• 5‏/6‏/2020

    بديع السموات و الارض


     بديع السماوات والأرض
    كما هو معلوم فإن كل صانع يضع في صنعته علامات ودلائل تدل عليه حتى لا يدعي أحدٌ أنه هو المصنع زوراً وعدوناً مثل العلامة التجارية وغيرها من وسائل الحفاظ على الحقوق الادبية كذلك الله سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى أودع في مخلوقاته دلائل
    وعلامات تدل عليه ومن أهم العلامات التي تدل عليه سبحانه إتقان الصنعة وتفردها عن المشابهة بصناعة مثلها فمن أحب أن يعرف عجزه ويعرف عظمة الخالق سبحانه فليحاول أن يأتي
    بصنعة تشبه صنعته سبحانه.
     قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [الحج : 73].
    ويقول سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ )[الشورى : 29]
    ويقول سبحانه وتعالى:(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الجاثية : 4]
    ويقول سبحانه وتعالى:(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )[الأنعام : 38]
    فمن كانت كذلك صنعته وقدرته كان أحق بالعبادة عمن سواه وكان أحق أن يتبع شرعه، لذلك أخوتي أدعوكم وأدعو نفسي إلى التأمل في خلق الله تعالى تأمل عقل واعي يريد الحقيقة فيتبعها.
    قال الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة : 164].
    وإليكم بعض الصورة لبعض الحشرات والمخلوقات التي أبدعها الله سبحانه وتعالى:
    يقول الشاعر:
    لله في الآفاق آيات لعــلّأقلها هو ما إليه هداكا
    ولعل ما في النفس من آياتهعجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
    والكون مشحون بأسرار إذاحاولت تفسيراً لها أعياكا
    قل للطبيب تخطفته يد الردىمن يا طبيب بطبه أرداكا
    قل للمريض نجا وعوفي بعدماعجزت فنون الطب من عافاكا
    قل للصحيح يموت لا من علةمن بالمنايا يا صحيح دهاكا
    قل للبصير وكان يحذر حفرةًفهوى بها من ذا الذي أهواكا
    بل سائل الأعمى خطا بين الزحـام بلا اصطدام من يقود خطاكا
    قل للجنين يعيش معزولاً بلا راعٍومرعى ما الذي يرعاكا
    قل للوليد بكى وأجهش بالبكالدى الولادة ما الذي أبكاكا
    وإذا ترى الثعبان ينفث سمهفاسأله من ذا با لسموم حشاكا
    واسأله كيف تعيش يا ثعبانأو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا
    واسأل بطون النحل كيف تقاطرتشهداً وقل للشهد من حلاّكا
    بل سائل اللبن المصفى كانبين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا
    وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميتفاسأله من يا حي قد أحياكا
    قل للنبات يجف بعد تعهدٍورعايةٍ من بالجفافِ رماكا
    وإذا رأيت النبت في الصحراءيربو وحد فاسأله من أرباكا
    وإذا رأيت البدر يسري ناشراًأنواره فاسأله من أسراكا
    واسأل شعاع الشمس يدنو وهيأبعد كل شيء ما الذي أدناكا
    قل للمرير من الثمار من الذيبالمر من دون الثمار غذاكا
    وإذا رأيت النخل مشقوق النوىفاسأله من يا نخل شق نواكا
    وإذا رأيت النار شب لهيبهافاسأل لهيب النار من أوراكا
    وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاًقمم السحاب فسله من أرساكا
    وإذا ترى صخراً تفجر بالمياهفسله من بالماء شق صفاكا
    وإذا رأيت النهر بالعذب الزلالسرى فسله من الذي أجراكا
    وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج طغىفسله من الذي أطغاكا
    وإذا رأيت الليل يغشي داجياًفاسأله من يا ليل حاك دجاكا
    وإذا رأي الصبح يسفر ضاحكاًفاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
    ستجيب ما في الكون من آياتهعجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا
    ربي لك الحمد العظيم لذاتكحمداً وليس لواحدٍ إلاّ كا
    يا مدرك الأبصار والأبصارلا تدري له ولكنهه إدراكا
    إن لم تكن عيني تراك فإننيفي كل شيء أستبين علاكا
    يا منبت الأزهار عاطرة الشذىما خاب يوماً من دعا ورجاكا
    يا مجري الأنهار عاذبة الندىما خاب يوماً من دعا ورجاكا
    يا أيها الإنسان مهلاً ما الذيبا لله جل جلاله أغراكا

    اللهم نوّر قلوبنا بنور القرآن الكريم

    ليست هناك تعليقات: