الإمام الجويني - إمام الحرمين
الإمام الجويني - إمام الحرمين
هو الإمام عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، نسبة لجوين من قرى نيسابور، النيسابوري الشافعي الأشعري المعروف بإمام الحرمين. كان عالمًا أصوليًا نظارًا محققًا بليغًا، كنيته أبو المعالي، ولقبه ضياء الدين .
وُلِدَ الإمام الجويني في الثامن عشر من شهر المحرّم سنة أربعمائة وتسع عشرة للهجرة، واعتنى به والده من صغره، وحرص على أن لا يطعمه ما فيه شُبهة، فلم يُمازج باطنه إلا الحلال الخالص اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
مناقبه
أخذ الإمام الجويني الفقه على والده، وكان والده يعجب به ويسر لما رأى فيه مخايل النجابة وأمارات الفلاح، وجدَّ واجتهد في المذهب والخلاف والأصول وغيرها، وشاع اسمه واشتهر في صباه وضربت باسمه الأمثال، ولم يكن ذلك دافعًا له للعُجْب والكِبر وغيرهما من أمراض القلوب، بل كان رضي الله عنه ذاكرًا نعمة الله عليه بأنه هو الذي أقدَرَه على هذا العمل. وسلك طريق البحث والنظر والتحقيق بحيث أنِس تصرفات الأولين، وسعى في دين الله فكان من أعلم أهل عصره بالكلام والأصول والفقه.
ثم توفي والده وعمره نحو العشرين وهو مع ذلك من الأئمة المحققين فأُقعد مكانه في التدريس، فكان يدرّس ثم يذهب بعد ذلك إلى مدرسة البيهقي، حتى حصّل الأصول عند أستاذه أبي القاسم الإسكاف الأسفراييني، وكان يواظب على مجلسه حتى قال فيه عبد الغافر الفارسي: كان يصل الليل بالنهار في التحصيل، خرج إلى الحجاز والتقى بالأكابر من العلماء يدارسهم حتى شاع ذكره في الأقطار. وجاور بمكة أربع سنين، وبالمدينة يدرس ويفتي، ويجمع طرق المذهب فلهذا قيل له إمام الحرمين. ثم عاد إلى نيسابور بعد ولاية السلطان ألب أرسلان، وأقعد للتدريس في المدرسة النظامية قريب الثلاثين سنة.
وتوفي بالمحفة من قرى نيسابور في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة أربعمائة وثمانية وسبعين، ودُفن في نيسابور.
مشايخه وأشهر رواته
كان الإمام الجويني قد سمع الحديث في صباه من والده، ومن أبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبي سعد عبد الرحمـٰن بن حمدان النضروي، وأبي سعد عبد الرحمـٰن ابن الحسن بن عليك، وأبي عبد الرحمـٰن محـمد بن عبد العزيز النيلي، ومنصور بن دامس وغيرهم، وروى عنه زاهر الشحامي وأبو عبد الله الفراوي (الذي كان يُقال فيه الفِراوي ألفُ راو) وإسمـٰعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ أبو إسحـٰق الشيرازي: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا المكان (يعني إمام الحرمين). وقال له مرَّة: يا مفيد أهل المشرق والمغرب، لقد استفاد من علمك الأولون والآخرون.
وقال عبد الغافر الفارسي فيه: إمام الحرمين فخرُ الإسلام إمام الأئمة على الإطلاق، حبر الشريعة، الُمجمَع على إمامته شرقًا وغربًا. وقال الحافظ أبو محمد الجرجاني: هو إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، قليل المثل في حفظه وشأنه ولسانه.
وقال الشيخ أبو عثمان إسمعيل بن عبد الرحمـٰن الصابوني: صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قرة عين الإسلام.
ونقل من خط ابن الصلاح: أنشد بعض من رأى إمام الحرمين:
لم تر عيني تحت أديم الفُلك مثل إمام الحرمين الثبت عبد الملك
وقال أبو سعيد الصبري: هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم. وكان الفقيه الإمام غانم الموسيلي ينشد ويقول لغيره في إمام الحرمين:
دعوا لبس المعالي فهو ثوب على مقدار قدّ أبي المعالي
مؤلفـاتـه:
كان الجويني رحمة الله تعالى عليه شديد الاعتناء بالتعلم والتعليم، وكان حريصًا على حفظ معلوماته في مؤلفات انتفعت بها الأمة الإسلامية ومنها:
الإرشاد في الكلام، الإرشاد في الأصول، الأساليب في الخلافيات: ذكر فيه الخلاف بين الحنفية والشافعية. ووجه التسمية أنه إذا أراد الانتقال في أثناء الاستدلال إلى دليل ءاخر أورد بقوله «أسلوب» ءاخر وتبعه الغزالي في كتابه المسمى «بالمأخذ»، «البرهان في أصول الفقه»، «البلغة»، «التحفة في أصول الفقه»، «التلخيص، تفسير إمام الحرمين»: كتاب في علم التفسير عن معنى نظم القرءان، التقريب في الفروع: تلخيص لكتاب «التقريب» للشيخ قاسم بن محمد بن القفال الشاشي الشافعي، «الرسالة النظامية في الكلام»، «الشامل في أصول الدين»، «شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل»، «غياث الأمم في التياث الظلم»، «العقيدة النظامية»، «الكافية بالجدل»، «لباب الفقه»، «لمع الأدلة»: هو مختصر على فصول، «في قواعد عقائد أهل السنة»، «مدارك العقول»، «مغيث الخلق في اختيار الأحق». صنّفه لترجيح مذهب الشافعي على غيره، نهاية المطلب في دراية المذهب، الورقات في الأصول.
وفـاته
توفي وهو ابن تسع وخمسين سنة بعد مرض «اليرقان» الذي بقي به أيامًا ثم برأ منه وعاد الى الدرس والمجلس، وأظهر الناس من الخواص والعوام السرور بصحته وإقباله من عِلته.
وبعد ذلك بعهد قريب مرض فأدركه قضاء الله الذي لا بد منه وتوفي ، وكان قد بقي أيامًا وغلبت عليه الحرارة، ولكنه صبر على ما ابتلاه الله به وهذا شأن المؤمنين الراضين بقضاء الله تبارك وتعالى. قال الله عزّ وجل ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (سورة البقرة/ءاية 155-156) فحُمل إلى «بشتنقان» لاعتدال الهواء، وبدت عليه مخايل الموت وهو في ليلة الأربعاء بعد صلاة العتمة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة هجرية، ودُفن في نيسابور، ومما قيل عند وفاته:
قلوب العالمين على المعالي وأيام الورى شبه الليالي
أيثمر غصن أهل الفضل يومًا وقد مات الإمام أبو المعالي
هو الإمام عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، نسبة لجوين من قرى نيسابور، النيسابوري الشافعي الأشعري المعروف بإمام الحرمين. كان عالمًا أصوليًا نظارًا محققًا بليغًا، كنيته أبو المعالي، ولقبه ضياء الدين .
وُلِدَ الإمام الجويني في الثامن عشر من شهر المحرّم سنة أربعمائة وتسع عشرة للهجرة، واعتنى به والده من صغره، وحرص على أن لا يطعمه ما فيه شُبهة، فلم يُمازج باطنه إلا الحلال الخالص اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
مناقبه
أخذ الإمام الجويني الفقه على والده، وكان والده يعجب به ويسر لما رأى فيه مخايل النجابة وأمارات الفلاح، وجدَّ واجتهد في المذهب والخلاف والأصول وغيرها، وشاع اسمه واشتهر في صباه وضربت باسمه الأمثال، ولم يكن ذلك دافعًا له للعُجْب والكِبر وغيرهما من أمراض القلوب، بل كان رضي الله عنه ذاكرًا نعمة الله عليه بأنه هو الذي أقدَرَه على هذا العمل. وسلك طريق البحث والنظر والتحقيق بحيث أنِس تصرفات الأولين، وسعى في دين الله فكان من أعلم أهل عصره بالكلام والأصول والفقه.
ثم توفي والده وعمره نحو العشرين وهو مع ذلك من الأئمة المحققين فأُقعد مكانه في التدريس، فكان يدرّس ثم يذهب بعد ذلك إلى مدرسة البيهقي، حتى حصّل الأصول عند أستاذه أبي القاسم الإسكاف الأسفراييني، وكان يواظب على مجلسه حتى قال فيه عبد الغافر الفارسي: كان يصل الليل بالنهار في التحصيل، خرج إلى الحجاز والتقى بالأكابر من العلماء يدارسهم حتى شاع ذكره في الأقطار. وجاور بمكة أربع سنين، وبالمدينة يدرس ويفتي، ويجمع طرق المذهب فلهذا قيل له إمام الحرمين. ثم عاد إلى نيسابور بعد ولاية السلطان ألب أرسلان، وأقعد للتدريس في المدرسة النظامية قريب الثلاثين سنة.
وتوفي بالمحفة من قرى نيسابور في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة أربعمائة وثمانية وسبعين، ودُفن في نيسابور.
مشايخه وأشهر رواته
كان الإمام الجويني قد سمع الحديث في صباه من والده، ومن أبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبي سعد عبد الرحمـٰن بن حمدان النضروي، وأبي سعد عبد الرحمـٰن ابن الحسن بن عليك، وأبي عبد الرحمـٰن محـمد بن عبد العزيز النيلي، ومنصور بن دامس وغيرهم، وروى عنه زاهر الشحامي وأبو عبد الله الفراوي (الذي كان يُقال فيه الفِراوي ألفُ راو) وإسمـٰعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ أبو إسحـٰق الشيرازي: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا المكان (يعني إمام الحرمين). وقال له مرَّة: يا مفيد أهل المشرق والمغرب، لقد استفاد من علمك الأولون والآخرون.
وقال عبد الغافر الفارسي فيه: إمام الحرمين فخرُ الإسلام إمام الأئمة على الإطلاق، حبر الشريعة، الُمجمَع على إمامته شرقًا وغربًا. وقال الحافظ أبو محمد الجرجاني: هو إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، قليل المثل في حفظه وشأنه ولسانه.
وقال الشيخ أبو عثمان إسمعيل بن عبد الرحمـٰن الصابوني: صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قرة عين الإسلام.
ونقل من خط ابن الصلاح: أنشد بعض من رأى إمام الحرمين:
لم تر عيني تحت أديم الفُلك مثل إمام الحرمين الثبت عبد الملك
وقال أبو سعيد الصبري: هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم. وكان الفقيه الإمام غانم الموسيلي ينشد ويقول لغيره في إمام الحرمين:
دعوا لبس المعالي فهو ثوب على مقدار قدّ أبي المعالي
مؤلفـاتـه:
كان الجويني رحمة الله تعالى عليه شديد الاعتناء بالتعلم والتعليم، وكان حريصًا على حفظ معلوماته في مؤلفات انتفعت بها الأمة الإسلامية ومنها:
الإرشاد في الكلام، الإرشاد في الأصول، الأساليب في الخلافيات: ذكر فيه الخلاف بين الحنفية والشافعية. ووجه التسمية أنه إذا أراد الانتقال في أثناء الاستدلال إلى دليل ءاخر أورد بقوله «أسلوب» ءاخر وتبعه الغزالي في كتابه المسمى «بالمأخذ»، «البرهان في أصول الفقه»، «البلغة»، «التحفة في أصول الفقه»، «التلخيص، تفسير إمام الحرمين»: كتاب في علم التفسير عن معنى نظم القرءان، التقريب في الفروع: تلخيص لكتاب «التقريب» للشيخ قاسم بن محمد بن القفال الشاشي الشافعي، «الرسالة النظامية في الكلام»، «الشامل في أصول الدين»، «شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل»، «غياث الأمم في التياث الظلم»، «العقيدة النظامية»، «الكافية بالجدل»، «لباب الفقه»، «لمع الأدلة»: هو مختصر على فصول، «في قواعد عقائد أهل السنة»، «مدارك العقول»، «مغيث الخلق في اختيار الأحق». صنّفه لترجيح مذهب الشافعي على غيره، نهاية المطلب في دراية المذهب، الورقات في الأصول.
وفـاته
توفي وهو ابن تسع وخمسين سنة بعد مرض «اليرقان» الذي بقي به أيامًا ثم برأ منه وعاد الى الدرس والمجلس، وأظهر الناس من الخواص والعوام السرور بصحته وإقباله من عِلته.
وبعد ذلك بعهد قريب مرض فأدركه قضاء الله الذي لا بد منه وتوفي ، وكان قد بقي أيامًا وغلبت عليه الحرارة، ولكنه صبر على ما ابتلاه الله به وهذا شأن المؤمنين الراضين بقضاء الله تبارك وتعالى. قال الله عزّ وجل ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (سورة البقرة/ءاية 155-156) فحُمل إلى «بشتنقان» لاعتدال الهواء، وبدت عليه مخايل الموت وهو في ليلة الأربعاء بعد صلاة العتمة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة هجرية، ودُفن في نيسابور، ومما قيل عند وفاته:
قلوب العالمين على المعالي وأيام الورى شبه الليالي
أيثمر غصن أهل الفضل يومًا وقد مات الإمام أبو المعالي
الكلمات المفتاحية :
اعلام الاشاعرة
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: