• 23‏/5‏/2020

    مقام الورع

    مقام الورع
    مقام الورع :
    ثم يأتي بعد مقام التوبة مقام الورع، فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ملاك الدين الورع، وخير دينكم الورع ، فالورع ملاك الأمور، والتواضع براءة في الكبر وأهل الورع -كما ذكر الطوسي في اللمع ثلاث
    طبقات :
    فمهنم من تورع عن الشبهات التي اشتبهت عليه ما بين الحرام البين والحلال البين، وفي هذا القول يعني الطوسي أنه إذا رابني شئ وشككت فيه تركته في الحال.
    ومنهم من يتورع عما يقف قلبه، ويحيك في صدره عند تناوله. وهذا لا يعرفه إلا أرباب القلوب. وهو كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "الإثم ما حاك في صدرك".
    وأما الطبقة الثالثة في الورع فهم العارفون والعابدون، وهو كما عبر عنه أبو سلمان الداراني: "كل ما شغلك عن الله فهو شؤم عليك".
    ومن هنا يتضح لنا أن الورع في هذه الطبقة الثالثة أن تتورع عن أن لا ينشغل قلبك عن الله عز وجل طرفة عين، فالأول كما يقول الطوسي هو ورع العموم، والثاني هو ورع الخصوص، والثالث هو ورع خصوص الخصوص .
    يتضح لنا أن مقام الورع هو من أعمال القلوب، وهو من ثمرات الإيمان الكامل، وهذه الأعمال واجبة على جميع الخلق، فنحن نعرف أن الإنسان المؤمن إيماناً خالصاً يتورع عن فعل أي شيء يشعر أن به ضرراً ومساساً بعقيدته، ويخالف به كلام الله سبحانه وتعالى وطاعته، ولذلك فهذا المقام هو مقام عام خوطب به كل البشر. وكل من يخشى الله ويخافه يعمل به.

    هناك تعليق واحد: