الاصطدام العظيم لمذنب
الاصطدام العظيم لمذنب من منظور كوني، كان اصطدام مذنب شوميكر-ليکي 9 بكوكب المشتري حدثا عاديا؛ فالسطوح ذات الفوهات للكواكب والأقمار الصخرية تشهد بأن المنظومة
الشمسية مسرح للرماية. بيد أننا نرى في التصادم حدثا فريدا؛ فمن المعتقد أن مذنّبا يصطدم بكوكب مرة واحدة، في المتوسط، كل ألف عام.
قبل عام من فناء مذنب شوميكر-ليکي 9، أظهرت صور مقراب هبل أنه انقسم إلى قرابة دستتين من الشظايا، التي شكلت ما يشبه سلسلة من اللآلئ. اصطدمت الشظية الأولى بالغلاف الجوي للمشتري في 16/7/1994، ثم تبعتها بقية أجزاء المذنب في الأسبوع التالي. وقد أظهرت الصور تشكيلات مماثلة للسحب الشبيهة بنبتة الفطر التي تخلفها الانفجارات النووية. وترتفع هذه التشكيلات فوق أفق المشتري، ثم تسقط وتنتشر خلال عشر دقائق من اصطدام الشظايا، ثم تظل آثار الاصطدام ظاهرة طوال أشهر.
وكانت ندرة الصور تجعلها ذات قيمة عالية، لكنها أيضا طرحت سؤالا مثيرا عن المكونات الغازية لهذا الكوكب الضخم. ففي أحد مواقع الكوكب، انطلقت إلى الأعلى موجات بسرعة 450 مترا في الثانية. كان التفسير الرئيسي لهذه الموجات أنها موجات ثقالة gravity waves تبثها قوة ارتداد ناشئة عن قوة الطفو buoyancy، مثلما يحدث عند محاولة غمر قطعة من الخشب في الماء، فتتحرك إلى الأعلى والأسفل. وإذا كان هذا التفسير صحيحا، فإن خاصيات الموجات توحي بأن نسبة الأكسجين إلى الهدروجين في السُّحب المائية، حيث انتشرت الموجات، تعادل عشرة أضعاف قيمتها في الشمس. لكن إذا كان المشتري قد نشأ عن الانقسام التثاقلي gravitationalbreakup لقرص بدائي primordial disk من الغبار والغاز، كما تفترض بعض النظريات، فيجب أن تكون مكوناته نفس مكونات القرص، ومن ثم تكون شبيهة بمكونات الشمس، إلا أن هذا التعارض لايزال من دون تفسير.
كواكب خارج نطاق المنظومة الشمسية
في عام 2001 طلبت الجمعية الفلكية الأمريكية إلى علماء الكواكب التصويت على ما يعتقدون بأنه أهم اكتشافات العقد الماضي، فاختار العلماء اكتشاف كواكب
خارج نطاق المنظومة الشمسية. ويعرف الباحثون الآن نحو 180 من هذه الأجسام، وقد وُجِدَ معظمها بوساطة مقاريب أرضية أثناء رصدها للاضطرابات الصغيرة التي يحدثها السحب التثاقلي gravitational tug لكوكب في حركة النجم، الذي يدور حوله الكوكب. إلا أن هذه
الأرصاد قدمت قدرا ضئيلا من المعلومات التي اقتصرت على حجم مدار الكواكب وإهليليجيته والحد الأدنى لكتلته.
تَتبّع مقراب هبل هذه الكواكب، وركّزتْ أرصاده على تلك التي تتراصف مستويات مداراتها مع خط بصرنا، ومن ثم تمر هذه الكواكب دوريا أمام نجومها، وهذا يجعلها تحجب بعض ضوء هذه النجوم ـ وهي ظاهرة تعرف بالعبورtransit. وقد أعطت أرصاد مقراب هبل أول كوكب عابر يكتشف، وهو الكوكب التابع للنجم HD 209458، أكثر المعلومات تفصيلا عن أي كوكب خارج المنظومة الشمسية. فهو أخف وزنا من المشتري بنسبة 30 في المئة، لكن قطره أكبر بنسبة 30 في المئة، وربما كان السبب في ذلك التيارات الغزيرة من الأشعة القادمة من نجمه التي تؤدي إلى انتفاخه. وكانت بيانات هذا المقراب فائقة الدقة لدرجة تسمح لها بكشف الحلقات العريضة والأقمار الكبيرة حول الكوكب في حال وجودها، لكن لم يُكتشف شيء من هذا القبيل. وأكثر ما هو مثير للإعجاب أن مقراب هبل نفذ أول قياسات لمكونات عالم جديد حول نجم آخر، ووجد أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على الصوديوم والكربون والأكسجين، وكان الهدروجين يتبخر في الفضاء مخلفا ذيلا شبيها بذيول المذنبات. وتعد هذه الأرصاد باكورة البحث عن المؤشرات الكيميائية للحياة في أمكنة أخرى من مجرتنا.
الشمسية مسرح للرماية. بيد أننا نرى في التصادم حدثا فريدا؛ فمن المعتقد أن مذنّبا يصطدم بكوكب مرة واحدة، في المتوسط، كل ألف عام.
قبل عام من فناء مذنب شوميكر-ليکي 9، أظهرت صور مقراب هبل أنه انقسم إلى قرابة دستتين من الشظايا، التي شكلت ما يشبه سلسلة من اللآلئ. اصطدمت الشظية الأولى بالغلاف الجوي للمشتري في 16/7/1994، ثم تبعتها بقية أجزاء المذنب في الأسبوع التالي. وقد أظهرت الصور تشكيلات مماثلة للسحب الشبيهة بنبتة الفطر التي تخلفها الانفجارات النووية. وترتفع هذه التشكيلات فوق أفق المشتري، ثم تسقط وتنتشر خلال عشر دقائق من اصطدام الشظايا، ثم تظل آثار الاصطدام ظاهرة طوال أشهر.
وكانت ندرة الصور تجعلها ذات قيمة عالية، لكنها أيضا طرحت سؤالا مثيرا عن المكونات الغازية لهذا الكوكب الضخم. ففي أحد مواقع الكوكب، انطلقت إلى الأعلى موجات بسرعة 450 مترا في الثانية. كان التفسير الرئيسي لهذه الموجات أنها موجات ثقالة gravity waves تبثها قوة ارتداد ناشئة عن قوة الطفو buoyancy، مثلما يحدث عند محاولة غمر قطعة من الخشب في الماء، فتتحرك إلى الأعلى والأسفل. وإذا كان هذا التفسير صحيحا، فإن خاصيات الموجات توحي بأن نسبة الأكسجين إلى الهدروجين في السُّحب المائية، حيث انتشرت الموجات، تعادل عشرة أضعاف قيمتها في الشمس. لكن إذا كان المشتري قد نشأ عن الانقسام التثاقلي gravitationalbreakup لقرص بدائي primordial disk من الغبار والغاز، كما تفترض بعض النظريات، فيجب أن تكون مكوناته نفس مكونات القرص، ومن ثم تكون شبيهة بمكونات الشمس، إلا أن هذا التعارض لايزال من دون تفسير.
كواكب خارج نطاق المنظومة الشمسية
في عام 2001 طلبت الجمعية الفلكية الأمريكية إلى علماء الكواكب التصويت على ما يعتقدون بأنه أهم اكتشافات العقد الماضي، فاختار العلماء اكتشاف كواكب
خارج نطاق المنظومة الشمسية. ويعرف الباحثون الآن نحو 180 من هذه الأجسام، وقد وُجِدَ معظمها بوساطة مقاريب أرضية أثناء رصدها للاضطرابات الصغيرة التي يحدثها السحب التثاقلي gravitational tug لكوكب في حركة النجم، الذي يدور حوله الكوكب. إلا أن هذه
الأرصاد قدمت قدرا ضئيلا من المعلومات التي اقتصرت على حجم مدار الكواكب وإهليليجيته والحد الأدنى لكتلته.
تَتبّع مقراب هبل هذه الكواكب، وركّزتْ أرصاده على تلك التي تتراصف مستويات مداراتها مع خط بصرنا، ومن ثم تمر هذه الكواكب دوريا أمام نجومها، وهذا يجعلها تحجب بعض ضوء هذه النجوم ـ وهي ظاهرة تعرف بالعبورtransit. وقد أعطت أرصاد مقراب هبل أول كوكب عابر يكتشف، وهو الكوكب التابع للنجم HD 209458، أكثر المعلومات تفصيلا عن أي كوكب خارج المنظومة الشمسية. فهو أخف وزنا من المشتري بنسبة 30 في المئة، لكن قطره أكبر بنسبة 30 في المئة، وربما كان السبب في ذلك التيارات الغزيرة من الأشعة القادمة من نجمه التي تؤدي إلى انتفاخه. وكانت بيانات هذا المقراب فائقة الدقة لدرجة تسمح لها بكشف الحلقات العريضة والأقمار الكبيرة حول الكوكب في حال وجودها، لكن لم يُكتشف شيء من هذا القبيل. وأكثر ما هو مثير للإعجاب أن مقراب هبل نفذ أول قياسات لمكونات عالم جديد حول نجم آخر، ووجد أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على الصوديوم والكربون والأكسجين، وكان الهدروجين يتبخر في الفضاء مخلفا ذيلا شبيها بذيول المذنبات. وتعد هذه الأرصاد باكورة البحث عن المؤشرات الكيميائية للحياة في أمكنة أخرى من مجرتنا.
الكلمات المفتاحية :
عجائب الله في السموات
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: