معرفة الطريق إلى الله تعالى :" شيخك صدقك "
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه
السلام على الاحبة الكرام والسادة الاعلام
ورحمة الله تعالى وبركاته
اما بعد :
فان خير ما تسامر فيه رفيقان وتمتع به خليلان النصيحة في الدين بهدى سيد المرسلين وامام النبيئين ثم بهدي أئمة الدين من الخلفاء الراشدين والتابعين لهم باحسان من العلماء الابرار والنخبة الممتازة من الاخيار, وما العلم في الحقيقة الا قال الله تعالى قال رسوله عليه الصلاة والسلام
* اشهد ان لا اله الا الله * واشهد ان محمدا رسول الله *
فالشهادة الاولى لتحقيق العلم اي التوحيد او نقول المعرفة ,والشهادة الثانية هي العمل اي التربية او تقول السير.
فالشهادة الاولى هي الحقيقة والشهادة الثانية هي الطريقة والجمع بينهما هي الشريعة المحمدية وهي المرموز لها بلفظة الاسلام او بدين الاسلام فهذا المعنى العام من غير تخصيص للالفاظ والمعاني.
وليعلم العالم بأن الطريقة هي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وكذلك الشريعة فهي شريعته صلى الله عليه وسلم ,وما العلماء والمحدثين والفقهاء وما مشائخ التربية ومشائخ التصريف الا نيابة محمدية صرفة ,وصور نبوية متجسدة في اشخاصها ونظرنا .
يقول :* وحيث التفتّ رأيت الرسول * واثاره من هنا وهناك* فصلى الله وسلم على حبيب القلب ونور العين وسر الروح وعلى اله وصحبه .
اما بعد بعد :
فان مبحث الوراثة المحمدية سواء في علم التوحيد او علم الفقه او علم الذوق ,من افضل ما يتناول من المباحث العلمية الدينية ,ومن اعظم الفوائد بالنسبة للمسلمين لانه بها يستنير طريق العلم والمعرفة ولا يبقى حكرا على مجموعات معينة توظفه بحسب هواها او بحسب فهمها القاصر من منطلق جهلها المركب الذي يعد من اكبر الجهل.
وقد ارتأيت بعد الاستخارة ان اكتب في هذا الموضوع الجميل بما ييسره المولى تبارك وتعالى على يد هذا الخادم لاهل النسبة وأنّى له بذلك ولكن لا حرج اراه ما دمت لهم من المحبين ,ولا ادعي محبتهم لاني لست بأهل لها ولكن اذا انفجر بركان الاشواق واخرج ما في باطنه من الاذواق كتبت الاوراق من مداد محابر مدامع الاحداق فأقول وعلى الله الكريم القبول :
ان كثيرا من الناس بما فيهم من ينتسبون لاهل العلم والمعرفة صار لديهم خلط كبير في بعض المواضيع حتى صارت مع مرور الزمن وتقادم الفهم القاصر عندهم من المسلمات فلا يقبلون فيها جرحا ولا تعديلا ولا بحثا ولا تحقيقا, وكأن فهمهم يعد من الايات البينات والمعجزات الظاهرات لا يجوز فيها الانتقاد ,وكل من رام فعل ذلك خرج بحسب جهلهم عن الجادة المستقيمة واضحى في سخط الله وغضبه ,وما نجم هذا الا بالرضا عن نفوسهم وعدم اتهامهم لها بالتقصير في المعلومات ,وحتى وان علموا الحق فانهم لا يرجعون اليه ,لانه يهدم عليهم بنيانهم التي شيدوها بخواطرهم الظلمانية ونزعاتهم النفسية.
وهذا الامر يتناول زمرة هائلة من اغلب العلماء والمشايخ ,وقد حاولت بان افسر ظاهرة هذا الامر والوقوف على فهم اصل العلة فما وجدت غير علة حب الدنيا الكامن في النفس ومحبة الظهور القاصم للظهور وحب المحمدة والجاه والرياسة والاستعلاء في الارض واكل اموال الناس بالباطل واستعمال الحيل الشيطانية في ذلك وكل هذا اخرجوه في حلية الحق الذي لا يعدوه الا الباطل وقد تفشى هذا الامر كثيرا حتى غدا التجارة الرابحة في هذا الزمان فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم :
إنّ مبنى طريقتنا الشاذلية على الصدق ولا شيء غيره, ومن هنا قال العارفون في طريقتنا : " شيخك صدقك "
فمن لا صدق له لا شيخ له ولو صاحب قطب اقطاب زمانه قال تعالى " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فما ذكر الا اهل الصدق ,ولولا صدقهم لما امرنا الله تعالى بمصاحبتهم ,ولولا صدقهم لما كانوا شيوخا ولا عارفين.
وقوله تعالى " الصادقين " ذكره بصيغة الجمع لتعدد الصادقين في كل زمان اي المشائخ المربين ,فأذا كنت ايها الفقير صادقا فأبشر فان مجمع الصادقين بانتظارك على احر من الجمر فانهم لا صبر لهم عليك ولذا قالوا " من طلب الله تعالى بصدق وجد الشيخ اقرب اليه من نفسه " وقد قالوا ايضا " لا نخاف عليك كثرة الطرق ولكن نخاف عليك قلّة الصدق " فلا تتهم الا صدقك .
وقد ذكر غير واحد من الاولياء الكبار تجربته في طلب الشيخ المربي فمنهم من ذكر بأنه صاحب شيخا كاذبا ليس له اذن ولا معرفة ,ولكن من كثرة صدقه خدم ذلك الشيخ بكل تفان واخلاص ,وما هي الا برهة من الزمن حتى مرض احد الاقطاب السبعة من العارفين واشرفت مغادرته للدنيا فتجمع الاقطاب عنده وقالوا له : يا هذا الان تفارق الدنيا وتذهب وعلومك ومقاماتك معك ألم تجد احدا صادقا يرثك فتبقى معانيك من بعدك - قال بلى قد وجدته وكان يقصد ذلك الفقير الصادق عند ذلك الشيخ الكاذب ,فقد راه بالكشف منذ ذهابه الى ذلك الشيخ وكان يتابعه ببصيرته فرأى صدقه العظيم فاختاره ان يكون وارثا له وما ان التحق ذلك القطب بالرفيق الاعلى حتى فتح على ذلك الفقير الصادق بالفتح الاكبر ,وعلم الامر فذهب الى شيخه الكاذب وقال له : جازاك الله عني كل خير ,وتاب الشيخ على يديه ولازمه واصبح من جملة مريديه .
ومن جملتهم العارف الكبير والشاذلي القطب سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه فانه ذكر بأنه صاحب الكثير من المشائخ ,منهم اهل الصدق ومنهم اهل الكذب.
والمفيد ان الصدق هو رأس مال المريد فمن لا صدق له لا سير له ولو كان مصاحبا لنبي زمانه ,وكم كان من واحد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم خرج عن الاسلام وتركه وراء ظهره, وكم من واحد كان معه في الجهاد واخبر عليه الصلاة والسلام بأنه من اهل النار بمجرّد انه اخذ شيئا من الغنائم من دون علم رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لم يكن صادقا في جهاده مع الحبيب عليه الصلاة والسلام وانما اراد الدنيا رغم اسلامه.
وكذلك الامر فشيخ التربية الحقيقي يبغض الفقير الغير صادق اشدّ البغض ولا يحبه لانه يعلم ما معنى عدم الصدق وان مصيره الى الهلاك لذا لم يطالبنا اهل الله تعالى الا بالصدق في الطلب فالاعتقاد السائد بين اهل الطريقة ان الصادق محفوظ في طريقتنا من كل ما يعكّر طريقه من الموانع والقواطع وقد قالوا : " الصدق سيف ما وضع على شيء الا قطعه " وقال تعالى " والصادقين والصادقات " فالصدق اساس السير واساس الحفظ واساس معرفة الشيخ المربي فمن لا صدق له لا شيخ له وانّ الشيخ الحقيقي ليفرح بالمريد الصادق اشدّ من فرح الام بولدها.
قال عليه الصلاة والسلام :" لا ادري أأفرح بفتح خيبر او أفرح بمقدم جعفر " وقد كان عليه الصلاة والسلام اشدّ الناس فرحا بالانصار ,حتى انه تمنّى ان يكون منهم ,وذلك من كثرة صدقهم معه حتى انه قال عليه الصلاة والسلام " ايها الانصار اما ترضون ان يذهب الناس بالشاة والابل وتذهبون انتم برسول الله , ايها الانصار الحياة محياكم والممات مماتكم " فقد بايعوه ونصروه ووقّروه ودافعوا عنه بالمال والولد " لقد رضي الله عن المهاجرين والانصار "
وقد عرض عليه الصلاة والسلام نفسه على القبائل كلها فأبت لانّهم ليسوا بأهل صدق والله تعالى لا يرضى ان يكون حبيبه الا عند اهل الصدق لذا كان الانصار خير منزل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لانّهم اهل صدق.
السلام على الاحبة الكرام والسادة الاعلام
ورحمة الله تعالى وبركاته
اما بعد :
فان خير ما تسامر فيه رفيقان وتمتع به خليلان النصيحة في الدين بهدى سيد المرسلين وامام النبيئين ثم بهدي أئمة الدين من الخلفاء الراشدين والتابعين لهم باحسان من العلماء الابرار والنخبة الممتازة من الاخيار, وما العلم في الحقيقة الا قال الله تعالى قال رسوله عليه الصلاة والسلام
* اشهد ان لا اله الا الله * واشهد ان محمدا رسول الله *
فالشهادة الاولى لتحقيق العلم اي التوحيد او نقول المعرفة ,والشهادة الثانية هي العمل اي التربية او تقول السير.
فالشهادة الاولى هي الحقيقة والشهادة الثانية هي الطريقة والجمع بينهما هي الشريعة المحمدية وهي المرموز لها بلفظة الاسلام او بدين الاسلام فهذا المعنى العام من غير تخصيص للالفاظ والمعاني.
وليعلم العالم بأن الطريقة هي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وكذلك الشريعة فهي شريعته صلى الله عليه وسلم ,وما العلماء والمحدثين والفقهاء وما مشائخ التربية ومشائخ التصريف الا نيابة محمدية صرفة ,وصور نبوية متجسدة في اشخاصها ونظرنا .
يقول :* وحيث التفتّ رأيت الرسول * واثاره من هنا وهناك* فصلى الله وسلم على حبيب القلب ونور العين وسر الروح وعلى اله وصحبه .
اما بعد بعد :
فان مبحث الوراثة المحمدية سواء في علم التوحيد او علم الفقه او علم الذوق ,من افضل ما يتناول من المباحث العلمية الدينية ,ومن اعظم الفوائد بالنسبة للمسلمين لانه بها يستنير طريق العلم والمعرفة ولا يبقى حكرا على مجموعات معينة توظفه بحسب هواها او بحسب فهمها القاصر من منطلق جهلها المركب الذي يعد من اكبر الجهل.
وقد ارتأيت بعد الاستخارة ان اكتب في هذا الموضوع الجميل بما ييسره المولى تبارك وتعالى على يد هذا الخادم لاهل النسبة وأنّى له بذلك ولكن لا حرج اراه ما دمت لهم من المحبين ,ولا ادعي محبتهم لاني لست بأهل لها ولكن اذا انفجر بركان الاشواق واخرج ما في باطنه من الاذواق كتبت الاوراق من مداد محابر مدامع الاحداق فأقول وعلى الله الكريم القبول :
ان كثيرا من الناس بما فيهم من ينتسبون لاهل العلم والمعرفة صار لديهم خلط كبير في بعض المواضيع حتى صارت مع مرور الزمن وتقادم الفهم القاصر عندهم من المسلمات فلا يقبلون فيها جرحا ولا تعديلا ولا بحثا ولا تحقيقا, وكأن فهمهم يعد من الايات البينات والمعجزات الظاهرات لا يجوز فيها الانتقاد ,وكل من رام فعل ذلك خرج بحسب جهلهم عن الجادة المستقيمة واضحى في سخط الله وغضبه ,وما نجم هذا الا بالرضا عن نفوسهم وعدم اتهامهم لها بالتقصير في المعلومات ,وحتى وان علموا الحق فانهم لا يرجعون اليه ,لانه يهدم عليهم بنيانهم التي شيدوها بخواطرهم الظلمانية ونزعاتهم النفسية.
وهذا الامر يتناول زمرة هائلة من اغلب العلماء والمشايخ ,وقد حاولت بان افسر ظاهرة هذا الامر والوقوف على فهم اصل العلة فما وجدت غير علة حب الدنيا الكامن في النفس ومحبة الظهور القاصم للظهور وحب المحمدة والجاه والرياسة والاستعلاء في الارض واكل اموال الناس بالباطل واستعمال الحيل الشيطانية في ذلك وكل هذا اخرجوه في حلية الحق الذي لا يعدوه الا الباطل وقد تفشى هذا الامر كثيرا حتى غدا التجارة الرابحة في هذا الزمان فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم :
إنّ مبنى طريقتنا الشاذلية على الصدق ولا شيء غيره, ومن هنا قال العارفون في طريقتنا : " شيخك صدقك "
فمن لا صدق له لا شيخ له ولو صاحب قطب اقطاب زمانه قال تعالى " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فما ذكر الا اهل الصدق ,ولولا صدقهم لما امرنا الله تعالى بمصاحبتهم ,ولولا صدقهم لما كانوا شيوخا ولا عارفين.
وقوله تعالى " الصادقين " ذكره بصيغة الجمع لتعدد الصادقين في كل زمان اي المشائخ المربين ,فأذا كنت ايها الفقير صادقا فأبشر فان مجمع الصادقين بانتظارك على احر من الجمر فانهم لا صبر لهم عليك ولذا قالوا " من طلب الله تعالى بصدق وجد الشيخ اقرب اليه من نفسه " وقد قالوا ايضا " لا نخاف عليك كثرة الطرق ولكن نخاف عليك قلّة الصدق " فلا تتهم الا صدقك .
وقد ذكر غير واحد من الاولياء الكبار تجربته في طلب الشيخ المربي فمنهم من ذكر بأنه صاحب شيخا كاذبا ليس له اذن ولا معرفة ,ولكن من كثرة صدقه خدم ذلك الشيخ بكل تفان واخلاص ,وما هي الا برهة من الزمن حتى مرض احد الاقطاب السبعة من العارفين واشرفت مغادرته للدنيا فتجمع الاقطاب عنده وقالوا له : يا هذا الان تفارق الدنيا وتذهب وعلومك ومقاماتك معك ألم تجد احدا صادقا يرثك فتبقى معانيك من بعدك - قال بلى قد وجدته وكان يقصد ذلك الفقير الصادق عند ذلك الشيخ الكاذب ,فقد راه بالكشف منذ ذهابه الى ذلك الشيخ وكان يتابعه ببصيرته فرأى صدقه العظيم فاختاره ان يكون وارثا له وما ان التحق ذلك القطب بالرفيق الاعلى حتى فتح على ذلك الفقير الصادق بالفتح الاكبر ,وعلم الامر فذهب الى شيخه الكاذب وقال له : جازاك الله عني كل خير ,وتاب الشيخ على يديه ولازمه واصبح من جملة مريديه .
ومن جملتهم العارف الكبير والشاذلي القطب سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه فانه ذكر بأنه صاحب الكثير من المشائخ ,منهم اهل الصدق ومنهم اهل الكذب.
والمفيد ان الصدق هو رأس مال المريد فمن لا صدق له لا سير له ولو كان مصاحبا لنبي زمانه ,وكم كان من واحد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم خرج عن الاسلام وتركه وراء ظهره, وكم من واحد كان معه في الجهاد واخبر عليه الصلاة والسلام بأنه من اهل النار بمجرّد انه اخذ شيئا من الغنائم من دون علم رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لم يكن صادقا في جهاده مع الحبيب عليه الصلاة والسلام وانما اراد الدنيا رغم اسلامه.
وكذلك الامر فشيخ التربية الحقيقي يبغض الفقير الغير صادق اشدّ البغض ولا يحبه لانه يعلم ما معنى عدم الصدق وان مصيره الى الهلاك لذا لم يطالبنا اهل الله تعالى الا بالصدق في الطلب فالاعتقاد السائد بين اهل الطريقة ان الصادق محفوظ في طريقتنا من كل ما يعكّر طريقه من الموانع والقواطع وقد قالوا : " الصدق سيف ما وضع على شيء الا قطعه " وقال تعالى " والصادقين والصادقات " فالصدق اساس السير واساس الحفظ واساس معرفة الشيخ المربي فمن لا صدق له لا شيخ له وانّ الشيخ الحقيقي ليفرح بالمريد الصادق اشدّ من فرح الام بولدها.
قال عليه الصلاة والسلام :" لا ادري أأفرح بفتح خيبر او أفرح بمقدم جعفر " وقد كان عليه الصلاة والسلام اشدّ الناس فرحا بالانصار ,حتى انه تمنّى ان يكون منهم ,وذلك من كثرة صدقهم معه حتى انه قال عليه الصلاة والسلام " ايها الانصار اما ترضون ان يذهب الناس بالشاة والابل وتذهبون انتم برسول الله , ايها الانصار الحياة محياكم والممات مماتكم " فقد بايعوه ونصروه ووقّروه ودافعوا عنه بالمال والولد " لقد رضي الله عن المهاجرين والانصار "
وقد عرض عليه الصلاة والسلام نفسه على القبائل كلها فأبت لانّهم ليسوا بأهل صدق والله تعالى لا يرضى ان يكون حبيبه الا عند اهل الصدق لذا كان الانصار خير منزل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لانّهم اهل صدق.
الكلمات المفتاحية :
التربية و السلوك
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: