حال الخوف
حال الخوف :
قال الطوسي: فأمّا حال الخوف فإنّما ذكرنا الخوف والمحبّة لأن حال القرب يقتضى حالين.
فمنهم من لب على قلبه الخوف من ظره إلى قرب الله منه، ومنهم من يغلب على قلبه المحبة، وذلك على حسبما قسَمَ الله للقلوب من التصديق وحقيقة اليقين والخشية، وذلك من كشف الغيوب، فإن شاهد قلبه في قدبه من سيده عظمته وهيبته فيؤديه ذلك إلى الخوف والحياء والوجل.
الخوف على ثلاثة أوجه : فقد ذكر الله تعالى الخوف وقرنه بالإيمان بقوله : "فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين"، فهذا خوف الأجلّة .
وقوله : "ولمن خاف مقام ربه جنتان"، فهذا خوف الأوساط .
وقال : "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار"، فهذا خوف العامة، وهو الخوف من السخط والعقاب وخوفهم هو اضطراب قلوبهم ممّا علموا من سطوة معبودهم.
أمّا الأوساط فخوفهم من القطيعة واعتراض الكدورة في صفاء المعرفة.
وقال بعضهم: "علامة خوف الله تعالى هيجان القلوب وشدّة الذُعر من الترهيب.
وأمّا أهل الخصوص من الخائفين فخوفهم على ما قال سهل بن عبد الله، رحمه الله : "لو قسم ذرة من خوف الخائفين على أهل الأرض لسعدوا بذلك أجمعين، فقيل له: فكم يكون مع الخائفين من هذا الخوف؟ قال مثل الجبل".
مدح القرآن الذين يخافون ويخشون ربّهم وذكر فضلهم .
وربط القرآن بين العلم والخوف .
والخوف أنواع :
خوف من الأُمور التي تحدث في الدنيا، ولكن الحديث هنا عن الخوف من المصير في الآخرة، وهو الخوف من عذاب النار والحرمان من نعيم الجنة، ودار النعيم والملك المُقيم، ولقد كان خوف رابعة من هذا القبيل "الخوف من الحجاب"، أي المنع من رؤية الله تعالى، قالت إنّها لم تعبد الله خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، ولكن حباً وطمعاً في رؤيته.
الخاتمة
هذا عن المقامات والأحوال، وكيف أن الصوفية الأوائل أو الصوفية المعتدلين في تصوّفهم هم الذين أخذوا بها، وهي بالقطع مدعَّمة من الكتاب والسنة، فمن أخذها هكذا دون تأويل أوتحريف يعد من أصحاب التصوف السني، ذلك التصوف الذي يكون موزوناً بمعيار ما جاء في كتاب الله العزيز وسنة نبيِّه الكريم، ذلك التصوف الذي لا يقول بالإثَنيْنيَّة بين الله تعالى (الخالق)، وبين العالم وهو (المخلوق) ووجود تمايُز بينهما، أمّا المتصوفة الذي يعملون بما جاء في كتاب الله وسنة نبيِّه يجب أن يتبعوا لأنهم اختاروا الطريق الصحيح في العبادة، وحبهم لله تعالى.
ويطول الحديث لو اردت ردّ كلّ معنى من المعاني النفسيَّة أو الأخلاقية، التي يُعبَّر عنها الصوفية بالأحوال والمقامات، إلى أصله من القرآن الكريم: ممّا سبق يتبيَّن أن البذور الأولى للتصوّف الإسلامي من حيث هو علم للمقامات والأحوال، أو بعبارة أخرى من حيث هو علم للأخلاق الإنسانية والسلوك الإنساني موجودة في القرآن الكريم.
وكانت حياة النبي التعبُّدية الأخلاقية وأقواله مصدراً من مصادر التصوّف السني.
وعلى هذا نجد ان التصوف السني قد تقيد أصحابه بالكتاب والسنة، ويظهر ذلك جليا من خلال الآيات والأحاديث التي اعتمد عليها هؤلاء المتصوفة في أقوالهم.
الكلمات المفتاحية :
احوال الصوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: