محاسن التعريف في علوم التصريف 1
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على النبيّ الأكرم وآله وصحبه
قال تعالى في حقّ الخصوصية : ( وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
وقال تعالى بخصوص العبودية : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ففي الخصوصية تفرّدت الآدمية بقطبانيتها فأعطاها الله تعالى لآدم وبنيه فضلا منه وتكرّما ورحمة منه وعلما وعدلا منه وحكمة , فكانت للخصوصية على عمومها حقيقتان :
الأولى : حقيقة الفضل لذا اعترض إبليس على هذا الفضل في قوله : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ )
الثانية : حقيقة العدل لذا تساءلت الملائكة في هذا الجانب في قولها : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء )
فكان نظر إبليس إلى الاعتراض على الفضل ونظر الملائكة إلى السؤال عن العدل , فمن اعترض على الفضل نازع كرم الحضرة الإلهية فطرد من الرحمة المددية , ومن عوتب في السؤال عن إقامة العدل حجب عن معرفة دقائق الفضل , إلاّ أنّه لا يطرد من الرحمة بل يبتلى فيكون جندا فيها كالملائكة لأنّ محلّ نظرهم قيام ذلك العدل فكانوا حماته في مختلف مراتبه ومختلف عوالمه وما يعلم جنود ربّك إلاّ هو.
هنا في هذا المشهد العظيم نصب كرسيّ القطبانية مع جميع شؤونها الظاهرة والباطنة لآدم عليه السلام ذلك المقام الذي يذكره الأولياء في مختلف الأزمنة وسنفصّله إن شاء الله تفصيلا .
فكان لا بدّ من وجود هذا القطب ما دام الإنسان في الأرض وما دامت عداوة إبليس موجودة وخدمة الملائكة جنودا مشهودة , فكان هذا الآدمي كالسلطان الخليفة الأعظم والسرّ المطلسم الذي غاب إدراك حقائقه عن الجميع فلا يعرف مقامه غير من تولاّه وهو الله تعالى ربّه وخالقه , ففي هذا المشهد من السجود والإعتراف بالتقدّم والإمامة في الوجود حمل هذا القطب سرّ علوم الأسماء التي سيخرج بها في وصف الخلافة في العوالم فكانت له حقيقتان : حقيقة أسمائية وهي الحكم بالعدل مجال المعاملة التي هي مناط الأعمال ظاهرها وباطنها لذا تعيّن ارسال الرسل وانزال الكتب , وحقيقة أخرى صفاتية وهي مقام الوصلة في مختلف مراتبه كالمحبّة والخلّة والكلام والنجوى والروح ..إلخ فتوعّد الله تعالى إبليس الذي أراد أن يقطع الطريق في مراحله الثلاث :
المرحلة الأولى : قطع الطريق إلى الوصلة بالذات مجال الفضل قال تعالى (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ )
المرحلة الثانية : قطع الطريق إلى الوصلة الإتّصاف بالصفات مجال الرحمة قال تعالى (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل )
المرحلة الثالثة : قطع الطريق إلى الوصلة بالأسماء مجال العدل قال تعالى (وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ )
لذا قال تعالى في جمع المقامات والتنبيه على المرامات (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) فتمّت لهم اللعنة هنا وسوء الدار ظاهرا وباطنا
هذا مدخل ...
يتبع ...
تحميل الموضوع ملف وورد :
والصلاة والسلام على النبيّ الأكرم وآله وصحبه
قال تعالى في حقّ الخصوصية : ( وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
وقال تعالى بخصوص العبودية : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ففي الخصوصية تفرّدت الآدمية بقطبانيتها فأعطاها الله تعالى لآدم وبنيه فضلا منه وتكرّما ورحمة منه وعلما وعدلا منه وحكمة , فكانت للخصوصية على عمومها حقيقتان :
الأولى : حقيقة الفضل لذا اعترض إبليس على هذا الفضل في قوله : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ )
الثانية : حقيقة العدل لذا تساءلت الملائكة في هذا الجانب في قولها : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء )
فكان نظر إبليس إلى الاعتراض على الفضل ونظر الملائكة إلى السؤال عن العدل , فمن اعترض على الفضل نازع كرم الحضرة الإلهية فطرد من الرحمة المددية , ومن عوتب في السؤال عن إقامة العدل حجب عن معرفة دقائق الفضل , إلاّ أنّه لا يطرد من الرحمة بل يبتلى فيكون جندا فيها كالملائكة لأنّ محلّ نظرهم قيام ذلك العدل فكانوا حماته في مختلف مراتبه ومختلف عوالمه وما يعلم جنود ربّك إلاّ هو.
هنا في هذا المشهد العظيم نصب كرسيّ القطبانية مع جميع شؤونها الظاهرة والباطنة لآدم عليه السلام ذلك المقام الذي يذكره الأولياء في مختلف الأزمنة وسنفصّله إن شاء الله تفصيلا .
فكان لا بدّ من وجود هذا القطب ما دام الإنسان في الأرض وما دامت عداوة إبليس موجودة وخدمة الملائكة جنودا مشهودة , فكان هذا الآدمي كالسلطان الخليفة الأعظم والسرّ المطلسم الذي غاب إدراك حقائقه عن الجميع فلا يعرف مقامه غير من تولاّه وهو الله تعالى ربّه وخالقه , ففي هذا المشهد من السجود والإعتراف بالتقدّم والإمامة في الوجود حمل هذا القطب سرّ علوم الأسماء التي سيخرج بها في وصف الخلافة في العوالم فكانت له حقيقتان : حقيقة أسمائية وهي الحكم بالعدل مجال المعاملة التي هي مناط الأعمال ظاهرها وباطنها لذا تعيّن ارسال الرسل وانزال الكتب , وحقيقة أخرى صفاتية وهي مقام الوصلة في مختلف مراتبه كالمحبّة والخلّة والكلام والنجوى والروح ..إلخ فتوعّد الله تعالى إبليس الذي أراد أن يقطع الطريق في مراحله الثلاث :
المرحلة الأولى : قطع الطريق إلى الوصلة بالذات مجال الفضل قال تعالى (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ )
المرحلة الثانية : قطع الطريق إلى الوصلة الإتّصاف بالصفات مجال الرحمة قال تعالى (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل )
المرحلة الثالثة : قطع الطريق إلى الوصلة بالأسماء مجال العدل قال تعالى (وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ )
لذا قال تعالى في جمع المقامات والتنبيه على المرامات (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) فتمّت لهم اللعنة هنا وسوء الدار ظاهرا وباطنا
هذا مدخل ...
يتبع ...
تحميل الموضوع ملف وورد :
الكلمات المفتاحية :
العبودية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: