• 22‏/5‏/2020

    معرفة الاسماء والكنى والالقاب

    معرفة الاسماء والكنى والالقاب كتب الأسماء والكنى كثيرة، منها‏:‏ كتاب ‏‏علي بن المديني‏‏، وكتاب ‏‏مسلم‏‏، وكتاب ‏‏النسائي‏‏، وكتاب ‏‏الحاكم الكبير‏‏، ‏‏أبي أحمد الحافظ‏‏‏.‏ و‏‏لابن عبد البر‏‏ في أنواع منه كتب لطيفة رائقة‏.‏
    والمراد بهذه الترجمة بيان أسماء ذوي الكنى‏.‏ والمصنف في ذلك يبوب كتابه على الكنى مبينا أسماء أصحابها‏.‏

    وهذا فن مطلوب، لم يزل أهل العلم بالحديث يعنون به ويتحفظونه ويتطارحونه فيما بيهم ويتنقصون من جهلة‏.‏ وقد ابتكرت فيه تقسيما حسنا، فأقول‏:‏



    أصحاب الكنى فيها على ضروب‏:‏

    أحدها‏:‏ الذين سموا بالكنى، فأسماؤهم كناهم، لا أسماء لهم غيرها وينقسم هؤلاء إلى قسمين‏:‏
    أحدهما‏:‏ من له كنية أخرى سوى الكنية التي هي اسمه، فصار كأن للكنية كنية، وذلك طريف عجيب‏.‏

    ‏‏ وهذا‏:‏ ‏‏كأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي‏‏، أحد فقهاء المدينة السبعة‏.‏ وكان يقال له ‏‏راهب قريش‏‏ اسمه ‏‏أبو بكر‏‏، وكنيته ‏‏أبو عبد الرحمن‏‏‏.‏ وكذلك‏:‏ ‏‏أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري‏‏، يقال‏:‏ إن اسمه ‏‏أبو بكر‏‏، وكنيته ‏‏أبو محمد‏‏‏.‏

    ولا نظير لهذين في ذلك، قاله ‏‏الخطيب‏.‏‏‏

    وقد قيل‏:‏ إنه لا كنية ‏‏لابن حزم‏‏ غير الكنية التي هي اسمه‏.‏

    الثاني من هؤلاء‏:‏ من لا كنية له غير الكنية التي هي اسمه‏.‏

    مثاله‏:‏ ‏‏أبو بلال الأشعري‏‏، الراوي عن شريك وغيره، روي عنه أنه قال‏:‏ ليس لي اسم، اسمي وكنيتي واحد‏.‏

    وهكذا ‏‏أبو حصين بن يحيى بن سليمان الرازي‏‏، بفتح الحاء‏.‏ روى عنه جماعة منهم ‏‏أبو حاتم الرازي‏‏، وسأله‏:‏ هل لك اسم ‏؟‏ فقال‏:‏ لا، اسمي وكنيتي واحد‏.‏

    الضرب الثاني‏:‏ الذين عرفوا بكناهم، ولم يوقف على أسمائهم ولا على حالهم فيها، هل هي كناهم أو غيرها‏.‏
    مثاله من الصحابة‏:‏ ‏‏أبو أناس‏‏ - بالنون - الكناني، ويقال‏:‏ ‏‏الدُئلي‏‏ من رهط ‏‏أبي الأسود الدُئلي‏‏، ويقال فيه‏:‏ ‏‏الدؤلي‏‏، بالضم والهمزة، مفتوحة في النسب عند بعض أهل العربية، ومكسورة عند بعضهم على الشذوذ فيه‏.‏

    و‏‏أبو مويهبة‏‏، مولى رسول الله - ‏.‏

    و‏‏أبو شيبة الخدري‏‏، الذي مات في حصار القسطنطينية ودفن هناك مكانه‏.‏

    ومن غير الصحابة‏:‏ ‏‏أبو الأبيض‏‏، الراوي عن ‏‏أنس بن مالك‏‏، ‏‏أبو بكر بن نافع‏‏، مولى ‏‏ابن عمر‏‏، روى عنه ‏‏مالك‏‏ وغيره‏.‏

    ‏‏أبو النَّجيب‏‏، مولى ‏‏عبد الله بن عمرو بن العاص‏‏، بالنون المفتوحة في أوله، وقيل‏:‏ بالتاء المضمومة، اثنتين من فوق‏.‏

    ‏‏أبو الحرب بن أبي الأسود الدئلي‏‏‏.‏ ‏‏

    ‏‏أبو حَرِيز الموقفي‏‏، والموقف محلة بمصر‏.‏ روى عنه ‏‏ابن وهب‏‏ وغيره، والله أعلم‏.‏

    الضرب الثالث‏:‏ الذين لقبوا بالكنى، ولهم غير ذلك كنى وأسماء‏.‏
    مثاله‏:‏ ‏‏علي بن أبي طالب‏‏ رضي الله عنه، يلقب ‏‏بأبي تراب‏‏، ويكنى ‏‏أبا الحسن‏‏‏.‏

    ‏‏أبو الزناد عبد الله بن ذكوان‏‏، كنيته ‏‏أبو عبد الرحمن‏‏، و‏‏أبو الزناد‏‏ لقب‏.‏ وذكر ‏‏الحافظ أبو الفضل الفلكي‏‏ فيما بلغنا عنه‏:‏ أنه كان يغضب من أبي الزناد، وكان عالما مفتنا‏.‏

    ‏‏أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري‏‏، كنيته ‏‏أبو عبد الرحمن‏‏، و‏‏أبو الرجال‏‏ لَقَب لُقِّب به لأنه كان له عشرة أولاد كلهم رجال‏.‏

    ‏‏أبو تُميلة‏‏ - بتاء مضمومة مثناة من فوق - ‏‏يحيى بن واضح الأنصاري المروزي‏‏، يكنى ‏‏أبا محمد‏‏، و‏‏أبو تميلة‏‏ لقب‏.‏ وثَّقه ‏‏يحيى بن معين‏‏ وغيره، وأنكر ‏‏أبو حاتم الرازي‏‏ على ‏‏البخاري‏‏ إدخاله إياه في كتاب ‏‏الضعفاء‏‏‏.‏

    ‏‏أبو الآذان الحافظ عمر بن إبراهيم‏‏، يكنى ‏‏أبا بكر‏‏، و‏‏أبو الآذان‏‏ لقب لقب به، لأنه كان كبير الأذنين‏.‏

    ‏‏أبو الشيخ الأصبهاني عبد الله بن محمد الحافظ‏‏، كنيته ‏‏أبو محمد‏‏، و‏‏أبو الشيخ‏‏ لقب‏.‏

    ‏‏أبو حازم العبدُوي الحافظ‏‏، ‏‏عمر بن أحمد‏‏ كنيته ‏‏أبو حفص‏‏، و‏‏أبو حازم‏‏ لقب، وإنما استفدناه من كتاب الفلكي في الألقاب، والله أعلم‏.‏

    الضرب الرابع‏:‏ من له كنيتان أو أكثر‏.‏
    مثال ذلك ‏‏عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج‏‏، كانت له كنيتان‏:‏ ‏‏أبو خالد‏‏، و‏‏أبو الوليد‏‏‏.‏

    ‏‏عبد الله بن عمر بن حفص العمري‏‏، أخو ‏‏عبيد الله‏‏، روي أنه كان يكنى ‏‏أبا القاسم‏‏، فتركها واكتنى ‏‏أبا عبد الرحمن‏‏‏.‏

    ‏‏وكان لشيخنا ‏‏منصور بن أبي المعالي النيسابوري‏‏، حفيد ‏‏الفراوي‏‏، ثلاث كنى‏:‏ ‏‏أبو بكر‏‏، و‏‏أبو الفتح‏‏، و‏‏أبو القاسم‏‏، والله أعلم‏.‏

    الضرب الخامس‏:‏ من اختلف في كنيته، فذكر له على الاختلاف كنيتان أو أكثر، واسمه معروف‏.‏ و‏‏لعبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي‏‏ - من المتأخرين - فيه مختصر‏.‏
    مثاله‏:‏ ‏‏أسامة بن زيد‏‏، حِبُّ رسول الله  قيل‏:‏ كنيته ‏‏أبو زيد‏‏‏.‏ وقيل‏:‏ ‏‏أبو محمد‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبو عبد الله‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبو خارجة‏‏‏.‏

    ‏‏أُبيّ بن كعب‏‏، ‏‏أبو المنذر‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبو الطفيل‏‏‏.‏

    ‏‏قبيصة بن ذويب أبو إسحاق‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبو سعيد‏‏‏.‏

    ‏‏القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق‏‏،‏‏أبو عبد الرحمن‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبو محمد‏‏‏.‏

    ‏‏سليمان بن بلال المدني‏‏، ‏‏أبو بلال،‏‏ وقيل‏:‏ ‏‏أبو محمد‏‏‏.‏

    وفي بعض من ذكر في هذا القسم من هو في نفس الأمر ملتحق بالضرب الذي قبله، والله أعلم‏.‏

    الضرب السادس‏:‏ من عُرفت كنيته واختلف في اسمه‏.‏
    مثاله من الصحابة ‏‏أبو بَصرة الغفاري‏‏، على لفظ البصرة البلدة، قيل‏:‏ اسمه ‏‏جميل بن بصرة‏‏، بالجيم، وقيل ‏‏حُميل‏‏، بالحاء المهملة المضمومة، وهو الأصح‏.‏

    ‏‏أبو جُحَيفة السُّوائي‏‏، قيل‏:‏ اسمه ‏‏وهب بن عبد الله‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏وهب الله بن عبد الله‏‏‏.‏

    ‏‏أبو هريرة الدوسي‏‏، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلاف كثير جدا، لم يختلف مثله في اسم أحد في الجاهلية والإسلام‏.‏ وذكر ‏‏ابن عبد البر‏‏‏:‏ أن فيه نحو عشرين قولة في اسمه واسم أبيه، وأنه لكثرة الاضطراب لم يصح عنده في اسمه شيء يعتمد عليه، إلا أن ‏‏عبد الله‏‏ أو ‏‏عبد الرحمن‏‏ هو الذي يسكن إليه القلب في اسمه في الإسلام‏.‏ وُذكر عن ‏‏محمد بن إسحاق‏‏‏:‏ أن اسمه ‏‏عبد الرحمن بن صخر‏‏‏.‏ قال‏:‏ وعلى هذا اعتمدت طائفة ألفت في الأسماء والكنى‏.‏

    قال وقال ‏‏أبو أحمد الحاكم‏‏‏:‏ أصح شيء عندنا في اسم ‏‏أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر‏‏‏.‏

    ‏‏ومن غير الصحابة‏:‏ ‏‏أبو بردة بن أبي موسى الأشعري‏‏، أكثرهم على أن اسمه ‏‏عامر‏‏، وعن ‏‏ابن معين‏‏‏:‏ أن اسمه ‏‏الحارث‏‏‏.‏

    ‏‏أبو بكر بن عياش‏‏، راوي قراءة عاصم، اختلف في اسمه على أحد عشر قولا، قال ‏‏ابن عبد البر‏‏‏:‏ إن صح له اسم فهو ‏‏شعبة‏‏ لا غير، وهو الذي صححه ‏‏أبو زرعة‏‏‏.‏ قال ‏‏ابن عبد البر‏‏‏:‏ وقيل‏:‏ اسمه كنيته، وهذا أصح إن شاء الله لأنه روي عنه أنه قال‏:‏ ما لي اسم غير ‏‏أبي بكر‏‏، والله أعلم‏.‏

    السابع‏:‏ من اختلف في كنيته واسمه معا، وذلك قليل‏.‏
    مثاله‏:‏ ‏‏سفينة‏‏ مولى رسول الله  قيل‏:‏ اسمه ‏‏عمير‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏صالح‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏مهران‏‏، وكنيته ‏‏أبو عبد الرحمن‏‏، وقيل‏:‏ ‏‏أبوالبَختري،‏‏ والله أعلم‏.‏

    الثامن‏:‏ من لم يختلف في كنيته واسمه، وعرفا جميعا واشتهرا‏.‏
    ومن أمثلته‏:‏ أئمة المذاهب ذوو ‏‏أبي عبد الله‏‏، ‏‏مالك‏‏، و‏‏محمد بن إدريس الشافعي‏‏، و‏‏أحمد بن حنبل‏‏، و‏‏سفيان الثوري‏‏، و‏‏أبو حنيفة النعمان بن ثابت‏‏، في خلق كثير‏.‏

    التاسع‏:‏ من اشتهر بكنيته دون اسمه، واسمه مع ذلك غير مجهول عند أهل العلم بالحديث‏.‏ و‏‏لابن عبد البر‏‏ تصنيف مليح فيمن بعد الصحابة منهم‏.‏
    مثاله‏:‏ ‏‏أبو إدريس الخولاني‏‏، اسمه ‏‏عايذ الله بن عبد الله‏‏‏.‏ ‏‏أبو إسحاق السبيعي‏‏، اسمه ‏‏عمرو بن عبد الله‏‏‏.‏

    ‏‏أبو الأشعث الصنعاني‏‏، من صنعاء دمشق، اسمه ‏‏شراحيل بن آده‏‏، بهمزة ممدودة بعدها دال مهملة مفتوحة مخففة، ومنهم من شددَّ الدال ولم يمد‏.‏

    ‏‏أبو الضحى مسلم بن صبيح‏‏، بضم الصاد المهملة‏.‏

    ‏‏أبو حازم الأعرج الزاهد‏‏، الراوي عن ‏‏سهل بن سعد‏‏ وغيره، اسمه ‏‏سلمة بن دينار‏‏ ومن لايحصى، والله أعلم‏.‏

    معرفة كني المعروفين بالأسماء دون الكنى‏‏
    وهذا من وجه ضد النوع الذي قبله‏.‏

    ومن شأنه أن يبوَّب على الأسماء، ثم كناها، بخلاف ذاك‏.‏ ومن وجه آخر‏:‏ يصلح لأن يجعل قسما من أقسام ذاك، من حيث كونه قسما من أقسام أصحاب الكنى‏.‏

    وقل من أفرده بالتصنيف، وبلغنا أن ‏‏لأبي حاتم بن حبان البستي‏‏ فيه كتابا،

    ولنجمع في التمثيل جماعات في كنية واحدة تقريبا على الضابط‏.‏

    فممن يكنى ‏‏بأبي محمد‏‏ من هذا القبيل من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين‏:‏ ‏‏طلحة بن عبيد الله التيمي‏‏، ‏‏عبد الرحمن بن عوف الزهري‏‏، ‏‏الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي‏‏ ‏‏، ثابت بن قيس بن الشماس‏‏، ‏‏عبد الله بن زيد صاحب الأذان‏‏، ‏‏الأنصاريان‏‏، ‏‏كعب بن عُجْرَة‏‏، ‏‏الأشعث بن قيس‏‏، ‏‏معقل بن سنان الأشجعي‏‏، ‏‏عبد الله بن جعفر بن أبي طالب‏‏، ‏‏عبد الله بن بجيفة‏‏، ‏‏عبد الله بن عمرو بن العاص‏‏، ‏‏عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‏‏، ‏‏جبير بن مطعم‏‏، ‏‏الفضل بن العباس بن عبد المطلب‏‏، ‏‏حويطب بن عبد العزى‏‏، ‏‏محمود بن الربيع‏‏، ‏‏عبد الله بن ثعلبة بن صُغير‏‏‏.‏

    وممن يكنى منهم ‏‏بأبي عبد الله‏‏‏:‏ ‏‏الزبير بن العوام‏‏، ‏‏الحسين بن علي بن أبي طالب‏‏، ‏‏سلمان الفارسي‏‏، ‏‏عامر بن ربيعة العدوي‏‏، ‏‏حذيفة بن اليمان‏‏، ‏‏كعب بن مالك‏‏، ‏‏رافع بن خديج‏‏، ‏‏عمارة بن حزم‏‏، ‏‏النعمان بن بشير‏‏، ‏‏جابر بن عبد الله‏‏، ‏‏عثمان بن حنيف‏‏، ‏‏حارثة بن النعمان‏‏‏.‏ وهؤلاء السبعة أنصاريون، ثوبان مولى رسول الله  ‏‏المغيرة بن شعبة‏‏، ‏‏شُرَحْبيل بن حسنة‏‏، ‏‏عمرو بن العاص‏‏، ‏‏محمد بن عبد الله بن جحش‏‏، ‏‏معقل بن يسار‏‏، و‏‏عمرو بن عامر المزنيان‏‏‏.‏

    ‏‏ وممن يكنى منهم ‏‏بأبي عبد الرحمن‏‏‏:‏ ‏‏عبد الله ابن مسعود‏‏، ‏‏معاذ بن جبل‏‏، ‏‏زيد بن الخطاب‏‏ أخو ‏‏عمر بن الخطاب‏‏، ‏‏عبد الله بن عمر بن الخطاب‏‏، ‏‏محمد بن مسلمة الأنصاري‏‏، ‏‏عُويم بن ساعدة‏‏، على وزن نعيم‏.‏ ‏‏زيد بن خالد الجهني‏‏، ‏‏بلال بن الحارث المزني‏‏، ‏‏معاوية بن أبي سفيان‏‏، ‏‏الحارث بن هشام المخزومي‏‏، ‏‏المِسْور بن مَخرمَة‏‏‏.‏

    وفي بعض من ذكرناه من قبل في كنيته غير ما ذكرناه، والله أعلم‏.‏

    معرفة ألقاب المحدثين ومن يذكر معهم‏‏
    وفيها كثرة، ومن لا يعرفها يوشك أن يظنها أسامي، وأن يجعل من ذكر باسمه في موضع وبلقبه في موضع شخصين، كما اتفق لكثير ممّن ألفَّ‏.‏

    وممن صنفها ‏‏أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ‏‏، ثم ‏‏أبو الفضل بن الفلكي الحافظ‏‏‏.‏

    وهي تنقسم إلى‏:‏ ما يجوز التعريف به، وهو ما لا يكرهه الملقب‏.‏ وإلى‏:‏ ما لا يجوز، وهو ما يكرهه الملقب‏.‏ وهذا أنموذج منها مختار‏:‏

    روينا عن ‏‏عبد الغني بن سعيد الحافظ‏‏ أنه قال‏:‏ رجلان جليلان، لزمهما لقبان قبيحان‏:‏ ‏‏معاوية بن عبد الكريم الضال‏‏، وإنما ضلَّ في طريق مكة‏.‏ و‏‏عبد الله بن محمد الضعيف‏‏، وإنما كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه‏.‏

    قلت‏:‏ وثالث، وهو ‏‏عارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي‏‏، وكان عبدا صالحا بعيدا من الغرامة‏.‏

    والضعيف هو ‏‏الطَرسوسي أبو محمد‏‏، سمع أبا معاوية الضرير وغيره، كتب عنه أبو حاتم الرازي‏.‏ وزعم أبو حاتم بن حبان‏:‏ أنه قيل له الضعيف لإتقانه وضبطه‏.‏

    ‏‏ ‏‏غُنْدَر‏‏ لقب ‏‏محمد بن جعفر البصري أبي بكر‏‏، وسببه‏:‏ ما روينا أن ابن جريج قدم البصرة، فحدثهم بحديث عن الحسن البصري، فأنكروه عليه وشغبوا، وأكثر محمد بن جعفر من الشغب عليه، فقال له‏:‏ اسكت يا غُنْدر‏.‏ وأهل الحجاز يسمون المشغِّب غندرا‏.‏

    ثم كان بعده غنادرة، كل منهم يلقب بغندر‏:‏

    منهم‏:‏ ‏‏محمد بن جعفر الرازي أبو الحسين غندر‏‏، روى عن ‏‏أبي حاتم الرازي‏‏ وغيره‏.‏

    ومنهم‏:‏ ‏‏محمد بن جعفر أبو بكر البغدادي غندر‏‏، ‏‏الحافظ الجوال‏‏، حدث عنه ‏‏أبو نعيم الحافظ‏‏ وغيره‏.‏

    ومنهم‏:‏ ‏‏محمد بن جعفر بن دُرّان البغدادي أبو الطيب‏‏، روى عن ‏‏أبي خليفة الجمحي‏‏ وغيره‏.‏

    وآخرون لقبوا بذلك، ممن ليس ‏‏بمحمد بن جعفر‏‏‏.‏

    ‏‏غُنْجَار‏‏، لقب ‏‏عيسى بن موسى التيمي أبي أحمد البخاري‏‏، متقدم، حدث عن مالك والثوري وغيرهما، لقب بغنجار لحمرة وجنتيه‏.‏

    وغُنْجَار آخر متأخر، وهو ‏‏أبو عبد الله محمد بن أحمد البخاري الحافظ‏‏، صاحب تاريخ بخارى، مات سنة ثنتي عشرة وأربعمائة، والله أعلم‏.‏

    ‏‏صاعقة‏‏، هو ‏‏أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم الحافظ‏‏، روى عنه ‏‏البخاري‏‏ وغيره‏.‏ قال ‏‏أبو علي الحافظ‏‏ إنما لقب صاعقة لحفظه وشدة مذاكرته ومطالباته‏.‏

    ‏‏شباب‏‏، لقب ‏‏خليفة بن خياط العصفري‏‏، صاحب التاريخ، سمع غندرا وغيره‏.‏

    ‏‏زُنَيج‏‏ بالنون والجيم، لقب ‏‏أبي غسان محمد بن عمرو الأصبهاني الرازي‏‏، روى عنه ‏‏مسلم‏‏ وغيره‏.‏

    ‏‏رُسْتَهْ‏‏، لقب ‏‏عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني‏‏‏.‏

    ‏‏سُنَيد‏‏، لقب ‏‏الحسين بن داود المِصيصي‏‏، صحاب التفسير، روى عنه ‏‏أبو زرعة‏‏ و‏‏أبو حاتم‏‏ الحافظان وغيرهما‏.‏

    ‏‏ ‏‏بندار‏‏، لقب ‏‏محمد بن بشار البصري‏‏، روى عنه ‏‏البخاري‏‏ و‏‏مسلم‏‏ والناس‏.‏ قال ‏‏ابن الفلكي‏‏‏:‏ إنما لقب بهذا لأنه كان بندار الحديث‏.‏

    ‏‏قيصر‏‏، لقب ‏‏أبي النضر هاشم بن القاسم المعروف‏‏، روى عنه ‏‏أحمد بن حنبل‏‏ وغيره‏.‏

    ‏‏الأخفش‏‏‏:‏ لقب جماعة منهم ‏‏أحمد بن عمران البصري النحوي‏‏، متقدم، روى عن ‏‏زيد بن الحُباب‏‏ وغيره، وله غريب ‏‏الموطأ‏‏‏.‏

    وفي النحويين ‏‏أخافش‏‏ ثلاثة مشهورون‏:‏ أكبرهم‏:‏ ‏‏أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد‏‏، وهو الذي ذكره ‏‏سيبويه‏‏ في كتابه‏.‏ والثاني‏:‏ ‏‏سعيد بن مسْعَدة أبو الحسن‏‏، الذي يروى عنه كتاب ‏‏سيبويه‏‏، وهو صاحبه‏.‏ والثالث‏:‏ ‏‏أبو الحسن علي بن سليمان‏‏، صاحب أبوي العباس النحويين‏:‏ ‏‏أحمد بن يحيى الملقب بثعلب‏‏، و‏‏محمد بن يزيد الملقب بالُمبرِّد‏‏‏.‏

    ‏‏مربَّع‏‏، بفتح الباء المشددة، هو ‏‏محمد بن إبراهيم الحافظ البغدادي‏‏‏.‏

    ‏‏جَزرة‏‏، لقب ‏‏صالح بن محمد البغدادي الحافظ‏‏ لقب بذلك من أجل أنه سمع من بعض الشيوخ ما روي عن ‏‏عبد الله بن بُسر‏‏‏:‏ أنه كان يرقي بخَرزة‏.‏ فصحفها وقال‏:‏ جزرة، بالجيم، فذهبت عليه، وكان ظريفا له نوادر تحكى‏.‏

    ‏‏عبيد العِجلُ‏‏، لقب ‏‏أبي عبد الله الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي الحافظ‏‏‏.‏

    ‏‏كيلَجة‏‏، هو ‏‏محمد بن صالح البغدادي الحافظ‏‏‏.‏

    ‏‏ما غمه‏‏، بلفظ النفي لفعل الغم، هو لقب ‏‏علان بن عبد الصمد‏‏، وهو ‏‏علي بن الحسين بن عبد الصمد الحافظ‏‏، ويجمع فيه بين اللقبين، فيقال علان ما غمه‏.‏

    وهؤلاء البغداديون الخمسة، روينا أن ‏‏يحيى بن معين‏‏ هو لقبهم، وهم من كبار أصحابه وحفاظ الحديث‏.‏

    ‏‏سَجَّادة المشهور‏‏، هو ‏‏الحسن بن حماد‏‏، سمع ‏‏وكيعا‏‏ وغيره‏.‏

    ‏‏مُشكَدانه‏‏، ومعناه بالفارسية حبة المسك، أو وعاء المسك، لقب ‏‏عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان‏‏‏.‏

    ‏‏مطيَّن‏‏، بفتح الياء، لقب ‏‏أبي جعفر الحضرمي‏‏، خاطبهما بذلك ‏‏أبو نعيم الفضل بن دكين‏‏ فلقبها بهما‏.‏

    ‏‏عبدان‏‏، لقب لجماعة، أكبرهم ‏‏عبد الله بن عثمان المروزي‏‏، ‏‏صاحب بن المبارك‏‏ وراويته‏.‏ روينا عن محمد بن طاهر المقدسي‏:‏ أنه إنما قيل له عبدان، لأن كنيته ‏‏أبو عبد الرحمن‏‏، واسمه ‏‏عبد الله‏‏، فاجتمع في كنيته واسمه العبدان‏.‏ وهذا لا يصح، بل ذلك من تغيير العامة للأسامي وكسرهم لها في زمان صِغَر المسمى أو نحو ذلك، كما قالوا في عليّ ‏‏علان‏‏، وفي أحمد بن يوسف السلمي وغيره ‏‏حمدان‏‏، وفي وهب بن بقية الواسطي ‏‏وهبان‏‏، والله أعلم‏.‏

    ليست هناك تعليقات: