إنّ النفس لأمّارة بالسوء2
بسم الله الرحمان الرحيم- فالنفس جعل الله تعالى لها علما إسمه ( علم التزكية ) ولا تكون تزكية النفس إلاّ عن طريق نبيّ أو رسول أو وارث لهما وراثة تامّة بإذن تام ودليل هذا قوله تعالى بخصوص تزكية النفس ( ... ويزكّيهم ...) فنسب فعل التزكية للمزكّي لها وهو النبيّ أوالرسول أو بالنيابة من صلح لهذه الوظيفة من وارثيهم ثمّ إنّه لا يمكن أن يتعلّم أحد من العباد الكتاب أو الحكمة إلاّ بعد تزكية النفس حتّى أنّ الصحابة رضوان
الله عليهم قالوا ( لقد كان رسول الله يعلّمنا الإيمان ثمّ علّمنا القرآن ) وعلى هذا سار مشائخ الصوفية أوّلهم وآخرهم . إلاّ الأنبياء فإنّ الله تعالى تولاّهم بالتزكية كفي قصّة النبيّ صلى الله عليه وسلّم وشقّ الصدر الشريف وإخراج حظّ الشيطان منه أي حظّه من نفسه الشريفة عليه الصلاة والسلام فإنّ الشيطان له حظّ في نفس كلّ إنسان لا ييأس قطّ من نوال ذلك الحظّ منها إلى غرغرة الموت كما ورد عن إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل رضي الله عنه في قوله للشيطان ( لا بَعدُ ) فكان تطهير النفس وتزكيتها من آكد الشروط المفروضة لذوق حقائق الإيمان الذي أمرنا الله تعالى به فمن لم تتزكّى نفسه فهيهات له أن يذوق ذرّة من الإيمان الحقيقي الذي يزيد في كلّ طرفة عين ويقوى. ثمّ إنّ التزكية منها ما يحسن أن يفعله الإنسان لوحده ومنها ما لا بدّ فيه من شيخ عارف واصل بطريق هواجس النفوس في كلّ مقام ذرّة ذرّة ومرحلة مرحلة كي يخلّص العبد المؤمن من شرّها فيعطيه فهم تلبيساتها حتّى يدخل دائرة الحفظ منها ومن خطرها أمّا قبل ذلك فلا. لذا تجد الكثير من المشائخ لهم من العارفين الكثير ولكنّهم لا يصطفون إلى السرّ إلاّ من كان أكملهم من باب ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) ثمّ إنّ المشائخ ليسوا على مرتبة واحدة ولا إذن واحد ولا حال واحد ولا مقام واحد بل يختلفون كثيرا ولكلّ نوع من العباد نوعه من المشائخ . بقي أنّ الله تعالى يقول : ( قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) يراد به المسارعة بالعبد إلى من يزكّي له نفسه وقد أخبرت الآيات ودلّت على أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يتولّى بحكم الوظيفة تزكية نفوس مريديه الذين هم الصحابة وسنتكلّم في موضوع آخر إن شاء الله تعالى عن ماهية التزكية المحمدية لبواطن الصحابة رضوان الله عليهم وسنبيّن بحول الله تعالى درجات مقامات بواطن الصحابة في كلّ حديث يتعلّق بذلك ولا نعني الاطّلاع على بواطن وأسرار الصحابة وإنّما تزكية بواطن الصحابة رضوان الله عليهم لأنّ أمر التزكية متشارك فيه بين الصحابة وبين غيرهم ممّن جاء خلفهم فهو نفس العلم ونفس التخلية والتحلية وإن كانت تتفاوت الدرجات في ذلك فيما بينهم فليس المحبوب مثل المحبّ ولا السالك كالمجذوب ( فافهم ). وسنبيّن بإذن الله تعالى ماهية التزكية والتربية من القرآن ومراحل ذلك ودليله من الكتاب والسنّة ليس للعبرة فقط بل للسلوك والسير وانقاذ أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم ممّا هي فيه اليوم فإن كان الدجال يعمل على نطاق عالمي فكذلك لا بدّ لنا من نشر طريق التزكية والتحقيق على نطاق عالمي وإن كان إبليس يقول ( لأغوينّهم أجمعين ) فيجب علينا أن نعاديه كما أُمرنا فنقول ( بل سيهدي الله تعالى بالمسلمين المؤمنين الناس أجمعين ) ونتلو على مسامعه قول الله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ). لذا فقد عزمت بعد أن توكّلت على الله تعالى أن أبيّن مثل هذه المواضيع تفصيلا دقيقا إن شاء الله تعالى كي ينتفع به إن شاء الله تعالى من يقف عليه من المسلمين لأنّ بداية الأمر يا سادة هو علم التزكية فلو تزكّت القلوب لأشرقت عليها أنوار الغيوب التي يريد الشيطان أن يطمس قلوب الناس عنها كي لا يثبت لهم إيمان ولا يذوقون إحسانا . ثمّ إنّ المربّين من أهل الله تعالى ما تقدّموا إلا بعد أن تزكّت نفوسهم على أيدي غيرهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وإنّ ما نراه اليوم من الثورات العربية ونعيشه ليس لها من الممدحة إلا هذا النصيب وهو قوله تعالى ( ... ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ) أي المطالبة بالحقوق فقط فهذا الجانب الذي يمدح أمّا الجانب الأوّل المتعلّق بالتوحيد والتزكية فلا خبر لهم عنه بل هي ثورات أغبلها نفسية أي أنّ الدجّال يريد أن ينحو بمنحى تلك الثورات إلى المنحى النفسي وهو الذي يسمّونه ( بالدمقراطية ). فإنّ الديمقراطية الغربية معناها تكوين الشخصية النفسية فتصبح نفس كلّ إنسان كغول مفترس أو أفعى سامّة فإنّ إبليس لعنه الله تعالى يعرف كيف يستدرج النفوس فيلقيها إلى الهلاك لذا فإنّ أهل الله تعالى يمكرون بالدجال وإبليس لعنهما الله تعالى مكرا كبيرا في الخفاء فيما بينهما يعلم به إبليس ويأخذ حذره منه فإنّ الحرب في الباطن حربا ضروسا. ملاحظة : كنت وعدت أن لا أتكلّم في موضوع الثورات في هذا المنتدى ولكن يجب أن يعلم أنّني أتناول جانب النفوس ولا أقصد السياسة ( فمعذرة من المشرف والمراقبين ). ثمّ نبيّن بحول الله تعالى خطر عدم معرفة النفوس فإنّه الهلاك بعينه وإذا أٍردت أن تعرف خطر النفس فانظر إلى قصّة آدم عليه السلام فلمّا تحرّكت نفسه بالشهوة إلى الأكل من الشجرة التي نهاه عنها الله تعالى ماذا صار فيه وفي حوّاء زوجته عليهما السلام. فإنّ إبليس لا يجد فيك منفذا إلا منفذ النفس لأنّ الأنبياء والأولياء متى ذهبت إليهم فأنت ( قد أفلح من زكّاها ) أمّا إذا إتّبعت إبليس والشياطين فأنت ( وقد خاب من دسّاها ) فأهل الله تعالى يزكّونها وإبليس يدسّها لذا قال آدم في معرض الإعتذار والتوبة ( ظلمنا أنفسنا ) . وسنتناول إن شاء الله تعالى مباحث من هنا وهناك كي يفهم المقصود فإنّ أصعب شيء أن تدري المعنى وتعجز عن التعبير عنه بروحه وحقيقته فسبحان من أنزل القرآن وسبحان من آتى سيدنا محمّد البيان عليه الصلاة والسلام.
الله عليهم قالوا ( لقد كان رسول الله يعلّمنا الإيمان ثمّ علّمنا القرآن ) وعلى هذا سار مشائخ الصوفية أوّلهم وآخرهم . إلاّ الأنبياء فإنّ الله تعالى تولاّهم بالتزكية كفي قصّة النبيّ صلى الله عليه وسلّم وشقّ الصدر الشريف وإخراج حظّ الشيطان منه أي حظّه من نفسه الشريفة عليه الصلاة والسلام فإنّ الشيطان له حظّ في نفس كلّ إنسان لا ييأس قطّ من نوال ذلك الحظّ منها إلى غرغرة الموت كما ورد عن إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل رضي الله عنه في قوله للشيطان ( لا بَعدُ ) فكان تطهير النفس وتزكيتها من آكد الشروط المفروضة لذوق حقائق الإيمان الذي أمرنا الله تعالى به فمن لم تتزكّى نفسه فهيهات له أن يذوق ذرّة من الإيمان الحقيقي الذي يزيد في كلّ طرفة عين ويقوى. ثمّ إنّ التزكية منها ما يحسن أن يفعله الإنسان لوحده ومنها ما لا بدّ فيه من شيخ عارف واصل بطريق هواجس النفوس في كلّ مقام ذرّة ذرّة ومرحلة مرحلة كي يخلّص العبد المؤمن من شرّها فيعطيه فهم تلبيساتها حتّى يدخل دائرة الحفظ منها ومن خطرها أمّا قبل ذلك فلا. لذا تجد الكثير من المشائخ لهم من العارفين الكثير ولكنّهم لا يصطفون إلى السرّ إلاّ من كان أكملهم من باب ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) ثمّ إنّ المشائخ ليسوا على مرتبة واحدة ولا إذن واحد ولا حال واحد ولا مقام واحد بل يختلفون كثيرا ولكلّ نوع من العباد نوعه من المشائخ . بقي أنّ الله تعالى يقول : ( قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) يراد به المسارعة بالعبد إلى من يزكّي له نفسه وقد أخبرت الآيات ودلّت على أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يتولّى بحكم الوظيفة تزكية نفوس مريديه الذين هم الصحابة وسنتكلّم في موضوع آخر إن شاء الله تعالى عن ماهية التزكية المحمدية لبواطن الصحابة رضوان الله عليهم وسنبيّن بحول الله تعالى درجات مقامات بواطن الصحابة في كلّ حديث يتعلّق بذلك ولا نعني الاطّلاع على بواطن وأسرار الصحابة وإنّما تزكية بواطن الصحابة رضوان الله عليهم لأنّ أمر التزكية متشارك فيه بين الصحابة وبين غيرهم ممّن جاء خلفهم فهو نفس العلم ونفس التخلية والتحلية وإن كانت تتفاوت الدرجات في ذلك فيما بينهم فليس المحبوب مثل المحبّ ولا السالك كالمجذوب ( فافهم ). وسنبيّن بإذن الله تعالى ماهية التزكية والتربية من القرآن ومراحل ذلك ودليله من الكتاب والسنّة ليس للعبرة فقط بل للسلوك والسير وانقاذ أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم ممّا هي فيه اليوم فإن كان الدجال يعمل على نطاق عالمي فكذلك لا بدّ لنا من نشر طريق التزكية والتحقيق على نطاق عالمي وإن كان إبليس يقول ( لأغوينّهم أجمعين ) فيجب علينا أن نعاديه كما أُمرنا فنقول ( بل سيهدي الله تعالى بالمسلمين المؤمنين الناس أجمعين ) ونتلو على مسامعه قول الله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ). لذا فقد عزمت بعد أن توكّلت على الله تعالى أن أبيّن مثل هذه المواضيع تفصيلا دقيقا إن شاء الله تعالى كي ينتفع به إن شاء الله تعالى من يقف عليه من المسلمين لأنّ بداية الأمر يا سادة هو علم التزكية فلو تزكّت القلوب لأشرقت عليها أنوار الغيوب التي يريد الشيطان أن يطمس قلوب الناس عنها كي لا يثبت لهم إيمان ولا يذوقون إحسانا . ثمّ إنّ المربّين من أهل الله تعالى ما تقدّموا إلا بعد أن تزكّت نفوسهم على أيدي غيرهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وإنّ ما نراه اليوم من الثورات العربية ونعيشه ليس لها من الممدحة إلا هذا النصيب وهو قوله تعالى ( ... ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ) أي المطالبة بالحقوق فقط فهذا الجانب الذي يمدح أمّا الجانب الأوّل المتعلّق بالتوحيد والتزكية فلا خبر لهم عنه بل هي ثورات أغبلها نفسية أي أنّ الدجّال يريد أن ينحو بمنحى تلك الثورات إلى المنحى النفسي وهو الذي يسمّونه ( بالدمقراطية ). فإنّ الديمقراطية الغربية معناها تكوين الشخصية النفسية فتصبح نفس كلّ إنسان كغول مفترس أو أفعى سامّة فإنّ إبليس لعنه الله تعالى يعرف كيف يستدرج النفوس فيلقيها إلى الهلاك لذا فإنّ أهل الله تعالى يمكرون بالدجال وإبليس لعنهما الله تعالى مكرا كبيرا في الخفاء فيما بينهما يعلم به إبليس ويأخذ حذره منه فإنّ الحرب في الباطن حربا ضروسا. ملاحظة : كنت وعدت أن لا أتكلّم في موضوع الثورات في هذا المنتدى ولكن يجب أن يعلم أنّني أتناول جانب النفوس ولا أقصد السياسة ( فمعذرة من المشرف والمراقبين ). ثمّ نبيّن بحول الله تعالى خطر عدم معرفة النفوس فإنّه الهلاك بعينه وإذا أٍردت أن تعرف خطر النفس فانظر إلى قصّة آدم عليه السلام فلمّا تحرّكت نفسه بالشهوة إلى الأكل من الشجرة التي نهاه عنها الله تعالى ماذا صار فيه وفي حوّاء زوجته عليهما السلام. فإنّ إبليس لا يجد فيك منفذا إلا منفذ النفس لأنّ الأنبياء والأولياء متى ذهبت إليهم فأنت ( قد أفلح من زكّاها ) أمّا إذا إتّبعت إبليس والشياطين فأنت ( وقد خاب من دسّاها ) فأهل الله تعالى يزكّونها وإبليس يدسّها لذا قال آدم في معرض الإعتذار والتوبة ( ظلمنا أنفسنا ) . وسنتناول إن شاء الله تعالى مباحث من هنا وهناك كي يفهم المقصود فإنّ أصعب شيء أن تدري المعنى وتعجز عن التعبير عنه بروحه وحقيقته فسبحان من أنزل القرآن وسبحان من آتى سيدنا محمّد البيان عليه الصلاة والسلام.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: