
مقام التوبة :
وهو أول مقامات المنقطعين إلى الله تعالى، والتوبة هي الرجوع من كل شيء ذمه العلم إلى كل شيء قام بمدحه.
ذكر أهل التصوف أن السالك لطريق الله أو الحق يجب أن يبدأ بمنزل أو مقام، وأول هذه المقامات هو مقام التوبة، وهو بداية
الطريق، ثم يتدرج منها إلى الزهد والفقر والصبر والشكر وغيرها، وهي أصل كل مقام. وللتوبة شروط كما يذكرها لنا الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) وهي :
[1] الندم.
[2] وترك المعصية في الحال.
[3] والعزم الأكيد، والنية الصادقة على عدم فعل الذنب في المستقبل .
سئل الجنيد عن التوبة فقال: "هي نسيان ذنبك"( )، وهو في هذه الحالة قد أجاب عن توبه المتحققين، الذين لا يذكرون ذنوبهم لما غلب على قلوبهم من عظمة الله تعالى، ودوام ذكره.
إن الله يقبل توبة العبد، وذلك يعطيه الفرصة لتغيير مسار سلوكه إلى ما هو أفضل .
يمكن القول إن التوبة تتعلق بأمور ثلاثة هي العلم والحال والفعل والعلم هنا يعني المعرفة بقدر الذنوب. فنحن عندما نريد أن نتوب عن فعل أمر معين بعد ارتكابه، فإن التوبة تتم بعد نتيجة هذا الفعل الذي ارتكب، ومدى الضرر الذي تسبب في وقوع هذا الفعل.
ثم يعقبها الندم الذي يدفع بصحابه إلى حال أخرى لها تعلق بالحال والمستقبل والماضي. ومعنى ذلك أن يترك المعصية في حالة علمه بأنها سوف تقوده إلى المهالك. وتوبته هنا أن لا يعود إلى هذه المعصية إلى آخر العمر، ويكون له عزم أكيد للعمل على التخلص من تلك المعصية.
والتوبة هي الندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترك بالجوارح، وإضمار بأن لا يعود التائب إلى الذنب.
ليست هناك تعليقات: