الطرق الصوفية - نشأتها وتاريخها
من الناحية التاريخية نلاحظ أن الصوفية قد أخذوا «منذ النصف الثاني للقرن الثالث الهجري ينظمون أنفسهم طوائف وطرقًا
يخضعون فيها لنظم خاصة بكل طريقة، وكان قوام هذه الطرق طائفة من المريدين يلتفون حول شيخ مرشد يسلكهم ويبصرهم على الوجه الذي يحقق لهم كمال العلم، وكمال العمل: فكان من هذه الطرق السقطية نسبة إلى السري السقطي، والطيفورية نسبة إلى أبي زيد طيفور البسطامي والجنيدية نسبة إلى الجنيد والخرازية نسبة إلى أبي سعيد الخراز، والنورية نسبة إلى أبي الحسين النووي، والملامتية أو القصارية نسبة إلى حمدون القصار(1).
يخضعون فيها لنظم خاصة بكل طريقة، وكان قوام هذه الطرق طائفة من المريدين يلتفون حول شيخ مرشد يسلكهم ويبصرهم على الوجه الذي يحقق لهم كمال العلم، وكمال العمل: فكان من هذه الطرق السقطية نسبة إلى السري السقطي، والطيفورية نسبة إلى أبي زيد طيفور البسطامي والجنيدية نسبة إلى الجنيد والخرازية نسبة إلى أبي سعيد الخراز، والنورية نسبة إلى أبي الحسين النووي، والملامتية أو القصارية نسبة إلى حمدون القصار(1).
وهذه الطرق كانت اللبنة وحجر الزاوية والأساس الذي قامت عليه الطرق الصوفية في القرنين السادس والسابع الهجرين.
وتمثل الطرق الصوفية الحركات العملية للتصوف الإسلامي أو بمعنى أصح هي التصوف العملي الإسلامي.
ولقد كانت الطرق الصوفية في نشأتها الأولى في القرنين الثالث والرابع الهجريين تدل على أحوال الصوفية وسلوكهم ثم أصبحت تدل فيما بعد -خصوصًا- في القرنين السادس والسابع الهجريين على نظام من الرياضات الصوفية تمتاز به كل طريقة، وأصبحت لفظة «طريقة» عند الصوفية المتأخرين تطلق على مجموعة أفراد من الصوفية ينتسبون إلى شيخ معين، ويخضعون لنظام دقيق في السلوك الروحي، ويحيون حياة جماعية في الزوايا والربط والخانقاوات أو يجتمعون اجتماعات دورية في مناسبات معينة، ويعقدون مجالس العلم والذكر بانتظام(2).
وفي خطط العلامة علي باشا مبارك، يقول: «إنَّ معظم الطرق منسوب إلى الأقطاب الأربعة: سيدي عبد القادر الجيلاني، سيدي أحمد الرفاعي، وسيدي أحمد البدوي، وسيدي إبراهيم الدسوقي، رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين ونفعنا بهم؛ لأنَّ لكل واحد منهم طريقة واحدة مخصوصة لا غير، وإنَّما تعددت ونسبت لغيره، بتعدد من أخذها عنه مباشرة أو بطريقة فنسبت إلى الآخذ وسميت فروعًا؛ نظرًا لتفرعها عن الأصل، وهناك طرق أخرى غير منسوبة للأقطاب الأربعة، كالسعدية، والنقشبندية لأبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه، والشاذلية المنسوبة لأبي الحسن الشاذلي، وكالطريقة الخلوتية والمرغينية(3)».
وإذا كان لكل طريقة نظامها وقواعدها الخاصة بها التي تتبعها، لكن كثير من الطرق تكاد تتفق، كما يقول نيكلسون في النقاط الآتية(4):
1- الاحتفال بدخول المريد في الطريق بطقوس دقيقة مرسومة، وقد تطلب بعض الطرق من المريد قبل الدخول في الطريق أن يمضي وقتًا طويلًا شاقًّا في الاستعداد للدخول.
2- التزيي بزي خاص.
3- اجتياز المريد مرحلة شاقة في الخلوة والصلاة والصوم، وغير ذلك من الرياضات.
4- الإكثار من الذكر.
5- احترام المرشد أو شيخ الطريق إلى درجة تقرب من التقديس.
المرجع: الطرق الصوفية في مصر، نشأتها ونظمها، أ/د عامر النجار، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، د ت، (ص 85- 87).
الكلمات المفتاحية :
الطرق الصوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: