تائية ابن الفارض 2
تائية ابن الفارض 2
لسانيَ إنْ أبـدَى إذا مـا تـلا اسمهـا ...... له وصفُه سمعـي ومـا صـمَّ يصمُـتِ
وأذنـيَ إنْ أهـدى لسانِـيَ ذكـرَهـا ...... لقلبي ولم يستعبـدِ الصَّمـتَ صُمّـتِ
أغـارُ عليهـا أن أهـيـمَ بِحُبّـهـا ....... وأعـرِفُ مِقـداري، فأُنكـرُ غيـرَتـي
فتُختَلَسُ الـرّوحُ ارتياحـاً لهـا، ...... ومـاأبـرِّئُ نفسـي مـن توهُّـمِ مُنـيـةِ
يراها على بعـدٍ عـن العيـنِ مسمعـي ..... بطيـفِ مـلامٍ زائـرٍ حيـن يقطتـي
فَيَغبِطُ طَرفي مِسمَعـي عنـدَ ذِكرهـا ..... وتَحسِـدُ مـا أفنَتـهُ مِنّـي، بقيّـتـي
أممتُ أمامـي فـي الحقيقـةِ فالـورَى .... ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتـي
يراهـا أمامـي فـي صلاتـيَ ناظـري .... ويشهدُنـي قلـبـي أمــامَ أئمَّـتـي
ولا غـروَ إن صلَّـى الإمـامُ إلـيَّ إنْ ....ثوَتْ في فُؤادي و هْـي قِبلـةُ قبلتـي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحـوي توجَّهـت ... بما تـمَّ مـن نُسـكٍ وحـجٍّ وعمـرةِ
لهـا صلـواتـي بالمـقـامِ أُقيمـهـا ..... وأشهَـدُ فيهـا أنّهـا لـيَ صَـلّـتِ
كِلانَـا مُصَـلٍّ واحِـدٌ، ساجِـدٌ إلـى ..... حقيقَتِهِ، بالجمـعِ، فـي كـلّ سجـدَةِ
وما كان لي صَلّى سِـواي، ولـم تكـن ....... صلاتي لغيـري فـي أدا كـلِّ ركعـةِ
إلى كم أُواخي السِّترَ ها قـد هتَكتُـهُ، ...... وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقـدِ بيعتـي
مُنِحتُ ولاهاً يـومَ لا يـومَ قبـلَ أنْ ..... بَدَتْ عند أخـذِ العهـدِ، فـي أوّليّتـي
فِنلـتُ ولاهـاً لابسـمـعِ ونـاظـرٍ ...... ولا باكتسـابٍ واجتـلابِ جبـلَّـةِ
وهِمتُ بها في عالـمِ الأمـرِ حيـثُ لا ....... ظهورٌ وكانـت نَشوتـي قبـلَ نشأتـي
فأفنى الهوى مـا لـم يكُـن ثَـمّ باقيـاً ..... هُنا، من صِفـاتٍ بينَنـا فأضمحلّـتِ
فألفيـتُ مـا ألقَيـتُ عنّـيَ صـادراًإلــيَّ ومـنِّــي وارداً بمـزيـدَتـي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفـاتِ الّتـي بهـا ....... تحجَّبتِ عنِّي فـي شُهـودي وحِجبَتـي
وإنـي التـي أحبَبتُهـا، لامَحـالـةً، ...... وكانت لهـا نفسـي علـيَّ مُحيلَتـي
فهامَت بها من حيثُ لم تدرِ، وهْـيَ فـي ...... شُهودي، بنفس الأمـرِ غيـر جَهولَـةِ
و قد آن لي تفصيلُ مـا قلـتُ مُجمـلاً ...... وإجمالُ مـا فصَّلـتُ بسطـاً لبسطَتـي
أفـادَ اتخـاذي حُبَّهـا، لاتّحـادنـا، ....... نـوادرُ عـن عـادِ المحبِّيـنَ شــذَّتِ
يَشي لي بِيَ الواشـي إليهـا، ولائمـيعليها، بها يُبـدي، لديهـا، نَصيحَتـي
فأوسِعُهَـا شكـراً وماأسلفَـت قِلَـىً ..... وتمَنحُنِـي بِـرّاً لـصـدقِ المحـبَّـة ِ
تقرَّبـتُ بالنَّفـسِ احتسابـاً لهـا ولـمْ ....... أَكـنْ راجِيـاً عنهـا ثوابـاً، فأدنَـتِ
وقدَّمـتُ مالـي فـي مآلـيَ عـاجـلاً ...... ومـا إنْ عساهـا أنْ تكـونَ مُنِيلتَـي
وخلَّفتُ خلفـي رؤيتـي ذاكَ مخلصـاً ..... ولسـتُ بـراضٍ أن تكـونَ مطيَّتـي
فأثنيـتَ لـي إلقـاءُ فقـريَ والغَنَـى .... فضيلةَ قصـدي فاطَّرحـتُ فضيلَتـي
فلاحَ فلاحي في اطّراحـي، فأصبحـتْ .... ثوابـيَ لا شيئـاً سِـواهَـا مُثيبَـتـي
وظِلْتُ بهـا، لا بـي، إليهـا أدُلّ مـنبهِ .... ضلَّ عن سُبلِ الهـدى وهـي دلَّـتِ
فَخَلِّ لهـا، خُلّـي، مُـرادَكَ، مُعطِيـاً ..... قِيـادَك مـن نفـسٍ بهـا مطمئـنَّـةِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عـن ... حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلـكَ تنبُـتِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسـى .... وإيَّـاك عـلاَّ فهـيَ أخطـرُ عـلَّـةِ
وفـي عِلمِـهِ، عـن حاضِريـهِ مزِيَّـةٌ ..... نشاطـاً ولا تُخلِـدْ لعجـزٍ مُـفَـوِّتِ
وَأقدِمْ، وقَدّمْ مـا قَعـدتَ لـهُ مـعَ ..... الخوالِفِ، وَاخرُج عـن قيـود التّلفّـتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سـوفَ فـإن تَجِـدْله ..... نَفَساً فالنَّفـسُ إن جُـدتَ جَـدَّتِ
وأقبِلْ إليهـا، و انحُهـا مُفلِسـاُ، فقـد .... وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلـتَ نصحيتـي
فلـم يَـدنُ منهـا موسِـرٌ باجتِهـادِهِ ....... وعنهـا بـهِ لـم ينـأَ مؤثـرُ عسـرَةِ
بذاكَ جرى شـرطُ الهـوى بيـن أهلـهِ ...... وطائفـة ٌ، بالعَهـدِ، أوفَـت فوَفَّـت
متى عصفَت ريحُ الـولا قصفـتْ أخـا .... غَنـاءٍ، ولـو بالفَقـرِ هَبّـت لَرَبّـت
وأغنـى يميـنٍ باليـسـارِ جـزاؤهـا ....مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُـدَّتِ
وأخلِص لها واخلصْ بها عن رُعونـةِ .... افتقـارِكَ مـن أعمـالِ بـرٍّ تـزكَّـتِ
وعادِ دواعي القيلِ و القالِ، وانجُ مـن ...... عوادي دعاوٍ صدقُهـا قصـدُ سُمعـةِ
فألسُنُ مَـن يُدعـى بألسَـنِ عـارِفٍ ...... وقد عُبِرَتْ كـل العِبـاراتِ، كَلّـتِ
وما عنـه لـم تُفضَـحِ، فإنّـكَ أهلُـهُ ...... وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلـتَ، فاصْمـتِ
سَمِعتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبـدَتِ .....غدا عبدَه مـن ظَنَّـه خَيـرَ مُسكِـتِ
فكُن بَصَراً وانظر وسمعـاً وعـهْ وكـنْ ...... لساناً وقُـل فالجمـعُ أهـدَى طريقـةِ
ولاتتّبِـع مَنْـض سَوّلَـت نفسُـهُ لَـهُ ....... فصـارَت لـهُ أمَّـارةً واستـمـرَّتِ
ودَع ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهـي مِـن .....عِدَاها وعـذ منهـا بأحصَـنِ جُنَّـةِ
فنَفسيَ كانَـت، قبـلُ، لَوّامَـةً متـى .......أُطِعها عَصَت ، أو أعصِ عنها مُطيعَتـي
فأوردتُهـا ماالمـوتُ أيسـرُ بعـضِـهِ ......وأتعَبتُهـا، كَيمـا تَكـون مُريحـتـي
فعـادت، ومهمـا حُمّلَتْـهُ تحَمّـلَـتْهُ ....... مِنّـي، وإنْ خَفَفـتُ عنهـا تـأذَّتِ
و كَلَّفتهُـا، لا بـل كَفَلـتُ قيامهـا ...... بتكليفيهـا حتـى كلفـتُ بِكُلْفـتـي
وأذهبـتُ فـي تهذيبهـا كـلَّ لـذَّةٍ ...... بإبعادِهـا عـن عادِهـا، فاطمـأنّـتِ
ولم يبـقَ هـولٌ دونهَـا مـا ركبتُـهُ ........وأشهَـدُ نفسـي فيـهِ غيـرَ زَكيّـةِ
وكـلُّ مقـامٍ عـن سلـوكٍ قطعتُـهُ ....... عُبـودِيّـةً حَقّقتُـهـا، بـعُـبـودةِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّـا تركـتُ.... مـاأُريـدُ، أرادَتـنـي لـهـا وأحـبّـتِ
فَصِرتُ حبيبـاً، بـل مُحِبّـاً لِنفسِـهِ، ..... وليسَ كقَـولٍ مَـرّ، نفسـي حبيبتـي
خَرَجتُ بها عنّـي إليهـا، فلـم أعُـد ..... إلـيَّ ومثلـي لا يـقـولُ برجـعـةِ
وأفرَدتُ نفسي عن خُروجي، تكرّمـاً، .... فلم أُرضهَـا مـن بعـدِ ذاكَ لصحبَتـي
وغَيّبتُ عن إفـرادِ نفسـي، بحيـثُ لا ..... يُزاحمُنـي إبـداءُ وصـفٍ بحضـرَتـي
و ها أنا أُبدي، فـي اتّحـاديَ، مَبدَئـي .......وأُنهي انتهائـي فـي تواضُـعِ رِفعَتـي
جَلَت ، في تَجَلّيها، الوُجـودَ لِناظـري .....ففـي كـلِّ مرئـيٍّ أراهـا بـرؤيـةِ
وأُشهِدتُ غَيبي، إذ بَـدت، فوجدتُنـي ......هُنالـكَ إيّاهـا بجـلـوةِ خلـوتـي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنتُ عـن ...... وُجودِ شُهـودي، ماحيـاً، غيرَمُثبِـتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محـوِ شاهـدي .... بمَشهدِهِ للصّحـوِ، مـن بَعـد سَكرَتـي
لِيجمَعَ شَملـي كُـلُّ جارِحـةٍ بهـا ..... وذاتـي بذاتـي إذ تحَـلـت تجـلَّـتِ
فَوصفيَ، إذ لم تُـدْعَ باثنَيـنِ، وَصفُهـا ..... وهيئتُهَـا إذ واحـدٌ نـحـنُ هيئـتـي
فإن دُعِيَت كنـتُ المُجيـبَ وإن أكـن ...... منادَىً أجابـت مـن دعانـي ولبَّـتِ
وإن نَطَقَت كنتُ المُناجـي، كـذاك .... إنقصَصتُ حديثـاً إنَّمـا هـي قصَّـتِ
فقـدْ رُفعـت تـاءُ المخاطَـبِ بيننـا ......وفي رفعِهَا عن فُرقـة ِ الفـرقِ رفعتـي
فإن لم يُجـوِّز رؤيـة َ اثنيـن واحـداً..... حِجَـاكَ ولـم يثبـت لبُعـدِ تثـبُّـتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ .... حـينَ لَبـسٍ، بتَبيانَـي سَمـاعٍ ورؤيَـةِ
وأُثبِـتُ بالبُرْهـانِ قولـيَ، ضـاربـاً ... مثـالَ محـقٍّ والحقيـقـة ُ عُمـدَتـي
بمتبوعةٍ يُنبيـكَ فـي الصَّـرعِ غيرُهـا ..... على فمِها فـي مسِّهـا حيـثُ جُنَّـتِ
ومـن لُغَـةٍ تبـدو بغـيـرِ لِسانِـهـا ...... عليـهِ براهيـنُ الأدلَّــة صـحـتِ
فلو واحِداً أمسَيتَ أصبحـتَ واجِـداً ...... مُناَزلـةً مـا قلتـهُ عــن حقيـقـة ِ
و لكن على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفـتِ لـو .... عرفتَ بنفسِ عن هدى الحـقِّ ضلَّـتِ
وفـي حُبّـهِ مَـن عـزَّ توحيـدُ حِبِّـهِ ...... فبالشّـركِ يَصلـى مِنـهُ نـارَ قَطيعَـة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنكَ سِوى السَّوى .... و دعواهُ، حقّاً، عنكَ إن تُمـحَ تثبُـت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَـا ..... مِـنَ اللَّبـسِ، لا أنفـكُّ عـن ثَنَوِيَّـة
أروحُ بفـقـدٍ بالشـهـودِ مؤلِّـفـي ..... و أغـدو بوجـدٍ بالوجـودِ مشتِّتـى
يُفرِّقنـي لـيَّ التـزامـاً بمحـضَـري ...... ويجمعُنـي سلـى اصطلامـاً بِغَيبَـتـي
أخالُ حضيضي الصّحو،والسُّكرَ معرَجي .. إليها ومحـوِي مُنتهـى قـابَ سِدرتـي
فلمّا جلَـوتُ الغَيـنَ عنّـي اجتَلَيتُنـي ..... مفيقـاً ومنـي العيـنُ بالعيـنِ قـرَّتِ
ومِن فاقتـي، سُكـراً، غَنيـتُ إفاقـةً ...... لدى فَرقي الثَّانـي فَجمعـي كَوَحدَتـي
فجاهِد تُشاهد فيـكَ منـكَ وراءَ مـا ...... وصَفتُ، سُكوناً عن وُجـودِ سَكينـةِ
وبـي موقفـي، لا بـل إلـيّ تَوَجّهـي ...... كـذاكَ صَلاتـي لـي، ومِنّـيَ كَعبتـي
فلا تَـكُ مفتونـاً بِحُسنِـكَ، مُعجبـاً ...... بنفسِك موقوفـاً علـى لبـس غـرَّةِ
وفارِق ضَلالَ الفَرقِ، فالجمـعُ مُنتِـجٌ ....هُـدى فِرقَـةٍ، بالاتّحـادِ تَـحَـدّتِ
وصـرِّح باطـلاقِ الجمـالِ ولا تقـل .... بِتَقييـدهِ ، مَيـلاً لـزُخـرُفِ زيـنَـة
فكُـلُّ مَليـحٍ حُسنـهُ مِـن جمالـهـا ..... مُعارٌ لهُ، بـل حُسـنُ كـلّ مَليحـةِ
بها قيسُ لبنى هـامَ بـل كـلُّ عاشـقٍ ..... كمجنـونِ ليلـى أو كُثيِّـرِ عَــزَّةِ
فكُلٌّ صَبا منهُم إلـى وَصـفِ لَبسِهـا ..... بصورةِ حُسنِ لاحَ في حُسـنِ صـورةِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنْ بــدَتْ بِمظـاهِـرٍ ..... فظنُّـوا سِواهَـا وهـيَ فيهـا تجلَّـتِ
بدَت باحتِجـابٍ، واختَفَـت بمظاهِـرٍ..... على صِبَغِ التّلويـنِ فـي كُـلِّ بَـرزَةِ
ففـي النّشـأة ِ الأولـى تَـرَاءَتْ لآدَمٍ ..... بمظهرِ حـوا قبـلِ حُكـمِ الأمومـةِ
فهـامَ بهـا، كَيمـا يكـونَ بـهِ أبـاً ....... ويَظهَـرَ بالزّوجيـنِ حُكْـمُ البُـنُـوّةِ
وكان ابتـدا حُـبِّ المظاهِـرِ بعضَهـا ...... لِبعـضٍ، ولا ضِـدٌّ يُصَـدّ بِبِغـضَـةِ
ومـا برحَـت تبـدو وتخفَـى لِعلَّـةٍ ...... على حسبِ الأوقاتِ في كـلِّ حقبـةِ
وتَظهَـرُ لِلعُشّـاقِ فـي كُـلِّ مظْهَـرٍ ..... مِنَ اللّبسِ، في أشكال حُسـنٍ بدِيعَـةِ
ففـي مـرَّةٍ لُبنـى وأُخـرى بُثيـنـةً ...... وآوِنَـةً تُـدعَـى بـعـزَّةَ عــزَّتِ
ولسـنَ سِوَاهـا لا ولا كُـنَّ غيرهَـا ..... وما إنْ لها، في حُسنِها، مِـنْ شَريكَـةِ
كَـذاكَ بِحُكـمِ الإتّحـادِ بِحُسنِـهـا ...... كما لي بَـدَت، فـي غَيرِهـا وَتَزَيّـتِ
بدوتُ لهـا فـي كـلِّ صـبّ متيَّـمٍ ...... بــأيِّ بـديـعٍ حُسـنُـهُ وبِـأيّـةِ
و ليسوا، بِغَيري فـي الهـوَى ، لتَقَـدّمٍ ......علـيَّ لسبـقٍ فـي اللَّيالـي القديمـةِ
وما القَومُ غَيري فـي هَواهـا، وإِنّمـا ....... ظهرتُ لهم للَّبـس فـي كـلِّ هيئـةِ
ففـي مـرَّةٍ قيسـاً وأخـرى كُثيـراً ....... وآونـة ً أبــدو جمـيـلَ بُثيـنـةِ
تَجَلّيتُ فيهِم ظاهِـراً، واحتَجَبـتُ بـاطِناً .... بهِمِ، فاعجَـب لِكَشـفٍ بِسُتـرةِ
وهُنَّ و هُـمْ لا وهـنَ وهـمٍ مظاهـرٌ .... لنـا، بِتَجَلّينـا بِـحُـبٍ ونَـضْـرَةِ
فكُلُّ فتى حُبٍّ أنا هُـوَ، وهـيَ ....حِـببُّ كلِّ فتـى والكـلُّ أسمـاءُ لُبسـةِ
أسـامٍ بهـا كنـتُ المسمَّـى حقيقـةً ..... وكنتُ لـيَ البـادي بِنَفـسٍ تَخَفّـتِ
ومازلـتُ إيَّاهـا وإيَّـايَ لـم تــزلْ ..... و لا فرقَ بـل ذاتـي لذاتـي أحبَّـتِ
وليسَ معي، في المُلكِ شـيءٌ سِـوايَ .... أومعيَّـةُ لـم تخطُـرْ عـلـى ألمعـيَّـةِ
وهـذِي يـدي لا أنّ نفسـي تخوَّفـت ....سـواي، ولا غيـري لخيـري ترجـت
ولا ذُلَّ إخمـالٍ لِـذِكـري تَوَقّـعَـت .....ولا عِـزَّ إقبـالٍ لشكـري تـوخّـتِ
ولكن لصدِّ الضّـدِّ عـن طعنـهِ علـى ....عُـلا أوليـاءِ المنجـديـنَ بنجـدتـي
رجعـتُ لأعمـالِ العبـادةِ عـادةَ ....... وأعـدَدتُ أحـوالَ الإرادةِ عُـدّتـي
وعُدتُ بنسكي بعد هتكي وعُدتُ مِـن .....خلاعـةِ بسطـي لانقبـاضٍ بعـفّـةِ
وصُمتُ نهـاري رغبـةً فـي مثوبـةٍ ......و أحيَيْتُ ليلـي، رَهبْـةً مِـن عُقوبَـة
وعمّـرتُ أوقاتـي بِـوردٍ لِــوارِدٍ، ..... وصَمتٍ لسمـتٍ واعتكـافٍ لحرمـةِ
وبنتُ عَنِ الأوطـانِ هجـرانَ قاطـعٍ .... مُواصلة َ الإخـوانِ واختـرت عُزلتـي
ودققتُ فكـري فـي الحـلالِ تورُّعـاً ..... وراعيتُ، فـي إصـلاحِ قُوتـيَ، قُوّتـي
وأنفقتُ مِن يُسـرِ القَناعـةِ، راضِيـاً .... من العيشِ فـي الدُّنيـا بأيسَـرِ بُلغـةِ
وهَذّبـتُ نفسـي بالرياضَـةِ، ذاهِبـاً ......إلى كشفِ ما حُجبُ العوائـدِ غطّـتِ
وَجَرَّدتُ، في التجريدِ، عزمـي تَزَهُـداً ..... وآثَرتُ في نُسْكـي استِجابَـةَ دعوتـي
متى حِلتُ عن قولي أنـا هِـيَ أو أقُـل ......وحاشَـا لمثلـي أنَّهـا فـيَّ حـلّـتِ
ولَستُ على غيـبٍ أحيلُـكِ، لا و لا ...... على مُستحيلٍ، موجِبٍ سَلـبَ حيلَتـي
وكيفَ، وباسـمِ الحـقّ ظـلَّ تحَقُّقـي ...... تكـونُ أراجيـفُ الضّـلالِ مُخيفَتـي
وهـا دِحيّـة ٌ، وافـى الأميـنَ نبيَّنـا ..... بِصورَتهِ، فـي بَـدءِ وحـيِ النّبـوءةِ
أجبريلُ قُل لـي كـانَ دحيـةَ إذ بـدا ..... لِمُهدي الهُـدى ، فـي هَيئـةٍ بَشَريّـة
وفـي علمِـهِ مـن حاضريـهِ مزيّـةٌ ...... بماهيّـةِ المرئـيِّ مـن غيـرِ مـريـةِ
يـرى مَلَكـاً يُوحـي إليـهِ وغـيـرُهُ ....... يَـرى رَجُـلاً يُدعـى لَديـهِ بِصُحبَـة
ولـي، مِـن أتَـم الرُّؤيتيـنِ، إشـارَةٌ ...... تُنـزِّهُ عـن رأى الحلـولِ عقيـدتـي
وفي الذِّكرِ ذكرُ اللبـس ليـس بمنكـرٍ ..... ولم أعدُ عن حُكمَـي كِتـابٍ وِسُنَّـةِ
منحتُكَ علمـاً إنْ تُـرِد كشفَـهُ فَـرِدْ ..... سَبيليَ واشـرَع فـي اتِّبـاعِ شَريعَتـي
فَمُتبَـعُ صَـدِّى مـن شـرابٍ نقيعـهُ ...... بِساحِلِـهِ صَونـاً لِموضِـعِ حُرمـتـي
و لا تَقرَبـوا مـالَ اليتيـمِ، إشَـارَةٌ ...... لكـفِّ يـدٍ صُـدَّت لـه إذ تصـدّتِ
لسانيَ إنْ أبـدَى إذا مـا تـلا اسمهـا ...... له وصفُه سمعـي ومـا صـمَّ يصمُـتِ
وأذنـيَ إنْ أهـدى لسانِـيَ ذكـرَهـا ...... لقلبي ولم يستعبـدِ الصَّمـتَ صُمّـتِ
أغـارُ عليهـا أن أهـيـمَ بِحُبّـهـا ....... وأعـرِفُ مِقـداري، فأُنكـرُ غيـرَتـي
فتُختَلَسُ الـرّوحُ ارتياحـاً لهـا، ...... ومـاأبـرِّئُ نفسـي مـن توهُّـمِ مُنـيـةِ
يراها على بعـدٍ عـن العيـنِ مسمعـي ..... بطيـفِ مـلامٍ زائـرٍ حيـن يقطتـي
فَيَغبِطُ طَرفي مِسمَعـي عنـدَ ذِكرهـا ..... وتَحسِـدُ مـا أفنَتـهُ مِنّـي، بقيّـتـي
أممتُ أمامـي فـي الحقيقـةِ فالـورَى .... ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتـي
يراهـا أمامـي فـي صلاتـيَ ناظـري .... ويشهدُنـي قلـبـي أمــامَ أئمَّـتـي
ولا غـروَ إن صلَّـى الإمـامُ إلـيَّ إنْ ....ثوَتْ في فُؤادي و هْـي قِبلـةُ قبلتـي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحـوي توجَّهـت ... بما تـمَّ مـن نُسـكٍ وحـجٍّ وعمـرةِ
لهـا صلـواتـي بالمـقـامِ أُقيمـهـا ..... وأشهَـدُ فيهـا أنّهـا لـيَ صَـلّـتِ
كِلانَـا مُصَـلٍّ واحِـدٌ، ساجِـدٌ إلـى ..... حقيقَتِهِ، بالجمـعِ، فـي كـلّ سجـدَةِ
وما كان لي صَلّى سِـواي، ولـم تكـن ....... صلاتي لغيـري فـي أدا كـلِّ ركعـةِ
إلى كم أُواخي السِّترَ ها قـد هتَكتُـهُ، ...... وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقـدِ بيعتـي
مُنِحتُ ولاهاً يـومَ لا يـومَ قبـلَ أنْ ..... بَدَتْ عند أخـذِ العهـدِ، فـي أوّليّتـي
فِنلـتُ ولاهـاً لابسـمـعِ ونـاظـرٍ ...... ولا باكتسـابٍ واجتـلابِ جبـلَّـةِ
وهِمتُ بها في عالـمِ الأمـرِ حيـثُ لا ....... ظهورٌ وكانـت نَشوتـي قبـلَ نشأتـي
فأفنى الهوى مـا لـم يكُـن ثَـمّ باقيـاً ..... هُنا، من صِفـاتٍ بينَنـا فأضمحلّـتِ
فألفيـتُ مـا ألقَيـتُ عنّـيَ صـادراًإلــيَّ ومـنِّــي وارداً بمـزيـدَتـي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفـاتِ الّتـي بهـا ....... تحجَّبتِ عنِّي فـي شُهـودي وحِجبَتـي
وإنـي التـي أحبَبتُهـا، لامَحـالـةً، ...... وكانت لهـا نفسـي علـيَّ مُحيلَتـي
فهامَت بها من حيثُ لم تدرِ، وهْـيَ فـي ...... شُهودي، بنفس الأمـرِ غيـر جَهولَـةِ
و قد آن لي تفصيلُ مـا قلـتُ مُجمـلاً ...... وإجمالُ مـا فصَّلـتُ بسطـاً لبسطَتـي
أفـادَ اتخـاذي حُبَّهـا، لاتّحـادنـا، ....... نـوادرُ عـن عـادِ المحبِّيـنَ شــذَّتِ
يَشي لي بِيَ الواشـي إليهـا، ولائمـيعليها، بها يُبـدي، لديهـا، نَصيحَتـي
فأوسِعُهَـا شكـراً وماأسلفَـت قِلَـىً ..... وتمَنحُنِـي بِـرّاً لـصـدقِ المحـبَّـة ِ
تقرَّبـتُ بالنَّفـسِ احتسابـاً لهـا ولـمْ ....... أَكـنْ راجِيـاً عنهـا ثوابـاً، فأدنَـتِ
وقدَّمـتُ مالـي فـي مآلـيَ عـاجـلاً ...... ومـا إنْ عساهـا أنْ تكـونَ مُنِيلتَـي
وخلَّفتُ خلفـي رؤيتـي ذاكَ مخلصـاً ..... ولسـتُ بـراضٍ أن تكـونَ مطيَّتـي
فأثنيـتَ لـي إلقـاءُ فقـريَ والغَنَـى .... فضيلةَ قصـدي فاطَّرحـتُ فضيلَتـي
فلاحَ فلاحي في اطّراحـي، فأصبحـتْ .... ثوابـيَ لا شيئـاً سِـواهَـا مُثيبَـتـي
وظِلْتُ بهـا، لا بـي، إليهـا أدُلّ مـنبهِ .... ضلَّ عن سُبلِ الهـدى وهـي دلَّـتِ
فَخَلِّ لهـا، خُلّـي، مُـرادَكَ، مُعطِيـاً ..... قِيـادَك مـن نفـسٍ بهـا مطمئـنَّـةِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عـن ... حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلـكَ تنبُـتِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسـى .... وإيَّـاك عـلاَّ فهـيَ أخطـرُ عـلَّـةِ
وفـي عِلمِـهِ، عـن حاضِريـهِ مزِيَّـةٌ ..... نشاطـاً ولا تُخلِـدْ لعجـزٍ مُـفَـوِّتِ
وَأقدِمْ، وقَدّمْ مـا قَعـدتَ لـهُ مـعَ ..... الخوالِفِ، وَاخرُج عـن قيـود التّلفّـتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سـوفَ فـإن تَجِـدْله ..... نَفَساً فالنَّفـسُ إن جُـدتَ جَـدَّتِ
وأقبِلْ إليهـا، و انحُهـا مُفلِسـاُ، فقـد .... وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلـتَ نصحيتـي
فلـم يَـدنُ منهـا موسِـرٌ باجتِهـادِهِ ....... وعنهـا بـهِ لـم ينـأَ مؤثـرُ عسـرَةِ
بذاكَ جرى شـرطُ الهـوى بيـن أهلـهِ ...... وطائفـة ٌ، بالعَهـدِ، أوفَـت فوَفَّـت
متى عصفَت ريحُ الـولا قصفـتْ أخـا .... غَنـاءٍ، ولـو بالفَقـرِ هَبّـت لَرَبّـت
وأغنـى يميـنٍ باليـسـارِ جـزاؤهـا ....مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُـدَّتِ
وأخلِص لها واخلصْ بها عن رُعونـةِ .... افتقـارِكَ مـن أعمـالِ بـرٍّ تـزكَّـتِ
وعادِ دواعي القيلِ و القالِ، وانجُ مـن ...... عوادي دعاوٍ صدقُهـا قصـدُ سُمعـةِ
فألسُنُ مَـن يُدعـى بألسَـنِ عـارِفٍ ...... وقد عُبِرَتْ كـل العِبـاراتِ، كَلّـتِ
وما عنـه لـم تُفضَـحِ، فإنّـكَ أهلُـهُ ...... وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلـتَ، فاصْمـتِ
سَمِعتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبـدَتِ .....غدا عبدَه مـن ظَنَّـه خَيـرَ مُسكِـتِ
فكُن بَصَراً وانظر وسمعـاً وعـهْ وكـنْ ...... لساناً وقُـل فالجمـعُ أهـدَى طريقـةِ
ولاتتّبِـع مَنْـض سَوّلَـت نفسُـهُ لَـهُ ....... فصـارَت لـهُ أمَّـارةً واستـمـرَّتِ
ودَع ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهـي مِـن .....عِدَاها وعـذ منهـا بأحصَـنِ جُنَّـةِ
فنَفسيَ كانَـت، قبـلُ، لَوّامَـةً متـى .......أُطِعها عَصَت ، أو أعصِ عنها مُطيعَتـي
فأوردتُهـا ماالمـوتُ أيسـرُ بعـضِـهِ ......وأتعَبتُهـا، كَيمـا تَكـون مُريحـتـي
فعـادت، ومهمـا حُمّلَتْـهُ تحَمّـلَـتْهُ ....... مِنّـي، وإنْ خَفَفـتُ عنهـا تـأذَّتِ
و كَلَّفتهُـا، لا بـل كَفَلـتُ قيامهـا ...... بتكليفيهـا حتـى كلفـتُ بِكُلْفـتـي
وأذهبـتُ فـي تهذيبهـا كـلَّ لـذَّةٍ ...... بإبعادِهـا عـن عادِهـا، فاطمـأنّـتِ
ولم يبـقَ هـولٌ دونهَـا مـا ركبتُـهُ ........وأشهَـدُ نفسـي فيـهِ غيـرَ زَكيّـةِ
وكـلُّ مقـامٍ عـن سلـوكٍ قطعتُـهُ ....... عُبـودِيّـةً حَقّقتُـهـا، بـعُـبـودةِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّـا تركـتُ.... مـاأُريـدُ، أرادَتـنـي لـهـا وأحـبّـتِ
فَصِرتُ حبيبـاً، بـل مُحِبّـاً لِنفسِـهِ، ..... وليسَ كقَـولٍ مَـرّ، نفسـي حبيبتـي
خَرَجتُ بها عنّـي إليهـا، فلـم أعُـد ..... إلـيَّ ومثلـي لا يـقـولُ برجـعـةِ
وأفرَدتُ نفسي عن خُروجي، تكرّمـاً، .... فلم أُرضهَـا مـن بعـدِ ذاكَ لصحبَتـي
وغَيّبتُ عن إفـرادِ نفسـي، بحيـثُ لا ..... يُزاحمُنـي إبـداءُ وصـفٍ بحضـرَتـي
و ها أنا أُبدي، فـي اتّحـاديَ، مَبدَئـي .......وأُنهي انتهائـي فـي تواضُـعِ رِفعَتـي
جَلَت ، في تَجَلّيها، الوُجـودَ لِناظـري .....ففـي كـلِّ مرئـيٍّ أراهـا بـرؤيـةِ
وأُشهِدتُ غَيبي، إذ بَـدت، فوجدتُنـي ......هُنالـكَ إيّاهـا بجـلـوةِ خلـوتـي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنتُ عـن ...... وُجودِ شُهـودي، ماحيـاً، غيرَمُثبِـتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محـوِ شاهـدي .... بمَشهدِهِ للصّحـوِ، مـن بَعـد سَكرَتـي
لِيجمَعَ شَملـي كُـلُّ جارِحـةٍ بهـا ..... وذاتـي بذاتـي إذ تحَـلـت تجـلَّـتِ
فَوصفيَ، إذ لم تُـدْعَ باثنَيـنِ، وَصفُهـا ..... وهيئتُهَـا إذ واحـدٌ نـحـنُ هيئـتـي
فإن دُعِيَت كنـتُ المُجيـبَ وإن أكـن ...... منادَىً أجابـت مـن دعانـي ولبَّـتِ
وإن نَطَقَت كنتُ المُناجـي، كـذاك .... إنقصَصتُ حديثـاً إنَّمـا هـي قصَّـتِ
فقـدْ رُفعـت تـاءُ المخاطَـبِ بيننـا ......وفي رفعِهَا عن فُرقـة ِ الفـرقِ رفعتـي
فإن لم يُجـوِّز رؤيـة َ اثنيـن واحـداً..... حِجَـاكَ ولـم يثبـت لبُعـدِ تثـبُّـتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ .... حـينَ لَبـسٍ، بتَبيانَـي سَمـاعٍ ورؤيَـةِ
وأُثبِـتُ بالبُرْهـانِ قولـيَ، ضـاربـاً ... مثـالَ محـقٍّ والحقيـقـة ُ عُمـدَتـي
بمتبوعةٍ يُنبيـكَ فـي الصَّـرعِ غيرُهـا ..... على فمِها فـي مسِّهـا حيـثُ جُنَّـتِ
ومـن لُغَـةٍ تبـدو بغـيـرِ لِسانِـهـا ...... عليـهِ براهيـنُ الأدلَّــة صـحـتِ
فلو واحِداً أمسَيتَ أصبحـتَ واجِـداً ...... مُناَزلـةً مـا قلتـهُ عــن حقيـقـة ِ
و لكن على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفـتِ لـو .... عرفتَ بنفسِ عن هدى الحـقِّ ضلَّـتِ
وفـي حُبّـهِ مَـن عـزَّ توحيـدُ حِبِّـهِ ...... فبالشّـركِ يَصلـى مِنـهُ نـارَ قَطيعَـة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنكَ سِوى السَّوى .... و دعواهُ، حقّاً، عنكَ إن تُمـحَ تثبُـت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَـا ..... مِـنَ اللَّبـسِ، لا أنفـكُّ عـن ثَنَوِيَّـة
أروحُ بفـقـدٍ بالشـهـودِ مؤلِّـفـي ..... و أغـدو بوجـدٍ بالوجـودِ مشتِّتـى
يُفرِّقنـي لـيَّ التـزامـاً بمحـضَـري ...... ويجمعُنـي سلـى اصطلامـاً بِغَيبَـتـي
أخالُ حضيضي الصّحو،والسُّكرَ معرَجي .. إليها ومحـوِي مُنتهـى قـابَ سِدرتـي
فلمّا جلَـوتُ الغَيـنَ عنّـي اجتَلَيتُنـي ..... مفيقـاً ومنـي العيـنُ بالعيـنِ قـرَّتِ
ومِن فاقتـي، سُكـراً، غَنيـتُ إفاقـةً ...... لدى فَرقي الثَّانـي فَجمعـي كَوَحدَتـي
فجاهِد تُشاهد فيـكَ منـكَ وراءَ مـا ...... وصَفتُ، سُكوناً عن وُجـودِ سَكينـةِ
وبـي موقفـي، لا بـل إلـيّ تَوَجّهـي ...... كـذاكَ صَلاتـي لـي، ومِنّـيَ كَعبتـي
فلا تَـكُ مفتونـاً بِحُسنِـكَ، مُعجبـاً ...... بنفسِك موقوفـاً علـى لبـس غـرَّةِ
وفارِق ضَلالَ الفَرقِ، فالجمـعُ مُنتِـجٌ ....هُـدى فِرقَـةٍ، بالاتّحـادِ تَـحَـدّتِ
وصـرِّح باطـلاقِ الجمـالِ ولا تقـل .... بِتَقييـدهِ ، مَيـلاً لـزُخـرُفِ زيـنَـة
فكُـلُّ مَليـحٍ حُسنـهُ مِـن جمالـهـا ..... مُعارٌ لهُ، بـل حُسـنُ كـلّ مَليحـةِ
بها قيسُ لبنى هـامَ بـل كـلُّ عاشـقٍ ..... كمجنـونِ ليلـى أو كُثيِّـرِ عَــزَّةِ
فكُلٌّ صَبا منهُم إلـى وَصـفِ لَبسِهـا ..... بصورةِ حُسنِ لاحَ في حُسـنِ صـورةِ
ومـا ذاكَ إلاّ أنْ بــدَتْ بِمظـاهِـرٍ ..... فظنُّـوا سِواهَـا وهـيَ فيهـا تجلَّـتِ
بدَت باحتِجـابٍ، واختَفَـت بمظاهِـرٍ..... على صِبَغِ التّلويـنِ فـي كُـلِّ بَـرزَةِ
ففـي النّشـأة ِ الأولـى تَـرَاءَتْ لآدَمٍ ..... بمظهرِ حـوا قبـلِ حُكـمِ الأمومـةِ
فهـامَ بهـا، كَيمـا يكـونَ بـهِ أبـاً ....... ويَظهَـرَ بالزّوجيـنِ حُكْـمُ البُـنُـوّةِ
وكان ابتـدا حُـبِّ المظاهِـرِ بعضَهـا ...... لِبعـضٍ، ولا ضِـدٌّ يُصَـدّ بِبِغـضَـةِ
ومـا برحَـت تبـدو وتخفَـى لِعلَّـةٍ ...... على حسبِ الأوقاتِ في كـلِّ حقبـةِ
وتَظهَـرُ لِلعُشّـاقِ فـي كُـلِّ مظْهَـرٍ ..... مِنَ اللّبسِ، في أشكال حُسـنٍ بدِيعَـةِ
ففـي مـرَّةٍ لُبنـى وأُخـرى بُثيـنـةً ...... وآوِنَـةً تُـدعَـى بـعـزَّةَ عــزَّتِ
ولسـنَ سِوَاهـا لا ولا كُـنَّ غيرهَـا ..... وما إنْ لها، في حُسنِها، مِـنْ شَريكَـةِ
كَـذاكَ بِحُكـمِ الإتّحـادِ بِحُسنِـهـا ...... كما لي بَـدَت، فـي غَيرِهـا وَتَزَيّـتِ
بدوتُ لهـا فـي كـلِّ صـبّ متيَّـمٍ ...... بــأيِّ بـديـعٍ حُسـنُـهُ وبِـأيّـةِ
و ليسوا، بِغَيري فـي الهـوَى ، لتَقَـدّمٍ ......علـيَّ لسبـقٍ فـي اللَّيالـي القديمـةِ
وما القَومُ غَيري فـي هَواهـا، وإِنّمـا ....... ظهرتُ لهم للَّبـس فـي كـلِّ هيئـةِ
ففـي مـرَّةٍ قيسـاً وأخـرى كُثيـراً ....... وآونـة ً أبــدو جمـيـلَ بُثيـنـةِ
تَجَلّيتُ فيهِم ظاهِـراً، واحتَجَبـتُ بـاطِناً .... بهِمِ، فاعجَـب لِكَشـفٍ بِسُتـرةِ
وهُنَّ و هُـمْ لا وهـنَ وهـمٍ مظاهـرٌ .... لنـا، بِتَجَلّينـا بِـحُـبٍ ونَـضْـرَةِ
فكُلُّ فتى حُبٍّ أنا هُـوَ، وهـيَ ....حِـببُّ كلِّ فتـى والكـلُّ أسمـاءُ لُبسـةِ
أسـامٍ بهـا كنـتُ المسمَّـى حقيقـةً ..... وكنتُ لـيَ البـادي بِنَفـسٍ تَخَفّـتِ
ومازلـتُ إيَّاهـا وإيَّـايَ لـم تــزلْ ..... و لا فرقَ بـل ذاتـي لذاتـي أحبَّـتِ
وليسَ معي، في المُلكِ شـيءٌ سِـوايَ .... أومعيَّـةُ لـم تخطُـرْ عـلـى ألمعـيَّـةِ
وهـذِي يـدي لا أنّ نفسـي تخوَّفـت ....سـواي، ولا غيـري لخيـري ترجـت
ولا ذُلَّ إخمـالٍ لِـذِكـري تَوَقّـعَـت .....ولا عِـزَّ إقبـالٍ لشكـري تـوخّـتِ
ولكن لصدِّ الضّـدِّ عـن طعنـهِ علـى ....عُـلا أوليـاءِ المنجـديـنَ بنجـدتـي
رجعـتُ لأعمـالِ العبـادةِ عـادةَ ....... وأعـدَدتُ أحـوالَ الإرادةِ عُـدّتـي
وعُدتُ بنسكي بعد هتكي وعُدتُ مِـن .....خلاعـةِ بسطـي لانقبـاضٍ بعـفّـةِ
وصُمتُ نهـاري رغبـةً فـي مثوبـةٍ ......و أحيَيْتُ ليلـي، رَهبْـةً مِـن عُقوبَـة
وعمّـرتُ أوقاتـي بِـوردٍ لِــوارِدٍ، ..... وصَمتٍ لسمـتٍ واعتكـافٍ لحرمـةِ
وبنتُ عَنِ الأوطـانِ هجـرانَ قاطـعٍ .... مُواصلة َ الإخـوانِ واختـرت عُزلتـي
ودققتُ فكـري فـي الحـلالِ تورُّعـاً ..... وراعيتُ، فـي إصـلاحِ قُوتـيَ، قُوّتـي
وأنفقتُ مِن يُسـرِ القَناعـةِ، راضِيـاً .... من العيشِ فـي الدُّنيـا بأيسَـرِ بُلغـةِ
وهَذّبـتُ نفسـي بالرياضَـةِ، ذاهِبـاً ......إلى كشفِ ما حُجبُ العوائـدِ غطّـتِ
وَجَرَّدتُ، في التجريدِ، عزمـي تَزَهُـداً ..... وآثَرتُ في نُسْكـي استِجابَـةَ دعوتـي
متى حِلتُ عن قولي أنـا هِـيَ أو أقُـل ......وحاشَـا لمثلـي أنَّهـا فـيَّ حـلّـتِ
ولَستُ على غيـبٍ أحيلُـكِ، لا و لا ...... على مُستحيلٍ، موجِبٍ سَلـبَ حيلَتـي
وكيفَ، وباسـمِ الحـقّ ظـلَّ تحَقُّقـي ...... تكـونُ أراجيـفُ الضّـلالِ مُخيفَتـي
وهـا دِحيّـة ٌ، وافـى الأميـنَ نبيَّنـا ..... بِصورَتهِ، فـي بَـدءِ وحـيِ النّبـوءةِ
أجبريلُ قُل لـي كـانَ دحيـةَ إذ بـدا ..... لِمُهدي الهُـدى ، فـي هَيئـةٍ بَشَريّـة
وفـي علمِـهِ مـن حاضريـهِ مزيّـةٌ ...... بماهيّـةِ المرئـيِّ مـن غيـرِ مـريـةِ
يـرى مَلَكـاً يُوحـي إليـهِ وغـيـرُهُ ....... يَـرى رَجُـلاً يُدعـى لَديـهِ بِصُحبَـة
ولـي، مِـن أتَـم الرُّؤيتيـنِ، إشـارَةٌ ...... تُنـزِّهُ عـن رأى الحلـولِ عقيـدتـي
وفي الذِّكرِ ذكرُ اللبـس ليـس بمنكـرٍ ..... ولم أعدُ عن حُكمَـي كِتـابٍ وِسُنَّـةِ
منحتُكَ علمـاً إنْ تُـرِد كشفَـهُ فَـرِدْ ..... سَبيليَ واشـرَع فـي اتِّبـاعِ شَريعَتـي
فَمُتبَـعُ صَـدِّى مـن شـرابٍ نقيعـهُ ...... بِساحِلِـهِ صَونـاً لِموضِـعِ حُرمـتـي
و لا تَقرَبـوا مـالَ اليتيـمِ، إشَـارَةٌ ...... لكـفِّ يـدٍ صُـدَّت لـه إذ تصـدّتِ
الكلمات المفتاحية :
احكام صوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: