تائية ابن الفارض 1
تائية ابن الفارض 1
سقتنـي حميَّـا الحـبِّ راحـةَ مقلتـي...... وكأسي محيَّا مَن عـنِ الحسـن جلَّـتِ
فأوهمتُ صَحبـي أنّ شُـربَ شَرَابهِـم بهِ........ سُرَّ سـرِّي فـي انتشائـي بنظـرةِ
وبالحَدَقِ استغنيتُ عن قَدَحِـي و مِـنْ.........شمائلهـا لا مِـن شمـولـيَ نشـوتـي
ففي حانِ سُكري ، حانَ شُكري لفتيـة.........بهم تمَّ لي كتـمُ الهـوى مـع شهرتـي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيـتُ وصلهـا.........و لم يغشَني في بسطِها قبـضُ خَشيتـي
وأبْثَثْتُها ما بـي، ولـم يـكُ حاضِـري........رقيـبٌ لهـا حـاظٍ بخلـوة ِ جلوتـي
وقُلـتُ، وحالـي بالصّبابَـةِ شاهـدٌ............و وجدي بها ماحِـيَّ والفقـدُ مثبتـي
هَبي، قبلَ يُفنِـي الحُـبُّ مِنّـي بقِيّـةً............أراكِ بهـا، لـي نـظـرَةَ المتَلَـفّـتِ
و مِنّي على سَمعي بلَـن، إن منَعـتِ أن.........أراكِ فمـنْ قبلـي لغـيـريَ لــذَّتِ
فعنـدي لسكـري فاقـةُ لإفـاقـةٍله........ا كبـدي لـولا الهـوى لـمْ تفتّـتِ
و لو أنَّ ما بـي بالجبـال وكـانَ طـورُ .........سينـا بهـا قبـلَ التَّجلِّـي لدُكَّـتِ
هوى عبرةٌ نمَّتْ بـهِ وجـوىً نمـتْبـه............. حُـرقٌ أدواؤهــا بِــيَّ أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوحـي، كأدمَعـي..........وإيقـادُ نيـرانِ الخلـيـلِ كلوعـتـي
ولـولا زفيـري أغرقتنـيَ أدمـعـي..........و لـولا دموعـي أحرقتنـيَ زفـرتـي
و حزنـيَ مـا يعقـوبُ بـثَّ أقـلَّـهُ..........وكُـلُّ بِلـى أيـوبَ بعـضُ بَلِيّـتـي
وآخرُ ما لاقى الألى عشقـوا إلـي الرَّدى ..... بعضُ مـا لاقيـتُ، أوّلَ محنَتـي
وفي ساعةٍ، أو دونَ ذلـكَ، مَـن تـلا...........لآلامِ أسقـامٍ، بجِسـمـي، أضــرّتِ
لأَذكَـرَهُ كَربـي أَذى عيـشِ أزمَــة.......... ٍبمُنقَطِعـي ركـبٍ، إذا العيـسُ زُمّـتِ
وقـد بـرَّحَ التَّبريـحُ بـي وأبـادنـي........ومَـدحُ صِفاتـي بـي يُوَفّـقُ مدحتـي
فنادمتُ في سُكـري النحـولَ مراقبـي........... بجملـةِ أسـراري وتفصيـلِ سيرتـي
ظهرتُ لـهُ وصفـاً وذاتـي بحيـثُ لا............يراها لبلوى مِن جـوى الحـبِّ أبلـتِ
فأبـدتْ ولـم ينطـقْ لسانـي لسمعـهِ...........هواجِسُ نفسي سِرَّ مـا عنـهُ أخفَـتِ
وظَلّـت لِفِكـري أُذنُـهُ خَلَـداً بهـا...............يَدورُ بهِ، عـن رُؤيَـةِ العيـنِ أغنَـتِ
أحَبّنـيَ اللاّحـي، وغـارَ، فلامَنـي.................،مُجيبـاً إلَيهـا، عـن إنابَـةِ مُخبِـتِ
كـأنَّ الكـرامَ الكاتبـيـنَ تنـزَّلـوا.............على قَلبِهِ وَحيـاً، بِمـا فـي صحيفَتـي
وما كانَ يدري ما أجـنُّ و مـا الَّـذي...............حَشايَ مـنَ السِّـرّ المَصـونِ، أَكَنَّـتِ
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سـرَّ مـا.................بهِ كـانَ مستـوراً لـهُ مِـن سريرتـي
فكنتُ بسرِّي عنـهُ فـي خفيـةٍ وقـدْ..............خفتـهُ لوهـنٍ مـن نحـولـيَ أنَّـتـي
لَقيلَ كنَـى ، أو مسّـهُ طَيـفُ جِنّـة.................. ِلـه ، والهـوى يأتـي بكـلِّ غريبـةِ
وأفـرَطَ بـي ضُـرَّ، تلاشَـت لَمْسّـهِ.................أحاديـثُ نَفـسٍ، بالمدامِـعِ نُـمّـتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الـرّدى بـي لمـا دَرى...................مكاني ومـن إخفـاءِ حبِّـكِ خفيتـي
وما بينَ شوقٍ واشتيـاقٍ فنيـتُ.................... فـيتَـوَلٍّ بِحَظـرٍ، أو تَجَـلٍّ بِحَـضـرةِ
فلـو لفنائـي مِـن فنائـكِ ردَّ لــي.................فُؤاديَ، لـم يَرغَـب إلـى دارِ غُربَـةِ
وعنـوان شانـي مـا أبثُّـك بعضـهُ ...... ومـا تَحتَـهُ، إظهـارُهُ فـوقَ قُدرَتـي
واُمسِكُ، عَجزاً، عـن أُمـورٍ كثيـرةٍ ..... بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولـو قُلـتُ قَلّـتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجدُ أن قَضـى .... وبـردُ غليلـي واجـدٌ حـرَّ غلَّـتـي
وبالـيَ أبلـى مِـن ثيـابِ تجـلُّـدي بهِ ..... الذاتُ، في الأعـدامِ، نِيطَـت بلَـذة
فلـو كشـفَ العـوَّادُ بـي وتحقَّقـوا ...... منَ اللوحِ مـا مِنِّـي الصَّبابـةُ أبقـتِ
ومنذُ عفا رسمي وهِمتُ، وَهَمـتُ فـي ..... وجودي فلـم تظفـر بكونـيَ فكرتـي
وبعدُ فحالـي فيـكِ قامـت بنفسهـا ...... وبيِّنتـي فـي سبـقِ روحـي بنيَّـتـي
و لم أحكِ فـي حبَّيـكِ حالـي تبرُّمـاً .... بها لاضطِرابٍ، بـل لتَنفِيـسِ كُربَتـي
ويَحسُـنُ إظهـارُ التّجلّـدِ للـعِـدا ........ ويقبـحُ غيـرُ العجـزِ عنـدَ الأحبَّـة ِ
ويَمنَعُنـي شكـوَايَ حُسـنُ تَصبّـري .... ولو أشكُ للأعداء مـا بـي لأشكَـت
وعُقبى اصطِباري، في هَـواكِ، حمِيـدَةٌ ... عليـكِ ولكـنْ عنـكِ غيـرُ حميـدةِ
وما حَلّ بي مـن مِحنَـةٍ، فهومِنحَـةٌ، .....وقد سَلِمَت، من حَـلّ عَقـدٍ، عزيمتـي
وكَلّ أذًى في الحـبّ مِنـكِ، إذا بَـدا ..... جعلتُ لـهُ شكـري مكـانَ شكيَّتـي
نَعَـم وتَباريـحُ الصّبابَـةِ، إن عَـدَت ..... علىَّ منَ النعمـاءِ فـي الحـبِّ عـدَّتِ
ومنـكِ شقائـي بـل بلائـيَ مِنَّـةٌ ...... وفيكِ لبـاسُ البـؤسِ أسبَـغُ نِعمَـةِ
أرانِـيَ مـا أولِيتُـهُ خـيـرَ قِنْـيَـةٍ ....... قديمُ وَلائـي فيـكِ مـن شـرّ فِتيَـةِ
فـلاحٍ وواشٍ:ذاك يُـهـدي لِـعِـزّةٍ ..... ضلالاً و ذا بـي ظـلَّ يهـذي لغـرَّة ِ
أُخالِفُ ذا في لومِهِ عـن تقًـى ، ..... كمـاأخالِـفُ ذا فـي لؤمِـهِ، عـن تَقـيّـة
و ما ردُّ وجهي عن سبيلِكِ هـولُ مـا .... لقيتُ، ولاضـرّاءُ، فـي ذاكَ، مسّـتِ
ولا حلمَ لي في حمل مـا فيـكِ نالنـي .... يُـؤدّي لحَمـدي، أولَمَـدحِ مـوَدّتـي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ مـا .... قصصتُ وأقصى بعدَ مـا بعـدَ قصَّتـى
ومـا هـوَ إلاَّ أنْ ظهـرتِ لناظـري ..... بأكملِ أوصافٍ علـى الحسـنِ أربـتِ
فحلَّيتِ لـي البلـوى فخلَّيـتِ بينهـا ..... وبيني فكانـت منـكِ أجمـلَ حليـة ِ
ومَن يتَحَـرّشْ بالجمـالِ إلـى الـرّدى ...... رأى نفسَه، من أنفَـس العيـش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أن لا تـرى عنـاً ..... و لا بالولا نفسٌ صفـا العيـش ودَّتِ
وأينَ الصّفا ، هيهاتِ من عَيشِ عاشِـقٍ ..... وجنَّـة ُ عـدنٍ بالمـكـارهِ حـفَّـتِ
ولي نفسُ حرٍّ لـو بذلـتِ لهـا علـى ...... تَسَلّيكِ، ما فـوْقَ المُنـى مـا تسلّـتِ
ولو أُبعِدَتْ بالصّـدّ والهجـرِ والقِلـى ..... وقَطعِ الرّجا، عن خُلّتـي، مـا تَخَلّـتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، مالـيَ مذهَـبٌ .... وإنْ مِلتُ يومـاً عنـهُ فارَقـتُ ملّتـي
و لو خَطَـرَت لـي فـي سـواكِ إرادةٌ .... على خاطري سهـواً قضيـتُ بردَّتـي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعـي ... فلم تـكُ إلاّ فيـكِ لا عنـكِ رغبتـي
ومُحكَـمِ عهـدٍ، لـم يُخامِـرْهُ بيننـا ..... تَخَيُّـلُ نَسـخٍ ، و هـوَ خيـرُ أليّـةِ
وأخذُكِ ميثاقَ الـولا حيـثُ لـم أَبِـنْ ... .. بمظهرِ لبسِ النَّفـسِ فـي فـئِ طينتـي
وسابِقِ عهـدٍ لـم يَحُـل مُـذ عَهِدتُـهُ ..... ولاحِقِ عَقدٍ، جَـلّ عـن حَـلّ فتـرَة
ومَطلِـعِ أنـوارٍ بطلعـتِـكِ الـتّـي ..... لبهجتهـا كـلُّ البـدورِ استسـرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسـنُ صـورةٍ ....وأقوَمُها، في الخَلـقِ، منـهُ استمـدّتِ
ونعتِ جـلالٍ منـكِ يعـذبُ دونـهُ ...... عذابـي، وتحلـو، عِنـدَهُ لـيَ قتلَتـي
وسِرِّ جَمـالٍ، عنـكِ كُـلُّ مَلاحَـةٍ ...... بـهِ ظهـرتْ فـي العالميـنَ وتـمَّـتِ
وحُسنٍ بهِ تُسبـى النُّهَـى دَلّنـي علـى ..... هـوىً حَسُنَـتْ فيـهِ لعـزِّك ذلَّتـي
ومعنىً ، ورَاءَ الحُسـنِ، فيـكِ شهِدتُـهُ ...... بـهِ دَقّ عـن إدراكِ عَيـنِ بَصيـرَتـي
لأنـتِ مُنـى قلبـي، وغايَـةُ بُغيَتـي .... وأقصى مُرادي، واختيـاري، وخِيرَتـي
خلعتُ عذاري واعتـذاريَ لابـسَ ..... الخلاعـةِ مسـروراً بخلعـي وخلعتـي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبـى ..... اْقترابـيَ قومـي والخـلاعـة ُ سنَّـتـي
وليسوا بقومي مـا استعابـوا تَهتُّكـي .... فأبدَوْا قِلىً واستحسنوا فيـكِ جفوتـي
وأهليَ فـي ديـنِ الهـوى أهلـهُ وقـد ....رضُوا ليَ عاري، واستطابـوا فضيحتـي
فمن شاء فليغضـبْ سـواكِ ولا أذىً ...... إذا رضيـتْ عنَّـي كـرامُ عشيـرتـي
وإنْ فَتَـنَ النُّسَّـاكَ بعـضُ محـاسـنٍ .... لديكِ، فكُـلٌّ منـكِ موضِـعُ فِتنَتـي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباً .... فوا حيرتي إنْ لـمْ تكـنْ فيـكِ خيرتـي
فقالت هوى غيري قصدتَ ودونـهُ ..... اقْتَصَدتَ، عميّاً، عـن سـواءِ مَحجّتـي
وغرّكَ، حتى قُلتَ مـا قُلـتَ، لابِسـاً ..... بهِ شَيـنَ مَيـنٍ لبـسُ نفـسٍ تمنَّـتِ
وفي أنفَسِ الأوطـارِ أمسَيـتَ طامعـاً ..... بنفـسٍ تعـدَّت طَورَهَـا فتـعـدّتِ
وكيـفَ بحبـى وهـوَ أحسـنُ خلـةٍ ...... تفـوزُ بدعـوى وهـيَ أقبَـح خلَّـةِ
وأينَ السُّهَا مِـن أكْمَـهٍ عـن مُـرادِهِ ..... سَها، عَمَهـاً، لكـنْ أمانيـكَ غـرّت
فقمـتَ مقامـاً حُـطَّ قـدرُكَ دونَـه ......على قـدمٍ عـن حظِّهـا مـا تخطَّـتِ
ورُمتَ مرامـاً، دونَـهُ كـم تطاوَلـت ...... بِأعناقِهـا قــومٌ إلـيـهِ فـجـذَّت
أتيتُ بيوتـاً لـم تُنَـل مـن ظهورهَـا ......لَـدَيّ، فَدَعنـي مـن سَـرَابٍ بِقيعـة
وبينَ يـدِي نجـواكَ قدَّمـتَ زخرفـاً ....تـرومُ بـهِ عِـزّاً، مرامِيـهِ عَــزّتِ
وجئتَ بِوَجـهٍ أبيـضٍ، غيـرَ مُسقِـطٍ ...لجاهِكَ في داريـكَ حاطِـبَ صفوتـي
ولو كنتَ بي من نقطةِ البـاءِ خفضـةً ....رُفعـتَ إلـى مـا لَـمْ تنلـهُ بحيلـةِ
بحيثُ تـرى أن لا تـرى مـا عَدَدتـهُ ..... وأنَّ الّـذي أعددتَـهُ غـيـرُ عُــدَّةِ
ونَهجُ سبيلـي واضِـحٌ لمـنِ اهتـدَى ...... ولكنَّهـا الأهـواءُ عَمَّـت فأعمَـتِ
وقد آنَ أن أبـدي هـواكَ، ومـن بـه .....ضَنـاكَ، بمـا ينَفـي ادّعـاكَ محبّتـي
حليـفُ غـرامٍ أنـتَ لكـنْ بنفسـهِ ..... و إبقاكَ وصفـاً منـكَ بعـضُ أدلَّتـي
فَلَم تهوَنـي مـا لـم تكـن فـيَّ فانيـاً ..... ولمْ تَفنَ ما لا تُجتَلـى فيـكَ صورَتـي
فدَع عنكَ دعوى الحـبّ، وادعُ لِغَيـرِهِ ....فؤادَكَ، وادفَـع عنـكَ غَيّـكَ بالتـي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لم يكـن ...وها أنتَ حيٌّ إن تكُـنْ صادقـاً مُـتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقـضِ مأرَبـاً ....منَ الحُبّ، فاختر ذاك، أو خَـلّ خُلّتـي
ودُونَكَ بحـراً خُضتُـهُ، وقَـفَ الأُلـى ..... إليكِ، ومَـن لـي أن تكـونَ بقبضَتـي
وما أنا بالشَّانـي الوفـاةَ علـى الهـوَى ..... وشأنـي الوفَـا تأتـي سِـواهُ سجيَّتـي
وماذا عسى عنِّي يُقـالُ سِـوى قضَـى .... فُلانٌ، هوىً ، مَن لي بِذا، وهْـو بُغيَتـي
أجَلْ أجَلـي أرضـى انقِضـاهُ صبَابَـةً ... ولا وصلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتـي
وإن لـم أفُـز حَقـاً إليـكِ بِنِسـبَـةٍ .... لعزَّيتهـا حسبـي افتخـاراً بتهـمـةِ
ودونَ اتّهامي إن قَضَيـتُ أسًـى .... فمـاأسـأتُ بنفـسٍ بالشهـادةِ سُــرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرتِ دمـي، ..... ولـمأُعـدَّ شهيـداً علـمُ داعـي منيَّـتـي
ولم تَسْوَ روحي فـي وِصالِـكِ بَذلَهـا ...... لـدَىَّ لِبَـونٍ بيـنَ صـونٍ وبـذلـةِ
وإني، إلـى التّهديـدِ بالمـوتِ، راكـنٌ ....ومَـن هولِـهِ أركـانُ غيـري هُـدَّت
ولم تعسِفي بالقتـلِ نفسِـيَ بـل لهـا .... بهِ تُسعفـي إن أنـتِ أتلفـت مُهجتـي
فإن صحَّ هـذا القـالُ منـكِ رفعتِنـي ..... وأعليتِ مقـداري و أغليـتِ قيمتـي
وها أنـا مستـدعٍ قضـاكِ ومـا بـهِ .... رضـاكِ ولا أختـارُ تأخيـرَ مـدَّتـي
وعِيـدُكِ لـي وعـدٌ، وإنجـازُهُ مُنـى ...... ولـيٌّ بغيـرِ البعـدِ إن يُـرمَ يثـبـتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخـافُ فأسعِـدي ... بـه روحَ مَيْـتٍ للحيـاةِ استـعـدتِ
وبي مَن بها نافسـتُ بالـرّوحِ سالِكـاً ... سبيلَ الأُلى قَبلي أبَـوا غيـرَ شِرعتـي
بِكُلّ قَبِيـلٍ كَـم قَتِيـلٍ بهـا قَضَـى ...أسىً لـم يفـز يومـاً إليهـا بنظـرةِ
وكمْ في الورى مثلـي أماتـت صبابـةً .... و لو نَظَـرَت عَطفـاً إليـهِ لأحيَـتِ
إذا ما أحَلّت، في هواها، دَمـي، فَفـي .... ذُرى العِـزّ والعَليـاءِ قَـدري أحَلّـتِ
لعمـري وإن أتلفـتُ عمـري بحبِّهـا ...... ربحـتُ وإن أبلـت حَشـايَ أبـلّـتِ
ذللتُ لها فـي الحـيِّ حتـى وجدتُنـي ...... وأدنـى منـالٍ عندهـم فـوقَ همَّتـي
وأخمَلَني وَهنـاً خُضُوعـي لَهُـم، فلَـم .... يَرَونـي هَوانـاً بـي مَحَـلاًّ لخِدمتـي
ومِن دَرَجاتِ العِـزّ أمسَيـتُ مُخلِـداً ..... إلى دَرَكاتِ الـذُّلِّ مـن بعـدِ نخوَتـي
فلا بابَ لي يُغشـى ولا جـاهَ يُرتجـى ..... ولاجَـارَ لـي يُحمـى لِفَقـدِ حَمِيّتـي
كأنْ لم أكـن فيهـم خطيـراً ولـم أزل ..... لديهـم حقيـراً فـي رخـاءٍ وشـدَّة ِ
ولوعَزّ فيها الذّلُّ مـا لَـذّ لـي الهـوى ..... على حَسَبِ الأفعالِ فـي كُـلّ مُدّتـي
فَحالـي بِهـا حـالٍ بِعَقـلِ مُـدَلَّـةٍ .....وصِحّـةِ مَجْهـودٍ وعِــزِّ مَـذَلّـةِ
أسرَّت تمنِّى حبِّهـا النَّفـسُ حيـثُ لا ....رقيبَ حجاً سـرّاً لسـرِّي وخصَّـتِ
فأشفقتُ من سيـرِ الحديـثِ بسائـري ..... فتعرِبُ عـن سـرى عبـارَة عبرتِـي
يُغالِطُ بَعضـي عنـهُ بعضـي، صِيانَـةً ....و مَينيَ، في إخفائـهِ، صِـدقُ لَهجَتـي
ولمَّـا أَبَــت إظـهـارهُ لجوانـحِـيبَديهَةُ .... فِكـري، صُنتُـهُ عـن رويّتـي
وبالغـتُ فـي كتمـانـهِ فنسيـتُـهُ ...... وأُنسيـتُ كَتمـي مـا إليـهِ أسَـرّتِ
فإن أجنِ مِن غـرسِ المُنـى ثَمَـرَ العَنـا ..... فِلَّلـهِ نفـسٌ فـي مُنـاهـا تمـنَّـتِ
وأحلى أماني الحُبّ للنفسِ مـا قَضَـت ..... عَنَاهـا بـهِ مَـن أذكَرَتهـا وأنسـتِ
أقامَـت لَهـا مِنّـي علـيَّ مُراقِـبـاً ...... خوَاطِـرَ قلبـي، بالهـوَى ، إنْ ألَمّـتِ
فإن طرقتْ سرّاً مـن الوهـمِ خاطـري ..... بِلا حاظِـرٍ، أطرَقـتُ إجـلالَ هيبَـةِ
ويطـرَفُ طرفـي إن هممـتُ بنظـرةِ .....وإن بُسِطت كفِّي إلى البَسـطِ كفَّـتِ
ففي كـلِّ عضـوٍ فِـيَّ إقـدامُ رغبـةٍ ..... ومن هيبةِ الإعظـامِ إحجـامُ رهبـةِ
لِفِـيّ وسَمعـي فـيّ آثـارُ زِحْـمَـةٍ ..... عليها بَـدَتْ عِنـدي كإيثـارِ رحمـةِ
سقتنـي حميَّـا الحـبِّ راحـةَ مقلتـي...... وكأسي محيَّا مَن عـنِ الحسـن جلَّـتِ
فأوهمتُ صَحبـي أنّ شُـربَ شَرَابهِـم بهِ........ سُرَّ سـرِّي فـي انتشائـي بنظـرةِ
وبالحَدَقِ استغنيتُ عن قَدَحِـي و مِـنْ.........شمائلهـا لا مِـن شمـولـيَ نشـوتـي
ففي حانِ سُكري ، حانَ شُكري لفتيـة.........بهم تمَّ لي كتـمُ الهـوى مـع شهرتـي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيـتُ وصلهـا.........و لم يغشَني في بسطِها قبـضُ خَشيتـي
وأبْثَثْتُها ما بـي، ولـم يـكُ حاضِـري........رقيـبٌ لهـا حـاظٍ بخلـوة ِ جلوتـي
وقُلـتُ، وحالـي بالصّبابَـةِ شاهـدٌ............و وجدي بها ماحِـيَّ والفقـدُ مثبتـي
هَبي، قبلَ يُفنِـي الحُـبُّ مِنّـي بقِيّـةً............أراكِ بهـا، لـي نـظـرَةَ المتَلَـفّـتِ
و مِنّي على سَمعي بلَـن، إن منَعـتِ أن.........أراكِ فمـنْ قبلـي لغـيـريَ لــذَّتِ
فعنـدي لسكـري فاقـةُ لإفـاقـةٍله........ا كبـدي لـولا الهـوى لـمْ تفتّـتِ
و لو أنَّ ما بـي بالجبـال وكـانَ طـورُ .........سينـا بهـا قبـلَ التَّجلِّـي لدُكَّـتِ
هوى عبرةٌ نمَّتْ بـهِ وجـوىً نمـتْبـه............. حُـرقٌ أدواؤهــا بِــيَّ أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوحـي، كأدمَعـي..........وإيقـادُ نيـرانِ الخلـيـلِ كلوعـتـي
ولـولا زفيـري أغرقتنـيَ أدمـعـي..........و لـولا دموعـي أحرقتنـيَ زفـرتـي
و حزنـيَ مـا يعقـوبُ بـثَّ أقـلَّـهُ..........وكُـلُّ بِلـى أيـوبَ بعـضُ بَلِيّـتـي
وآخرُ ما لاقى الألى عشقـوا إلـي الرَّدى ..... بعضُ مـا لاقيـتُ، أوّلَ محنَتـي
وفي ساعةٍ، أو دونَ ذلـكَ، مَـن تـلا...........لآلامِ أسقـامٍ، بجِسـمـي، أضــرّتِ
لأَذكَـرَهُ كَربـي أَذى عيـشِ أزمَــة.......... ٍبمُنقَطِعـي ركـبٍ، إذا العيـسُ زُمّـتِ
وقـد بـرَّحَ التَّبريـحُ بـي وأبـادنـي........ومَـدحُ صِفاتـي بـي يُوَفّـقُ مدحتـي
فنادمتُ في سُكـري النحـولَ مراقبـي........... بجملـةِ أسـراري وتفصيـلِ سيرتـي
ظهرتُ لـهُ وصفـاً وذاتـي بحيـثُ لا............يراها لبلوى مِن جـوى الحـبِّ أبلـتِ
فأبـدتْ ولـم ينطـقْ لسانـي لسمعـهِ...........هواجِسُ نفسي سِرَّ مـا عنـهُ أخفَـتِ
وظَلّـت لِفِكـري أُذنُـهُ خَلَـداً بهـا...............يَدورُ بهِ، عـن رُؤيَـةِ العيـنِ أغنَـتِ
أحَبّنـيَ اللاّحـي، وغـارَ، فلامَنـي.................،مُجيبـاً إلَيهـا، عـن إنابَـةِ مُخبِـتِ
كـأنَّ الكـرامَ الكاتبـيـنَ تنـزَّلـوا.............على قَلبِهِ وَحيـاً، بِمـا فـي صحيفَتـي
وما كانَ يدري ما أجـنُّ و مـا الَّـذي...............حَشايَ مـنَ السِّـرّ المَصـونِ، أَكَنَّـتِ
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سـرَّ مـا.................بهِ كـانَ مستـوراً لـهُ مِـن سريرتـي
فكنتُ بسرِّي عنـهُ فـي خفيـةٍ وقـدْ..............خفتـهُ لوهـنٍ مـن نحـولـيَ أنَّـتـي
لَقيلَ كنَـى ، أو مسّـهُ طَيـفُ جِنّـة.................. ِلـه ، والهـوى يأتـي بكـلِّ غريبـةِ
وأفـرَطَ بـي ضُـرَّ، تلاشَـت لَمْسّـهِ.................أحاديـثُ نَفـسٍ، بالمدامِـعِ نُـمّـتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الـرّدى بـي لمـا دَرى...................مكاني ومـن إخفـاءِ حبِّـكِ خفيتـي
وما بينَ شوقٍ واشتيـاقٍ فنيـتُ.................... فـيتَـوَلٍّ بِحَظـرٍ، أو تَجَـلٍّ بِحَـضـرةِ
فلـو لفنائـي مِـن فنائـكِ ردَّ لــي.................فُؤاديَ، لـم يَرغَـب إلـى دارِ غُربَـةِ
وعنـوان شانـي مـا أبثُّـك بعضـهُ ...... ومـا تَحتَـهُ، إظهـارُهُ فـوقَ قُدرَتـي
واُمسِكُ، عَجزاً، عـن أُمـورٍ كثيـرةٍ ..... بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولـو قُلـتُ قَلّـتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجدُ أن قَضـى .... وبـردُ غليلـي واجـدٌ حـرَّ غلَّـتـي
وبالـيَ أبلـى مِـن ثيـابِ تجـلُّـدي بهِ ..... الذاتُ، في الأعـدامِ، نِيطَـت بلَـذة
فلـو كشـفَ العـوَّادُ بـي وتحقَّقـوا ...... منَ اللوحِ مـا مِنِّـي الصَّبابـةُ أبقـتِ
ومنذُ عفا رسمي وهِمتُ، وَهَمـتُ فـي ..... وجودي فلـم تظفـر بكونـيَ فكرتـي
وبعدُ فحالـي فيـكِ قامـت بنفسهـا ...... وبيِّنتـي فـي سبـقِ روحـي بنيَّـتـي
و لم أحكِ فـي حبَّيـكِ حالـي تبرُّمـاً .... بها لاضطِرابٍ، بـل لتَنفِيـسِ كُربَتـي
ويَحسُـنُ إظهـارُ التّجلّـدِ للـعِـدا ........ ويقبـحُ غيـرُ العجـزِ عنـدَ الأحبَّـة ِ
ويَمنَعُنـي شكـوَايَ حُسـنُ تَصبّـري .... ولو أشكُ للأعداء مـا بـي لأشكَـت
وعُقبى اصطِباري، في هَـواكِ، حمِيـدَةٌ ... عليـكِ ولكـنْ عنـكِ غيـرُ حميـدةِ
وما حَلّ بي مـن مِحنَـةٍ، فهومِنحَـةٌ، .....وقد سَلِمَت، من حَـلّ عَقـدٍ، عزيمتـي
وكَلّ أذًى في الحـبّ مِنـكِ، إذا بَـدا ..... جعلتُ لـهُ شكـري مكـانَ شكيَّتـي
نَعَـم وتَباريـحُ الصّبابَـةِ، إن عَـدَت ..... علىَّ منَ النعمـاءِ فـي الحـبِّ عـدَّتِ
ومنـكِ شقائـي بـل بلائـيَ مِنَّـةٌ ...... وفيكِ لبـاسُ البـؤسِ أسبَـغُ نِعمَـةِ
أرانِـيَ مـا أولِيتُـهُ خـيـرَ قِنْـيَـةٍ ....... قديمُ وَلائـي فيـكِ مـن شـرّ فِتيَـةِ
فـلاحٍ وواشٍ:ذاك يُـهـدي لِـعِـزّةٍ ..... ضلالاً و ذا بـي ظـلَّ يهـذي لغـرَّة ِ
أُخالِفُ ذا في لومِهِ عـن تقًـى ، ..... كمـاأخالِـفُ ذا فـي لؤمِـهِ، عـن تَقـيّـة
و ما ردُّ وجهي عن سبيلِكِ هـولُ مـا .... لقيتُ، ولاضـرّاءُ، فـي ذاكَ، مسّـتِ
ولا حلمَ لي في حمل مـا فيـكِ نالنـي .... يُـؤدّي لحَمـدي، أولَمَـدحِ مـوَدّتـي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ مـا .... قصصتُ وأقصى بعدَ مـا بعـدَ قصَّتـى
ومـا هـوَ إلاَّ أنْ ظهـرتِ لناظـري ..... بأكملِ أوصافٍ علـى الحسـنِ أربـتِ
فحلَّيتِ لـي البلـوى فخلَّيـتِ بينهـا ..... وبيني فكانـت منـكِ أجمـلَ حليـة ِ
ومَن يتَحَـرّشْ بالجمـالِ إلـى الـرّدى ...... رأى نفسَه، من أنفَـس العيـش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أن لا تـرى عنـاً ..... و لا بالولا نفسٌ صفـا العيـش ودَّتِ
وأينَ الصّفا ، هيهاتِ من عَيشِ عاشِـقٍ ..... وجنَّـة ُ عـدنٍ بالمـكـارهِ حـفَّـتِ
ولي نفسُ حرٍّ لـو بذلـتِ لهـا علـى ...... تَسَلّيكِ، ما فـوْقَ المُنـى مـا تسلّـتِ
ولو أُبعِدَتْ بالصّـدّ والهجـرِ والقِلـى ..... وقَطعِ الرّجا، عن خُلّتـي، مـا تَخَلّـتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، مالـيَ مذهَـبٌ .... وإنْ مِلتُ يومـاً عنـهُ فارَقـتُ ملّتـي
و لو خَطَـرَت لـي فـي سـواكِ إرادةٌ .... على خاطري سهـواً قضيـتُ بردَّتـي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعـي ... فلم تـكُ إلاّ فيـكِ لا عنـكِ رغبتـي
ومُحكَـمِ عهـدٍ، لـم يُخامِـرْهُ بيننـا ..... تَخَيُّـلُ نَسـخٍ ، و هـوَ خيـرُ أليّـةِ
وأخذُكِ ميثاقَ الـولا حيـثُ لـم أَبِـنْ ... .. بمظهرِ لبسِ النَّفـسِ فـي فـئِ طينتـي
وسابِقِ عهـدٍ لـم يَحُـل مُـذ عَهِدتُـهُ ..... ولاحِقِ عَقدٍ، جَـلّ عـن حَـلّ فتـرَة
ومَطلِـعِ أنـوارٍ بطلعـتِـكِ الـتّـي ..... لبهجتهـا كـلُّ البـدورِ استسـرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسـنُ صـورةٍ ....وأقوَمُها، في الخَلـقِ، منـهُ استمـدّتِ
ونعتِ جـلالٍ منـكِ يعـذبُ دونـهُ ...... عذابـي، وتحلـو، عِنـدَهُ لـيَ قتلَتـي
وسِرِّ جَمـالٍ، عنـكِ كُـلُّ مَلاحَـةٍ ...... بـهِ ظهـرتْ فـي العالميـنَ وتـمَّـتِ
وحُسنٍ بهِ تُسبـى النُّهَـى دَلّنـي علـى ..... هـوىً حَسُنَـتْ فيـهِ لعـزِّك ذلَّتـي
ومعنىً ، ورَاءَ الحُسـنِ، فيـكِ شهِدتُـهُ ...... بـهِ دَقّ عـن إدراكِ عَيـنِ بَصيـرَتـي
لأنـتِ مُنـى قلبـي، وغايَـةُ بُغيَتـي .... وأقصى مُرادي، واختيـاري، وخِيرَتـي
خلعتُ عذاري واعتـذاريَ لابـسَ ..... الخلاعـةِ مسـروراً بخلعـي وخلعتـي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبـى ..... اْقترابـيَ قومـي والخـلاعـة ُ سنَّـتـي
وليسوا بقومي مـا استعابـوا تَهتُّكـي .... فأبدَوْا قِلىً واستحسنوا فيـكِ جفوتـي
وأهليَ فـي ديـنِ الهـوى أهلـهُ وقـد ....رضُوا ليَ عاري، واستطابـوا فضيحتـي
فمن شاء فليغضـبْ سـواكِ ولا أذىً ...... إذا رضيـتْ عنَّـي كـرامُ عشيـرتـي
وإنْ فَتَـنَ النُّسَّـاكَ بعـضُ محـاسـنٍ .... لديكِ، فكُـلٌّ منـكِ موضِـعُ فِتنَتـي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباً .... فوا حيرتي إنْ لـمْ تكـنْ فيـكِ خيرتـي
فقالت هوى غيري قصدتَ ودونـهُ ..... اقْتَصَدتَ، عميّاً، عـن سـواءِ مَحجّتـي
وغرّكَ، حتى قُلتَ مـا قُلـتَ، لابِسـاً ..... بهِ شَيـنَ مَيـنٍ لبـسُ نفـسٍ تمنَّـتِ
وفي أنفَسِ الأوطـارِ أمسَيـتَ طامعـاً ..... بنفـسٍ تعـدَّت طَورَهَـا فتـعـدّتِ
وكيـفَ بحبـى وهـوَ أحسـنُ خلـةٍ ...... تفـوزُ بدعـوى وهـيَ أقبَـح خلَّـةِ
وأينَ السُّهَا مِـن أكْمَـهٍ عـن مُـرادِهِ ..... سَها، عَمَهـاً، لكـنْ أمانيـكَ غـرّت
فقمـتَ مقامـاً حُـطَّ قـدرُكَ دونَـه ......على قـدمٍ عـن حظِّهـا مـا تخطَّـتِ
ورُمتَ مرامـاً، دونَـهُ كـم تطاوَلـت ...... بِأعناقِهـا قــومٌ إلـيـهِ فـجـذَّت
أتيتُ بيوتـاً لـم تُنَـل مـن ظهورهَـا ......لَـدَيّ، فَدَعنـي مـن سَـرَابٍ بِقيعـة
وبينَ يـدِي نجـواكَ قدَّمـتَ زخرفـاً ....تـرومُ بـهِ عِـزّاً، مرامِيـهِ عَــزّتِ
وجئتَ بِوَجـهٍ أبيـضٍ، غيـرَ مُسقِـطٍ ...لجاهِكَ في داريـكَ حاطِـبَ صفوتـي
ولو كنتَ بي من نقطةِ البـاءِ خفضـةً ....رُفعـتَ إلـى مـا لَـمْ تنلـهُ بحيلـةِ
بحيثُ تـرى أن لا تـرى مـا عَدَدتـهُ ..... وأنَّ الّـذي أعددتَـهُ غـيـرُ عُــدَّةِ
ونَهجُ سبيلـي واضِـحٌ لمـنِ اهتـدَى ...... ولكنَّهـا الأهـواءُ عَمَّـت فأعمَـتِ
وقد آنَ أن أبـدي هـواكَ، ومـن بـه .....ضَنـاكَ، بمـا ينَفـي ادّعـاكَ محبّتـي
حليـفُ غـرامٍ أنـتَ لكـنْ بنفسـهِ ..... و إبقاكَ وصفـاً منـكَ بعـضُ أدلَّتـي
فَلَم تهوَنـي مـا لـم تكـن فـيَّ فانيـاً ..... ولمْ تَفنَ ما لا تُجتَلـى فيـكَ صورَتـي
فدَع عنكَ دعوى الحـبّ، وادعُ لِغَيـرِهِ ....فؤادَكَ، وادفَـع عنـكَ غَيّـكَ بالتـي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لم يكـن ...وها أنتَ حيٌّ إن تكُـنْ صادقـاً مُـتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقـضِ مأرَبـاً ....منَ الحُبّ، فاختر ذاك، أو خَـلّ خُلّتـي
ودُونَكَ بحـراً خُضتُـهُ، وقَـفَ الأُلـى ..... إليكِ، ومَـن لـي أن تكـونَ بقبضَتـي
وما أنا بالشَّانـي الوفـاةَ علـى الهـوَى ..... وشأنـي الوفَـا تأتـي سِـواهُ سجيَّتـي
وماذا عسى عنِّي يُقـالُ سِـوى قضَـى .... فُلانٌ، هوىً ، مَن لي بِذا، وهْـو بُغيَتـي
أجَلْ أجَلـي أرضـى انقِضـاهُ صبَابَـةً ... ولا وصلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتـي
وإن لـم أفُـز حَقـاً إليـكِ بِنِسـبَـةٍ .... لعزَّيتهـا حسبـي افتخـاراً بتهـمـةِ
ودونَ اتّهامي إن قَضَيـتُ أسًـى .... فمـاأسـأتُ بنفـسٍ بالشهـادةِ سُــرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرتِ دمـي، ..... ولـمأُعـدَّ شهيـداً علـمُ داعـي منيَّـتـي
ولم تَسْوَ روحي فـي وِصالِـكِ بَذلَهـا ...... لـدَىَّ لِبَـونٍ بيـنَ صـونٍ وبـذلـةِ
وإني، إلـى التّهديـدِ بالمـوتِ، راكـنٌ ....ومَـن هولِـهِ أركـانُ غيـري هُـدَّت
ولم تعسِفي بالقتـلِ نفسِـيَ بـل لهـا .... بهِ تُسعفـي إن أنـتِ أتلفـت مُهجتـي
فإن صحَّ هـذا القـالُ منـكِ رفعتِنـي ..... وأعليتِ مقـداري و أغليـتِ قيمتـي
وها أنـا مستـدعٍ قضـاكِ ومـا بـهِ .... رضـاكِ ولا أختـارُ تأخيـرَ مـدَّتـي
وعِيـدُكِ لـي وعـدٌ، وإنجـازُهُ مُنـى ...... ولـيٌّ بغيـرِ البعـدِ إن يُـرمَ يثـبـتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخـافُ فأسعِـدي ... بـه روحَ مَيْـتٍ للحيـاةِ استـعـدتِ
وبي مَن بها نافسـتُ بالـرّوحِ سالِكـاً ... سبيلَ الأُلى قَبلي أبَـوا غيـرَ شِرعتـي
بِكُلّ قَبِيـلٍ كَـم قَتِيـلٍ بهـا قَضَـى ...أسىً لـم يفـز يومـاً إليهـا بنظـرةِ
وكمْ في الورى مثلـي أماتـت صبابـةً .... و لو نَظَـرَت عَطفـاً إليـهِ لأحيَـتِ
إذا ما أحَلّت، في هواها، دَمـي، فَفـي .... ذُرى العِـزّ والعَليـاءِ قَـدري أحَلّـتِ
لعمـري وإن أتلفـتُ عمـري بحبِّهـا ...... ربحـتُ وإن أبلـت حَشـايَ أبـلّـتِ
ذللتُ لها فـي الحـيِّ حتـى وجدتُنـي ...... وأدنـى منـالٍ عندهـم فـوقَ همَّتـي
وأخمَلَني وَهنـاً خُضُوعـي لَهُـم، فلَـم .... يَرَونـي هَوانـاً بـي مَحَـلاًّ لخِدمتـي
ومِن دَرَجاتِ العِـزّ أمسَيـتُ مُخلِـداً ..... إلى دَرَكاتِ الـذُّلِّ مـن بعـدِ نخوَتـي
فلا بابَ لي يُغشـى ولا جـاهَ يُرتجـى ..... ولاجَـارَ لـي يُحمـى لِفَقـدِ حَمِيّتـي
كأنْ لم أكـن فيهـم خطيـراً ولـم أزل ..... لديهـم حقيـراً فـي رخـاءٍ وشـدَّة ِ
ولوعَزّ فيها الذّلُّ مـا لَـذّ لـي الهـوى ..... على حَسَبِ الأفعالِ فـي كُـلّ مُدّتـي
فَحالـي بِهـا حـالٍ بِعَقـلِ مُـدَلَّـةٍ .....وصِحّـةِ مَجْهـودٍ وعِــزِّ مَـذَلّـةِ
أسرَّت تمنِّى حبِّهـا النَّفـسُ حيـثُ لا ....رقيبَ حجاً سـرّاً لسـرِّي وخصَّـتِ
فأشفقتُ من سيـرِ الحديـثِ بسائـري ..... فتعرِبُ عـن سـرى عبـارَة عبرتِـي
يُغالِطُ بَعضـي عنـهُ بعضـي، صِيانَـةً ....و مَينيَ، في إخفائـهِ، صِـدقُ لَهجَتـي
ولمَّـا أَبَــت إظـهـارهُ لجوانـحِـيبَديهَةُ .... فِكـري، صُنتُـهُ عـن رويّتـي
وبالغـتُ فـي كتمـانـهِ فنسيـتُـهُ ...... وأُنسيـتُ كَتمـي مـا إليـهِ أسَـرّتِ
فإن أجنِ مِن غـرسِ المُنـى ثَمَـرَ العَنـا ..... فِلَّلـهِ نفـسٌ فـي مُنـاهـا تمـنَّـتِ
وأحلى أماني الحُبّ للنفسِ مـا قَضَـت ..... عَنَاهـا بـهِ مَـن أذكَرَتهـا وأنسـتِ
أقامَـت لَهـا مِنّـي علـيَّ مُراقِـبـاً ...... خوَاطِـرَ قلبـي، بالهـوَى ، إنْ ألَمّـتِ
فإن طرقتْ سرّاً مـن الوهـمِ خاطـري ..... بِلا حاظِـرٍ، أطرَقـتُ إجـلالَ هيبَـةِ
ويطـرَفُ طرفـي إن هممـتُ بنظـرةِ .....وإن بُسِطت كفِّي إلى البَسـطِ كفَّـتِ
ففي كـلِّ عضـوٍ فِـيَّ إقـدامُ رغبـةٍ ..... ومن هيبةِ الإعظـامِ إحجـامُ رهبـةِ
لِفِـيّ وسَمعـي فـيّ آثـارُ زِحْـمَـةٍ ..... عليها بَـدَتْ عِنـدي كإيثـارِ رحمـةِ
الكلمات المفتاحية :
احكام صوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: