الطريقة الدسوقية
الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية ويشار لها اختصارا (البرهانية):
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
سبب هذه التسمية هو:
البرهانية: مشتقة من كلمة (برهان) إشارة إلى برهان الدين وهى كنية سيدى إبراهيم الدسوقى القطب الكبير المعروف وهو صاحب الطريقة ومنشئها.
الدسوقية: مشتقة من كلمة (دسوق) نسبة إلى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ والتى هى مقر إقامة وعبادة سيدى إبراهيم الدسوقى حتى انتقاله وفيها مقامه المشهور.
الشاذلية: مشتقة من كلمة (الشاذلى) نسبة إلى خال سيدى إبراهيم الدسوقى وهو القطب الكبير المعروف سيدى أبو الحسن الشاذلى.
والطريقة (البرهانية) هى نفسها الطريقة (البرهامية)
فالبرهامية أيضا نسبة إلى سيدى إبراهيم الدسوقى ومشتقة من كلمة (إبراهيم)
والاسم المشهور للطريقة فى بلد شيخها ومحييها سيدى فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى وفى كل البلاد العربية والأوربية هو البرهانية
اسمها فى مصر الإمام الحسين بلد سيدى إبراهيم الدسوقى صاحبها ومنشئها فهو البرهامية
أبنـاء الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الحمد لله الجامع المانع المعطى الوهاب الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى ، القائل ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ و﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين﴾ والصلاة والسلام على من إذا مشى فى البر الأقفر تعلقت الـوحوش بأذيالـه وآله وسلم القـائل (أنظروا عمن تأخذون دينكم) والناصح لسيدنا عبد الله بن عمر بقولـه (يا بن عمر دينك دينك فهو دمك ولحمك ، لا تأخذ الدين عمن مالوا وخذه عمن استقاموا) وصدق الله ورسوله .
والشيخ محمد عثمان عبده البرهانى المكنى بـ (فخر الدين)
جـل من يحيى عـلوما
بعـدما بلـغت عتـيا
إن عـلمى فى الأعـالى
كـان إسـما أو سمـيا
من علومى فى الفـيافى
يطـلب الظمـآن ريـا
من يروم العلم عنـدى
يجتـنى رطـبا جــنيا
قد حـبيت العلم لمـا
كنت فى مهدى صـبيا
فاتبـعنى يا مـريـدى
أهدك العـلم السـويا
هذه أوصاف عـلمى
يامـريــدى فتهـيا
إننى مـن فضـل ربى
حيث ترجـونى سـويا
هذه نفحات ربانية وأزهار ندية تتعطر بها أفئدة المتعرضين لنفحات وبركات القطب الفرد الجامع الكبير والعلم الشهير وشيخ شيوخ العصر الذى تجمعت فيه عطايا الرشاد النبوية والذى ملأ الدنيا نورا وعلما.
نسـبه :
قال تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ فمن أصل الشجرة النبوية نما غصنه ومن سلسلة الزهراء نبتت زهرته ومن ثمار باب مدينة العلم أينع ثمره فكان بحق خير خلف لخير سلف ولم يركن إلى نسبه بل ارتكن إليه فى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل , فالتحق بتقواه بجده رسول الله القائل: (أنا جد كل تقى) فاستحق شريف النسب شرف المحبة والحسب.
طريقـته :
الطريقة البرهانية الدسوقية الشـاذلية هى طريقة سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى ، والذى ظلت وديعة بأحشاء الزمان حتى أذن الله لها أن تحيا على يد سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده؛ البرهانى طريقةً والمالكى مذهباً والسودانى مولدا فى سنة 1902م والذى تواترت إليه الطريقة كابرا عن كابر؛ جدا فجد حيث اتصلت به ظاهرا عن طريق جده ’الحاج فضل‘ الذى أخذ الطريقة عن سيدى ’إدريس ود الأرباب‘ صاحب المقام المعروف بالعيلفون (بلدة قرب الخرطوم بالسودان) والذى أخذ الطريقة عن سيدى الشريف ’أبى دنانه‘ عن سيدى ’أحمد زروق‘ المغربى عن سيدى ’أبى المواهب الشاذلى‘ حفيد سيدى ’أبى الحسن الشاذلى‘ والذى ألف بين أوراد القطبين الكبيرين سيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى أبى الحسن الشاذلى فكان أول من رفع لواء الطريقة الممزوجة {الدسوقية الشاذلية} حتى كتب الله لذلك كله أن يظهر مؤيدا منصورا على يد سيدى فخر الدين الشيخ ’محمد عثمان عبده البرهانى‘. فعلت الراية فى أرجاء المعمورة مشرقا ومغربا, ودخل الألوف على يديه فى دين الحبيب المصطفى سالكين إلى الله على طريقته منتفعين بحلقات علمه اليومية فى الفقه وعلوم التصوف.
خدمته للدين وإرساؤه لدعائم التصوف:
كان لمولانا الشيخ الفضل كل الفضل فى النهوض بالتصوف والصوفية ليس فى السودان فحسب بل فى جميع بقاع العالم, فقد نظم حضرات الذكر ونظم الإرشاد وأعاد الحياة لقراءة الأوراد وقيام الليل، وربط التصوف الذى هو لب الدين بالحياة والمجتمع، وحبب فى عيبب الرزق عن طريق شريف، وحض على أن يكون الفرد نواة صالحة فى بناء أسرة كريمة ولبنة مستوية فى صرح مجتمعه الذى يعيش فيه, وكانت الجرعة أكبر بالنسبة للشباب من الجنسين فلاقت طريقته إزدهارا فى بلاد لم تر الله خالقا فأصبحت بفضل الله من أهل التوحيد وفى ذلك يقول :
وجـبت بلاد الله شرقا ومغـربا
بذرت بأقـطار الأعـاجم حنطتى
دخلت قلوبـا لم ترى الله خـالقا
فصارت بفضل الله من أهل وحدتى
وكما قال الحبيب المصطفى : (يبعث الله على رؤوس الأشهاد كل مائة عام إماما يجدد للناس أمر دينهم) فقد كان التجديد سمة لمولانا سيدى فخر الدين , وذلك فيما قد تجلى واضحا فى درسه اليومى الذى كان يلقيه لسنين طوال فأبان عن الجديد من فقه القرآن وعلوم الحديث الشريف، والجديد فى مفهوم الحكمة من مشروعية العبادات والأحكام، وذلك إلى جانب ردوده على الأسئلة التى كانت توجه إليه فى شتى العلوم من فلك وكيمياء, كما برع فى معرفة الطب وعلاج الأمراض المستعصية واشتهر عنه معرفته الدقيقة بالأنساب فى أصل القبائل بل والأمم عربا وعجما. ولذا سعى إلى مجلس علمه كثير من علماء عصره وكان أسبقهم فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود وفضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى وفضيلة الشيخ الدكتور عبد المنعم النمـر والدكتور طه حسين الذى قال: ’سمعت أن الشيخ كتاب مفتوح ولكن لما جلست إليه وجدته مكتبة مترحلة‘
مصنفـاته :
1- كتاب [تبرئة الذمة فى نصح الأمة وتذكرة أولى الألباب للسـير إلى الصواب]: وقد قال أن هذا الكتاب خلاصة أكثر من مائتى كتاب من كتب أعلام التصـوف:
ولئن سئلتم ما الكتاب ؟ فإنه
ممـا رواه أمـاجد الأعـلام
نعم الهداة حقائقا قد سطروا
فهمُ أولو القدر الجليل السامى
2- كتاب [انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان]: وفيه أبان عن فضل أهل بيت رسـول الله وأعلام الصحابة وأئمة الفقـه وأقطاب التصوف ومشروعية الذكر والأوراد وبيان مفهوم البدعة والسنة كما جاء فى الكتاب والسنة.
3- ديوان [شراب الوصل]: وهو كتاب للشيخ جمع فيه علومه فى نظم فريد لتنهل منه القلوب فى ذكرها وتطرب به الأرواح فى سيرها.
4- التراث [سلسلة علمـوا عنى]: وهى عبارة عن دروسه اليومية مسجلة على شرائط الكاسيت ومعها الكتاب الذى يحتوى على نفس المادة المسموعة.
إنتقاله إلى الرفيق الأعلى:
وبعد أن بوأ الركن من صرحه وعهد إلى إبنه وفلذة كبده برفع قواعده لحق بجوار ربه فى الحادى والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة وألف من الهجرة الموافق الرابع من إبريل سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وألف.
وصرحى باسم الله بوأت ركنه
وآية إبراهيـم رفع القـواعد
الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
أجل إبراهيم بعد رجـائه
هذا الحديث ومنحتى وكلامى
فهو الحبيب ولا يخيب رجاؤه
أورثته سـرا عـليه لثـامى
هو إبن الشيخ نسـبا ووصيه وخليفته ووارث مقامه وقد قال فيه أيضا:
وآتيت إبراهيم من قبل رشده
فمـا هو إلا فـلذتى وعطيتى
شهدت الطريقة على يديه انتشارا واسعا مما جعل العمل على خدمة الطريقه يأخذ اتجاهين فى آن واحد؛ الإتجاه الأول: فى الدول الإسلامية؛ وهو إعادة الناس إلى حظيرة الاعتقاد الصحيح فى الله من غير تشبيه ولا تحديد للزمان والمكان, وفهم آيات القرآن تأويلا على مراد الله عز وجل كما علمنا وأبان لنا سيدى فخر الدين فى دروسه, وعلى نفس الدرب تعريف الناس ببعض قدر رسول الله ووجوب حبه وحب آل بيته الأكرمين ورجاء شفاعته التى هى ذخيرتنا يوم العرض على الله سبحانه وتعالى. وبدأ يجوب الأقطار الإسلامية لفتح مراكز للطريقة بها وإعداد الصفوة من الشباب لنشر وتعليم الإرشـاد الصحيح، كما وقف بقوة فى وجه التيارات التى تدعو إلى تغيير الناس بقوة السلاح, وبدأت البذور التى بذرها سيدى فخر الدين وسقاها ورعاها مولانا الشيخ إبراهـيم تنمو وتؤتى ثمارها؛ وانتشرت الزوايا البرهانية فى السودان وكل أرجاء مصر وليبيا وتونس والسعودية والإمارات العربية والعراق والأردن والكويت وسوريا ولبنان والصومال وباعيبتان.
الإتجاه الثانى: وهو الدعوة إلى الإسـلام؛ وكان نهجه نهجـا مختلفا فى الدعـوة إلى الإسلام خصوصا أن كلمة إسـلام فى دول الغرب لا تعنى إلا معنى واحدا زرعته أجهزة الإعلام فى النفوس ألا وهو الإرهاب. ومن جانب آخر فإن الدعاة قد يحرصون على بعض المظاهر التى تبين انتمائك للإسلام ولكن الشـيخ قال: علينا أن نبدأ بالدعوة إلى إصلاح القلوب عملا بحديث المصطفى : (ألا أن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسـد كله وإن فسدت فسد سائر الجسد؛ ألا وهى القلب) وصلاح القلب لا يتأتى إلا بذكـر الله سبحانه وتعالى والصلاة على الحبيب المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وبدأ الشيخ تحديه بتعليم الناس أساس الطريقة الذى يحتوى على البسملة والإستغفار والتهليل والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وأثمرت الأوراد فى القلوب نورا وسراجا وضيئا تبينت عليه دين الإسلام ومعالم الإيمان ومعانى العرفان؛ فبدأ المريدون يطالبون بمعرفة دقائق التشريع فأوفد الشيخ إليهم من يعلمهم أمور الشريعة وهو بنفسه يجوب بلاد الغرب وأمريكـا ليشرف على تعليمهم ويطمئن على تثقيفهـم حتى بدأت الوفود منهم تتوالى على بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة الروضة المشرفة برسول الله وذلك تأكيدا منهم وإيمانا بأنه لا إله إلا الله وأن سـيدنا محمد عبده ورسوله, مع صلاة وصـيام وزكاة، وبدأ النور ينتشر وانتشرت الزوايا البرهانية حتى أنه لا توجد مدينة كبرى بألمانيا إلا وبها صرح برهاني تقام فيه الشعائر وحلق الذكر والعلم وتلاوة القرآن الكريم كما تقوم بنفس الدور مثيلاتها فى لندن وباريس وروما ونابولى وكوبنهاجن واستكهولم ونيويورك.
ونظرا لاتساع الرقعة وتزايد الأعداد والحاجة الملحة للاتصال المنظم المواكب لعصر التقنية الحديثة؛ عهد الشيخ إبراهيم إلى ابنه وخليفته من بعده:
الشيخ محمد الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
بالإشراف على كل مناحى الطريقة فى كل الأرجاء, فبدأ بالإهتمام بما يسمو بالناس من العلم, فبدأ بجمع علـوم جده الشيخ وإعادة نشرها مسموعة ومقروءة؛ وعلى نفس الدرب قام بتجميع علوم السابقين من الأولياء والمضمرة فى قصائدهم, وقد بدأت تلك العلـوم ترى النور من خلال باكورة عمله متمثلا فى سلسـلة [علموا عنى] وديوان [إبتسـام المدامع] كما يشرف على المكتبة البرهانية المقروءة والمسموعة والمرئية ليخرج للناس صافى العذب أعذبه، ومواكبة لعصر العلم وسرعة الإتصال أنشأ رضى الله عنه أول مكتب للإتصالات والربط ما بين المركز الرئيسى بالخرطـوم وكل الزوايا بالعالم, كما أن شبكة الإنترنت شهدت مولد الصفحة البرهانية باللغات العربية والإنجليزية والألمانية بفضل عظيم همته وفضله ... فاللهم اجزهم عن الإسلام والمسلمين بأحسن ما جازيت به أنبياءك وأولياءك.
وها هى سلسلة الطريقة للتعرف على مشايخها:
الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
سيدى أحمـد عربى الشـرنوبى
سيدى موسـى أبو العمــران
سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى
سيدى أبو الحسـن الشــاذلى
سيدى عبد السـلام بن بشيش
سيدنا ومولانا الإمام الحســين
سيدنا ومولانا الإمـام عــلى
زيادة فى شرف المصــطفى
وبالصلاة على الحبيب بدأنا بعد حمد الله وبها للكلام نختم والثناء على الله.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
سبب هذه التسمية هو:
البرهانية: مشتقة من كلمة (برهان) إشارة إلى برهان الدين وهى كنية سيدى إبراهيم الدسوقى القطب الكبير المعروف وهو صاحب الطريقة ومنشئها.
الدسوقية: مشتقة من كلمة (دسوق) نسبة إلى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ والتى هى مقر إقامة وعبادة سيدى إبراهيم الدسوقى حتى انتقاله وفيها مقامه المشهور.
الشاذلية: مشتقة من كلمة (الشاذلى) نسبة إلى خال سيدى إبراهيم الدسوقى وهو القطب الكبير المعروف سيدى أبو الحسن الشاذلى.
والطريقة (البرهانية) هى نفسها الطريقة (البرهامية)
فالبرهامية أيضا نسبة إلى سيدى إبراهيم الدسوقى ومشتقة من كلمة (إبراهيم)
والاسم المشهور للطريقة فى بلد شيخها ومحييها سيدى فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى وفى كل البلاد العربية والأوربية هو البرهانية
اسمها فى مصر الإمام الحسين بلد سيدى إبراهيم الدسوقى صاحبها ومنشئها فهو البرهامية
أبنـاء الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الحمد لله الجامع المانع المعطى الوهاب الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى ، القائل ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ و﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين﴾ والصلاة والسلام على من إذا مشى فى البر الأقفر تعلقت الـوحوش بأذيالـه وآله وسلم القـائل (أنظروا عمن تأخذون دينكم) والناصح لسيدنا عبد الله بن عمر بقولـه (يا بن عمر دينك دينك فهو دمك ولحمك ، لا تأخذ الدين عمن مالوا وخذه عمن استقاموا) وصدق الله ورسوله .
والشيخ محمد عثمان عبده البرهانى المكنى بـ (فخر الدين)
جـل من يحيى عـلوما
بعـدما بلـغت عتـيا
إن عـلمى فى الأعـالى
كـان إسـما أو سمـيا
من علومى فى الفـيافى
يطـلب الظمـآن ريـا
من يروم العلم عنـدى
يجتـنى رطـبا جــنيا
قد حـبيت العلم لمـا
كنت فى مهدى صـبيا
فاتبـعنى يا مـريـدى
أهدك العـلم السـويا
هذه أوصاف عـلمى
يامـريــدى فتهـيا
إننى مـن فضـل ربى
حيث ترجـونى سـويا
هذه نفحات ربانية وأزهار ندية تتعطر بها أفئدة المتعرضين لنفحات وبركات القطب الفرد الجامع الكبير والعلم الشهير وشيخ شيوخ العصر الذى تجمعت فيه عطايا الرشاد النبوية والذى ملأ الدنيا نورا وعلما.
نسـبه :
قال تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ فمن أصل الشجرة النبوية نما غصنه ومن سلسلة الزهراء نبتت زهرته ومن ثمار باب مدينة العلم أينع ثمره فكان بحق خير خلف لخير سلف ولم يركن إلى نسبه بل ارتكن إليه فى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل , فالتحق بتقواه بجده رسول الله القائل: (أنا جد كل تقى) فاستحق شريف النسب شرف المحبة والحسب.
طريقـته :
الطريقة البرهانية الدسوقية الشـاذلية هى طريقة سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى ، والذى ظلت وديعة بأحشاء الزمان حتى أذن الله لها أن تحيا على يد سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده؛ البرهانى طريقةً والمالكى مذهباً والسودانى مولدا فى سنة 1902م والذى تواترت إليه الطريقة كابرا عن كابر؛ جدا فجد حيث اتصلت به ظاهرا عن طريق جده ’الحاج فضل‘ الذى أخذ الطريقة عن سيدى ’إدريس ود الأرباب‘ صاحب المقام المعروف بالعيلفون (بلدة قرب الخرطوم بالسودان) والذى أخذ الطريقة عن سيدى الشريف ’أبى دنانه‘ عن سيدى ’أحمد زروق‘ المغربى عن سيدى ’أبى المواهب الشاذلى‘ حفيد سيدى ’أبى الحسن الشاذلى‘ والذى ألف بين أوراد القطبين الكبيرين سيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى أبى الحسن الشاذلى فكان أول من رفع لواء الطريقة الممزوجة {الدسوقية الشاذلية} حتى كتب الله لذلك كله أن يظهر مؤيدا منصورا على يد سيدى فخر الدين الشيخ ’محمد عثمان عبده البرهانى‘. فعلت الراية فى أرجاء المعمورة مشرقا ومغربا, ودخل الألوف على يديه فى دين الحبيب المصطفى سالكين إلى الله على طريقته منتفعين بحلقات علمه اليومية فى الفقه وعلوم التصوف.
خدمته للدين وإرساؤه لدعائم التصوف:
كان لمولانا الشيخ الفضل كل الفضل فى النهوض بالتصوف والصوفية ليس فى السودان فحسب بل فى جميع بقاع العالم, فقد نظم حضرات الذكر ونظم الإرشاد وأعاد الحياة لقراءة الأوراد وقيام الليل، وربط التصوف الذى هو لب الدين بالحياة والمجتمع، وحبب فى عيبب الرزق عن طريق شريف، وحض على أن يكون الفرد نواة صالحة فى بناء أسرة كريمة ولبنة مستوية فى صرح مجتمعه الذى يعيش فيه, وكانت الجرعة أكبر بالنسبة للشباب من الجنسين فلاقت طريقته إزدهارا فى بلاد لم تر الله خالقا فأصبحت بفضل الله من أهل التوحيد وفى ذلك يقول :
وجـبت بلاد الله شرقا ومغـربا
بذرت بأقـطار الأعـاجم حنطتى
دخلت قلوبـا لم ترى الله خـالقا
فصارت بفضل الله من أهل وحدتى
وكما قال الحبيب المصطفى : (يبعث الله على رؤوس الأشهاد كل مائة عام إماما يجدد للناس أمر دينهم) فقد كان التجديد سمة لمولانا سيدى فخر الدين , وذلك فيما قد تجلى واضحا فى درسه اليومى الذى كان يلقيه لسنين طوال فأبان عن الجديد من فقه القرآن وعلوم الحديث الشريف، والجديد فى مفهوم الحكمة من مشروعية العبادات والأحكام، وذلك إلى جانب ردوده على الأسئلة التى كانت توجه إليه فى شتى العلوم من فلك وكيمياء, كما برع فى معرفة الطب وعلاج الأمراض المستعصية واشتهر عنه معرفته الدقيقة بالأنساب فى أصل القبائل بل والأمم عربا وعجما. ولذا سعى إلى مجلس علمه كثير من علماء عصره وكان أسبقهم فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود وفضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى وفضيلة الشيخ الدكتور عبد المنعم النمـر والدكتور طه حسين الذى قال: ’سمعت أن الشيخ كتاب مفتوح ولكن لما جلست إليه وجدته مكتبة مترحلة‘
مصنفـاته :
1- كتاب [تبرئة الذمة فى نصح الأمة وتذكرة أولى الألباب للسـير إلى الصواب]: وقد قال أن هذا الكتاب خلاصة أكثر من مائتى كتاب من كتب أعلام التصـوف:
ولئن سئلتم ما الكتاب ؟ فإنه
ممـا رواه أمـاجد الأعـلام
نعم الهداة حقائقا قد سطروا
فهمُ أولو القدر الجليل السامى
2- كتاب [انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان]: وفيه أبان عن فضل أهل بيت رسـول الله وأعلام الصحابة وأئمة الفقـه وأقطاب التصوف ومشروعية الذكر والأوراد وبيان مفهوم البدعة والسنة كما جاء فى الكتاب والسنة.
3- ديوان [شراب الوصل]: وهو كتاب للشيخ جمع فيه علومه فى نظم فريد لتنهل منه القلوب فى ذكرها وتطرب به الأرواح فى سيرها.
4- التراث [سلسلة علمـوا عنى]: وهى عبارة عن دروسه اليومية مسجلة على شرائط الكاسيت ومعها الكتاب الذى يحتوى على نفس المادة المسموعة.
إنتقاله إلى الرفيق الأعلى:
وبعد أن بوأ الركن من صرحه وعهد إلى إبنه وفلذة كبده برفع قواعده لحق بجوار ربه فى الحادى والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة وألف من الهجرة الموافق الرابع من إبريل سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وألف.
وصرحى باسم الله بوأت ركنه
وآية إبراهيـم رفع القـواعد
الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني
أجل إبراهيم بعد رجـائه
هذا الحديث ومنحتى وكلامى
فهو الحبيب ولا يخيب رجاؤه
أورثته سـرا عـليه لثـامى
هو إبن الشيخ نسـبا ووصيه وخليفته ووارث مقامه وقد قال فيه أيضا:
وآتيت إبراهيم من قبل رشده
فمـا هو إلا فـلذتى وعطيتى
شهدت الطريقة على يديه انتشارا واسعا مما جعل العمل على خدمة الطريقه يأخذ اتجاهين فى آن واحد؛ الإتجاه الأول: فى الدول الإسلامية؛ وهو إعادة الناس إلى حظيرة الاعتقاد الصحيح فى الله من غير تشبيه ولا تحديد للزمان والمكان, وفهم آيات القرآن تأويلا على مراد الله عز وجل كما علمنا وأبان لنا سيدى فخر الدين فى دروسه, وعلى نفس الدرب تعريف الناس ببعض قدر رسول الله ووجوب حبه وحب آل بيته الأكرمين ورجاء شفاعته التى هى ذخيرتنا يوم العرض على الله سبحانه وتعالى. وبدأ يجوب الأقطار الإسلامية لفتح مراكز للطريقة بها وإعداد الصفوة من الشباب لنشر وتعليم الإرشـاد الصحيح، كما وقف بقوة فى وجه التيارات التى تدعو إلى تغيير الناس بقوة السلاح, وبدأت البذور التى بذرها سيدى فخر الدين وسقاها ورعاها مولانا الشيخ إبراهـيم تنمو وتؤتى ثمارها؛ وانتشرت الزوايا البرهانية فى السودان وكل أرجاء مصر وليبيا وتونس والسعودية والإمارات العربية والعراق والأردن والكويت وسوريا ولبنان والصومال وباعيبتان.
الإتجاه الثانى: وهو الدعوة إلى الإسـلام؛ وكان نهجه نهجـا مختلفا فى الدعـوة إلى الإسلام خصوصا أن كلمة إسـلام فى دول الغرب لا تعنى إلا معنى واحدا زرعته أجهزة الإعلام فى النفوس ألا وهو الإرهاب. ومن جانب آخر فإن الدعاة قد يحرصون على بعض المظاهر التى تبين انتمائك للإسلام ولكن الشـيخ قال: علينا أن نبدأ بالدعوة إلى إصلاح القلوب عملا بحديث المصطفى : (ألا أن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسـد كله وإن فسدت فسد سائر الجسد؛ ألا وهى القلب) وصلاح القلب لا يتأتى إلا بذكـر الله سبحانه وتعالى والصلاة على الحبيب المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وبدأ الشيخ تحديه بتعليم الناس أساس الطريقة الذى يحتوى على البسملة والإستغفار والتهليل والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وأثمرت الأوراد فى القلوب نورا وسراجا وضيئا تبينت عليه دين الإسلام ومعالم الإيمان ومعانى العرفان؛ فبدأ المريدون يطالبون بمعرفة دقائق التشريع فأوفد الشيخ إليهم من يعلمهم أمور الشريعة وهو بنفسه يجوب بلاد الغرب وأمريكـا ليشرف على تعليمهم ويطمئن على تثقيفهـم حتى بدأت الوفود منهم تتوالى على بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة الروضة المشرفة برسول الله وذلك تأكيدا منهم وإيمانا بأنه لا إله إلا الله وأن سـيدنا محمد عبده ورسوله, مع صلاة وصـيام وزكاة، وبدأ النور ينتشر وانتشرت الزوايا البرهانية حتى أنه لا توجد مدينة كبرى بألمانيا إلا وبها صرح برهاني تقام فيه الشعائر وحلق الذكر والعلم وتلاوة القرآن الكريم كما تقوم بنفس الدور مثيلاتها فى لندن وباريس وروما ونابولى وكوبنهاجن واستكهولم ونيويورك.
ونظرا لاتساع الرقعة وتزايد الأعداد والحاجة الملحة للاتصال المنظم المواكب لعصر التقنية الحديثة؛ عهد الشيخ إبراهيم إلى ابنه وخليفته من بعده:
الشيخ محمد الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
بالإشراف على كل مناحى الطريقة فى كل الأرجاء, فبدأ بالإهتمام بما يسمو بالناس من العلم, فبدأ بجمع علـوم جده الشيخ وإعادة نشرها مسموعة ومقروءة؛ وعلى نفس الدرب قام بتجميع علوم السابقين من الأولياء والمضمرة فى قصائدهم, وقد بدأت تلك العلـوم ترى النور من خلال باكورة عمله متمثلا فى سلسـلة [علموا عنى] وديوان [إبتسـام المدامع] كما يشرف على المكتبة البرهانية المقروءة والمسموعة والمرئية ليخرج للناس صافى العذب أعذبه، ومواكبة لعصر العلم وسرعة الإتصال أنشأ رضى الله عنه أول مكتب للإتصالات والربط ما بين المركز الرئيسى بالخرطـوم وكل الزوايا بالعالم, كما أن شبكة الإنترنت شهدت مولد الصفحة البرهانية باللغات العربية والإنجليزية والألمانية بفضل عظيم همته وفضله ... فاللهم اجزهم عن الإسلام والمسلمين بأحسن ما جازيت به أنبياءك وأولياءك.
وها هى سلسلة الطريقة للتعرف على مشايخها:
الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى
سيدى أحمـد عربى الشـرنوبى
سيدى موسـى أبو العمــران
سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى
سيدى أبو الحسـن الشــاذلى
سيدى عبد السـلام بن بشيش
سيدنا ومولانا الإمام الحســين
سيدنا ومولانا الإمـام عــلى
زيادة فى شرف المصــطفى
وبالصلاة على الحبيب بدأنا بعد حمد الله وبها للكلام نختم والثناء على الله.
الكلمات المفتاحية :
الطرق الصوفية
هذه التدوينة قابلة للنسخ اذا اعجبتك قم بنسخ الرابط من هذه الروابط الثلاثة والصقه بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:
ليست هناك تعليقات: