ مُلكي، وجنـديَ ..... المَعانـي وكـلُّ العاشقـيـنَ رعيَّـتـي
فتى الحبّ، ها قد بِنتُ عنهُ بحُكـمِ ..... مَـنيـراهُ حِجابـاً فالهـوَى دونَ رُتبـتـي
وجاوزتُ حدَّ العشقِ فالحـبُّ كالقلـى ..... على شـأوِ معـراجِ اتّحـاديَ رحلتـي
فطِبْ بالهَوَى نَفساً، فقد سُدتَ أنفُسَ ..... العِبـادِ مِـنَ العُبّـادِ، فـي كُـلّ أُمّـةِ
وغيري على الأغيارِ يُثنـي، وللسّـوى .......بظاهِـرِ أعمـالٍ ونـفـسٍ تـزكـتِ
و جُزْ مُثقَلاً، لو خَـفَّ طَـفَّ موُكَّـلاً ...... بمنقـولِ أحكـامٍ، وَمَعقـولِ حِكمـة
و حُز بالـولا ميـراثَ أرفـعِ عـارفٍ .... غـدا همُّـهُ إيثـارَ تأثـيـرِ هِـمَّـةِ
و تِهْ ساحباً، بالسُّحبِ، أذيـالَ عاشِـقٍ ..... بوصلٍ علـى أعلـى المجـرَّةِ جُـرَّتِ
وجُل فـي فُنـونِ الإتّحـادِ ولاتَحِـد ..... إلى فِئـةٍ، فـي غيـرِهِ العُمـرَ أفنَـتِ
فواحِـدُهُ الجَـمُّ الغَفيـرُ، ومَـنْ غَـداهُ ...... شِرذمـةٌ حُجَّـت بأبلـغِ حُـجَّـةِ
قمتَّ بمعنـاهُ وعِـش فيـهِ أو فَمُـت .... مُعَنّـاهُ، واتْبَـع أمّـةً فيـهِ أمّــتِ
فأنتَ بهذا المَجدِ أجـدَرُ مـن أخـي ..... اجتِهـادٍ، مُجِـدٍّ عـن رجـاءٍ وخِيفَـةِ
وغَيرُ عَجيـبٍ هَـزُّ عِطفيـكَ، دونَـهُ .... بِأهنَـا وأنـهَـى لــذَّةٍ ومـسـرَّةِ
وأوصافُ مَن تُعزى إليهِ، كمِ اصطَفَـت ..... مِـنَ النَّـاسِ منسيّـاً وأسمـاهُ أسمَـتِ
وأنتَ علـى مـا أنـتَ عنِّـىَ نـازحٌ ..... وليـسَ الثُّريَّـا، للثَّـرى ، بِقَريـنَـةِ
بِهـا كعِبـاراتٍ، لـدَيـكَ جَلِـيّـةٍ ....... كطورِكَ حيثُ النَّفسُ لـم تـكُ ظُنَّـتِ
وحَدُّكَ هذا، عنـدَهُ قـف، فَعنـهُ ...... لـوْتقدَّمـتَ شيئـاً لاخترقـتِ بجـذوةِ
و قَدْري، بحيـثُ المـرءُ يُغبَـطُ دونـهُ ..... سُمُوّاً ولكـن فـوق قـدركَ غِبطتـي
وكـلُّ الـورى أبنـاءُ آدمَ غـيـرَ أنَّنِي ..... حُزتُ صَحوَ الجمعِ، من بينِ إخوَتـي
فسعـي كليـمـيُّ وقلـبـي منـبَّـأُ ...... بأحـمـدَ رؤيــا مقـلـةٍ أحمـديـة
وروحيَ لـلأرواحِ روحٌ و كـل مـا ..... ترى حَسَناً في الكونِ من فيـضِ طينتـي
فذرْ لـيَ مـا قبـلَ الظهـورِ عرفتُـهُ ...... خصوصاً وبي لم تدرِ فـي الـذَّرِّ رُفقتـي
ولا تُسْمِني فيهـا مُريـداً فمَـنْ دُعـي ..... مُـراداً لهـا جَذبـاً فقيـرٌ لعصمـتـي
وألغِ الكُنـى عنِّـي ولا تَلـغُ ألكَنـاًبها ...... فهيَ مـن آثـارِ صيغـةِ صنعَتـي
وعن لَقَبي بالعارِفِ ارجِع فـإن تَـرَ ..... التَّنابُزَ بالألقـابِ فـي الذِّكـرِ تُمقَـتِ
فأصغَـرُ أتباعـي علـى عيـنِ قلبـهِ ...... عرَائِـسُ أبكـارِ المَعـارِفِ، زُفَّــتِ
جنَى ثمرَ العرفـانِ مـن فـرعِ فِطنـةٍ ...... زكا بِاتّباعي، وهُوَ مِـن أصـلِ فِطرَتـي
فإن سِيلَ عـن مَعنـىً أتَـى بغرائـبٍ ..... عن الفهمِ جلَّتِ بل عن الوهـمِ دقَّـتِ
و لا تدعُنـي فيهـا بنَعـتٍ مُـقَـرَّبٍ ..... أراهُ بِحُكـمِ الجمـعِ فَـرقَ جريـرَةِ
فوَصليَ قَطعـي، واقترابـي تَباعُـدي، ...... و ودِّيَ صَـدِّى وانتهائـي بَـدَاءتـي
وفي مَن بهـا ورَّيـتُ عنِّـي ولـم أُرِد ...... سوايَ، خَلَعتُ اسمي ورَسمـي وكُنيتـي
فسِرتُ إلـى مـا دونَـه وَقَـفَ الأُلـى ....... وضلَّـت عقـولٌ بالعوائـدِ ضـلَّـتِ
فلا وصْفَ لي والوصفُ رسمٌ كذاكَ ...... الاسمِ وَسمٌ، فإن تَكنـي، فَكَـنِّ أو انعَـتِ
ومِن أنـا إيّاهـا إلـى حيـثُ لا إلـى ...... عرَجتُ، وعطّـرتُ الوُجـودَ برَجعتـي
وعـن أنـا إيَّـايَ لباطـن حكـمـةٍ .... وظاهِـرِ أحكـام، أُقيمَـت لدَعوَتـي
فغايـةُ مجذوبـي إليـهـا ومُنتـهـى ..... مُراديـهِ مـا أسلفتُـهُ قبلـي توبـتـي
ومِنِّـيَ أَوجُ السابقـيـنَ بزعمـهِـمْ ...... حَضيضُ ثـرَى آثـارِ موضِـعِ وَطأتـي
وآخرُ مـا بعـدَ الإشـارةِ حيـثُ لا ..... تَرَقّي ارتفـاعٍ، وضـعُ أوّلِ خَطوتـي
فمـا عـالِـمٌ إلاّ بفَضـلِـيَ عـالِـمٌ ......و لا ناطِـقٌ فـي الكَـونِ إلاّ بمِدحَتـي
ولاغَروَ أن سُدتُ الأُلى سَبَقـوا، .... وقـدتمسَّكـتُ مـن طـهَ بأوثـقِ عُـروةِ
عليهـا مَجـازيٌّ سَلامـي، فإنّـمـا ...... حقيقـتُـهُ مِـنـي إلــيَّ تحـيّـتـي
وأطيبُ مـا فيهـا وجـدتُ بِمبتـدا ...... غرامي، وقد أبـدى بهـا كُـلَّ نَـذرَةِ
ظهوري و قد أخفيـتُ حالـيَ مُنشـداًبهـا، ..... طَرَبـاً، والحـالُ غيـرُ خَفيّـةِ
بَدَت، فرأيتُ الحَزمَ في نَقـضِ توبتـي، ...... و قامَ بها عنـدَ النُّهـى عُـذرُمحنَتـي
فمنها أماني مَـن ضنـى جَسَـدِي بهـا ...... أمانـيُّ آمـالٍ سَخَـت ثـمَّ شحَّـتِ
وفيها تَلافي الجِسْمِ، بالسُّقـمِ، صِحّـةٌ ...... لـه وتـلافُ الَّنفـسِ نفـسُ الفئـوَّةِ
ومَوتـي بهـا، وجـداً، حيـاةٌ هَنيئـةٌ ....... وإن لم أمُت في الحُـبِّ عِشـتُ بِغُصّـةِ
فيا مُهجتـي ذوبـي جـوىً وصبابـةً ..... ويا لوعَتـي كونـي، كـذاكَ، مُذيبتـي
ويا نارَ أحشائي أقيمـي مـن الجـوَى ..... حنايَـا ضُلوعـي فهـيَ غيـرُ قويمـةِ
ويا حُسنَ صبري في رِضى مـن أُحبُّهـا .... تجمّل، وكُنْ للدّهرِ بـي غيـرَ مُشمِـتِ
ويا جَلَدي فـي جنـبِ طاعـةِ حُبِّهـا .... تحمَّل عَـداَكَ الكَـلُّ كُـلَّ عظيمـةِ
ويا جسَدي المُضنَى تسَلَّ عـن الشِّفَـا ..... ويـا كبِـدي مَـن لـي بـأن تتَفتَّتـي
ويا سقَمـي لا تُبـقِ لـي رمقـاً فقـد .... أبيـتُ، لبُقيـا الـعِـزِّ، ذُلَّ البَقـيّـةِ
ويا صحَّتي ما كانَ من صُحبتي انْقضـى ..... و وصلُك في الأحشاءِ ميْتـاً كهجـرَةِ
ويا كلّ ما أبقى الضّنـى منّـيَ ارتحِـلْ ..... فما لكَ مـأوىً فـي عظـامٍ رَميمـةِ
ويا ما عسَـى منّـي أُناجـي تَوَهّمـاً ..... بياءِ النَّـدا أُونِسـتُ منـكَ بوحشـةِ
وكلُّ الَّـذي ترضـاهُ والمـوتُ دونَـهُ ..... بـهِ أنـا راضٍ، والصّبابـةُ أرضَــتِ
ونَفسِيَ لـم تَجـزَع بإتلافِهـا أسـىً ..... ولو جَزِعَت كانـت بغيـري تأسَّـتِ
وفي كُـلِّ حـيٍّ كـلُّ حـيٍّ كَميِّـتٍ ..... بها، عِندهُ قَتـلُ الهَـوى خيـرُ مَوتَـةِ
تجمَّعـتِ الأهـواءُ فيهـا فمَـا تـرى ....... بها غَيرَ صَبٍّ، لا يـرى غيـرَ صَبـوَةِ
إذا سَفَرَت فـي يـومِ عيـدٍ تزاحمَـت ..... علـى حُسنهِـا أبصـارُ كـلِّ قبيلـةِ
فأرواحُهُـم تصبُـوا لِمعنـى جمالِـهَـا ..... وأحداقُهُم مـن حُسنِهـا فـي حديقـةِ
وعنديَ عيـدي كُـلَّ يـومٍ أرى بـهِ ...... جَمـالَ مُحَيّاهـا، بعَـيـنٍ قـريـرةِ
وكلُّ اللَّيالـي ليلـةُ القـدرِ إن دنَـت ...... كما كُـلُّ أيَّـامِ اللِّقـا يـومُ جُمعـةِ
و سَعيٌ لهـا حـجٌّ بـهِ كُـلُّ وَقفـةٍ ...... على بابها قـد عادلَـت كُـلَّ وَقفـةِ
و أيُّ بـلادِ اللّـهِ حَلّـت بهـا، فمـا، .... أراها، وفي عيني حَلَـتْ، غيـرَ مكّـةِ
وأيُّ مكـانٍ ضمَّهـا حَــرَمٌ كــذا ...... أرى كـلّ دارٍ أوطَنَـت دارَ هِجـرَةِ
ومـا سكَنَتـهُ فَهـوَ بَيـتٌ مُـقَـدَّسٌ ...... بقـرَّةِ عينـي فيـهِ أحشـايَ قــرَّتِ
و مَسجِدِيَ الأقصَى مساحِـبُ بُرْدهـا .... وطيبـي ثَـرى أرضٍ، عليهـا تمَشّـتِ
مواطـنُ أفراحـي و مَربَـى مـآربـي ..... وأطـوارُ أوطـاري ومأمـنُ خِيفتـي
مَغانٍ، بِها لـم يَدخُـلِ الدّهـرُ بيننـا، .... ولا كادَنـا صـرفُ الزّمـانِ بفُرقَـةِ
و لا سَعتِ الأيَّـامُ فـي شَـتِّ شملِنَـا ....... ولا حكمـت فينـا اللَّيالـي بِجفـوةِ
ولا صبَّحتنـا النَّائـبـاتُ بِنَـبـوَةٍولا ..... حَدَّثَتنـا الحـادِثـاتُ بنَكـبَـةِ
ولا شنَّـعَ الواشـي بصـدٍّ وهجـرةٍ ....ولا أرجَـفَ اللاَّحـي ببيـنٍ وسلـوَةِ
ولا استيقظتْ عينُ الرَّقيبِ ولـمْ تـزلْ .....عليَّ لهَـا فـي الحـبِّ عينـي رقيبتـي
ولا اختُصّ وَقـتٌ دونَ وقـتٍ بطَيبَـةٍ ... بهـا كـلُّ أوقاتـي مواسِـمُ لــذَّةِ
نهـاري أصيـلٌ كلُّـهُ إن تنسَّـمـتْ ....... أوائيـلُـهُ مِنـهـا بــرَدِّ تحِيّـتـي
و ليلـيَ فيهـا كـلـهُ سـحَـرٌ إذاسرَى .... ليَّ منهـا فيـهِ عـرفُ نُسيمـةِ
وإن طَرَقـت لَيـلاً، فشَهـرِيَ كُـلّـهُ ....... بهـا ليلـةُ القـدرِ ابتهاجـاً بـزورةِ
وإن قَرُبَـت داري، فعـامـيَ كُـلّـهُ ..... ربيعُ اعتـدالٍ، فـي رِيـاضٍ أريضَـةِ
وإن رَضيـت عنـي، فعُمـريَ كُـلُّـهُ ......زمانُ الصّبا طيبـاً، وعصـرُ الشبيبَـةِ
لئـن جمعَـت شمـلَ المحاسـنِ صـورةٍ .... شَهِـدتُ بهـا كُـلّ المَعانـي الدّقيقَـةِ
فقْ جَمَعَـت أحشـايَ كـلَّ صَبابـةٍ ..... بها وجوىً يُنبيكَ عـن كـلِّ صبـوةِ
و لِم لا أُباهي كُلّ مَـن يدّعـي الهـوَى ...... بها و أُناهـي فـي افتخـاري بحُظـوةِ
وقد نِلتُ منها فوقَ مـا كنـتُ راجيـاً ..... وما لم أكن أمّلـتُ مـن قُـربِ قُربَتـي
وأرغَمَ أنـفَ البَيـنِ لُطْـفُ اشتِمالِهـا ...... علـيَّ بمـا يُربـى علـى كـلَّ مُنيـةِ
بها مثلَما أمسَيـتُ أصبَحـتُ مُغرَمـاً .... وما أَصبَحَت فيهِ من الحسـنِ أمسـتِ
فلو مَنَحت كلّ الوَرى بعضَ حُسنهـا، .......خَـلا يوسُـفٍ، مـا فاتَهُـم بِمَزِيّـةِ
صرَفتُ لها كُلّي، علـى يـدِ حُسنِهـا ...... فضاعفَ لـي إحسانُهـا كـلَّ وصلَـةِ
يُشاهِـدُ منّـي حُسنَهـا كُــلُّ ذَرّةٍبها ...... كلُّ طرفٍ جالَ فـي كـلِّ طرفـةِ
ويثنـى عليهـا فـيَّ كــلُّ لطيـفـةٍ ....... بكُلّ لِسانٍ، طـالَ فـي كُـلّ لَفظَـةِ
وأنشَـقُ رَيّـاهـا بِـكُـلّ دَقيـقَـةٍ ....... بهـا كـلُّ أنـفٍ ناشـقٍ كـلَّ هبَّـةِ
ويسمـعُ منـي لفظهـا كـلُّ بضعـةٍ ..... بهـا كـلُّ سمـعٍ سامـعٍ متنـصِّـتِ
ويَلْثُـمُ منّـي كُـلُّ جُــزٍ لِثامَـهـا ........ بكـلِّ فـمٍ فـي لَثمـهِ كـلُّ قبلـةِ
وسارَ ومَتـنُ الرّيـحِ تحـتَ بِساطِـه ..... بـهِ كـلُّ قلـبٍ فيـهِ كـلُّ محـبَّـةِ
وأغرَبُ ما فيها استَجَدتُ، وجـادَ لـي ..... بهِ الفتحُ كشفـاً مُذهبـاً كـلَّ ريبـةِ
شُهودي بعَينِ الجمـعِ كـلَّ مُخالِـفٍ، ...... ولـيَّ ائتـلافٍ صــدُّهُ كالـمـودَّةِ
فشكري لهـذا حاصـلٌ حيـثُ برُّهـا ..... لِـذا واصـلٌ والكـلُّ آثـارُ نعمتـي
وغيري على الأغبـارِ يُثنـي وللسِّـوى ..... سـواي، يثنِّـي منـه عطفـاً لِعطَفَتـي
وشكـريَ لـي والبِـرُّ منـيَ واصـلٌ ..... إلـيَّ ونفسـي باتِّحـادي استـبـدَّتِ
و ثَمَّ أمـورٌ تـم لـي كشـفُ سِترهـا ...... بصحوِ مفيـقٍ عـن سـوايَ تغطَّـتِ
وعنـيَ بالتَّلـويـحِ يفـهـمُ ذائِــقٌ ..... غَنِـيٌّ عـنِ التّصـريـحِ للمُتَعَـنّـتِ
بها لم يبُحْ من لـم يُبـح دمَـهُ وفـي ..... الإشارةِ معنًـى مـا العبـارةُ حـدَّتِ
ومَبـدأُ إبـداهـا الـلّـذانِ تَسَبّـبَـا .... إلـي فُرقتـي والجمـعُ يأبـى تشتُّتـي
هُما مَعَنا فـي باطـنِ الجَمـعِ واحـدٌ ..... وأرْبَعَـة ٌ فـي ظاهـرِ الفَـرقِ عُـدّتِ
وإنّي وإيّاهـا لَـذاتٌ، ومَـن وَشـى ..... بهـا وثنـى عنهـا صِفـاتٌ تـبـدَّتِ
فـذا مُظهـرٌ للـرُّوحِ هـادٍ لأفقِهَـا ...... شهـوداً بـدا فـي صيغـةٍ معنـويَّـةِ
وذا مظهـرٌ للّنفـسِ حـادٍ لرفقِـهـا .... و جُوداً، غـدا فـي صِيغَـةٍ صُوَرِيَّـةِ
ومَن عَرَفَ الأشكالَ مِثْليَ لـم يَشُـبْهُ .... شركُ هدىً في رفعِ إشكـالِ شبهـةِ
فَذاتـيَ باللّـذّاتِ خَصّـت عَوالِمـي ..... بمجموعهـا إمـدادَ جمـعٍ وعـمَّـتِ
و جادت، ولا استعدادَ كَسبٍ بفيضِها، .... وقبـلَ التّهَيّـي، للقبـولِ، استعـدّتِ
فبالنّفـسِ أشبـاحُ الوُجـودِ تنَعّمَـت ..... وبالـرّوحِ أرواحُ الشّهُـودِ تَهَـنّـتِ
وحـالُ شُهودي:بيـنَ سـاعٍ لأفقِـهِ، ..... ولاحٍ مـراعٍ رفـقـهُ بالنَّصيـحـةِ
شهيدٌ بحالـي، فـي السّمـاعِ لجاذِبـي ..... قَضـاءُ مَقَـرّي، أو مَمَـرُّ قضيّـتـي
ويثبِـتُ نفـيَ الإلتبـاسِ تطابـقُ ...... المثاليـنِ بالخمـسِ الحـواسِ المبيـنـةِ
وبين يديْ مرمـاي دونَـكَ سـرَّ مـا .... تلقَّتـهُ منهـا النَّفـسُ سـراً فألقَـتِ
إذا لاحَ معنى الحُسـنِ فـي أيّ صـورَةٍ ..... وناحَ مُعنّـى الحُـزنِ فـي أيّ سُـورَةِ
يُشاهِدُهـا فِكـري بِطَـرفِ تَخيّلـي ..... ويسمعُهـا ذكـرى بمسمَـعِ فِطنتـي
و يُحضرهـا للنَّفـسِ وهمـي تصـوُّراً .... فيحسَبُها، في الحِـسّ، فَهمـي، نديمتـي
فأعجبُ مـن سُكـري بغيـرِ مُدامـةِ ..... وأطـربُ فـي سـرِّي ومنـيَ طربتـي
فيرقـصُ قلبـي وارتعـاشُ مفاصلـي ... يصفِّـقُ كالشَّـادي وروحـيَ قينتـي
ومـا برحَـت نفسـي تقـوَّتُ بالمُنـى .... وتمحو القوى بالضُّعـف حتـى تقـوَّتِ
هنـاك وجـدتُ الكائنـاتِ تحالفـت ..... علـى أنَّهـا والعـونُ منـي مُعينتـي
ليجعـلَ شملـي كـلُّ جارحـةٍ بهـا ..... ويشملَ جمعـي كـلُّ منبـتِ شعـرةِ
ويَخلْـعَ فينـا، بيننـا، لُبـسَ بيننـا ....... علـى أنَّنـي لـم أَلفِـه غيـر ألـفَـةِ
تنبَّـهْ لنقـلٍ الحـسِّ للنَّفـسِ راغبـاً .... عن الدَّرسِ ما أبدت بوحـي البديهـةِ
لِروحيَ يُهدى ذكرهـا الـرَّوحَ كلَّمـا ..... سَرَتْ سَحـراً منهـا شمـالٌ وهبَّـتِ
ويَلتَـذُّ إن هاجَتـهُ سَمعـيَ بالضُحـى .... علـى وَرَقٍ وُرْقٌ شـدَت وتغـنَّـتِ
وينعـمُ طرفـي إن روتــهُ عشـيَّـةً ...... لإنسانِـهِ عَنهـا بُـروقٌ، وأهــدَتِ
ويَمنَحـهُ ذَوقـي ولمسـيَ أكـؤسَ ...... الشَّـرابِ إذا ليـلاً عـلـيَّ أُديــرتِ
و يوحيـهِ قلبـي لِلجَوانِـحِ، باطِـنـاً ..... وتَظفَـرُ آسـادُ الشّـرى بالفَريـسـةِ
ويحضِرُني في الجمعِ مـن باسمهـا ..... شـدافأَشهَدُهـا، عِنـدَ السّمـاعِ، بجُملتـي
فَيَنحو سَماءَ النّفحِ روحي ومَظهَري ..... المُسَـوَّى بهـا يحنـو الأتـارِبِ تُربَتـي
فمنـيَ مجـذوبٌ إليـهـا وجــاذبٌ ...... إليهِ ونزعُ النـزعِ فـي كـلِّ جذبـةِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنّ نَفسـي تَـذَكّـرَت ..... حَقيقَتها، مِن نَفسِهـا، حيـنَ أوحَـتِ
فَحَنّت لِتَجريـدِ الخِطـابِ بِبـرزَخِ ....... التـرابِ وكــلٌّ آخــذٌ بأزمَّـتـي
و يُنبيكَ عن شأنـي الوليـدُ وإن نشَـا ....... بليـداً بإلهـامٍ كـوحـيٍ وفطـنـةِ
و ما نالَ شيئاً منهُ غيري سـوى فتَـىً .... على قدمي في القبضِ والبسطِ مـا فتَـى
فلا تَعشُ عن آثارِ سَيريَ، واخشَ ... عـيْنَ إيثارِ غيري، واغـشَ عَيـنَ طريقتـي
فؤادي وَلاها، صاحِ، صاحِي الفؤادِ فـي ..ولايـة ِ أمـري داخـلٌ تحـتَ إمرتـي
ومُلكُ مَعالي العِشقِ مُلكي، وجنـديَ ..... المَعانـي وكـلُّ العاشقـيـنَ رعيَّـتـي
فتى الحبّ، ها قد بِنتُ عنهُ بحُكـمِ ..... مَـنيـراهُ حِجابـاً فالهـوَى دونَ رُتبـتـي
وجاوزتُ حدَّ العشقِ فالحـبُّ كالقلـى ..... على شـأوِ معـراجِ اتّحـاديَ رحلتـي
فطِبْ بالهَوَى نَفساً، فقد سُدتَ أنفُسَ ..... العِبـادِ مِـنَ العُبّـادِ، فـي كُـلّ أُمّـةِ
وغيري على الأغيارِ يُثنـي، وللسّـوى .......بظاهِـرِ أعمـالٍ ونـفـسٍ تـزكـتِ
و جُزْ مُثقَلاً، لو خَـفَّ طَـفَّ موُكَّـلاً ...... بمنقـولِ أحكـامٍ، وَمَعقـولِ حِكمـة
و حُز بالـولا ميـراثَ أرفـعِ عـارفٍ .... غـدا همُّـهُ إيثـارَ تأثـيـرِ هِـمَّـةِ
و تِهْ ساحباً، بالسُّحبِ، أذيـالَ عاشِـقٍ ..... بوصلٍ علـى أعلـى المجـرَّةِ جُـرَّتِ
وجُل فـي فُنـونِ الإتّحـادِ ولاتَحِـد ..... إلى فِئـةٍ، فـي غيـرِهِ العُمـرَ أفنَـتِ
فواحِـدُهُ الجَـمُّ الغَفيـرُ، ومَـنْ غَـداهُ ...... شِرذمـةٌ حُجَّـت بأبلـغِ حُـجَّـةِ
قمتَّ بمعنـاهُ وعِـش فيـهِ أو فَمُـت .... مُعَنّـاهُ، واتْبَـع أمّـةً فيـهِ أمّــتِ
فأنتَ بهذا المَجدِ أجـدَرُ مـن أخـي ..... اجتِهـادٍ، مُجِـدٍّ عـن رجـاءٍ وخِيفَـةِ
وغَيرُ عَجيـبٍ هَـزُّ عِطفيـكَ، دونَـهُ .... بِأهنَـا وأنـهَـى لــذَّةٍ ومـسـرَّةِ
وأوصافُ مَن تُعزى إليهِ، كمِ اصطَفَـت ..... مِـنَ النَّـاسِ منسيّـاً وأسمـاهُ أسمَـتِ
وأنتَ علـى مـا أنـتَ عنِّـىَ نـازحٌ ..... وليـسَ الثُّريَّـا، للثَّـرى ، بِقَريـنَـةِ
بِهـا كعِبـاراتٍ، لـدَيـكَ جَلِـيّـةٍ ....... كطورِكَ حيثُ النَّفسُ لـم تـكُ ظُنَّـتِ
وحَدُّكَ هذا، عنـدَهُ قـف، فَعنـهُ ...... لـوْتقدَّمـتَ شيئـاً لاخترقـتِ بجـذوةِ
و قَدْري، بحيـثُ المـرءُ يُغبَـطُ دونـهُ ..... سُمُوّاً ولكـن فـوق قـدركَ غِبطتـي
وكـلُّ الـورى أبنـاءُ آدمَ غـيـرَ أنَّنِي ..... حُزتُ صَحوَ الجمعِ، من بينِ إخوَتـي
فسعـي كليـمـيُّ وقلـبـي منـبَّـأُ ...... بأحـمـدَ رؤيــا مقـلـةٍ أحمـديـة
وروحيَ لـلأرواحِ روحٌ و كـل مـا ..... ترى حَسَناً في الكونِ من فيـضِ طينتـي
فذرْ لـيَ مـا قبـلَ الظهـورِ عرفتُـهُ ...... خصوصاً وبي لم تدرِ فـي الـذَّرِّ رُفقتـي
ولا تُسْمِني فيهـا مُريـداً فمَـنْ دُعـي ..... مُـراداً لهـا جَذبـاً فقيـرٌ لعصمـتـي
وألغِ الكُنـى عنِّـي ولا تَلـغُ ألكَنـاًبها ...... فهيَ مـن آثـارِ صيغـةِ صنعَتـي
وعن لَقَبي بالعارِفِ ارجِع فـإن تَـرَ ..... التَّنابُزَ بالألقـابِ فـي الذِّكـرِ تُمقَـتِ
فأصغَـرُ أتباعـي علـى عيـنِ قلبـهِ ...... عرَائِـسُ أبكـارِ المَعـارِفِ، زُفَّــتِ
جنَى ثمرَ العرفـانِ مـن فـرعِ فِطنـةٍ ...... زكا بِاتّباعي، وهُوَ مِـن أصـلِ فِطرَتـي
فإن سِيلَ عـن مَعنـىً أتَـى بغرائـبٍ ..... عن الفهمِ جلَّتِ بل عن الوهـمِ دقَّـتِ
و لا تدعُنـي فيهـا بنَعـتٍ مُـقَـرَّبٍ ..... أراهُ بِحُكـمِ الجمـعِ فَـرقَ جريـرَةِ
فوَصليَ قَطعـي، واقترابـي تَباعُـدي، ...... و ودِّيَ صَـدِّى وانتهائـي بَـدَاءتـي
وفي مَن بهـا ورَّيـتُ عنِّـي ولـم أُرِد ...... سوايَ، خَلَعتُ اسمي ورَسمـي وكُنيتـي
فسِرتُ إلـى مـا دونَـه وَقَـفَ الأُلـى ....... وضلَّـت عقـولٌ بالعوائـدِ ضـلَّـتِ
فلا وصْفَ لي والوصفُ رسمٌ كذاكَ ...... الاسمِ وَسمٌ، فإن تَكنـي، فَكَـنِّ أو انعَـتِ
ومِن أنـا إيّاهـا إلـى حيـثُ لا إلـى ...... عرَجتُ، وعطّـرتُ الوُجـودَ برَجعتـي
وعـن أنـا إيَّـايَ لباطـن حكـمـةٍ .... وظاهِـرِ أحكـام، أُقيمَـت لدَعوَتـي
فغايـةُ مجذوبـي إليـهـا ومُنتـهـى ..... مُراديـهِ مـا أسلفتُـهُ قبلـي توبـتـي
ومِنِّـيَ أَوجُ السابقـيـنَ بزعمـهِـمْ ...... حَضيضُ ثـرَى آثـارِ موضِـعِ وَطأتـي
وآخرُ مـا بعـدَ الإشـارةِ حيـثُ لا ..... تَرَقّي ارتفـاعٍ، وضـعُ أوّلِ خَطوتـي
فمـا عـالِـمٌ إلاّ بفَضـلِـيَ عـالِـمٌ ......و لا ناطِـقٌ فـي الكَـونِ إلاّ بمِدحَتـي
ولاغَروَ أن سُدتُ الأُلى سَبَقـوا، .... وقـدتمسَّكـتُ مـن طـهَ بأوثـقِ عُـروةِ
عليهـا مَجـازيٌّ سَلامـي، فإنّـمـا ...... حقيقـتُـهُ مِـنـي إلــيَّ تحـيّـتـي
وأطيبُ مـا فيهـا وجـدتُ بِمبتـدا ...... غرامي، وقد أبـدى بهـا كُـلَّ نَـذرَةِ
ظهوري و قد أخفيـتُ حالـيَ مُنشـداًبهـا، ..... طَرَبـاً، والحـالُ غيـرُ خَفيّـةِ
بَدَت، فرأيتُ الحَزمَ في نَقـضِ توبتـي، ...... و قامَ بها عنـدَ النُّهـى عُـذرُمحنَتـي
فمنها أماني مَـن ضنـى جَسَـدِي بهـا ...... أمانـيُّ آمـالٍ سَخَـت ثـمَّ شحَّـتِ
وفيها تَلافي الجِسْمِ، بالسُّقـمِ، صِحّـةٌ ...... لـه وتـلافُ الَّنفـسِ نفـسُ الفئـوَّةِ
ومَوتـي بهـا، وجـداً، حيـاةٌ هَنيئـةٌ ....... وإن لم أمُت في الحُـبِّ عِشـتُ بِغُصّـةِ
فيا مُهجتـي ذوبـي جـوىً وصبابـةً ..... ويا لوعَتـي كونـي، كـذاكَ، مُذيبتـي
ويا نارَ أحشائي أقيمـي مـن الجـوَى ..... حنايَـا ضُلوعـي فهـيَ غيـرُ قويمـةِ
ويا حُسنَ صبري في رِضى مـن أُحبُّهـا .... تجمّل، وكُنْ للدّهرِ بـي غيـرَ مُشمِـتِ
ويا جَلَدي فـي جنـبِ طاعـةِ حُبِّهـا .... تحمَّل عَـداَكَ الكَـلُّ كُـلَّ عظيمـةِ
ويا جسَدي المُضنَى تسَلَّ عـن الشِّفَـا ..... ويـا كبِـدي مَـن لـي بـأن تتَفتَّتـي
ويا سقَمـي لا تُبـقِ لـي رمقـاً فقـد .... أبيـتُ، لبُقيـا الـعِـزِّ، ذُلَّ البَقـيّـةِ
ويا صحَّتي ما كانَ من صُحبتي انْقضـى ..... و وصلُك في الأحشاءِ ميْتـاً كهجـرَةِ
ويا كلّ ما أبقى الضّنـى منّـيَ ارتحِـلْ ..... فما لكَ مـأوىً فـي عظـامٍ رَميمـةِ
ويا ما عسَـى منّـي أُناجـي تَوَهّمـاً ..... بياءِ النَّـدا أُونِسـتُ منـكَ بوحشـةِ
وكلُّ الَّـذي ترضـاهُ والمـوتُ دونَـهُ ..... بـهِ أنـا راضٍ، والصّبابـةُ أرضَــتِ
ونَفسِيَ لـم تَجـزَع بإتلافِهـا أسـىً ..... ولو جَزِعَت كانـت بغيـري تأسَّـتِ
وفي كُـلِّ حـيٍّ كـلُّ حـيٍّ كَميِّـتٍ ..... بها، عِندهُ قَتـلُ الهَـوى خيـرُ مَوتَـةِ
تجمَّعـتِ الأهـواءُ فيهـا فمَـا تـرى ....... بها غَيرَ صَبٍّ، لا يـرى غيـرَ صَبـوَةِ
إذا سَفَرَت فـي يـومِ عيـدٍ تزاحمَـت ..... علـى حُسنهِـا أبصـارُ كـلِّ قبيلـةِ
فأرواحُهُـم تصبُـوا لِمعنـى جمالِـهَـا ..... وأحداقُهُم مـن حُسنِهـا فـي حديقـةِ
وعنديَ عيـدي كُـلَّ يـومٍ أرى بـهِ ...... جَمـالَ مُحَيّاهـا، بعَـيـنٍ قـريـرةِ
وكلُّ اللَّيالـي ليلـةُ القـدرِ إن دنَـت ...... كما كُـلُّ أيَّـامِ اللِّقـا يـومُ جُمعـةِ
و سَعيٌ لهـا حـجٌّ بـهِ كُـلُّ وَقفـةٍ ...... على بابها قـد عادلَـت كُـلَّ وَقفـةِ
و أيُّ بـلادِ اللّـهِ حَلّـت بهـا، فمـا، .... أراها، وفي عيني حَلَـتْ، غيـرَ مكّـةِ
وأيُّ مكـانٍ ضمَّهـا حَــرَمٌ كــذا ...... أرى كـلّ دارٍ أوطَنَـت دارَ هِجـرَةِ
ومـا سكَنَتـهُ فَهـوَ بَيـتٌ مُـقَـدَّسٌ ...... بقـرَّةِ عينـي فيـهِ أحشـايَ قــرَّتِ
و مَسجِدِيَ الأقصَى مساحِـبُ بُرْدهـا .... وطيبـي ثَـرى أرضٍ، عليهـا تمَشّـتِ
مواطـنُ أفراحـي و مَربَـى مـآربـي ..... وأطـوارُ أوطـاري ومأمـنُ خِيفتـي
مَغانٍ، بِها لـم يَدخُـلِ الدّهـرُ بيننـا، .... ولا كادَنـا صـرفُ الزّمـانِ بفُرقَـةِ
و لا سَعتِ الأيَّـامُ فـي شَـتِّ شملِنَـا ....... ولا حكمـت فينـا اللَّيالـي بِجفـوةِ
ولا صبَّحتنـا النَّائـبـاتُ بِنَـبـوَةٍولا ..... حَدَّثَتنـا الحـادِثـاتُ بنَكـبَـةِ
ولا شنَّـعَ الواشـي بصـدٍّ وهجـرةٍ ....ولا أرجَـفَ اللاَّحـي ببيـنٍ وسلـوَةِ
ولا استيقظتْ عينُ الرَّقيبِ ولـمْ تـزلْ .....عليَّ لهَـا فـي الحـبِّ عينـي رقيبتـي
ولا اختُصّ وَقـتٌ دونَ وقـتٍ بطَيبَـةٍ ... بهـا كـلُّ أوقاتـي مواسِـمُ لــذَّةِ
نهـاري أصيـلٌ كلُّـهُ إن تنسَّـمـتْ ....... أوائيـلُـهُ مِنـهـا بــرَدِّ تحِيّـتـي
و ليلـيَ فيهـا كـلـهُ سـحَـرٌ إذاسرَى .... ليَّ منهـا فيـهِ عـرفُ نُسيمـةِ
وإن طَرَقـت لَيـلاً، فشَهـرِيَ كُـلّـهُ ....... بهـا ليلـةُ القـدرِ ابتهاجـاً بـزورةِ
وإن قَرُبَـت داري، فعـامـيَ كُـلّـهُ ..... ربيعُ اعتـدالٍ، فـي رِيـاضٍ أريضَـةِ
وإن رَضيـت عنـي، فعُمـريَ كُـلُّـهُ ......زمانُ الصّبا طيبـاً، وعصـرُ الشبيبَـةِ
لئـن جمعَـت شمـلَ المحاسـنِ صـورةٍ .... شَهِـدتُ بهـا كُـلّ المَعانـي الدّقيقَـةِ
فقْ جَمَعَـت أحشـايَ كـلَّ صَبابـةٍ ..... بها وجوىً يُنبيكَ عـن كـلِّ صبـوةِ
و لِم لا أُباهي كُلّ مَـن يدّعـي الهـوَى ...... بها و أُناهـي فـي افتخـاري بحُظـوةِ
وقد نِلتُ منها فوقَ مـا كنـتُ راجيـاً ..... وما لم أكن أمّلـتُ مـن قُـربِ قُربَتـي
وأرغَمَ أنـفَ البَيـنِ لُطْـفُ اشتِمالِهـا ...... علـيَّ بمـا يُربـى علـى كـلَّ مُنيـةِ
بها مثلَما أمسَيـتُ أصبَحـتُ مُغرَمـاً .... وما أَصبَحَت فيهِ من الحسـنِ أمسـتِ
فلو مَنَحت كلّ الوَرى بعضَ حُسنهـا، .......خَـلا يوسُـفٍ، مـا فاتَهُـم بِمَزِيّـةِ
صرَفتُ لها كُلّي، علـى يـدِ حُسنِهـا ...... فضاعفَ لـي إحسانُهـا كـلَّ وصلَـةِ
يُشاهِـدُ منّـي حُسنَهـا كُــلُّ ذَرّةٍبها ...... كلُّ طرفٍ جالَ فـي كـلِّ طرفـةِ
ويثنـى عليهـا فـيَّ كــلُّ لطيـفـةٍ ....... بكُلّ لِسانٍ، طـالَ فـي كُـلّ لَفظَـةِ
وأنشَـقُ رَيّـاهـا بِـكُـلّ دَقيـقَـةٍ ....... بهـا كـلُّ أنـفٍ ناشـقٍ كـلَّ هبَّـةِ
ويسمـعُ منـي لفظهـا كـلُّ بضعـةٍ ..... بهـا كـلُّ سمـعٍ سامـعٍ متنـصِّـتِ
ويَلْثُـمُ منّـي كُـلُّ جُــزٍ لِثامَـهـا ........ بكـلِّ فـمٍ فـي لَثمـهِ كـلُّ قبلـةِ
وسارَ ومَتـنُ الرّيـحِ تحـتَ بِساطِـه ..... بـهِ كـلُّ قلـبٍ فيـهِ كـلُّ محـبَّـةِ
وأغرَبُ ما فيها استَجَدتُ، وجـادَ لـي ..... بهِ الفتحُ كشفـاً مُذهبـاً كـلَّ ريبـةِ
شُهودي بعَينِ الجمـعِ كـلَّ مُخالِـفٍ، ...... ولـيَّ ائتـلافٍ صــدُّهُ كالـمـودَّةِ
فشكري لهـذا حاصـلٌ حيـثُ برُّهـا ..... لِـذا واصـلٌ والكـلُّ آثـارُ نعمتـي
وغيري على الأغبـارِ يُثنـي وللسِّـوى ..... سـواي، يثنِّـي منـه عطفـاً لِعطَفَتـي
وشكـريَ لـي والبِـرُّ منـيَ واصـلٌ ..... إلـيَّ ونفسـي باتِّحـادي استـبـدَّتِ
و ثَمَّ أمـورٌ تـم لـي كشـفُ سِترهـا ...... بصحوِ مفيـقٍ عـن سـوايَ تغطَّـتِ
وعنـيَ بالتَّلـويـحِ يفـهـمُ ذائِــقٌ ..... غَنِـيٌّ عـنِ التّصـريـحِ للمُتَعَـنّـتِ
بها لم يبُحْ من لـم يُبـح دمَـهُ وفـي ..... الإشارةِ معنًـى مـا العبـارةُ حـدَّتِ
ومَبـدأُ إبـداهـا الـلّـذانِ تَسَبّـبَـا .... إلـي فُرقتـي والجمـعُ يأبـى تشتُّتـي
هُما مَعَنا فـي باطـنِ الجَمـعِ واحـدٌ ..... وأرْبَعَـة ٌ فـي ظاهـرِ الفَـرقِ عُـدّتِ
وإنّي وإيّاهـا لَـذاتٌ، ومَـن وَشـى ..... بهـا وثنـى عنهـا صِفـاتٌ تـبـدَّتِ
فـذا مُظهـرٌ للـرُّوحِ هـادٍ لأفقِهَـا ...... شهـوداً بـدا فـي صيغـةٍ معنـويَّـةِ
وذا مظهـرٌ للّنفـسِ حـادٍ لرفقِـهـا .... و جُوداً، غـدا فـي صِيغَـةٍ صُوَرِيَّـةِ
ومَن عَرَفَ الأشكالَ مِثْليَ لـم يَشُـبْهُ .... شركُ هدىً في رفعِ إشكـالِ شبهـةِ
فَذاتـيَ باللّـذّاتِ خَصّـت عَوالِمـي ..... بمجموعهـا إمـدادَ جمـعٍ وعـمَّـتِ
و جادت، ولا استعدادَ كَسبٍ بفيضِها، .... وقبـلَ التّهَيّـي، للقبـولِ، استعـدّتِ
فبالنّفـسِ أشبـاحُ الوُجـودِ تنَعّمَـت ..... وبالـرّوحِ أرواحُ الشّهُـودِ تَهَـنّـتِ
وحـالُ شُهودي:بيـنَ سـاعٍ لأفقِـهِ، ..... ولاحٍ مـراعٍ رفـقـهُ بالنَّصيـحـةِ
شهيدٌ بحالـي، فـي السّمـاعِ لجاذِبـي ..... قَضـاءُ مَقَـرّي، أو مَمَـرُّ قضيّـتـي
ويثبِـتُ نفـيَ الإلتبـاسِ تطابـقُ ...... المثاليـنِ بالخمـسِ الحـواسِ المبيـنـةِ
وبين يديْ مرمـاي دونَـكَ سـرَّ مـا .... تلقَّتـهُ منهـا النَّفـسُ سـراً فألقَـتِ
إذا لاحَ معنى الحُسـنِ فـي أيّ صـورَةٍ ..... وناحَ مُعنّـى الحُـزنِ فـي أيّ سُـورَةِ
يُشاهِدُهـا فِكـري بِطَـرفِ تَخيّلـي ..... ويسمعُهـا ذكـرى بمسمَـعِ فِطنتـي
و يُحضرهـا للنَّفـسِ وهمـي تصـوُّراً .... فيحسَبُها، في الحِـسّ، فَهمـي، نديمتـي
فأعجبُ مـن سُكـري بغيـرِ مُدامـةِ ..... وأطـربُ فـي سـرِّي ومنـيَ طربتـي
فيرقـصُ قلبـي وارتعـاشُ مفاصلـي ... يصفِّـقُ كالشَّـادي وروحـيَ قينتـي
ومـا برحَـت نفسـي تقـوَّتُ بالمُنـى .... وتمحو القوى بالضُّعـف حتـى تقـوَّتِ
هنـاك وجـدتُ الكائنـاتِ تحالفـت ..... علـى أنَّهـا والعـونُ منـي مُعينتـي
ليجعـلَ شملـي كـلُّ جارحـةٍ بهـا ..... ويشملَ جمعـي كـلُّ منبـتِ شعـرةِ
ويَخلْـعَ فينـا، بيننـا، لُبـسَ بيننـا ....... علـى أنَّنـي لـم أَلفِـه غيـر ألـفَـةِ
تنبَّـهْ لنقـلٍ الحـسِّ للنَّفـسِ راغبـاً .... عن الدَّرسِ ما أبدت بوحـي البديهـةِ
لِروحيَ يُهدى ذكرهـا الـرَّوحَ كلَّمـا ..... سَرَتْ سَحـراً منهـا شمـالٌ وهبَّـتِ
ويَلتَـذُّ إن هاجَتـهُ سَمعـيَ بالضُحـى .... علـى وَرَقٍ وُرْقٌ شـدَت وتغـنَّـتِ
وينعـمُ طرفـي إن روتــهُ عشـيَّـةً ...... لإنسانِـهِ عَنهـا بُـروقٌ، وأهــدَتِ
ويَمنَحـهُ ذَوقـي ولمسـيَ أكـؤسَ ...... الشَّـرابِ إذا ليـلاً عـلـيَّ أُديــرتِ
و يوحيـهِ قلبـي لِلجَوانِـحِ، باطِـنـاً ..... وتَظفَـرُ آسـادُ الشّـرى بالفَريـسـةِ
ويحضِرُني في الجمعِ مـن باسمهـا ..... شـدافأَشهَدُهـا، عِنـدَ السّمـاعِ، بجُملتـي
فَيَنحو سَماءَ النّفحِ روحي ومَظهَري ..... المُسَـوَّى بهـا يحنـو الأتـارِبِ تُربَتـي
فمنـيَ مجـذوبٌ إليـهـا وجــاذبٌ ...... إليهِ ونزعُ النـزعِ فـي كـلِّ جذبـةِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنّ نَفسـي تَـذَكّـرَت ..... حَقيقَتها، مِن نَفسِهـا، حيـنَ أوحَـتِ
فَحَنّت لِتَجريـدِ الخِطـابِ بِبـرزَخِ ....... التـرابِ وكــلٌّ آخــذٌ بأزمَّـتـي
و يُنبيكَ عن شأنـي الوليـدُ وإن نشَـا ....... بليـداً بإلهـامٍ كـوحـيٍ وفطـنـةِ
الكلمات المفتاحية :
احكام صوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: